Bailey, Four Arab-Israeli Wars and the Peace Process
Full text: 

الحروب العربية الإسرائيلية الأربع وعملية السلام

Four Arab Israeli Wars and the Peace Process

by Sydney D. Bailey. New York: St. Martin’s Press, 1990

 

ينتمي سيدني بايلي – وهو كاتب مستقل ومستشار – إلى طائفة "الكويكرز"، وله اهتمامات بارزة منذ أمد طويل بقضايا الحرب والسلم. ألّف بايلي ثلاثة عشر كتاباً، منها: "صنع القرار 242"*؛ و"كيف تنتهي الحروب"**؛ وأعمال مختلفة تتعلق بعمل منظمة الأمم المتحدة.

يشير عنوان الكتاب إلى أربع حروب هي: 1947 – 1949، و1956، و1967، و1973. ويقول بايلي في المقدمة أن اهتمامه الرئيسي لا ينصبّ على القتال، وإنما على المساعي التي تبذلها أطراف خارجية بعد الحرب، بهدف مساعدة الفرقاء في تحقيق سلام حقيقي. وهو يلجأ إلى اتباع البنية نفسها طوال الوقت: وصف موجز لمقدمات القتال؛ وصف اللاعبين الأساسيين؛ القتال ونتائجه؛ مقتطفات من وثائق مهمة (أكثرها وثائق الأمم المتحدة)؛ ببليوغرافيا مختارة.

وضع بايلي لنفسه مهمة ضخمة، لكن قيود المساحة أوجبت معالجة موجزة لموضوعه هي بمثابة عرض لجدول زمني موسّع. يسرد الكاتب الأفعال يوماً بعد يوم، ويعلق عليها ويحللها بإيجاز. وبسبب متطلبات التغطية، جاء عمله بمثابة خلاصة وافية ومتراصة، وشكل أداة مرجعية مجدية جداً لأولئك الذين ينشدون ملخصاً جيداً لخلفية الأحداث خلال الأزمات، من دون التعمق في التفصيلات.

لا يملك بايلي نظرة نقدية عند انتقائه لمصادره، ويتعامل معها كلها على السواء كمصادر موثوق بها، وهي ليست كذلك. وهناك أمر آخر ينتقص من فائدة الكتاب، هو أن مصادره لا تتضمن حواشي بصورة منفردة، وإنما بالعكس نجد عادة حاشية واحدة في نهاية كل فقرة، وهذه الأخيرة تحشر المعلومات فيها حشراً. ويتضاعف عدد المصادر المدرجة في معظم الحواشي، ويتعامل كل مصدر مع موضوع أو مع بيان مختلف من دون تبيان ذلك. إن معدل عدد المصادر المدرجة في كل حاشية هو أربعة، ويصل أحياناً إلى عشرة أو أكثر. لقد أُدرجت المصادر، على الأرجح، وفقاً لترتيب ظهور البيانات التي تعود إليها في الفقرة، لكن القارئ لا يستطيع إلا أن يخمن ذلك. وإذا أراد التأكد من مصدر ما، بغية تقويم دقة البيان المنشور أمامه، توجب عليه استشارة الكتب المدرجة في الحواشي للعثور على ضالته. وهذا الأمر غير مريح، حتى لو توفرت الكتب له.

إن حجم المصادر التي استشهد الكاتب بها استلزم تلك المعالجة. وإذا افترضنا أن معدل المصادر في كل حاشية هو أربعة، فإننا نجد أنفسها أمام خمسة آلاف اقتباس. لقد قام الكاتب بعمل جامع ومهم جداً، لكن من المؤسف ألا يتمكن القارئ من التحقق من المصادر بسهولة.

ثمة ملاحظة نقدية أخيرة. فقد حوى الكتاب عدداً قليلاً جداً من المصادر العربية، ولم يستخدم تلك المدونة باللغة العربية أو باللغة العبرية. لقد أحسن الإسرائيليون صنعاً بنشر آرائهم بالإنكليزية، لكن العرب لم يفعلوا ذلك للأسف. ومن حسنات كتاب بايلي عدم تحيزه (مع أنني أتصور أن كلاً من الطرفين، العرب والإسرائيليين، سيجد أنه يحبّذ الطرف الآخر)، لكنه لا يغطي المواقف العربية تغطية كافية.

بعد هذه القراءة، لا بد من القول إن  لكتاب بايلي فائدة عملية؛ فهو يسلسل في مختصر مفيد الأحداث واللاعبين وقراراتهم، ويفسّر في بعض الحالات أعمالهم وأفكارهم. (لم يعتمد بايلي على السجلات المنشورة فقط، بل راسل وتحدث مع بعض اللاعبين أيضاً، مثل: دين راسك، والجنرال ريكهي،  والجنرال أود  بول، واللورد كارادون. كما أنه تمكن من الوصول إلى برقيات صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية تمّ نزع السرية عنها، لكنه لا يدرجها في قائمته). ويركز الكتاب تركيزاً رئيسياً على عمل الأمم المتحدة؛ وهنا تكمن قيمته، لأن الكاتب يعرف المنظمة الدولية معرفة شخصية.

 

*  The Making of Resolution 242.

**  How Wars End.

Author biography: 

ريتشارد باركر: رئيس تحرير مجلة The Middle East Journal.