تركز الدراسات والتقارير التي تتناول واقع القدس على الأمور المادية من مثل مصادرة الأراضي، وهدم المباني، وإعاقة ومنع التوسع العمراني العربي الفلسطيني في المدينة، بينما تقلُّ في المقابل الدراسات التي تتناول الجوانب المعنوية والرمزية المتعلقة بالهوية الحضارية، والتي تجد تعبيرا عنها في الحيز والمشهد الحضري، وفي ثقافة المجتمع وذاكرته الجمعية ولغته، والتي منها أسماء المواقع الجغرافية والعمرانية والآثارية. والملاحظ أنّ السلطات الإسرائيلية تعمل جاهدةً، وبشكل منظم وممنهج، وبالموازاة مع عملية السيطرة الفيزيائية على المكان بعد احتلاله، على تغيير المشهد العام من خلال تغيير أسماء المواقع الجغرافية بواسطة التحكم في عملية وضع الشاخصات التي تحمل هذه الأسماء على الطرق، وتغيير الخرائط التي تحدد أسماء المواقع وتصفها. $0 $0تهدف هذه الدراسة إلى رصد السياسة الإسرائيلية بتغيير وتبديل الأسماء الجغرافية بهدف تهويد المشهد الحضري العام، وذلك من خلال عملية منح أسماء يهودية وإسرائيلية للمعالم الفلسطينية في القدس، مثل الطرق ومواقع الأراضي؛ كذلك تقوم الدراسة بتحليل دوافع وآليات إجراء هذا التغيير في الأسماء، والذي يجسد سياسة معبرة عن أيديولوجية جيوسياسية، تسعى لإثبات حق امتلاك الحيِّز، وتحديد معالمه والانتماء إليه. ومن المعلوم أنّ هذه السياسة غير مقتصرةٍ على القدس، بل هي تشمل كل المواقع التي تسيطر عليها السلطات الإسرائيلية. لذلك، ستقوم الدراسة بعرض سياسة تغيير أسماء المواقع في كل فلسطين بحدودها الانتدابية، مركزةً على نماذج من القدس، كمثال لما هو شأن مواقع أخرى من مدن وقرى وبريّات بلادنا.
اغتيال أسماء المواقع والمشهد الحضري الفلسطيني العام في القدس
Digital Section:
Full text: