المكتبة والمتحف الفلسطيني في صور: مبادرة فردية تجمع 45 ألف كتاب وآلاف الوثائق والقطع التراثية
التاريخ: 
25/06/2018
أجريت المقابلة مع: 
أجرى المقابلة: 

غادر الفلسطيني بلده قهراً وتحت نيران قذائف وصواريخ وأخبار مجازر القوات الصهيونية سنة 1948؛ حاول القتال والصمود، لكن موازين القوى لم تكن لمصلحته؛ وعلى غفلة منه كانت بريطانيا ومعها الكثير من دول الغرب، تعد لاقتلاعه من أرضه وإحلال غريب قادم من هناك مكانه. كل شيء كان مجهزاً: السلاح والمهارات والاقتصاد، بل إن التشكيل السياسي كان حاضراً، وما تم بعد صمت المدافع سنة 1948، ليس سوى إعلان عمّا هو قائم.

هُجِّر الفلسطيني من أرضه، لكنه حملها في وجدانه، وزرعها حيث أقام. ففي لبنان، وفي مخيمات اللجوء، أعطى الفلسطينيون كل مربع اسم قرية: فهناك حي صفوري وحي طيطبة وحي الطيرة وعرب الزبيد وجورة ترشيحا وحي الزيب وحي البصة ...الخ.

مثلهم مثل باقي اللاجئين في الشتات، حملوا معهم بعض أشيائهم، ولا سيما مفاتيح دورهم و"كواشين" ملكياتهم، واحتفظوا بها على مر السنين، حالمون بالعودة، ومجسدون حلمهم هذا بثورة مسلحة، انطلقت من الشتات نحو الأرض المحتلة، متجاوزين صدمة النكبة.

تجسيد حلم العودة، لم يكن بثورة مسلحة فقط، إنما باستحضار ثقافة البلاد، التي لم تقهرها النكبة، ورفع رايتها في المنفى الإجباري، معلنة أن الفلسطينيين شعب متجذر، بتاريخ وجغرافيا وحضارة باقية.

من ضمن التجسيدات الفلسطينية، ما أنجزه المربي الفلسطيني الأستاذ محمود دكوّر، ابن الـ 82 عاماً، في تجمع المعشوق في منطقة صور في جنوب لبنان، الواقع بين مخيمي البص وبرج الشمالي، حيث أقام في منزله متحفاً ومكتبة عامّة، تضم عشرات آلاف الكتب والقطع التراثية والأثرية والعملات التي جمعها من أقرانه من اللاجئين الذين أحضروها معهم إلى لبنان، وبات متحفه والمكتبة محجّة للزوار من لبنان وأنحاء العالم.

يحلم محمود دكوّر بنقل المتحف والمكتبة إلى قريته قديثا، وإن تعذر فإلى القدس عاصمة دولة فلسطين.. يحلم أن تعود فلسطين كما كانت، جامعة لكل الناس بغض النظر عن انتمائهم الديني، بلداً للتسامح، تماماً كما هي قريته قديثا، المتنوعة، مثلها مثل معظم قرى وبلدات ومدن فلسطين، والتي يسكنها المسلم والمسيحي، واليهودي أيضاً، ليكونوا كلهم شعباً يسكن تلك الأرض بمساواة... هذا هو حلمه، الذي نجسده في هذه المقابلة التي أُجريت معه في متحفه/المكتبة.

 

الأيام الأخيرة في قديثا

 

محمود دكوّر متحدثاً إلى موقع مؤسسة الدراسات الفلسطينية في مكتبته العامّة

 

س: حدثنا عن مغادرتك فلسطين أولاً؟

ج: أنا لم أُغادر فلسطين، بل هُجّرت تحت قذائف المدفعية وصواريخ الطائرات في ليلة معتمة في 29/30 تشرين الأول/أكتوبر سنة 1948، وكنّا قد تهجرنا من قرية قديثا إلى قرية الجش المجاورة لنا، وكان في ذلك الوقت بقايا قوّة تدافع عن الجَيب المتبقي من قضائي عكا وصفد.

