هل السماء تبكي؟ العنف الاستيطاني ونهاية العالم
النص الكامل: 

هل حانت نهاية العالم في فلسطين في سنة 2023؟ فتأريخ فلسطين موسوم بالأرقام. وإذا كان تاريخنا هو تاريخ الأرقام، فإن وظيفة الأرقام هي تمثيل الصدع السياسي. لدينا السنوات 1919، و1948، و1967، و1994... وهكذا دواليك، والآن لدينا سنة 2023. لكن هل يمكن اختزال تاريخنا بسهولة إلى أرقام؟ وهل هذا يعني أننا تُهنا بين الماضي والحاضر وحُرمنا من المستقبل؟

بعد 22 يوماً، اتصلت بابن أخي عمر، ذي الخمسة عشر عاماً، لأجد طريقة لفهم الأرقام. وكنت أتساءل: هل يمكن لأحد بهذه التجربة الفتية أن يمر في، أو حتى أن يفهم، العنف الإبادي في النكبة المستمرة؟ فالأرقام لم تكن محض تواريخ، بل إنها تمثّل أيضاً عَدَّ الأيام، والأجساد، والشهداء... وما إلى ذلك ممّا لا يمكن التعبير عنه، على الرغم من حضوره الطاغي، ومن دمار العنف الإقصائي. هل كان هذا أثر النكبة من جيل أهلي في جيلي واستمراره في الأجيال التي ستأتي؟ هل أبحث عن العزاء بتجاوز العَدّ من طرف الجيل المقبل؟ ربما لم أكن أرغب فقط في كسر العلاقة مع الأرقام، وإنما ربما رغبت في أن أجعل الأرقام تعني شيئاً آخر يتجاوز النكبة.

أنا وعمر لدينا قصص كبرى عن خلق الذكريات، وأفترض أنني أردت منه أن يتحدث عن الذكريات التي هي دائماً مصدر للضحك بالنسبة إليه، لأنه هكذا فهم عمّته بصفتها "مؤرِّخة". حتى وهو طفل رضيع، كان عمر يجد في الضحك وسيلة لفهم كيفية رؤية التاريخ على أنه أحد أشكال خلق الذكريات. ولا شك في أن الضحك ناتج من إدراكه أن عليّ أن أبذل جهداً أكبر لأكون حاضرة، لأنني رأيت الحاضر على أنه ماضٍ يتشكل. ومع تقدّمه في العمر، نما الضحك لدى عمر بشأن خلق الذكريات ليصير هو نمط مشاركته النشط في الحوار والمساجلة. هكذا، وجدنا بعض الأمل في سرد الحكايات، وسمّيناها ممارسة الذاكرة. والآن، أنا بحاجة إلى مساعدة ليس في التذكر، بل في النسيان. الآن أريد الإصغاء إلى ما يدور في ذهنه عن ذاكرته من أجل مواجهة هذه الكوابيس.

عمر يعيش في شيكاغو "بعيداً عن فلسطين"، لكنه يقول لي أنه يحاول متابعة تفصيلات كل ما يحدث. يقول لي: "فلسطين تسكنني". وهو، مثلما أخبرني، يريد التأكد أن سنة 2023 هي نقطة تحوّل في وعيه. ربما عمر ليس بعيداً مطلقاً عن فلسطين.

