هوية الفلسطينيين في إسرائيل: هل هي فلسطينية ـ إسرائيلية؟
Keywords: 
الفلسطينيون في إسرائيل
الهوية القومية
الهوية العربية
Full text: 

بلغ عدد الفلسطينيين في إسرائيل، داخل الخط الأخضر، نحو 735 ألف نسمة سنة 1990.[1]   وهم يمثلون نحو ثلث الفلسطينيين الذين يعيشون في وطنهم تحت الحكم الإسرائيلي. ويشكل هؤلاء الفلسطينيون أقلية قومية محلية، تحكمها أغلبية يهودية استيطانية (مستوطنون أو أبناء مستوطنين). وعلى الرغم من اعتبارهم، من الناحية القانونية، مواطنين إسرائيليين فإنهم يشكلون أقلية مضطهدة، غريبة في وطنها، ومستثناة من المشاركة الفعالة في حياة الدولة ورسم سياستها. إن تعريف إسرائيل كدولة يهودية صهيونية، كما يتضح ذلك في وثيقة الاستقلال وقانون العودة، يستثني عملياُ غير اليهود من التمتع بالمواطنة الحقيقية في تلك الدولة، ويضعهم فيها بمرتبة مواطنين من الدرجة الثانية، أو من الدرجة الثالثة، هذا إذا أخذنا في الحسبان التمييز الذي يلاقيه اليهود الشرقيون أيضاً.

اهتم كثيرون من الباحثين الإسرائيليين بموضوع الهوية الجماعية لهذه الأقلية القومية. وتبنّى عدد كبير منهم الاتجاه القائل إن العرب في إسرائيل بعد سنة 1967، أخذوا يتجهون نحو التطرف (Radicalization). وقد انعكس التطرف من وجهة نظرهم بتعزّز الهوية الفلسطينية، بالإضافة إلى عدد من المؤشرات الأخرى مثل: تضاؤل شعبية القادة "المعتدلين" (أي المتعاونين)، والقيام بإضرابات عامة، ورفض الطابع اليهودي والصهيوني للدولة، وتأثير منظمة التحرير الفلسطينية، وتأييد إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.[2] ومن الواضح أن "التطرف" مفهوم نسبي، ويستخدمه أصحاب هذا الاتجاه بحسب المفاهيم والمعايير الإسرائيلية؛ فهو تطرف عن "الإجماع القومي" لدى اليهود في إسرائيل. من ناحية أحرى، فقد طوّر سامي سموحة اتجاهاً فكرياً مخالفاً يقول إن التسيُّس (Politicization) لا التطرف، هو المفتاح لفهم وضع العرب وعمليات التغيُّر لديهم. ويشمل تسيُّس العرب ثلاث عمليات اجتماعية في آن واحد هي: الأسرلة (Israelization)، والفئوية أو التجزؤ (Factionalization)، وتصعيد النضال (Militancy).[3]

تنعكس الأسرلة في ازدياد استخدام العرب للغة العبرية، بالإضافة إلى العربية، والتأثر بالثقافة الإسرائيلية أو اليهودية السائدة، من خلال وسائل عديدة أهمها: الإعلام، ومكان العمل، ومناهج التعليم، و"اعتبار أنفسهم جزءاً لا يتجزأ من إسرائيل."[4]   وتعني الفئوية انقسام العرب إلى أربعة تيارات سياسية هي: القابلون بالوضع القائم، والمتحفظون، والمعارضون، والرافضون. "وفي ضوء ازدياد الأسرلة والفئوية" بين العرب – يضيف سموحة – فإن النضال الذي يخوضونه "لا يعني رفض الهوية الإسرائيلية، بل تحدي الوضع القائم ومحاولة التفاوض على أسس جديدة للتعايش مع اليهود."[5]    وعلى عكس اتجاه التطرف الذي يرى أن هوية العرب أصبحت أكثر فلسطينية وأقل إسرائيلية في العقدين الأخيرين، فإن اتجاه التسيُّس يشدد على أن تركيبة جديدة للهوية، هوية فلسطينية – إسرائيلية، تنمو وتنتشر بين العرب.

في ضوء ما تقدم، نطرح من جديد الأسئلة التالية: كيف يعرِّف العرب في إسرائيل هويتهم اليوم؟ ما الوزن الذي يعطونه لأبعاد هذه الهوية، وخصوصاً لبعديها الفلسطيني والإسرائيلي؟ هل تبلورت لديهم فعلاً هوية فلسطينية – إسرائيلية؟ في هذه الدراسة سنحاول الإجابة عن هذه الأسئلة. لكنْ قبل ذلك، يجدر بنا توضيح مراحل مهمة في تطور هذه الهوية منذ قيام إسرائيل حتى اليوم.

تطور الهوية

              كما أن هوية أي شخص أو جماعة قابلة للتغير، من فترة إلى أخرى، كذلك فإن هوية الفلسطينيين في إسرائيل لم تبق ثابتة منذ قيام إسرائيل حتى اليوم، بل تطورت عبر مراحل ثلاث:[6]

المرحلة الأولى، 1948 1967

              بعد "نكبة" 1948، بقي في الجزء من فلسطين الذي أُقيمت إسرائيل عليه نحو سدس سكانه العرب فقط، وبالتحديد 160,000 عربي في نهاية سنة 1948.[7]  وحيث أن كل النخب الاجتماعية (السياسية، والاقتصادية، والتعليمية، والدينية) التي كانت متمركزة في المدن قد نزحت خلال الحرب، فقد بقي العرب في إسرائيل من دون قيادة قطرية، باستثناء قيادة الحزب الشيوعي الإسرائيلي. هذا، بالإضافة إلى غياب قيادة موحدة لمختلف التجمعات الفلسطينية في الخارج، بعد سنة 1948.  وهكذا، وجد العرب في إسرائيل أنفسهم "بين عشية وضحاها" أقلية ضعيفة، غريبة في وطنها، ومعزولة عن بقية شعبها وأمتها.

لقد شددت السلطات الإسرائيلية سيطرتها على المواطنين العرب، ففرضت عليهم نظام الحكم العسكري الذي بقي سارياً حتى سنة 1966. وبموجب هذا النظام، قُسِّمت القرى العربية إلى عدد من "المناطق المغلقة"، ومُنع السكان العرب من التنقل بين هذه المناطق إلا بتصريح من الحاكم العسكري. وطبقت السلطات على المواطنين العرب السياسة الاستعمارية القديمة نفسها، سياسة "فرِّق تسد"؛ فعززت الانقسامات الداخلية بينهم، بحسب الدين والحمولة والمنطقة الجغرافية. ونجحت السلطات في تمزيق الأقلية العربية، وفي تقليص الاتصال والتفاعل الاجتماعي فيما بينها. وقد نتج من ذلك أن تعززت الهويات التقليدية الضيقة، وخصوصاً الحمائلية، وإنْ ركدت في المقابل الهوية الوطنية الفلسطينية. وليس غريباً، في مثل هذه الأوضاع، أن يتقبل المواطنون العرب الواقع الجديد، أو أن يستسلموا له، وأن يعرِّفوا أنفسهم بمصطلحات القاموس الإسرائيلي. ففي بحث أجراه يوحنان بيرس ونيرا يوفال – ديفس في شأن هوية العرب في إسرائيل قبل حرب 1967 وبعدها، وجدا أن ترتيب الهويات، من الأقوى إلى الأضعف، كان قبل الحرب: إسرائيلي، عربي – إسرائيلي، عربي، وأخيراً فلسطيني.[8]