قبيل غروب ذلك اليوم، كنت أزور قريتي [قديثا] وأتوقع أن أُقنّص في أي لحظة، لأن مستعمرة عين زيتيم تقع فوق قريتنا وكانت مدينة صفد قد احتُّلت.

رأيت 3 طائرات تحوم وتلقي قنابلها والناس تفر جراء ذلك، وشوارع القرية مليئة بجثث القتلى وبأنين الجرحى.

كنا نسكن في الحي المسيحي من القرية، وقد اختبأنا أنا وشقيقتي، فيما كان والدي ووالدتي يقطفان الزيتون، لقد ذعرنا أنا وكان عمري 11 عاماً وشقيقتي وعمرها 13 عاماً؛ كنا نبكي ونصرخ، ثم بعد قليل قدم والدي وإلى جانبه راعٍ قصف قطيع المواشي الذي كان يرعاه.

اشتد القصف بعد الغروب، خصوصاً المدفعية، أعتقد انطلاقاً من مستعمرة زيتيم (المقامة على أراضي قرية عين الزيتون) ومن مدينة صفد، وأعتقد أن الحملة الصهيونية العسكرية هذه على قريتنا كانت بقصد العبور نحو الجش والمنطقة المحيطة بها والتي احتلت صباح اليوم التالي.

تحت غزارة القصف، التجأنا إلى الوادي المتاخم لقريتنا، حفاة عراة لا نلوي على شيء والقذائف تلاحقنا. قضينا ليلتنا في الوادي وخلال الليل اشتد القصف وبدأنا نسمع صوت الدبابات على الطريق الواقعة في الجهة الشمالية والفاصلة بين فلسطين ولبنان. انتظرنا حتى قبيل الفجر قليلاً إلى أن هدأ القصف وغاب صوت الدبابات، كي نعبر هذه الطريق، ومع غروب الشمس، وصلنا إلى مدينة بنت جبيل في لبنان، ورأينا عدداً من الناس بعضهم ملطخ بالدماء والبعض الآخر يُغطي الغبار وجهوهم، وكانت هذه المجموعة قد تعرضت لغارات الطائرات التي قصفتهم. بعض هؤلاء كانوا من قريتنا، وباشروا بسؤالنا عن مصير أهاليهم فأجبنا أن لا أحد يعرف ما حصل مع الآخر، فكلٌ كان يبحث عن خلاصه. أصبحنا في صباح 30 تشرين الأول/أكتوبر، لاجئين لأول مرّة، في بنت جبيل.

 

... والأولى في اللجوء

س: إلى أين ذهبتم بعد ذلك.. أين توزعتم، وكيف أمّنتم معيشتكم؟

ج: كان هناك عشرات الآلاف من الفلسطينيين منتتشرين على امتداد المنطقة، بين السماء والطارق، لا أحد يعرف إلى أين يجب أن يذهب. بقينا في بنت جبيل يومين أو ثلاثة، لا نعرف ماذا نفعل أو أين نذهب أو ماذا نأكل، كان كأنه يوم القيامة. ثم اتفق والدي مع أقارب لنا من قرية أخرى، أن ننتقل بواسطة شاحنة إلى منطقة قريبة من مدينة صور.

ركبنا الشاحنة أطفالاً ونساء ورجالاً، وسارت بنا إلى أن وصلت إلى قرية يطلق عليها اليوم اسم الشهابية. أراد والدي ورجال آخرون أن يستطلعوا القرية، لكن السائق قال لهم إن هناك قرية أخرى قريبة، يمكن أن تكون مكاناً أفضل للعيش، واسمها جويا التي وصلنا إليها قرابة منتصف الليل ونزلنا في كرم تين في العراء، وقد استقبلنا أهالي القرية وجلبوا لنا بعض الأغطية والمخدات، ومكثنا في المكان نحو أسبوعين، قبل أن يستأجر والدي منزلاً في القرية حيث استقرينا وبدأنا حياة جديدة بعيداً عن الوطن. وأعتقد أننا كنّا أول عائلة فلسطينية تستقر في جويا، قبل أن يجيء إليها عشرات العائلات الفلسطينية.