لقد كان من الرائع الاستماع إلى حديث عمر عن الذاكرة وممارسته لها عبر الهاتف. ولعل ممارسته لتغذية إمكانات الذاكرة في الحاضر أذكت فيّ بعض الإيمان بحيوية الذاكرة حتى في خضم الإبادة. ذكّرني عمر بضرورة التفكير بشكل مغاير في مهمة المؤرّخين الفلسطينيين المستمرة: التذكّر، والتحدي، وإرباك تسلسل الزمن. فنحن كمؤرخين فلسطينيين، نعرف أن عملنا هو تحدٍّ منهجي. وكثيرون منا يعلمون، وعلى نحو جماعي، أن الحكايات لا يمكن مشاركتها من خلال الأرقام، وأن حكايتنا تستدعي المشاركة. فالحكايات بصفتها خلقاً مستمراً للذاكرة، هي جزء مربك من عملنا، لأن كل جزء من عملنا يتحمل مسؤولية ما تجاه شعبنا وقضيتنا. قال لي عمر: "أعلم أن غضبي يتحول إلى تفاؤل. أريد أن أظل غاضباً كي أتمكن من البقاء على أمل." ولذا، فإن ترقيم الزمن هو فعل نقوم به بأثر رجعي، لأنه إعادة سرد للكوارث والفجوات والثورات... إنه تدشين العلاقة المستمرة بين الماضي والحاضر. وعمر يتطلع إلى المستقبل، إلى الأمام، ويذكّرني كذلك بأن كل عمل في الذاكرة يتعلق بالمستقبل بقدر ما يتعلق بالماضي والحاضر.

بعد 32 يوماً، ومع تحوّل تشرين الأول إلى تشرين الثاني، وتزايد حجم الدمار والقصف الإبادي، لا نستطيع أن نقول إنه من قبيل المصادفة أن يكون الأطفال هم الحاضرون في الصور التي غُرست في عقولنا، وقلوبنا، وأرواحنا. وربما مشهد الأنقاض، وأصوات الصغار، وأرواحهم الشابة الغالية، وأجسادهم التي باتت هدفاً... هي ما يصعب استيعابه. فمن سجن مفتوح صار مقبرة للأطفال على امتداد غزة، أضحت المقارنات مروّعة على نحو شائع. وإذا كان الماضي حاضراً، فربما كنت أرغب في سماع رأي عمر بشأن ارتباط خلق الذكريات بالمستقبل لمواجهة جميع المخاوف التي أنتجتها هذه المقارنات في الحاضر. 

الشاشة المقسَّمة

لم يكن هذا جديداً، فالتاريخ مهم، والنكبة مستمرة، وغزو الاستعمار الاستيطاني الصهيوني لم يبدأ في 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023. غير أن هذه العبارات التي نجترّها مراراً وتكراراً منذ بدء الحرب على غزة وقبلها لم تعد تكفي، ذلك بأن الأمر الآن مختلف بشكل واضح، وإن كان يحدث عبر سلسلة طويلة من الأحداث المتشابهة. وبينما يحمل الإلغاء على الدوام مظهراً وجودياً، فإن تصاعد العنف الإبادي يحمل واقعاً دموياً للغاية، وكل يوم جديد يأتي بأشكال جديدة، وغير مسبوقة، من العنف في تحقيق مستمر وتنفيذ متواصل لقرن كامل من العنف الاستيطاني. لقد تجاوزنا كثيراً مرحلة انكسار القلب إلى انكسار العقل، لكن ما هي الذاكرة إذا انكسر العقل؟

إن المحو هو قلق ثابت، سواء في الزمن الفعلي تحت وطأة العنف الاستيطاني الوحشي، أو في سجلات التاريخ حيث يتحمل الحضورُ / الغيابُ عبء تأكيد شعورنا المتواصل بوجودنا كشعب، أو بإنكار وجودنا. وهذا تمرين قديم على أغنية عن الذاكرة في فلسطين. أعرف أننا لا ننسى بقدر ما نحن ملزمون بألّا نتذكر. فالتذكر ليس أمراً هيناً، إنه ليس فعلاً استعراضياً ولا بلاغة جوفاء، بل هو ممارسة سياسية وأخلاقية مستمرة. ولذا، فإن السؤال ليس عمّا إذا كان علينا أن نتذكَّر، بل أكثر من ذلك، كيف، ولماذا نتذكر؟

