Speech of the Us Secretary of Defense To AIPAC: "Israel Has Never Been Safer Than It Is Today."
Keywords: 
العلاقات الإسرائيلية – الأميركية
اللجنة الأميركية - الإسرائيلية للشؤون العامة
أيباك أمن إسرائيل
السياسة الخارجية الأميركية
السياسة الأميركية في الشرق الأوسط
Full text: 

أشكر لكم، كثيرا، كلماتكم الكريمة، وإتاحتكم لي فرصة الكلام على التغيرات الجذرية التي طرأت على العالم اليوم. وقد رأينا آثار بعض هذه التغيرات في نهاية الأسبوع، عندما عملت القوات الأميركية، مع قوات من دول أُخرى، في نطاق عملية عسكرية للأمم المتحدة في الصومال.

كان على قوات الأمم المتحدة في نهاية الأسبوع أن تلجأ إلى العمل العسكري لحماية المكاسب الإنسانية التي أُنجزت بصعوبة بالغة حتى الآن، ولإعادة النظام إلى نصابه في عاصمة الصومال، وشاركت القوات الأميركية في هذا العمل. وكما قال الرئيس كلنتون فإن قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام إذا أرادت أن تكون عاملاً فاعلاً في صون السلام والاستقرار في الصومال وغيره، فلا بد من أن تكون قادرة على استعمال القوة عند الضرورة.

أما قواتنا نحن، فقد أثبتت المؤسسة العسكرية الأميركية، من عملية عاصفة الصحراء إلى الصومال، أنها القوة الأكثر قدرة في العالم، وأثبتت قدرتها على التكيف مع العالم الجديد. والتكيف مع العالم الجديد هو ما أودُّ الكلام عليه الليلة. إنه عالم جديد تماماً. تغيرت أشياء كثيرة. ونعتقد أيضاً أن هذه التغيرات تؤثر في أمن إسرائيل. لنتوقف قليلاً ونقوِّم القوى العالمية الجديدة التي تؤثر فيه.

أولاً: في الطريقة التي اعتدنا أن ننظر فيها إلى الشؤون الأمنية تقليدياً ـ وأشدِّد على كلمة "تقليدياً" ـ فإن بإمكانكم القول إن إسرائيل لم تكن قط آمن مما هي اليوم. وسوف أعرض فيما يلي للأسباب التي لأجلها أقول ما قلت.

لقد تفكك الاتحاد السوفياتي، وخفَّف ذلك جملة من أعصى مشاكل إسرائيل الأمنية أو أزالها. صار لا يوجد لدى المتطرفين في الشرق الأوسط من يبيعهم الأسلحة السوفياتية بأسعار رخيصة. وفقدت كل من سوريا والعراق وليبيا ما كان لها من ضمانة سوفياتية. وروسيا لا تثق بالمتطرفين العرب، بينما هي تحترم الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة. وروسيا شريكة لنا أيضاً في مساعي الحد من التسلح الإقليمي.

العراق: قلَّصت حرب الخليج 60% من آلة الحرب العراقية. ولم يزل العراق، منذ تلك الحرب، خاضعاً للإشراف والرقابة الدوليين الصارمين، وذلك بفضل مختلف العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة وأنظمة المراقبة والتفتيش العالمية. ولن يستطيع العراق أن يعيد بناء القسم الأكبر من آلته العسكرية ما دامت هذه الإجراءات معمولاً بها. والولايات المتحدة ملتزمة إبقاء العقوبات وأنظمة المراقبة حتى ينقاد العراق، انقياداً تاماً، لكل قرارات الأمم المتحدة المطلوب تنفيذها. وحتى لو أُلغيت هذه العقوبات، فإن العراق سيحتاج إلى سنوات عدة ليستعيد قدراته الهجومية ضد جيرانه.

إيران: تقلصت أيضاً آلتها العسكرية على نحو لا يستهان به جرّاء حربها الطويلة مع العراق. إلا إن إيران أعلنت عزمها على زيادة قواتها التقليدية.