 

العلم سلاح الفلسطيني

اقترح والدي على قريب له أن يفتح صف مدرسة ويدرّس فيه أطفال اللاجئين الفلسطينيين، على أن يدفع التلميذ ليرة واحدة شهرياً، وكان هذا الاستاذ نشيطاً، فاتصل باتحاد الكنائس المسيحية لتتأسس المدرسة الإنجيلية لاتحاد الكنائس المسيحية.

في هذه المدرسة، درست أنا، وتم ترفيعي من الصف الرابع إلى الصف السادس من دون المرور بالصف الخامس، وكان آخر صفوف المدرسة هو الصف السابع وفقاً للنظام الدراسي الفلسطيني. وتقدمنا سنة 1949 – 1950 للشهادة الرسمية الابتدائية اللبنانية، وكنا من أوائل التلاميذ الفلسطينيين الذين يتقدمون لهذه الشهادة، وقد نجحت.

أراد والدي أن أُكمل تعليمي، على الرغم من أنه لا يملك مالاً كافياً. في فلسطين كان والدي فلاحاً يملك أرضاً يعتاش منها ومنزلاً يعيش فيه. وفي السنة الدراسية 1950 – 1951، التحقت بمدرسة الكليّة الجعفرية في مدينة صور وبقيت فيها حتى نلت شهادة البروفيه التي جرت امتحاناتها للمرّة الأولى باللغة الإنجليزية، إذ قبل ذلك كانت اللغة الأجنبية الوحيدة في مدارس لبنان هي اللغة الفرنسية.

في هذا الوقت كانت وكالة الأونروا قد بدأت تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، فتم توظيفي بسهولة كمدرس، لأني أحمل شهادة رسمية لبنانية، فيما كان قليلون يحملون شهادة المتروكوليشن (الثانوية العامة) الفلسطينية. واعتباراً من السنة الدراسية 1953 - 1954 أصبحت استاذا بعمر السادسة عشرة، ثم مديراً في مدارس الأونروا، حتى بلغت الستين من العمر في سنة 1997، وأحلت على التقاعد.

لكني خلال عملي كمدرس، لم أقف عند شهادة البروفيه، بل عملت على الارتقاء بمستواي الدراسي، فحزت دبلومات بريطانية GCE، ونلت شهادة البكلوريا اللبنانية، والتحقت بالجامعة ونلت إجازة في الأدب العربي، ثم درست الماجستير، وأردت أن أدرس الدكتوراه، لكن بسبب ضرورة تسجيل الحضور في الجامعة وعدم تمكني من ذلك بسبب وظيفتي، وكذلك وضعي الاقتصادي، لم أتمكن من ذلك.

أصبحت عائلتي كبيرة، وتعلّم أولادي كلهم في مدارس الأونروا في المرحلتين الابتدائية والاعدادية، ثم المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية اللبنانية. ابني الكبير كان من ذوي الاحتياجات الخاصّة وقد درس في الدنمارك حيث تلقى علاجاً هناك، واستدنت مبالغ طائلة كي أعلم باقي أولادي في جامعات الولايات المتحدة الأميركية. وقد بلغت ديوني الناتجة عن تعليم أبنائي، بين سنة 1987 و1982، 120,000 دولار أميركي. أما أولادي الأصغر سنّاً فقد دفع أولادي الأكبر تكاليف تعليمهم بعدما تخرجوا واشتغلوا.

