رسالة وزير الخارجية الإسرائيلي، دافيد ليفي، إلى وزراء خارجية الدول المتحالفة ضد العراق بشان إزالة التهديد ضد إسرائيل، 1/3/1991
Full text: 

          منذ ما يزيد على اربعين يوما يشن التحالف احدى أكثر الحروب عدالة في التاريخ الانساني؛ حربا ضد عدوانية صدام حسين وطغيانه.

          وفي ساعة الأزمة الصعبة للعالم الحر، قام قائد من مستوى بارز، الرئيس بوش، ليقود تحالفا دوليا واسع النطاق في حرب ضد العراق. ان الجمع النادر بين القيادة والقدرة الدبلوماسية والدعم العسكري، الذي ميز نشاط الحلفاء، ادى إلى نهاية منتصرة للحرب.

          ان إسرائيل تهنئ رئيس الولايات المتحدة وإدارته، وتهنئ أيضا حكومات الحلفاء، بالمهمة البطولية التي أخذتها على عاتقها بتصفية الكابوس الذي هدد سلام المنطقة وسلام العالم.

          لقد كانت إسرائيل خلال الحرب في حالة تهديد مباشر وملموس. فقد هدد صدام حسين بابادتها عن طريق اللجوء إلى وسائل دنيئة من قوانين الغاب، كما وصفها هو بنفسه، وحاول فعلا تنفيذ تهديده خلال فترة الحرب كلها، بقصف مدن إسرائيل وسكانها بتسعة وثلاثين صاروخا من صواريخ سكود. ولقد ساهمت إسرائيل في الانتصار في المعركة عن طريق وقاومتها، وضبط النفس، والأناة. ان تصميم الحلفاء في المعركة التي خاضوها استُمد من الادراك المشترك بينهم جميعا، ان هذه الحرب يجب ان تكون الحرب الأخيرة، وأن منطقتنا لن تكون بعد اليوم عرضة للعدوان والاضطرابات. ان هذا الهدف لن يتحقق بكامله إذا لم يُقتلع التهديد ضد إسرائيل من جذوره ـ التهديد الذي لن تستطيع إسرائيل التسليم به ـ والموجود اليوم في غرب العراق وشماله.

          ان وجود هذا التهديد الكامن ضد إسرائيل سيغذي، في حد ذاته، موجات قومية موجهة ضدها، ويجبر إسرائيل طبعا على الدفاع عن أمنها.

          لذلك، فان إسرائيل تتوقع من الحلفاء ان يضمّنوا الشروط التالية، في إطار التسويات الأمنية والتسويات الأخرى التي يبلورونها في فترة تراجع إطلاق النار، كأساس لوقف إطلاق النار:

أ- التصفية الفورية للصواريخ التي تُطلق من غرب العراق، بمراقبة من الحلفاء.

ب- تصفية جميع مستودعات الأسلحة الكيماوية والبيولوجية الموجودة لدى العراق، وتصفية قدرة إنتاج الأسلحة غير التقليدية، بمراقبة من الحلفاء.

ج- فرض حظر كامل على [قدرة] العراق على شراء المعرفة، والتكنولوجيا، والمعدات، والمواد المعروفة لإِنتاج أسلحة إبادة جماعية، وإنشاء الآلية التي تضمن فرض عقوبات على العراق إذا انتهك هذا الحظر.

د- تقييد تسلّح العراق بالأسلحة التقليدية في إطار متفق عليه وموضوع تحت رقابة الحفاء والدول التي تضررت نتيجة عدوانيته.

ه- ان يكون مطلوبا من العراق التعهد بعدم المبادرة إلى مهاجمة إسرائيل.

             ان إسرائيل تناشد الولايات المتحدة وحليفاتها تفعيل كل الوسائط المطلوبة المفصّلة أعلاه، وإبقاء الحصار كما هو ما دام العراق لا يعلن ان توجهه نحو السلام مع المنطقة كلها يشمل إسرائيل.

 

 

المصدر:

"دافار"، 1/3/1991