المؤتمر الصحافي المشترك بين الرئيسين فرنسوا ميتران وميخائيل غورباتشوف في شأن الشرق الأوسط، موسكو، 6/5/1991
Full text: 

سؤال: سؤالي موجه إلى الرئيسين. كيف تنظران إلى مؤتمر دولي يهدف إلى حل مشكلة الشرق الأوسط، وما هي احتمالات المشاركة الفلسطينية في هذا المؤتمر؟ وهل تعترفان بحق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم المستقلة؟

الرئيس ميتران: ... تتباين الآراء في شأن مؤتمر دولي يهدف إلى حل النزاع القائم الذي لم تزل إسرائيل وجيرانها متورطين فيه منذ زمن طويل. أي نوع من المؤتمرات؟ على أية حال، إن ما نتكلم عنه هو مؤتمر دولي، لأن "المؤتمر الإقليمي" الذي يدعو السيد شمير إليه هو في الحقيقة مؤتمر دولي لكنه بكل بساطة محدود أكثر، من حيث عدد المشاركين، من المؤتمر الذي دعونا، أنا والسيد غورباتشوف، إليه منذ خمسة أو ستة أعوام. لكن من حيث جوهر المشكلة، يجب ألاّ ننسى أنه يوم خُلقت إسرائيل بقرار سعيد اتخذته الأمم المتحدة ـ وهذا القرار من دواعي سروري ـ أتاحت الأمم المتحدة بالقرار نفسه قيام دولة فلسطينية. ولا أزال منذ ذلك التاريخ أردِّد على مسامع أصدقائي الإسرائيليين ـ وأنا أعدهم أصدقائي حتى حين يشكون في الأمر ـ أن ليس في وسعهم تجنب التعامل الجدي مع مشكلة تطلعات الفلسطينيين إلى وطن ينشئون فيه بُنى دولة، الدولة التي يختارونها هم. لكن الوضع، وإنْ لم يتطور بالنسبة إلى الجوهر، فهو ما زال يتطور، لأن توازن القوى، والأهواء الجامحة، والحوادث المتعددة التي تحملها الأيام في الجوار تقودنا بالضرورة إلى الموضوع نفسه وإلى العملية نفسها. كيف نحل هذه المشكلة حلاً سلمياً نهائياً؟

لا أريد أن أنوب في كلامي عن الرئيس غورباتشوف، وإنْ كنت أعلم أن موقفينا متقاربان جداً، إنْ لم يكونا متطابقين. أنا ما زلت أعتقد أن المؤتمر الدولي ضروري شرط أن ينطوي ـ وإنْ في نهاية العملية ـ على دور الأمم المتحدة، المنظمة المسؤولة عن تقرير حق إسرائيل والفلسطينيين معاً. وأنا ما زلت أعتقد أن ما من طريقة لتفادي هذا المنطق المحدّد. وعلى الرغم من الرفض المتكرر هنا وهناك، ما زلت أعتقد أن هذا هو السبيل الوحيد للخروج من المأزق. والحق أن ثمة سبيلاً آخر للخروج، وهو سبيل القوة، لكن من تراه قادراً على أن يريد ذلك؟ 

الرئيس غورباتشوف: أنا أوافق الرئيس ميتران في الرأي. إن موقفينا من هذا الصراع العظيم الأهمية، الشديد التعقيد، الطويل المدة، متقاربان جداً، ولذلك سأقصر رأيي بجواب قصير. إن ما حدث في الخليج قد أظهر لنا مجدداً ضرورة بذل الجهود النشيطة لحل هذه المشكلة الدولية، مشكلة الشرق الأوسط. إن من شأن تأخير الحل لهذه المشكلة أن يساهم في نشوء أوضاع خطرة جديدة، وأنا أؤيّد ما قاله الرئيس [ميتران]: نحن لم نزل، كما كنا من قبل، نؤيِّد المؤتمر الدولي. ومن المهم جداً أن تُطلق آلية مؤتمر كهذا الآن. وربما وُضع في المراحل الأولى لعملية كهذه إطار ما، ثم قد تنشأ في المرحلة التالية ضرورة إيجاد إطار آخر. لكن من المؤكد أن علينا معالجة هذه المشكلة البالغة التعقيد، بما فيها القضية الفلسطينية، وإنشاء دولة فلسطينية. إن كل ما حدث من وقت قريب يقدم مزيداً من البيِّنات المؤيدة لصحة مقاربتنا وموقفنا.

 

المصدر: قدمت السفارة الفرنسية في واشنطن تسجيلاً لأقوال الرئيس ميتران. أما تصريح الرئيس غورباتشوف فقد أُخذ من التسجيل الذي قدمته السفارة السوفياتية في واشنطن.