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما الذي يعنيه العربي في إسرائيل عندما يعرِّف نفسه بأنه إسرائيلي، أو عربي – إسرائيلي؟. لقد حاول نديم روحانا الإجابة عن هذا السؤال، فميّز نظرياً بين ثلاثة مستويات لـ"إسرائيلية" (Israeliness) العرب: الأول، المستوى القانوني الرسمي الناجم عن كون العرب مواطنين في دولة إسرائيل؛ الثاني، المستوى القيمي الناتج من تأثر العرب بالقيم السائدة في المجتمع الإسرائيلي؛ أما المستوى الثالث، وهو الأهم، فهو المستوى النفسي الشعوري الناجم عن التماثل (Identification) مع دولة إسرائيل واهدافها ورموزها (مثل الشعار والعلم والنشيد). ورداً على سؤال وجهه روحانا إلى عينة من قادة السياسيين العرب عن معنى البُعد الإسرائيلي في هويتهم، ذكر القسم الأكبر منهم تفسيرات تتعلق بالمستوى القانوني الرسمي. أي أن البُعد الإسرائيلي يعني، بالنسبة إلى معظمهم، السكن أو الإقامة أو المواطنة في دولة إسرائيل، وما نجم عن ذلك من التزام تجاه قوانين هذه الدولة والتفاعل مع مؤسساتها ومواطنيها.[9]   ويبدو أن هذا التفسير (القانوني الرسمي) للبُعد الإسرائيلي في هوية العرب ينطبق، أيضاً، على الفترة التي سبقت حرب 1967. أي أن تعريف العرب لأنفسهم في هذه المرحلة كـ"عرب – إسرائيليين"، وهي الهوية التي نماها النظام الجديد، لا يعني إنهم تماثلوا مع دولة إسرائيل وأهدافها ورموزها: فقد وجد يوحنان بيرس ونيرا يوفال – ديفيس، في البحث المشار إليه أعلاه، أن 60% من العينة التي درساها في سنة 1966 اعتقدوا أنه "ينبغي للعرب أن يحاربوا إسرائيل" (18% قالوا ذلك من دون تحفظ، و42% اعتقدوا ذلك إذا لم تستجب إسرائيل لحقوق العرب).[10]

وهكذا، فإن سيطرة البعد الإسرائيلي أو العربي – الإسرائيلي على الهوية، في هذه المرحلة، لا يعني تماثل العرب شعورياً مع الدولة اليهودية، أو انصهارهم ثقافياً في المجتمع الإسرائيلي، بل يعني قبولهم، أو استسلامهم، بالوضع القانوني الجديد (باعتبارهم مواطنين عرباً في دولة إسرائيل)، ورغبتهم في استغلال هذا الوضع (أي المواطنة) لتحسين أوضاع حياتهم اليومية (عمل، تعليم، خدمات... إلخ). إن تعزُّز الهويات التقليدية الضيقة، بالإضافة إلى الانقطاع عن العالم العربي والشعور بالإحباط اللذين عقبا هزيمة العرب في حرب 1948، قد ساهم في تعزز البعد الإسرائيلي في هوية المواطنين العرب، في هذه المرحلة. ففي دراسة سابقة في شأن العلاقة بين هويات العرب في إسرائيل، وجد هنالك تناسب طردي بين هوياتهم التقليدية (الحمائلية، المحلية، الطائفية) وبين هويتهم الإسرائيلية، وتناسب عكسي بين هذه الهويات وهويتهم الفلسطينية.[11]

ينعكس انتشار هوية "العربي – الإسرائيلي"، في هذه المرحلة، بسلوك المواطنين العرب خلال انتخابات الكنيست. فقد شارك في عملية الانتخابات، بين سنة 1951 وسنة 1965، ما نسبته 86% - 92% من العرب أصحاب حق التصويت. كما صوتت الأغلبية الساحقة من الناخبين العرب (76% - 84%) للأحزاب الصهيونية، وخصوصاً حزب ماباي والقوائم العربية المرتبطة به، وصوتت أقلية صغيرة فقط (16% - 24%) للحزب الشيوعي، وهو الحزب غير الصهيوني الوحيد في ذلك الوقت (أنظر الجدول رقم 1). وعلى الرغم من تطبيق نظام الحكم العسكري على الأقلية العربية، وإضعاف هذه الأقلية، وإحكام تبعيتها الاقتصادية للقطاع اليهودي، فلا يصح استنتاج بعض الباحثين "أنه لا يمكن اعتبار السلوك الانتخابي، خاصة في هذه الفترة، مؤشراً على المواقف السياسية للعرب."[12]   إن تصويت العرب لأحزاب صهيونية قد لا يكون مؤشراً على البعد القومي الوطني في هويتهم، لكنه بالتأكيد يشير إلى البعد الإسرائيلي في تلك الهوية؛ إنه يشير إلى تقبلهم للواقع السياسي الجديد، وإلى اعتبار أنفسهم – قانونياً على الأقل – مواطنين في دولة إسرائيل.

المرحلة الثانية، 1967 1973

              مع أن هوية "العربي – الإسرائيلي" قد سيطرت بصورة عامة في المرحلة الأولى، فإنه في أواخر تلك المرحلة ومع تصاعد الحركة القومية العربية بزعامة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، أخذت تتعزز بين الفلسطينيين في إسرائيل هويتهم العربية. وقد تمثل ذلك في ظهور حركة "الأرض" في أوائل الستينات، كحركة قومية ناصرية دعت إلى حق تقرير المصير للفلسطينيين "في نطاق الأماني العليا للأمة العربية." ولقد فسر حبيب قهوجي، أحد مؤسسي الحركة، العبارة الأخيرة إذ قال: "كنا نقصد بعبارة (في نطاق الأماني العليا للأمة العربية) أن نؤكد على وحدة المصير بين شتى أقطار الوطن العربي وعلى قومية القضية، فالقضية في رأينا فلسطينية بقدر ما هي قومية وقومية بقدر ما هي فلسطينية."[13]   أما بالنسبة إلى مصير حركة الأرض، فقد أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي أمراً بحلها سنة 1965، بدعوى أنها تشكل خطراً على أمن الدولة.[14]

 الجدول رقم 1

توزيع الأصوات العربية في انتخابات الكنيست بين الأحزاب المختلفة

1949 1988 (نسب مئوية)

 

نسبة المصوتين من مجموع أصحاب حق التصويت

الحزب الشيوعي أو الجبهة

القائمة التقدمية

الحزب العربي الديمقراطي

حزب التجمع، العمل

القوائم العربية المرتبطة بالتجمع

الأحزاب الصهيونية الأخرى

الكنيست الأولي 25/1/1949

79

22

 

 

10

52

16

الكنيست الثانية 30/7/51

86

16

 

 

17

55

12

الكنيست الثالثة 26/7/55

92

16

 

 

20

58

6

الكنيست الرابعة 3/12/59

89

11

 

 

20

59

10

الكنيست الخامسة 15/8/61

86

22

 

 

25

46

7

الكنيست السادسة 2/11/65

88

24

 

 

19

43

14

الكنيست السابعة 28/10/69

82

30

 

 

14

41

15

الكنيست الثامنة 3/12/73

80

37

 

 

10

36

17

الكنيست التاسعة 17/5/77

76

50

 

 

9

22

19

الكنيست العاشرة 30/6/81

70

38

 

 

26

23

23

الكنيست الحادية عشرة في 23/7/84

72

33

18

 

24

 

25

الكنيست الثانية عشرة في 2/11/88

76

34

15

10

16

 

25

المصدر:  محمود ميعاري، "تطور الهوية السياسية للفلسطينيين في إسرائيل"، "مجلة العلوم الاجتماعية"، مجلد 14، عدد 1 (ربيع 1986)، ص 226. نتائج انتخابات سنة 1988

               أُخذت من صحيفة "الاتحاد" (حيفا)، 3 – 4/11/1988.