سوريا: حالياً، وفي غياب تحالف من القوى أوسع نطاقاً، هي أخطر ما تواجهه إسرائيل من تهديدات تقليدية. إلا إن سوريا فقدت أهم دعم لها وأهم مصدر لتسلحها.

مصر: ما زال السلام بين مصر وإسرائيل قائماً منذ 14 عاماً. وصارت الدول العربية الأخرى لا تسعى إلى عزل مصر.

أخيراً: تتمتع إسرائيل بتفوق عسكري واضح على أي عدو محتمل ـ أو تحالفٍ معاد محتمل ـ ولئن كانت إسرائيل تشكو من عيب القلة العددية، فإنها تتمتع بتفوق نوعي وبجيش رفيع التدريب والحوافز. وبفضل هذا التفوق العسكري بإمكان إسرائيل أن تتغلب على نحو حاسم، وأن تقلل من عدد الإصابات في صفوف جيشها، إذا اضطرت إلى خوض الحرب.

هذه هي أهم الأسباب التي لأجلها يجب أن تشعر إسرائيل بمزيد من الثقة مقارنة بالماضي القريب. وهذا لا يعني أن المخاطر التي تتهدد إسرائيل قد زالت، وأن أعداء إسرائيل التقليديين اطَّرحوا نواياهم العدوانية. فالعراق ما زال، على الرغم من تقلص قدرته العسكرية، أكبر القوى العسكرية في الخليج. أما إيران فهي تعيد بناء قواتها المسلحة ببطء، وتطوِّر قاعدة صناعتها الدفاعية. وأما سوريا فإنها ما تزال شديدة التسلح، وإن تكن فقدت أهم داعم لها ومصدِّر للسلاح. كما أنها ماضية في تنفيذ خطة تحديث قواتها التقليدية.

لذلك علينا أن نظل حذرين. لكن إسرائيل أكثر أمناً الآن، حسب مقاييس العالم القديم، مما كانت عليه في أي وقت من تاريخها. لقد كانت مخاطر العالم القديم تنشأ من كون القوات العربية، سواء انفردت أم اجتمعت في تحالف، تفوق القوات الإسرائيلية عدداً.

واليوم، (1) يصعب على المرء أن يتخيَّل تأليف تحالف كهذا، (2) إن قوة إسرائيل العسكرية متفوقة على أي خصم محتمل.

مخاطر جديدة

خلاصة القول، يجب علينا أن نظل يقظين إزاء المخاطر التي كانت تهدد أمن إسرائيل في العالم القديم. غير أن هذه المخاطر هي تحت السيطرة. وفي الوقت نفسه، تواجه إسرائيل طائفة من المخاطر الجديدة. فعلى طرف من طيف هذه المخاطر، تواجه إسرائيل خطر الصواريخ البعيدة المدى المزودة بالرؤوس الكيمائية والبيولوجية أو حتى النووية. وعلى الطرف الآخر، تواجه إسرائيل خطر العنف المباشر والمباغت من أفراد مواطنين. وكما قال أحد المراقبين، فإن إسرائيل اليوم تواجه السكين والصاروخ، ولكنها تستطيع التعامل مع أي شيء بين الاثنين، لنتفحص، إذن، بعض المخاطر التي نشأت حديثاً في وجه إسرائيل اليوم.

لقد اكتسب التطرف ـ الديني والدنيوي ـ مزيداً من الاندفاع على مدى العقد المنصرم. وهو ما يزال يشكل تهديداً خاصاً للاستقرار الإقليمي ولعملية السلام، ولأمن إسرائيل تالياً. فقد ازداد الأصوليون قوة في الجزائر والسودان والأردن ومصر ولبنان وتونس، وفي صفوف الفلسطينيين. والمتطرفون من الإسلاميين، تحديداً، يرتبطون بأجهزة الإرهاب التي ترعاها بعض الدول، وهم يعتدون على الحقوق الإنسانية الأساسية لغيرهم من الجماعات الإسلامية الأصولية التي لا تنتهج العنف، والتي تريد العمل من داخل النظام السياسي. إن تنامي النزعة النضالية والعنف المرتبط بالمتطرفين الدينيين، هو ما يعرض إسرائيل والمصالح الغربية للخطر في المنطقة. إن ما يقلقنا ليس التأويلات المتزمتة أو الأصولية (بين مزدوجين) للإسلام، بل العنف الذي تحركه دوافع سياسية والإرهاب الموجهين ضد إسرائيل.