 

فلسطين في متحف ومكتبة

سنة 1990، أقمنا معرضاً تراثياً فلسطينياً في مدرسة مخيم برج الشمالي التي كنت مديرها، وعرضنا رسومات أنجزها التلاميذ، واقترحت على اللجنة التي عملت على تنظيم المعرض، أن نحضر قطعاً وأدوات جلبها الفلسطينيون معهم من قراهم، وكنت قد زرت قبل ذلك معرض دمشق الدولي، ورأيت أن جناح فلسطين لا يحتوي على أي شيء من تراث فلسطين، أو ما يعبّر عن اللجوء الفلسطيني.

كان هذا المعرض هو اللبنة الأولى التي انطلقت منها لإنشاء المتحف التراثي الفلسطيني قرب منزلي في تجمع المعشوق للاجئين الفلسطينيين، وهو يقع بين مخيمي البص الملاصق لمدينة صور ومخيم برج الشمالي المحاذي لقرية برج الشمالي.

كنت قد بدأت بتأسيس مكتبة متواضعة منذ سنة 1953 من خلال جمع الكتب، وكنت في مراحل لاحقة أقتطع مبالغ من قوت يومي وقوت عيالي لأشتري فيها الكتب لأثري المكتبة.

أمّا المتحف، الذي جمعت فيه قطعاً متنوعة جلبها الفلسطينيون معهم من فلسطين، فقد بدأت بجمع قطعه سنة 1989.

س: كم تحتوي المكتبة من كتب ومراجع ووثائق؟

ج: المكتبة التي بدأت بجمعها سنة 1953 ولا أزال أنمّيها، فيها اليوم قرابة 45,000 كتاب، وموزعة على 30 مكتبة متخصصة: فهناك مكتبة اللغة العربية، والمكتبة الفلسطينية، والمكتبة الإسلامية، والمكتبة الإمامية، ومكتبات الفلسفة والتاريخ والجغرافيا ...الخ. ولكن أبرز ما فيها مكتبتين هما: المكتبة الفلسطينية وهي الأهم والأوسع، ومكتبة الدوريات وفيها قرابة 600 دورية منها قرابة 30 دورية كاملة بكل أعدادها، فلسطينية ولبنانية وعربية وأجنبية أيضاً، ولا نظير لها إلا في الجامعة الأميركية في بيروت.

 

جانب من المكتبة

 

طبعاً المكتبة عامّة ومفتوحة للجميع، وقد وسعتها بعدما سمحت لي الدولة اللبنانية بتوسيع منزلي الذي ضاق بي وبالمتحف والمكتبة؛ الكتاب يُعار من دون مقابل، ويعيده من يستعيره، وأنا أساعد أيضاً التلاميذ والطلاب كوني أستاذ لغة عربية ومدققاً لغوياً، وأساعد الباحثين أيضاً، خصوصاً الباحثين في الشأن الفلسطيني.

بالنسبة للوثائق، في المكتبة قرابة 3,000 وثيقة قسم قليل منها أصلي، أما الباقي فهي نسخ عن الوثائق الأصلية. جمعتها من أنحاء العالم، وهي توثق إلى حد كبير الحياة اليومية الفلسطينية من فترة الحكم العثماني وفترة الانتداب البريطاني. أقدم وثيقة أصلية في المكتبة هي عثمانية تعود لسنة 1864.

وثائق من فلسطين

 

المتحف فيه قرابة 3,000 قطعة استعملت أو صنعت في فلسطين قبل النكبة وجلبها اللاجئون الفسطينيون معهم سنة 1948.

وأود أن أشير هنا، إلى أن زواراً من مختلف أنحاء العالم زاروا المتحف والمكتبة على مر السنوات الماضية. ومنهم صحافيون كبار وديبلوماسيون. كما بثت ونشرت تقارير وتحقيقات في القنوات التلفزيونية العالمية والعربية والمحلية وفي الصحافة المكتوبة، عن المتحف والمكتبة.