 

مع بدء المرحلة الثانية، تعمقت الهوية القومية للعرب في إسرائيل بفضل حدثين رئيسيين هما: إلغاء الحكم العسكري سنة 1966، ونشوب حرب حزيران/يونيو 1967. بالنسبة إلى الحكم العسكري، فقد كان إلغاؤه جزءاً من سياسة معلنة جديدة، تهدف إلى دمج المواطنين العرب في حياة الدولة. إن إلغاء الحكم العسكري، وخصوصاً قيود التنقل بين القرى العربية، قد نشّط الاتصال والتفاعل الاجتماعي بين مختلف القطاعات، الأمر الذي زاد في وعي المواطنين العرب لمشكلاتهم المشتركة، وخصوصاً مصادرة الأراضي وسياسة التمييز التي تمارسها السلطات ضدهم في مختلف الميادين. أما حرب حزيران/يونيو 1967، فقد أنهت العزلة التي فُرضت منذ سنة 1948، ففُتحت الطريق أمام العرب في إسرائيل للاختلاط مع أبناء شعبهم في الأراضي المحتلة (الضفة الغربية وقطاع غزة)، وللتعرف من خلال هؤلاء على التيارات الاجتماعية والفكرية السائدة في العالم العربي. وهكذا، فإن تأثير العالم العربي في العرب في إسرائيل قد ازداد، في هذه المرحلة، بسبب الاتصال المباشر الذي تم مع الضفة والقطاع.

إن ازدياد الاتصال والتفاعل بين العرب في إسرائيل، وكذلك بينهم وبين بقية أبناء شعبهم وأمتهم، قد عمق هويتهم القومية العربية، وأنعش هويتهم الوطنية الفلسطينية. وفي البحث المشار إليه سابقاً، وجد يوحنان بيرس ونيرا يوفال – ديفس أن ترتيب الهويات بالنسبة إلى العرب في إسرائيل قد أصبح، بعد حرب 1967، (من الأقوى إلى الأضعف) كالتالي: عربي، عربي – إسرائيلي، فلسطيني، وأخيراً إسرائيلي.[15]

لقد انعكس تغيُّر الهوية في هذه المرحلة، ولا سيما تراجع البُعد الإسرائيلي فيها، بتقلص نسبة العرب الذين شاركوا في انتخابات الكنيست (82% سنة 1969، و80% سنة 1973)، وبتقلص نسبة المصوتين للأحزاب الصهيونية (70% سنة 1969، و63% سنة 1973)، وبارتفاع نسبة المصوتين للحزب الشيوعي (30% و37% على التوالي)، بالمقارنة مع معارك الانتخابات السابقة.

المرحلة الثالثة، بعد سنة 1973

بعد حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، بدأت مرحلة جديدة في تطور الهوية الفلسطينية، أو العربية الفلسطينية، وفي الأساس بفضل تطورات حدثت على الساحة الفلسطينية كان أهمها:

أ)  اتساع الاعتراف الدولي بمنظمة التحرير الفلسطينية، وبحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. وقد انعكس ذلك بقبول منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1974 عضواً مراقباً في الأمم المتحدة؛

ب) تشديد السلطات الإسرائيلية قبضتها الحديدية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وتصعيد اعتداءاتها على مخيمات اللاجئين في لبنان. وقد وصلت هذه الاعتداءات إلى ذروتها في الغزو الإسرائيلي للجنوب اللبناني سنة 1982؛

ج)  ارتكاب "الأخوة" العرب الكثير من المجازر ضد الفلسطينيين، كان أبشعها مجازر صبرا وشاتيلا سنة 1982 التي ارتكبتها عصابات الكتائب بدعم من الجيش الإسرائيلي؛

د)  عجز الأنظمة العربية عن إيقاف المجازر والاعتداءات السابق ذكرها بحق الشعب الفلسطيني.

بالإضافة إلى هذه التطورات الخارجية، فقد حدثت في العقدين الأخيرين تطورات مهمة في البنية الاجتماعية للعرب في إسرائيل، ساهمت في تعزيز هويتهم الوطنية. أما أهم هذه التطورات فهو:

أ)  ازدياد تحول الفلاحين العرب إلى عمال مأجورين في المدن اليهودية. فقد انخفضت نسبة العاملين في الزراعة، من مجموع الأيدي العاملة العربية، من 50% سنة 1955 إلى 40% سنة 1975، و20% سنة 1973، و 10% سنة 1983، وإلى أقل من ذلك اليوم. ولقد ساهم في هذا التحول عوامل عديدة أهمها: مصادرة الأراضي العربية، وتفتت الملكية بسبب تقسيمها بين الورثة، وانخفاض إنتاجية الزراعة العربية البعلية. إن تحول المزارعين العرب إلى عمال، ولا سيما في قطاع البناء، في المدن اليهودية، قد أضعف ارتباطهم بالأُطر الاجتماعية التقليدية، وخصوصاً الحمولة، وعرضهم للكثير من مظاهر التمييز ضدهم في سوق العمل الإسرائيلية، وبذلك يكون قد عمق وعيهم الوطني؛

ب) اتساع شريحة المتعلمين، وخصوصاً خريجي الجامعات. فقد بلغ عدد خريجي الجامعات العرب سنة 1988، نحو عشرة آلاف خريج (في مقابل 350 خريجاً سنة 1960). هذا بالإضافة إلى نحو أربعة آلاف طالب في الجامعات والمعاهد العليا في البلد والخارج.[16]   إن انضمام نحو 42% من الخريجين العرب إلى سوق البطالة (عاطلين عن العمل، أو يعملون في أعمال بعيدة عن تخصصهم)،[17]  قد عمّق اغترابهم عن المجتمع الإسرائيلي. وهكذا، فإن اتساع هذه الشريحة، المتميزة بوعيها الوطني، وبمكانتها المرتفعة في مجتمعها، قد ساهم في انتشار الوعي الوطني الفلسطيني لدى الجماهير العربية في إسرائيل؛

ج)  ظهور تنظيمات عربية قطرية تدافع عن حقوق العرب، وتقاوم سياسة التمييز التي تمارسها السلطة ضدهم. إن أهم هذه التنظيمات هو لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية التي أُلفت سنة 1974، لمعالجة قضايا محلية. لكنْ سرعان ما اتسعت اهتماماتها لتشمل أيضاً قضايا قطرية، مثل مصادرة الأراضي ومشكلات التعليم العربي. وفي سنة 1975، أُلفت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي، بهدف مقاومة مصادرة الأراضي العربية. وكذلك أُسس الاتحاد القطري للطلاب الثانويين العرب سنة 1974، واتحاد طلاب الجامعات العرب سنة 1975. وبالإضافة إلى هذه الأطر التمثيلية، فقد ظهرت في السبعينات من هذا القرن حركات سياسية ذات نزعة انفصالية عن المجتمع الإسرائيلي، أهمها حركة "أبناء البلد" والحركة الإسلامية. و"أبناء البلد" حركة وطنية فلسطينية تهدف إلى "توحيد الوطن وإقامة نظام اشتراكي" فيه،[18] ولذلك فإنها لا تعترف بـ"الكيان الإسرائيلي"، وهي تدعو المواطنين العرب إلى مقاطعة انتخابات الكنيست. أما الحركة الإسلامية، وهي أيضاً لا تعترف بـ"الكيان الإسرائيلي" وتقاطع انتخابات الكنيست، فإنها ترى أن الحل الأمثل للقضية الفلسطينية هو إقامة دولة إسلامية في فلسطين كلها.[19]  هذه التنظيمات العربية، بالإضافة إلى الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (1977)، والقائمة التقدمية للسلام (1984)، وهما حزبان يؤمنان بالنضال العربي اليهودي المشترك، قد ساهمت في تعميق الوعي الوطني الفلسطيني بين العرب في إسرائيل.

