حرارة الصيف تضرب إسرائيل بشدة، وتكاد تُخرج النظام السياسي عن اتزانه. فقبل بضعة أشهر احتلت صراعات جنرالات الجيش الإسرائيلي عناوين الأحداث، بشكل جعلنا نعتقد أن هناك إشارات إلى تصدع في صفوف العسكر ومؤسسات الأمن. بعد ذلك جاء موسم الانشقاقات الحزبية والتحضير لمشهد حزبي جديد ربما يُدخل تعديلات على شكل الحكومة الإسرائيلية، ثم اقتربنا من أيلول/سبتمبر وهمومه، وبدأت تحضيرات إسرائيل، وخصوصاً العسكرية منها، لاحتمال أن يؤدي توجه السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة إلى ولادة دولة فلسطينية، مهما تكن صيغتها. في أثناء ذلك داهمت موجة الاحتجاجات مركز إسرائيل فتوهم البعض أن المجتمع الإسرائيلي تحول إلى مجتمع عادي تشغله تصدعات اقتصادية - اجتماعية ربما تنافس الأمن على رأس سلم أولوياته. لكن المجتمع الكولونيالي وجد نفسه سريعاً أمام تصعيد أمني أعاد الوضع إلى روتين عسكرة المجتمع وثقافة السيطرة المتجذرة في المجتمع الإسرائيلي، فخفتت أنغام الاحتجاجات وأثبتت لمَن انبهر بها أنها زوبعة في فنجان الإجماع الصهيوني الباحث عن توازن جديد بين جشع السوق والربح والحاجة إلى توفير أوضاع معيشية مقبولة من الطبقة الوسطى التي تشكّل أغلبية المجتمع الإسرائيلي.
صيف إسرائيلي ساخن
القسم الرقمي:
كلمات مفتاحية:
إسرائيل
الحراك الاجتماعي
الاقتصاد الإسرائيلي
الاعتراف بدولة فلسطين
محادثات السلام