حديث صحافي لممثل "حماس" في الأردن بشأن الموقف من الوفد الفلسطيني المفاوض، ونقاط الخلاف مع القيادة الفلسطينية، عمان، 29/3/1993
Full text: 

س ـ هل يمكن أن يقال إن الموقف الذي أعلنه الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الناطق الرسمي باسم المبعدين لجهة اعتباره أن الوفد الفلسطيني المفاوض لا يمثل المبعدين، موقف رسمي لـ "حماس"؟

ج ـ نحن من حيث المبدأ كان موقفنا هو أن الوفد الفلسطيني المفاوض لا يمثل إلا نفسه ويمثل القطاع الذي كلفه بالذهاب إلى المفاوضات. وأعتقد أن الموقف الذي أعلنه الرنتيسي يمثل أيضاً موقف "حماس".

س ـ ولكن الدكتور الرنتيسي هدد الوفد المفاوض عندما قال إن المبعدين يرفضون أي تسوية يمكن وضعها لقضيتهم خارج القرار 799 و"سيدفع الخارج على هذا القرار ثمن خروجه"؟

ج ـ أنا لا أعتبر أن هذا عبارة عن تهديد. هذا موقف عبرت عنه "حماس" مراراً في أنها لا تلتزم أي اتفاق يتعلق بالتسوية السياسية وكذلك أي تسوية خاصة بالمبعدين، ونتمسك بهذا الموقف وبتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 799 الذي يقضي بالعودة الفورية لجميع المبعدين.

س ـ الدكتور الرنتيسي تحدث أيضاً عن رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض الدكتور حيدر عبد الشافي...؟

ج ـ نحن من حيث المبدأ نحترم الدكتور حيدر عبد الشافي ونثمن موقفه الأخير في رفضه الذهاب إلى المفاوضات. ولا أعتقد أن الدكتور الرنتيسي كان يقصد الإساءة إلى الدكتور عبد الشافي وآمل أن لا يكون ما صرح به صحيحاً.

[.......]

س ـ هل تعتبر أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني؟

ج ـ نحن لا نعتقد أن هناك نزاعاً على تمثيل الشعب الفلسطيني مع أحد ولكننا نرى أن البرنامج السياسي الذي تتبناه قيادة منظمة التحرير يمثل تصفية للقضية الفلسطينية ويتنكر لثوابت الشعب الفلسطيني.

س ـ هل ستحصل أي لقاءات أُخرى مع حركة "فتح" تتمة لما جرى في الخرطوم؟

ج ـ حدثت بعض اللقاءات في عمان ويفترض أن تستأنف قريباً في الخرطوم.

س ـ على أي أسس ستتم هذه اللقاءات؟

ج ـ على أساس أنه تم الاتفاق على مواصلة الحوار ومحاولة الوصول إلى نقاط مشتركة.

س ـ وما هي شروطكم ومطالبكم؟

ج ـ نحن في ما يتعلق بالموقف السياسي أبدينا رأينا الذي يقوم على أساس ضرورة الانسحاب من عملية التسوية الراهنة لأنها تخالف توجه وأماني الشعب الفلسطيني وتطلعاته.

س ـ وضعتم شروطاً تتعلق بنسبة تمثيلكم في المجلس الوطني هل ما زالت قائمة؟

ج ـ نحن نرى أن الخلاف مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية يتعلق بمحورين أساسيين: المحور الأول يتعلق بالبرنامج السياسي والثاني بالبنية التنظيمية. ونرى أنه لا بد من إعادة النظر في المحورين من خلال حوار وطني شامل يشمل كل القوى الفاعلة على الساحة الفلسطينية.

س ـ على ماذا تتفقون مع الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق؟

ج ـ على تحالف سياسي مقاوم لمشروع الحكم الذاتي الإداري.

س ـ هل تستطيعون رفض أي تسوية يمكن وضعها وتقضي بانسحاب إسرائيل من أي أراض محتلة؟

ج ـ نحن مع أي انسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة ولكن من دون الاعتراف بإسرائيل.

س ـ هل هناك خطوات جديدة ستتخذها "حماس" لمواجهة التصعيد الإسرائيلي؟

ج ـ التصعيد الإسرائيلي يأتي رداً على التصعيد الفلسطيني. خيار التصعيد قائم ومستمر وأصبح ظاهرة عامة تمثل "حماس" طليعتها وتشارك فيها كل قوى الشعب الفلسطيني.

س ـ قلتم في مرة سابقة إن "حماس" ستفعل في الضفة الغربية ما فعلته وتفعله في قطاع غزة...

ج ـ حركة "حماس" أقرت سياسة التصعيد، وما يجري في الضفة والقطاع ترجمة لهذه السياسة لكننا لا نستطيع أن نقول إن كل ما يجري هو من فعل "حماس" فالمقاومة أصبحت ظاهرة عامة تشارك فيها قوى الشعب الفلسطيني كافة.

س ـ سبق وحصلت لقاءات بينكم وبين دبلوماسيين أميركيين في عمان وواشنطن الآن تريد وضعكم في لائحة المنظمات الإرهابية...

ج ـ كنا أبدينا رأينا وأبلغنا الجهات الأميركية والغربية أننا حركة تحرر وطني ولسنا حركة إرهابية وأعتقد أنه ليس هناك أي مبرر أو منطق لإدراج اسم "حماس" على قائمة الإرهاب الدولي.

 

المصدر: "الحياة" (لندن)، 30/3/1993. وقد أجرى الحديث، عبر الهاتف، علي نون.

* ممثل "حماس" في الأردن: محمد نزال.