بفضل هذه التطورات الخارجية والداخلية، تعززت الهوية الفلسطينية بين الجماهير العربية في إسرائيل، وتراجعت في المقابل هويتهم الإسرائيلية. وفي بحث ميداني أجريناه سنة 1976 على عينة ممثلة لخريجي الجامعات العرب، تبين ترتيب الهويات لديهم، من الأقوى إلى الأضعف، كالتالي: عربي، فلسطيني، عربي – إسرائيلي، وأخيراً إسرائيلي.[20]   وهنالك دراسات أخرى أثبتت بوضوح تعزُّز الهوية الفلسطينية منذ أواسط السبعينات، وخصوصاً في الثمانينات من هذا القرن.[21]   وعلى عكس الهوية الإسرائيلية، التي تعني بالنسبة إلى العرب السكن أو الإقامة أو المواطنة في دولة إسرائيل، فإن الهوية الفلسطينية تعني لهم، في الأساس، التماثل مع الشعب الفلسطيني وقضيته وطموحاته.[22]

ينعكس تعزُّز الهوية الفلسطينية، في هذه المرحلة، بتقلص نسبة العرب الذين شاركوا في انتخابات الكنيست من ناحية، وبازدياد نسبة المصوتين للأحزاب غير الصهيونية من ناحية أخرى. وبين سنة 1977 وسنة 1988، شارك في انتخابات الكنيست 70% - 76% فقط من العرب أصحاب حق التصويت، وصوّت القسم الأكبر من هؤلاء للقوائم غير الصهيونية والمؤيدة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل؛ أي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والقائمة التقدمية للسلام والحزب العربي الديمقراطي (50% سنة 1977، 38% سنة 1981، 51% سنة 1984، 59% سنة 1988) (انظر الجدول رقم 1).

الهوية في عهد الانتفاضة

              تشير نتائج بحث أجريناه في سنة 1988 على 313 طالباً ثانوياً، يشكلون عيّنة ممثلة لطلاب صفوف الثاني عشر في المدارس العربية في إسرائيل، إلى أن أكثر الهويات انتشاراً بين الفلسطينيين في إسرائيل الهويتان العربية والفلسطينية، تليهما الهويات التقليدية (المحلية، الحمائلية، الدينية)، وأخيراً تأتي الهوية الإسرائيلية. وهذا يعني أن العرب في إسرائيل يشعرون بالانتماء إلى الأمة العربية وإلى الشعب الفلسطيني، أكثر من شعورهم بالانتماء إلى الجماعات التقليدية – مكان السكن والحمولة والطائفة الدينية – وأكثر كثيراً من شعورهم بالمواطنة في دولة إسرائيل (أنظر الجدول رقم 2).

 

الجدول رقم 2

هويات العرب في إسرائيل، 1976 و1988

(نسب الذين أجابوا يشعر "كثيراً جداً" أو "كثيراً

 

الهويات أو

أبعاد الهوية

1976

(عينة خريجي جامعات)

1988

(عينة طلاب مدارس ثانوية)

يشعر أنه عربي

91

85

يشعر أنه فلسطيني

76

83

يشعر أنه إسرائيلي

23

7

يشعر أنه عربي – إسرائيلي

23

7

يشعر أنه ينتمي إلى مدينته أو قريته

53

74

يشعر أنه ينتمي إلى حمولته

13

63

يشعر أنه ينتمي إلى ديانته

29

70

المصدر: محمود ميعاري، "الفلسطينيون في إسرائيل: هوية وتعايش"، "آفاق فلسطينية" (جامعة بير زيت)، العدد 5 (صيف 1990)، ص 61.

* أجاب الباقون بأنهم يشعرون بدرجة "متوسطة" أو "قليلاً" أو "قليلاً جداً".

 

وإذا قابلنا نتائج هذا البحث ببحث سابق أجريناه سنة 1976 على 293 خريجاً جامعياً، يشكلون عيّنة ممثلة لخريجي الجامعات العرب، مع تحفظنا من هذه المقابلة بسبب اختلاف العينة، فإننا نرى أن ترتيب الهويات، من الأقوى إلى الأضعف، لم يتغير كثيراً؛ إذ بقيت الهويتان العربية والفلسطينية أقوى الهويات، تليهما الهويتان المحلية والدينية. من ناحية أخرى، طرأ بعض التغيرات على ترتيب الهويات، فقد ارتقت الهوية الفلسطينية في بحث الطلاب الثانويين إلى المرتبة الأولى مع الهوية العربية، فأصبحت الهويتان متساويتين تقريباً في انتشارهما (83%، 85%). كذلك تراجعت الهوية الإسرائيلية إلى ما وراء الهوية الحمائلية، وهبطت بذلك إلى المرتبة الأخيرة في تدرّج الهويات. وهكذا، فإن هذه المقابلة، مع تحفظنا إزاءها، تشير إلى أن الهوية الفلسطينية في عهد الانتفاضة أقوى مما كانت عليه في أواسط سنوات السبعينات.

ومع أن المواطنين العرب يشعرون اليوم، في أغلبيتهم الساحقة، بأنهم فلسطينيون وعرب في آن واحد، فإن انتماءهم الفلسطيني أصبح الأهم في نظرهم. فرداً على سؤال "لو كنت خارج البلاد وسًئلت مَنْ أنت، ماذا كنت تجيب؟" أجاب أغلب (55%) الذي شملهم بحث الطلاب الثانويين سنة 1988: "فلسطيني"، في مقابل نسبة قليلة من الذين شملهم بحث خريجي الجامعات (22%) أجابت الجواب نفسه سنة 1976. وإذا ما قابلنا هذه النتائج بنتائج بحث أجراه نديم روحانا سنة 1982 على عينة طبقية منتظمة تتكون من 448 مواطناً عربياً بالغاً في إسرائيل،[23]   لبدا أن الانتماء الفلسطيني في السنوات الأخيرة أقوى مما كان عليه في أوائل الثمانينات أيضاً (أنظر الجدول رقم 3).

 

الجدول رقم 3

الهوية الرئيسية للعرب في إسرائيل،

أعوام 1976 و1982 و1988 (نسب مئوية)

 

الهوية الرئيسية

1976

عينة خريجي جامعات

1982

عينة بالغين (بحث روحانا)

1988

عينة طلاب مدارس ثانوية

فلسطيني

22

11,3

55

عربي – فلسطيني

18

57,0

11

عربي

34

6,9

14

إسرائيلي

3

0,5

8

عربي – إسرائيلي

16

18,2

3

فلسطيني – إسرائيلي

4

6,1

4

غير ذلك

3

-

5

المجموع %

100

100

100

العدد

293

448

313

المصدر: محمود ميعاري، "الفلسطينيون في إسرائيل: هوية وتعايش"، مصدر سبق ذكره، ص 63.