يجب أن يظل درس عمر في ذهني، حتى إن كان يحمل على الانكسار. فالماضي حاضر لتوليد الأمل في مستقبل ما حتى الآن، بل خصوصاً الآن، كما أن التفكير في المستقبل بصفته الحاضر والماضي اللذين يُستهدفان بشكل مباشر من القنابل القادمة من السماء، والقصف القادم من البحر، ورعب الاجتياح القادم من البر بعد حرمان أكثر من مليوني إنسان من الماء والغذاء… هذا التفكير في الغد هو بحدّ ذاته، فعل مقاومة وشهادة على قوة المخيلة والحلم. لكن، ماذا يعني أن نحلم في وسط هذه الكوابيس كلها؟

في اليوم العشرين، انكسر العقل مرة أُخرى حين انتصرت الكوابيس على الأحلام. إنها شاشة التلفزيون المقسَّمة: في الجهة اليمنى، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس - غرينفيلد، تخاطب الجمعية العامة بشأن قرار بسيط يحمل أبسط المطالب: وقف الحرب المتواصلة والمتصاعدة على غزة. لم أستطع فهم كلمة واحدة ممّا قالته. ما هذه السخافة الإمبريالية في خضم الإبادة؟ هل كانت السفيرة تتحدث حتى عن غزة؟ وفي الجهة اليسرى من الشاشة، ومع غروب الشمس في البحر، كانت أصوات القنابل الهائلة تنفجر في مشهد لا يمكن تخيله من العنف. هل كانت السماء فوق غزة تبكي؟ ربما، فالكلمات المنطوقة من على المنبر العالي للأمم المتحدة والأحداث الجارية في غزة لا ينسجمان، حتى على شاشة بسيطة مقسَّمة.

في الصباح التالي لليلة السوداء من اليوم 35 لم يبقَ شيء على حاله. لا جسد، ولا طريق، ولا مخبز، ولا مدرسة، ولا حتى مستشفى، وخصوصاً المشافي، بعد ليلة حرب لأجل الحرب على بُنية "الشفاء" ومعناه في غزة. فقط مزيد من الأرقام تغزو حواسنا، والأطفال الخدّج مقتولون في حاضناتهم، والمستشفيات صارت ميدان الحرب.

لقد أصبحت غزة هي مشهد العنف الذي لا يمكن تخيله ولا حتى الهروب منه. لم ينجُ أي إنسان على امتداد غزة من غارات هذه القوة الجوية الاستعمارية الهائلة. غزة التي عانى شعبها وأرضها حصاراً غير إنساني لأكثر من 16 عاماً، أصبحت رقماً فظيعاً آخر. غزة، هي المدينة الواقعة على الشواطىء الجميلة للبحر. غزة، هي المكان الذي لجأت إليه ونزحت منه وتشرّدت فيه ثلاثة أجيال من الفلسطينيين. لا يمكنني، بعد الآن، حتى صوغ جمل مفهومة... غزة.

هذا هو "قطاع غزة". وهذا الاسم هو اختراع الاستعمار الاستيطاني. فأهل هذه الأرض لم يكونوا بحاجة أبداً إلى التقسيم إلى قطاعات. إن غزة، مثلما يعلم الجميع الآن، هي أكثر الأماكن اكتظاظاً بالسكان في العالم. وفي اليوم 18، وقبل يومين من إحدى المداولات الفاشلة بشأن قرار الأمم المتحدة غير المتحقق، بعث حيدر عيد، الأستاذ في الجامعة الإسلامية في غزة، ومن بين أنقاض منزله المدمر وركام مأواه المستباح، رسالة بسيطة: "إننا نباد".

توقفت للحظة متسمّرة أمام الشاشة المقسَّمة. فهذه الشاشة المقسَّمة يمكن أن تقسم العقل، إن سمحنا لها بذلك. وما هي الذاكرة إذا انكسر العقل؟ ماذا يعني أن نحلم في وسط هذه الكوابيس؟ لقد كنت مذهولة بسبب الأكاذيب في الأمم المتحدة على الجهة اليمنى من الشاشة، لكنني كنت منكسرة بسبب السماء التي تبكي على الجهة اليسرى. ماذا فعلنا بالشمس؟ وهل الشمس تشهد على هذه الكوابيس؟ أم إنها، مثل عقولنا، في حالة انكسار؟

كانت الشمس المهيبة في سماء الله تبكي، وبدت دموعها كأنها تتحول إلى قنابل فوق هذا الشاطىء الصغير من فلسطين. في زمن ما، كانت السماء والشمس والقمر والنجوم، أمكنة عزاء وسلوان لشعب لوّث أرضَه المستوطنون، لكنها انقلبت علينا الآن. هل الشمس الغاربة تبكي؟ هل كنت أتخيل ذلك؟ هل عقلي هو الذي انكسر، أم إن الكوابيس هي التي أصبحت واقعاً؟ وفي ظلمة الليل، هل أخذ القمر على عاتقه دور الشمس في ذرف دموع النار على أبناء شعبي؟ هل خانتنا السماء؟ 

ما فوق / الطبيعي

إن العنف الذي لا يمكن تخيله، مثلما قال الفلاسفة منذ زمن بعيد، يبدو تجسيده بالكلمات أمراً مستحيلاً. فالكلمات تفشل في وصف ما لا يمكن لعقولنا فهمه، ذلك بأن المفهمة، في نهاية الأمر، هي وضع الكلمات في هيئة أفكار. وربما يُرشد القلبُ المكسور والعقلُ المكسور، وهما أيضاً بعض ضحايا العنف الذي لا يمكن تخيله، عينَ العقل إلى عالم ما فوق / الطبيعي. وعلى الرغم من تحبيرات منظّري العنف وخبراء الحرب، فإن العنف الذي لا يمكن تخيله يظل قائماً في عالم الأساطير: سخط الآلهة التي تصبّ جام غضبها فوق / الطبيعي على البشر. وعلى اختلاف الثقافات والأزمنة، تحيل هذه الأساطير إلى مقولة مشترَكة: لقد ضلّ البشر، وهم يستحقّون عنفاً إلهياً يليق بضلالهم؛ عنفاً لا يمكن لأحد إنتاجه غير آلهة السماء. هكذا، ومن دون تردد: الانتقام الإلهي يأتي من السماء، أو هكذا، على الأقل، أتذكّر مصادر الأساطير والسحر. لكن بعد كل شيء، فإن في قدرة هذه السماء بجمالها السرمدي، أن تتسع لكل شيء: من غضب الإله إلى أمل البشر.

ما الذي يحدث في فلسطين؟ أهي القيامة؟ أم نهاية التاريخ؟ أم نهاية العالم؟ لم يعرف أي فلسطيني أعرفه النومَ لأسابيع. الفلسطينيون لا ينامون، لكنهم غير محصّنين من الكوابيس. وفي لحظات مسروقة أو مستحضرة في الفضاء السابح بين الوعي واللاوعي، يمرّ الفرسان الأربعة لنهاية العالم في ذهني. من أين جاءت بذور معرفتي بهؤلاء الرجال الأربعة؟ لا أعرف، ولا أريد أن أعرف. لكنني، وأنا أشاهد هذا الدمار الذي لا يمكن تخيله في غزة، وأشهد بأمّ عيني، وفي اللحظة نفسها، جيش المستوطنين ومستوطني الجيش في الضفة الغربية، فإن كل ما يمكنني التفكير فيه هو هؤلاء الفرسان الأربعة، فرسان الغزو والحرب والجوع والموت.

العنف حولنا من الجهات الست، وهو عنف هستيري مدمّر جداً ودموي جداً، ويبدو أنني هربت إلى ما فوق / الطبيعي. كيف يمكن للإنسان أن يقترف في حقّ الإنسان هذا النوع من اللاإنسانية، وهذا المستوى من العنف - العنف الذي لا يمكن تخيله، والذي أحال غزة إلى أرض محروقة وأكوام من الأنقاض؟ يواصل الفرسان القياميّون ترجمة الأرقام والأيام الفلسطينية، غير أن أبناء الشعب الفلسطيني ليسوا مجرد أرقام. والأرقام المتصاعدة غير مستوعبة كيف لهذا المستوى من العنف البربري أن يصير ممكناً في سنة 2023؟