ستواجه إسرائيل في العقد المقبل مخاطر متعاظمة من أسلحة الدمار الشامل. ومع أن انتشار الأسلحة النووية هو العامل الوحيد الذي من شأنه أن يغير ميزان القوى في المنطقة ويهدد بقاء إسرائيل، فإن من شأن أسلحة الدمار الشامل كلها أن تقلل من أمن إسرائيل.

تمتلك سوريا وليبيا وإيران أسلحة كيمائية وبيولوجية. وكل ما تحتاج إليه إنما هو الصواريخ البعيدة المدى. والدول الثلاث ناشطة في طلب هذه الصواريخ. وتريد ليبيا تطوير برنامج نووي خاص بها.

ومن الممكن أن تتوصل إيران والعراق إلى امتلاك أسلحة نووية في نهاية هذا العقد. أما المسعى العراقي فهو مجمَّد الآن بفضل عقوبات الأمم المتحدة وأجهزة تفتيشها. غير أن إيران ماضية في برنامجي الذرَّة والصواريخ.

لا يمكننا السماح باستمرار هذه المساعي الفتاكة. ينبغي أن يظل في طليعة أولويات مخططي الأمن الأميركيين والإسرائيليين وقف انتشار الأسلحة النووية في المنطقة، والردع عن استعمالها، وتطوير إجراءات مضادة.

إن إدارة كلنتون راسخة الالتزام بمساعدة إسرائيل على التعامل مع هذه المخاطر بصورة تزيد من فرص تحقيق السلام. وأنتم تذكرون أن الرئيس كلنتون أعرب عن هذا الالتزام يوم زار رئيس الوزراء رابين الولايات المتحدة في آذار/مارس. وقد كلفني الرئيس، في سياق هذا الالتزام، بمسؤولية جديدة. إنها تقوية للشراكة الاستراتيجية الأميركية ـ الإسرائيلية. وإنه ليشرفني كثيراً أن أنهض بهذه المهمة. وإني أتطلَّع للقيام بهذا الدور المتمثل في إيصال العلاقة الأميركية ـ الإسرائيلية إلى المستقبل الذي تكون فيه إسرائيل آمنة، وفي سلام مع جيرانها.

التفكير الاستراتيجي

هدفي هو العمل مع السيد رابين على تعديل تفكيرنا الاستراتيجي في ضوء التغيرات التي طرأت على العالم. هذه عملية جديدة، وسوف تتيح لنا عمل أشياء عديدة.

أولاً: سنقوم، بادئ ذي بدء، بإرساء الأسس الفكرية للتعامل مع المتطلبات الأمنية المستجدة، والتيقن من أن مؤسسات الأمن القومي في بلدينا تعمل في الاتجاه نفسه.

ثانياً: يمكننا أن نحدِّد، بدقة، نوع المخاطر التي تواجهها إسرائيل اليوم، والتأكد من أن مواردنا تُستعمل لمواجهة هذه المخاطر.

ثالثاً: سنلقي نظرة جديدة فاحصة على مجهوداتنا الأمنية المشتركة متطلعين إلى بضعة أهداف، وها أنا أحدِّد هذه الأهداف:

الهدف الأول، الحفاظ على المساعدات الأمنية الأميركية للحفاظ على ثقة إسرائيل في عملية السلام، ومعاونتها على النهوض بأعباء الدفاع عن نفسها.

الهدف الثاني، الحفاظ على تفوق إسرائيل في مجال التكنولوجيا العسكرية المتطورة. وذلك بما يتوافق، طبعاً، مع مستلزمات أمننا القومي.