Nadim Rouhana, The Arabs in Israel: Psychological, Political and Social Dimensions of Collective Identity, Ph.D. Dissertation (Detroit, Michigan: Wayne State University, 1984), p. 112.

 

يتضح مما تقدم أن شعور المواطنين العرب بالانتماء إلى الشعب الفلسطيني أقوى، في عهد الانتفاضة، مما كان عليه في سنوات السبعينات وأوائل الثمانينات. لكنْ هل يُعْتَبر هذا الشعور خلال الانتفاضة أقوى من ذلك الذي ساد عشية قيامها؟ بمعنى آخر: هل أثرت الانتفاضة في الضفة والقطاع في هوية الفلسطينيين في إسرائيل؟ تشير نتائج بحث الطلاب الثانويين إلى أن الشعور العام لدى الذين شملهم البحث هو أن الانتفاضة قد أثرت في هويتهم، وخصوصاً في مركّبيها الفلسطيني والإسرائيلي، فعزّزت الأول وأضعفت الثاني. ويوضح الجدول رقم 4 أن الأغلبية الساحقة من طلاب المدارس الثانوية العربية في إسرائيل (83%) تعتقد أن هويتها الفلسطينية قد تعززت، وأن أغلبية أخرى (71%) تعتقد أن هويتها الإسرائيلية قد تراجعت خلال الانتفاضة. أما بالنسبة إلى الهويات التقليدية، فيشعر القسم الأكبر من الطلاب الثانويين بأن هذه الهويات بقيت كما كانت عليه قبل الانتفاضة.

الجدول رقم 4

تغيّر هويات الشباب الفلسطيني في إسرائيل خلال الانتفاضة

بحسب تقدير المبحوثين أنفسهم، 1988 (نسب مئوية)

 

الهوية

زاد

بقي كما كان

قل

المجموع

العدد

شعورك أنك عربي

52

44

4

100

291

شعورك أنك فلسطيني

83

15

2

100

300

شعورك أنك إسرائيلي

5

53

42

100

299

شعورك أنك عربي – إسرائيلي

3

26

71

100

301

شعورك بالانتماء إلى مدينتك أو قريتك

48

48

4

100

291

شعورك بالانتماء إلى حمولتك

25

67

8

100

295

شعورك  بالانتماء إلى ديانتك

35

57

8

100

291

المصدر: محمود ميعاري، "الفلسطينيون في إسرائيل: هوية وتعايش"، مصدر سبق ذكره، ص 63.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل شعور العرب بأن هويتهم الفلسطينية قد تعززت خلال الانتفاضة يعكس، فعلاً، تغيّراً حقيقياً في هذه الهوية؟ إننا لا نستطيع الإجابة بصورة مطلقة عن هذا السؤال بسبب عدم توفر بيانات ملائمة عشية الانتفاضة. لكن سامي سموحة، وهو أستاذ علم اجتماع في جامعة حيفا، يعتقد أن هوية الفلسطينيين في إسرائيل لم تتغير موضوعياً بين سنة 1985 وسنة 1988. من ناحية أخرى، يؤكد سموحة أنه في عهد الانتفاضة ازداد تسّيس العرب في إسرائيل، وتعاظم تضامنهم مع شعبهم الفلسطيني في الضفة والقطاع.[24]   وسواء كان التضامن مع الشعب الفلسطيني مؤشراً للهوية الفلسطينية كما نعتقد، أو كان مؤشراً لمتغير آخر كما يعتقد سموحة، فقد انعكس هذا التضامن بإعلان بضعة أيام إضراب، وتنظيم الكثير من المسيرات والاجتماعات الشعبية، وجمع التبرعات المالية، وشحن المواد الغذائية والتموينية والطبية لإغاثة الجماهير الفلسطينية المشاركة في الانتفاضة، في الضفة الغربية وقطاع غزة.

 

الهوية الوطنية والانتماءات التقليدية

سنوضح الآن كيف أن الهوية الوطنية أصبحت اليوم أكثر شمولية وانتشاراً، إذ نفذت أيضاً إلى الأطر التقليدية الضيقة (المدينة أو القرية، الحمولة، الطائفة الدينية).

في سنوات السبعينات وقبلها أيضاً، تعارضت الهوية الفلسطينية مع الانتماءات التقليدية المذكورة. وقد أثبت بحث خريجي الجامعات العرب (1976)، المشار إليه سابقاً، ارتباط الهويات التقليدية عكسياً بالبعد الفلسطيني في هوية العرب في إسرائيل، وطردياً بالبعد الإسرائيلي في تلك الهوية. وهذا يعني أن العرب التقليديين في تلك الفترة، أي الذين تعزز انتماؤهم إلى الأطر التقليدية، شعروا أقل من غيرهم بالانتماء إلى الشعب الفلسطيني، وشعروا أكثر من غيرهم بأنهم مواطنون في دولة إسرائيل. بكلمات أخرى: إن الانتماءات التقليدية الضيقة قد أعاقت في سنوات السبعينات انتشار الوعي الفلسطيني، ودفعت العرب إلى تقبل الأمر الواقع.

في السنوات الأخيرة، تلاشى تعارض الانتماءات التقليدية مع الهوية الفلسطينية، وتلاشى أيضاً توافقها مع الهوية الإسرائيلية. ولقد أثبت بحث الطلاب الثانويين العرب (1988) أيضاً، المشار إليه سابقاً، أن الهويات التقليدية (المحلية، الحمائلية، الطائفية) لم تعد ترتبط بالهوية الفلسطينية للعرب في إسرائيل، ولا بهويتهم الإسرائيلية. وهكذا، فإن الهوية الفلسطينية التي كادت تقتصر في الماضي غير البعيد على أوساط العرب "العصريين" أو "التقدميين" أو "التحرريين"، إذا صح استخدام مثل هذه التعبيرات، فقد بدأت في العقد الأخير تخترق الحواجز القديمة، وتنفذ إلى أوساط العرب التقليديين والمتدينين أيضاً. ويوضح الجدول رقم 5 معاملات الارتباط بين مختلف الهويات، وبين كل من الهوية الفلسطينية والهوية الإسرائيلية، للمواطنين العرب في إسرائيل.

ومن أجل تفسير اختفاء التعارض بين الهويات التقليدية والهوية الوطنية، يطرح السؤال التالي نفسه: هل أصبح التقليديون أكثر وطنية، أم أن الوطنيين أصبحوا أكثر تقليدية (تديناً، حمائلية... إلخ)، أم أن كل فريق تأثر بالفريق الآخر وتقدم نحوه؟ من الصعب، طبعاً الإجابة عن هذا السؤال. لكن تلاشي انسجام الهويات التقليدية مع الهوية الإسرائيلية للعرب، واستمرار تعارض الهوية الأخيرة مع هويتهم الفلسطينية، يدفعاننا إلى الاعتقاد أن التحول الأكبر قد حدث بين التقليديين، إذ أصبح هؤلاء أكثر فلسطينية مما كانوا عليه سابقاً؛ أي أن الشعور الوطني الفلسطيني قد تعزز في السنوات الأخيرة، حتى أنه بدأ يتغلغل بين فئات العرب التقليديين والمتدينين.[25]

              يبدو أن ظهور الحركة الإسلامية، في العقد الأخير، قد ساهم في اختراق التيار الوطني الفلسطيني أوساط التقليديين والمتدينين. فقد أكدت الحركة أن العرب في إسرائيل "يعيشون في إسرائيل"، لكنهم ينتمون إلى الشعب الفلسطيني. وهذا، طبعاً، بالإضافة إلى انتمائهم إلى الأمتين العربية والإسلامية. وفي دراسة ميدانية عن مؤيدي الحركة الإسلامية في إحدى القرى العربية في الجليل، تبين أن الشعور الفلسطيني لدى مؤيدي هذه الحركة لا يقل عن، إذا لم يزد قليلاً على، الشعور الفلسطيني لدى غيرهم من السكان. فرداً على سؤال "لو كنت خارج البلاد وسُئلت مَنْ أنت، ماذا كنت تجيب؟" أجاب 53,9% من مؤيدي الحركة في العينة: "فلسطيني" أو "عربي فلسطيني"، في مقابل 44,5% من غير المؤيدين الذين أجابوا الجواب نفسه.[26]

 

الجدول 5 (بحاجة إلى scan) 

الجدول رقم 6

إجابات مؤيدي الحركة الإسلامية وإجابات غير المؤيدين عن سؤال

"لو كنت خارج البلاد وسئلت من أنت، ماذا كنت تجيب؟"، 1989 (نسب مئوية)

 

 

مؤيدو الحركة الإسلامية

غير المؤيدين

إسرائيلي أو عربي – إسرائيلي

5,1

31,5

عربي

17,9

18,5

فلسطيني أو عربي فلسطيني

53,9

44,5

مسلم، مسلم عربي أو مسلم فلسطيني

23,1

-

فلسطيني من إسرائيل

-

5,5

المجموع

100

100

العدد

39

54

المصدر: محمود ميعاري، "الحركة الإسلامية في إسرائيل"، "شؤون فلسطينية"، العدد 215-216 (شباط [فبراير] – آذار [مارس])، ص 11.

 

هوية فلسطينية إسرائيلية؟

              تشير نتائج البحثين اللذين أجريناهما على خريجي الجامعات العرب (1976)، والطلاب الثانويين العرب (1988)، والبحث الذي أجراه نديم روحانا على عينة من المواطنين العرب البالغين (1982)، إلى تعزّز الهوية الفلسطينية لدى العرب في إسرائيل، وتراجع هويتهم الإسرائيلية، منذ أواسط السبعينات حتى اليوم. كما تشير هذه النتائج إلى أنه لم تتبلور بين الفلسطينيين في إسرائيل هوية "فلسطينية – إسرائيلية"؛ إذ إن نسبة قليلة جداً من العرب (4% - 6%) تعرّف نفسها بأنها "فلسطينية – إسرائيلية" (أنظر الجدول رقم 3). ومن ناحية أخرى توصل سامي سموحة، من خلال الاستطلاعات المقارنة التي أجراها على المواطنين العرب، إلى نتيجة مغايرة فحواها أن "فلسطنة الهوية" لدى العرب في إسرائيل قد فشلت في إضعاف البُعد الإسرائيلي في تلك الهوية.[27]   كذلك، فقد استنتج سموحة أن "الهوية الإسرائيلية غير الفلسطينية" و"الهوية الفلسطينية غير الإسرائيلية"، قد تراجعتا بين سنة 1976 وسنة 1985. وفي المقابل، فإن "الهوية الفلسطينية الإسرائيلية" قد "صعدت صعوداً مثيراً."[28] ويوضح الجدول رقم 7 تصنيفات الهوية لدى سموحة، والنتائج التي توصل إليها.

 

الجدول رقم 7

أنماط الهوية الرئيسية للعرب في إسرائيل

في استطلاعات سامي سموحة، 1976 و1988

 

1976

1980

1985

1988

إسرائيلي غير فلسطيني (إسرائيلي،

عربي إسرائيلي،  عربي)

 

42,5

 

45,4

 

32,1

 

33

إسرائيلي فلسطيني (إسرائيلي فلسطيني،

فلسطيني في إسرائيل)

 

24,6

 

28,8

 

38,7

 

40

(عربي فلسطيني، فلسطيني)

32,9

25,7

29,2

27

المجموع

100

100

100

100

المصدر: توزيعات 1976 و1980 و1985 أُخذت من:

Smooha, The Arab Minority in Israel, op.cit., p. 67.

توزيع 1988 تم استنتاجه من:

Smooha, Arabs and Jews in Israel, op.cit., p. xvi.

 

              إننا نتحفظ من النتيجة التي توصل سموحة إليها في شأن "تصاعد الهوية الإسرائيلية – الفلسطينية بصورة مثيرة" بين العرب. ونعلل تحفظنا بالملاحظات المنهجية التالية:

لقد تم قياس الهوية في استطلاعات سموحة، في الأساس، بوساطة سؤال مقفل طلب بموجبه من الذين شملهم البحث تعريف أنفسهم بأحد الخيارات التالية: إسرائيلي، عربي – إسرائيلي، عربي، فلسطيني – إسرائيلي، فلسطيني (أو عربي فلسطيني) في إسرائيل، فلسطيني وعربي فلسطيني (أنظر الجدول رقم 6). وبعد جمع البيانات أعاد سموحة تصنيف خيارات الهوية إلى ثلاثة أنماط رئيسية هي: إسرائيلي غير فلسطيني، فلسطيني إسرائيلي، وفلسطيني غير إسرائيلي. وفي هذا التصنيف وقع سموحة في خطأين كبيرين: الأول تصنيف خيار "عربي" مع نمط هوية "إسرائيلي غير فلسطيني". وهذا يعني أن تعريف سموحة لنمط "إسرائيلي غير فلسطيني" تعريف واسع جداً، ولا حدود له؛ فهو يشمل كل من لا يعرِّف نفسه فلسطينياً. وبكلمات أبسط: كأن سموحة يفترض أن كل من هو "غير فلسطيني" في هويته هو "إسرائيلي" (!!)  وهذا بالتأكيد افتراض غير مقبول. أما الخطأ الثاني، فهو تصنيف خيار "فلسطيني في إسرائيل" مع نمط الهوية "فلسطيني إسرائيلي". إننا نعتقد أن ذكر إسرائيل في خيار "فلسطيني في إسرائيل" يشير فقط إلى اعتبار إسرائيل موقعاً جغرافياً، ولا يشير ابداً إلى هوية إسرائيلية أو تماثل مع دولة إسرائيل.

وإذا حق لنا تصحيح الأخطاء المنهجية أعلاه، فإن نسبة العرب الذين شملهم البحث في استطلاعات سامي سموحة، والذين تلائمهم هوية "إسرائيلي غير فلسطيني"، تكون قد انخفضت (مثلاً من 45,4% إلى 34,9% في استطلاع 1980).[29] وتكون قد انخفضت أيضاً نسبة الذين تلائمهم هوية "فلسطيني إسرائيلي" (مثلاً من 28,8% إلى 7,7% فقط في استطلاع 1980).[30]   ونعتقد أيضاً أن خيار "فلسطيني في إسرائيل" أقرب إلى هوية "فلسطيني غير إسرائيلي". وإذا صح ذلك، تكون نسبة الذين يلائمهم نمط "فلسطيني غير إسرائيلي"، في استطلاع سموحة، قد ازدادت (مثلاً من 25,7% إلى 46,8% في استطلاع 1980 أيضاً).[31]   وهكذا، فإن نتائج استطلاعات سموحة، بعد تعديل تصنيفه لخيارات الهوية، تثبت أيضاً أولوية البعد الفلسطيني، وثانوية البعد الإسرائيلي في هوية العرب في إسرائيل. وهي تثبت أيضاً أن هوية "فلسطيني – إسرائيلي" ما زالت محدودة، وأنها لم تنمُ "بصورة مثيرة"، كما وصفها سموحة.