 

ماذا لو عدت إلى قديثا؟

س: لنفترض الآن، أنك عدت إلى فلسطين؛ إلى قديثا.. كيف تنقل تجربتك المديدة وإنجازاتك معك إلى هناك؟

ج: قال الإمام علي (سلام الله عليه) "منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا"، أنا لست بطالب مال، إنما أنا طالب علم وثقافة، وقد أسست اللجنة الفلسطينية للثقافة والتراث" لأنه لا يسمح لي كفلسطيني تأسيس جمعية. الكتاب في دمي وتراث فلسطين في دمي، وقد جمعت الكتب والقطع التراثية الفلسطينية من كل أصقاع العالم؛ ومن ضمن ما جمعته أيضاً العملات، وأنا خبير جمع عملات، وخصوصاً الفلسطينية واللبنانية، ولدي مجموعة العملة الفلسطينية كاملة: كل القطع المعدنية والقطع الورقية الأربع الأكثر شهرة؛ أما اللبنانية، فلدي كل القطع المعدنية منذ بداية سكها سنة 1924، ومجموعة العملة اللبنانية لدي هي كاملة؛ كما جمعت كل العملة التي سكها بنك سوريا ولبنان حتى سنة 1964، وجمعت العملة الورقية اللبنانية منذ تأسيس مصرف لبنان سنة 1964. وجمعت العديد من العملات العالمية، لكنها ليست مجموعات كاملة، وترى في المتحف هنا، على الأقل قطعة من معظم دول العالم، حتى أنه إذا أتانا زائر، نبلغه اهتمامنا به وببلده وبأننا نريد أن نحتفظ بقطعة عملة منه عندنا.

جانب من المتحف

 

أنا أتذكر قريتي قديثا بالتفصيل، وأتذكر والدي، وأنا أحلم إذا عدت إلى فلسطين، أن يكون لي منزل كبير في قريتي، وأن أنقل هذا المتحف إلى هناك في حياتي، لكنني أيضاً أوصيت إذا وافتني المنيّة قبل ذلك، أن تنتقل ملكية هذا المتحف إلى دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف التي آمل أن ينقل إليها هذا المتحف من دون قيد أو شرط. أما إذا عدت إلى قريتي، فسيكون المتحف فيها، فهي أغلى أمكنة الدنيا إلى قلبي، وبالتالي أود أن أجمع المزيد من القطع التراثية والأثرية التي استخدمها الفلسطينيون منذ قديم الأزمان. وأود أن أشير إلى أنه في المتحف، هناك قطع من العصر الروماني، إذ إنني أهتم بجمع أي قطعة من فلسطين قبل سنة 1948.

أحلم أن يتوسع المتحف أكثر فأكثر، ليرى العالم أن الشعب الفلسطيني هو شعب معطاء وكريم ومضياف ويملك حضارة أصيلة ومتجذرة في عمق التاريخ، يحب البشر أجمعين من دون تمييز. فالفلسطيني يرفض العنصرية وهو يحب كل البشر، لكنه يريد أن يعيش كباقي البشر.

أحلم أن تكون المكتبة العامّة في قديثا وكذلك المتحف، وإن لم يكن فيها، ففي القدس الشريف. أحلم أن أجول في كل فلسطين لجمع الكتب والقطع التراثية والأثرية وحفظها في المتحف والمكتبة.

 

س: هل تفكر، مثلاً، أن تؤسس متحفاً عن النكبة، إذا عدت إلى قديثا؟

ج: لا أنا لا أحب أن أجمع ما يدل إلى الحروب، بل ما يدل إلى الحضارة والسلام، وأترك أمر هكذا متحف إلى جهات سياسية، مع العلم أن جمع الكتاب والقطع التراثية والأثرية الفلسطينية، هو عمل سياسي إذ إن المقصود الإضاءة على تاريخ هذا الشعب وحضارته المسلوبين. نحن كفلسطينيين كل ما نريده أن نعيش في وطننا شعباً كباقي الشعوب لنا هويتنا الوطنية، لا أن نكون شعباً مشرداً بلا أرض وبلا وطن. أن نعيش كلنا في هذا الوطن بغض النظر عن الدين وبحرية كلمة ومعتقد للجميع؛ فلسطين هي أرض مقدسة ووطن كل الأديان.