الهدف الثالث، الحفاظ على التخطيط العسكري الوثيق العرى، والترتيبات الأمنية الملموسة، والاتصالات الوثيقة بين العسكريين، والتمارين والتدريبات المشتركة.

الهدف الرابع، الاستخدام الأمثل لقاعدة الصناعة الدفاعية في البلدين. ثمة مجالات نبذل فيها حالياً مجهودات مزدوجة ينبغي أن نتنبَّه إليها ونتحاشاها، منها أن في إمكاننا العمل معاً في الأبحاث والتطوير واستكشاف مجالات جديدة.

الهدف الخامس، الحفاظ على حضور عسكري أميركي قوي في المنطقة.

الهدف السادس، العمل مع إسرائيل على منع انتشار الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية.

الأسئلة الصحيحة

سوف نسترشد بهذه الأهداف عند إعادة النظر في شراكتنا الأمنية. ولكن عندما أجتمع برئيس الوزراء رابين، سيكون من الضروري أن نبدأ بعرض الأسئلة الصحيحة بدلاً من العمل على أساس فرضيات خاطئة.

ثمة نوعان من الفرضيات الخاطئة التي يمكن أن نغترَّ بها. الأولى هي عدم إدراك أن العالم قد تغيَّر. ولن نرتكب هذا الخطأ. والثانية هي الظن بأننا نعرف الأجوبة مسبقاً. ونحن لا نعرف. ولذلك كانت هذه الأسئلة على هذا القدر من الأهمية. والقائمة التي بين يدي الليلة ليست قائمة حصرية، ولكنها بداية جيدة. وهذه هي الأسئلة التي يمكننا أن نبدأ بها.

  • ما هي أفضل السبل للحفاظ على التفوق النوعي الذي تحتاج إليه إسرائيل للتعامل مع الأسلحة التقليدية، وأسلحة الدمار الشامل، التي بدأت تظهر في الساحة الإقليمية؟
  • كيف تستطيع الولايات المتحدة وإسرائيل أن تعملا معاً على تطوير دفاعات ميدانية مضادة للصواريخ، قادرة على صد المخاطر الحالية والمستقبلية؟
  • كيف نتوصل إلى حمل أصدقائنا وحلفائنا على الترويج لأهداف مشتركة متبادلة في الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل.
  • كي تحافظ الولايات المتحدة على نفقات الدفاع الضرورية لتلبية كافة متطلباتنا؟ وعلى نحو أكثر تحديداً، كيف نضمن، مع تزايد الضغط على مواردنا، أن يكون لدينا انتشار للقوات كفيل بحماية مصالحنا، بما فيها أمن أصدقائنا؟
  • كيف تستطيع الولايات المتحدة الترويج للقيم الديمقراطية والاستقرار السياسي في المنطقة، بحيث تحول دول مخاطر كالتطرف الإسلامي والإرهاب الذي ترعاه بعض الدول؟

هذه هي إذن قائمة أسئلتنا الأولية. وأنا أتطلع إلى العمل مع رئيس الوزراء رابين للتوصل إلى الأجوبة التي من شأنها تعزيز الشراكة الأمنية الأميركية ـ الإسرائيلية في العالم الجديد.

وأود أن أختم بحكمة من العهد القديم تقول: "الصديق الوفي حصن قوي". لم تزل الولايات المتحدة وإسرائيل صديقتين منذ 45 سنة. ونحن ملتزمون الحفاظ على دفاع قوي عن إسرائيل. وسوف نصون معاً ما جدَّت إسرائيل كثيراً في تحقيقه من حرية وديمقراطية واستقرار.

وشكراً جزيلاً لكم.

 

* النص الكامل لملاحظات وزير الدفاع الأميركي ليس آسبن التي ألقاها في مأدبة العشاء التي أقامتها اللجنة الإسرائيلية ـ الأميركية للشؤون العامة (إيباك) في فندق بارك هيات في واشنطن.

المصدر: Mideast Mirror, June 16, 1993