بعد أن أوضحنا محدودية الهوية "الفلسطينية – الإسرائيلية"، بالاعتماد على تحليل التوزيعات التكرارية للهوية في أبحاثنا وأبحاث سموحة أيضاً، فإننا نضيف الآن أن العلاقة العكسية بين الهوية الفلسطينية والهوية الإسرائيلية تضعف إمكان تبلور هوية "فلسطينية – إسرائيلية". هذه العلاقة العكسية لم تختف في العقد الأخير؛ فقد بقي معامل الارتباط سلبياً بين الهويتين (أنظر الجدول رقم 5). وهذا يعني أن العرب الذين يشعرون بأنهم فلسطينيون لا يشعرون، عامة، بأنهم إسرائيليون. والعكس صحيح. ويبدو أن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، والطابع اليهودي – الصهيوني لدولة إسرائيل، وما يرافق ذلك من تمييز قومي ضد المواطنين العرب، هذه الأمور كلها تغذي تطور هوية فلسطينية – إسرائيلية مشتركة وتعوقه.

 

الخلاصة

              أوضحنا في هذه الدراسة تعزّز البُعد الفلسطيني، وتراجع البُعد الإسرائيلي، في هوية الفلسطينيين في إسرائيل. ففي حين أن هذه الهوية كانت، في الأساس، "عربية – إسرائيلية" حتى حرب 1967، انقلبت بعد ذلك - ولا سيما بعد حرب 1973 – فأصبحت في الأساس، فلسطينية أو "عربية فلسطينية". ولقد تعززت الهوية الفلسطينية بصورة خاصة في العقد الأخير، حين اخترقت هذه الهوية الانتماءات التقليدية مثل: القبيلة (أو الحمولة)، والمنطقة الجغرافية، والطائفة الدينية. إن هذه الانتماءات الضيقة التي شكلت في الماضي البعيد، والقريب أيضاً، "عوامل تجزئة" للانتماء الأوسع،[32]    قد انفتحت أمام تيار الهوية الفلسطينية المتجددة. ويبدو أن ظهور الحركة الإسلامية في إسرائيل، التي أكدت انتماء العرب في إسرائيل إلى الشعب الفلسطيني، قد ساهم في هذا الاتجاه.

وقد انعكس تعزّز الهوية الوطنية بين الفلسطينيين في إسرائيل بزيادة تضامن هؤلاء مع أبناء شعبهم الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، خلال الانتفاضة، فأعلنوا بضعة أيام إضراب، ونظموا العديد من الاجتماعات والمسيرات الشعبية تضامناً مع الانتفاضة، وجمعوا التبرعات والمواد الغذائية والطبية لإغاثة إخوانهم المنتفضين في الضفة والقطاع، الذين طبقت سلطات الاحتلال ضدهم العديد من ممارسات القمع والتجويع.

ناقشنا في هذه الدراسة، أيضاً، النتيجة التي توصل سامي سموحة إليها في شأن تراجع الهوية "الإسرائيلية غير الفلسطينية" والهوية "الفلسطينية غير الإسرائيلية"، وتصاعد الهوية "الفلسطينية – الإسرائيلية" بين الفلسطينيين في إسرائيل. ويبدو أن سموحة قد توصل إلى هذه النتيجة بسبب خطأ منهجي وقع فيه، وهو تصنيف خيار "عربي" مع هوية "إسرائيلي غير فلسطيني"، وتصنيف خيار "فلسطيني في إسرائيل" مع هوية "فلسطيني إسرائيلي". إننا نعتقد أن خيار "عربي" لا يلائم اياً من الأنماط الثلاثة المذكورة، وأن خيار "فلسطيني في إسرائيل" أقرب إلى نمط "فلسطيني غير إسرائيلي"؛ إذ إن مصطلح "إسرائيل" هنا لا يشير إلى هوية إسرائيلية بل إلى موقع جغرافي، أو عنوان، فقط. وإذا صح ذلك تكون استطلاعات سموحة، أيضاً، قد أثبتت سيطرة البُعد الفلسطيني في هوية العرب في إسرائيل.

إننا نتفق مع سامي سموحة على أن الفلسطينيين في إسرائيل أصبحوا، في الفترة الأخيرة، أكثر تسيّساً من حيث تصعيد نضالهم، ومن حيث بروز الفئوية السياسية أو التجزؤ الفئوي. وقد برزت بوادر التصعيد في النضال منذ أواخر السبعينات. ففي تلك الفترة، تركز النضال ضد مصادرة الأراضي، ثم تكثف من أجل توسيع مسطّحات القرى العربية، والموافقة على الخرائط الهيكلية لهذه القرى، وإدخال المناطق العربية ضمن مناطق التطوير، وفرز مناطق صناعية وإقامة البنية التحتية الملائمة للتصنيع، وتشجيع التعليم، وخصوصاً التعليم المهني. وفي الثمانينات، بدأ العرب يعبّرون عن هذه المطالب بمفاهيم سياسية، ويجهرون برفضهم للموقف الذي "خُصِّص" لهم في دولة إسرائيل. إنهم يعترضون على تعريف الدولة، وعلى صبغتها الدينية – القومية، ويطالبون بحقهم في المساواة مع الأكثرية، باعتبار أن الدولة ثنائية القومية.[33]   وبالنسبة إلى الفئوية أو التجزؤ، فمن الواضح أن التعددية السياسية قد تعمّقت لدى الجماهير العربية في إسرائيل. وتنعكس هذه التعددية بوجود تيارات وتنظيمات سياسية مختلفة، تتراوح توجهاتها بين قبول الأمر الواقع وبين رفضه. ويمثِّل الأعضاء العرب في الأحزاب الصهيونية القابلين بالأمر الواقع، بينما تمثل حركة"أبناء البلد" والحركة الإسلامية الرافضين له. وهناك تنظيمات أخرى عديدة تتوسط بين هذين الاتجاهين، مثل: لجنة رؤساء المجالس المحلية العربية، والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والقائمة التقدمية للسلام، والحزب الديمقراطي العربي. من ناحية أخرى، فإننا لا نتفق مع رأي سموحة القائل إن العرب يتجهون نحو "الأسرلة" التي تنعكس، بحسب رأيه، بمعرفة اللغة العبرية والاختلاط باليهود والتأثر بالقيم ووسائل الإعلام الإسرائيلية. إننا نشك في صدق هذه المؤشرات؛ فهي لا تقيس، كما نعتقد، هوية إسرائيلية بل تقيس شيئاً آخر يمكن تسميته "التأثر الثقافي". ومن الواضح أن المرء قد يتأثر بثقافة معينة، من دون أن يشعر بالانتماء إليها أو إلى أهلها.