لكن هذا ليس هو فوق / الطبيعي. هذا ليس انتقام الله. ليس انتقام الآلهة. فمع أنه ربما يبدو كأن السماء تمطر القنابل، وأن الشمس والقمر والنجوم تذرف دموع الغضب، إلّا إن هذا كله هو من صنع الإنسان. هذا هو الاستعمار الاستيطاني. وهذه هي الصهيونية. وهذه هي الإبادة. وهذه هي نكبتنا المستمرة. لقد سرق المستوطنون الأرض بعنفهم، وادّعوا امتلاك السماء بقنابلهم، وأرادوا تعريف الزمان من أجل السيطرة على نهاية الزمان. هذا العنف الذي لا يمكن تخيله، ليس له سوى اسم واحد: نهاية العالم. وهذه الجريمة الصارخة إلى حدّ السماء ليست أسطورة، بل هي انتقام المستوطنين الذين يتظاهرون بأنهم هم الله.

كتبت شيرين صيقلي مؤخراً: "لا يمكننا انتظار الخلاص العلماني، ولا نهاية العالم المسيحية. نحن في نهاية العالم." وكان نصها المعنون: "النكبة في عصر الكارثة" جزءاً من جرد الكارثة، مع أنه كُتب قبل أشهر من بداية الحرب على غزة. وبينما أكتب هذه الكلمات اليوم، أتذكر كلامها على نحو مختلف. فالذاكرة في زمن العقول المكسورة والقلوب المكسورة، وفي زمن الكوابيس التي تفرض منع التجول على الأحلام، تستطيع تمكين الخيال من إنجاز سحره الخاص. "إننا نهاية هذا العالم"، هكذا أتذكّر مقولة شيرين صيقلي. وإذا كنا نحن نهاية هذا العالم، فإننا نحن العالم الجديد الذي يكافح من أجل الولادة. لسنا مخلّصين للحضارة ولا للإنسانية، فهذه المفاهيم مدفونة تحت أنقاض المباني المدمرة والجثامين التي برسم الدفن في غزة الجريحة. غير أن هذا الانفجار، حتى إذا كان على حساب لحمنا ودمنا، هو الذي سيخلق العالم الذي سينظَّم فيه العنف الذي لا يمكن تخيله، في مدوَّنة الأسطورة.

عندما انقلبت روزنامة اليوم 35 إلى اليوم 36 في ظلمة مساء غزة ومساء فلسطين، اتصلتُ بعمر مرة أُخرى. فما بعد الأسطورة وخارج فوق / الطبيعي يستحوذان عليّ، وأنا بحاجة إلى مساعدته. سألته: "كيف تتعامل مع الحزن؟" ومن دون قصد أو تفكير مسبق، انقلبت أدوارنا: فأنا الآن مَن أطلب منه الإرشاد الفكري والعاطفي. فعلى الرغم من، أو ربما بسبب استهداف جيل كامل بشكل متعمَّد، فإن هذا الجيل هو الذي سيقودنا. أخذ عمر نفساً عميقاً، وتنهّد بشكل مسموع على الهاتف، وقال: "حسناً، يا رنا، لقد أخبرتني عن غضبك، وعلمتني الغضب، والآن سأشرح لك غضبي. فغضبي أقل حيرة وأكثر يقيناً بأن فلسطين ستكون حرة. أعلم أن هذا أمر صعب ومحزن، لكن هكذا سينال الفلسطينيون الحرية. أعلم أنك تحبين تعليمي يا رنا، لكن ربما يمكنك أيضاً أن تتعلمي مني." قلت له: "هذه خطوة جريئة، حبيبي عمر، وقد قبلت التحدي."

 

 

ريم مصري، بلا عنوان، 2023

 

ريم مصري، بلا عنوان، 2023

 

* ترجمة: عبد الرحيم الشيخ.

 

السيرة الشخصية: 

رنا بركات: أستاذة التاريخ ومديرة متحف جامعة بيرزيت.