من الواضح أن هنالك عوامل موضوعية تعوق، وربما تمنع، عملية "الأسرلة" في الفترة الأخيرة. وأهم هذه العوامل استمرار الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وتعريف إسرائيل كدولة يهودية – صهيونية وما يرافقه بالضرورة من تمييز قومي ضد المواطنين العرب. إن استيعاب أعداد كبيرة من المهاجرين اليهود في إسرائيل يستوجب مصادرة أراض عربية، وفصل عمال عرب من أماكن عملهم، وتقليص ميزانيات السلطات المحلية العربية؛ والقائمة طويلة. صحيح أن هذه العوامل لم تمنع تيار "الأسرلة" بين المواطنين العرب في العقدين الأولين لقيام إسرائيل. ويعود ذلك إلى أن العرب في تلك المرحلة قد تقبلوا الواقع السياسي الجديد كما هو، لأنهم كانوا أقلية محبطة، وضعيفة، ومن دون قيادة، ومفرقاً بعضها عن بعض، ومقطوعة عن العالم العربي والعالم الخارجي. في المرحلة الأخيرة، اختلف تماماً وضع العرب في إسرائيل؛ فتوحدوا وتعلموا وتنظموا وأصبحت لهم قيادة، وانفتحوا على شعبهم وأمتهم والعالم، وأخذوا يتضامنون معنوياً ومادياً مع شعبهم الفلسطيني، ويعترضون علناً على طابع الدولة اليهودية – الصهيوني. ويبدو أن هذا الوضع الجديد يشكل أرضية خصبة لـ"الفلسطنة" لا لـ"الأسرلة". 

 

*   أستاذ مساعد في دائرة علم الاجتماع في جامعة بير زيت.

[1]  هذا العدد لا يشمل سكان القدس العربية التي ضمتها إسرائيل إليها (نحو 140 ألف نسمة). أنظر: Israel, Central Bureau of Statistics, Statistical Abstract of Israel (1991), No. 42, p. 42.                   

[2]   يتمثل هذا التيار، في الأساس، في كتابات إيلي ريخيس. أنظر: إيلي ريخس، "عرفيي يسرائيل لأحار 1976: هحرفا شيل هأورينتاسيا" ("عرب إسرائيل بعد 1976: تفاقم مشكلة التوجه")، (تل أبيب: جامعة تل أبيب – معهد شيلواح، 1976)؛ إيلي ريخس، "عرفيي يسرائيل فيهفكعت هكركعوت: ريكع ايردعيم، فيهشلخوت، 1975 – 1977" ("عرب إسرائيل ومصادرة الأراضي: خلفية الأحداث والانعكاسات، 1975 – 1977")، (تل أبيب: جامعة تل أبيب – معهد شيلواح، 1977).

[3]   Sammy Smooha, “The Arab Minority in Israel: Radicalization or Politicization?”    Studies in Contemporary Jewry, Vol. 5 (1989), p. 63.                                      

ولمزيد من التفاصيل أنظر أيضاً مؤلفيّ سموحة:

The Orientation and Politicization of the Arab Minority in Israel (Haifa, 1984); Arabs     

 and Jews in Israel, Vol. 1, No. 1 (Boulder and London, 1988).                              

[4]   Smooha, “The Arab Minority in Israel: …,” op.cit., p. 63.

[5]   Ibid., p. 64.

[6]    محمود ميعاري، "تطور الهوية السياسية للفلسطينيين في إسرائيل، "مجلة العلوم الاجتماعية" (جامعة الكويت)، المجلد 14، العدد 1 (ربيع 1986)، ص 215 – 233.

[7]    Israel, Central Bureau of Statistics, Statistical Abstract of Israel (1991), No. 42, p. 42.

[8]   Y. Peres, and N. Yuval-Davis, “Some Observations on the National Identity of the    Israeli-Arab,” Human Relations, 22 (November 1969), pp. 219-233.                       

[9]   Nadim Rouhana, “Palestinization among the Arabs in Israel: The Accentuated            Identity,” A Paper presented in a conference on Arab Minority in Israel, held by    

Dayan Institute, Tel Aviv University, June 1991.                                                     

[10]   Peres and Y.-Davis, “Some Observations on the National Identity…” op.cit., p. 231.

[11]    Mahmoud Mi'ari, “Traditionalism and Political Identity of Arabs in Israel,” Journal of   Asian and African Studies, 22, Nos. 1-2 (1987), pp. 33-44.                                       

[12]   عزيزي حيدر، "أشكال التعبير السياسي بين الفلسطينيين العرب في إسرائيل"، "مجلة العلوم الاجتماعية" (جامعة الكويت)، المجلد 18، العدد 1 (ربيع 1990)، ص 17.

[13]   حبيب قهوجي، "القصة الكاملة لحركة الأرض" (1978)، ص 33 – 34.

[14]   "هآرتس"، 5/1/1967.

[15]   Peres and Y.-Davis, “Some Observations on the National Identity…,” op.cit., p. 231.

[16]   "الاتحاد" (حيفا)، 30/11/1988.

[17]   المصدر نفسه.

[18]   حركة أبناء البلد، "مشروع البرنامج السياسي" (1983)، ص 30.

[19]   محمود ميعاري، "الحركة الإسلامية في إسرائيل"، "شؤون فلسطينية"، العدد 215 – 216 (شباط [فبراير] – آذار [مارس] 1991)، ص 3 – 15.

[20]   المصدر نفسه، ص 228. أنظر أيضاً:

            Mahmoud Meari (Mi`ari), Identity of Arab Academics in Israel (Jerusalem: Israel            Institute of Applied Social Research, 1978).                                                           

[21]   أنظر مثلاً:

Nadim Rouhana, The Arabs in Israel: Psychological, Political and Social Dimensions     

 of Collective Identity, PH D. Dissertation (Detroit, Michigan: Wayne State             

 University, 1984); Smooha, “The Arab Minority in Israel:….,” op.cit.;                     

محمود ميعاري، "الفلسطينيون في إسرائيل: هوية وتعايش"، "آفاق فلسطينية" (جامعة بير زيت)، العدد 5 (صيف 1990).

[22]   Rouhana, “Palestinization among the Arabs in Israel:…, op.cit., p. 25.

[23]   Ibid.

[24]   Smooha, Arabs and Jews in Israel, op.cit., p. xvi.

[25]   Mi`ari, “Traditionalism and Political Identity of Arabs in Israel,” op.cit.

[26]   ميعاري، "الحركة الإسلامية في إسرائيل"، مصدر سبق ذكره، ص 11.

[27]   Smooha, The Arab Minority in Israel: …,” op.cit., p. 87.

[28]   Ibid.

[29]   لا يتوفر لدينا توزيع إجابات الذين شملهم البحث على خيارات الهوية قبل الدمج في بحثي سموحة 1985 و1988. لكن هذا التوزيع يتوفر في بحث 1980، وهو كالآتي (بالنسب المئوية):

إسرائيلي                                                       4,6

عربي إسرائيلي                                           30,3

عربي                                                         10,5

فلسطيني إسرائيلي                                     7,7

فلسطيني (عربي فلسطيني)                      21,1

فلسطيني                                                    3,6

عربي فلسطيني                                         22,1

المجموع                                                    100

Smooha, Arabs and Jews in Israel, op.cit., p. 88.            

[30]   Ibid.

[31]   Ibid.

[32]   يعتبر حليم بركات الانتماءات التقليدية عوامل تجزئة للانتماء العربي العام. لكنْ يمكن رؤيتها أيضاً كعوامل تجزئة للانتماء الوطني في كل قطر عربي. أنظر: حليم بركات، "المجتمع العربي المعاصر" (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1984)، ص 33 – 49.

[33]   حيدر، "أشكال التعبير السياسي..."، مصدر سبق ذكره، ص 47.