لقد مثّلت أزمة شُحّ مياه الأمطار التي ألمّت بالقدس سنة 1925 نقطة مفصلية في تاريخ المدينة المقدسة في فلسطين في مرحلة الانتداب؛ ومن الممكن إيجاز الأحداث على النحو الآتي: فقد قررت حكومة الانتداب في الخامس والعشرين من أيّار/مايو سنة 1925 ، في أعقاب شتاء جاف ممحل، تحويل معظم مياه قرية أرطاس 1 إلى مدينة القدس، وفي 9 حزيران تقدمت اللجنة التنفيذية في المؤتمر العربي الفلسطيني، باحتجاج شديد اللهجة إلى المندوب السامي هربرت صاموئيل، تعلن فيه عن استنكارها الواضح لهذه "السرقة الصهيونية"، وقد تم تقديم قضية أرطاس أمام المحكمة العليا في فلسطين، ثم تم تحويلها سنة 1926 إلى مجلس الملك الخاص في لندن، وهو أعلى هيئة قضائية في المملكة.$0 $0إن هذه المرحلة، والمجهولة عادة من قِبل المؤرخين، تتيح رغم ذلك الإلمام بأهم العناصر المكونة لانبثاق الوعي الوطني الفلسطيني، كما تتيح في الوقت نفسه الإحاطة بعوامل التشرذم التي ألمّت بالحركة الوطنية الفلسطينية في منتصف العقد الثاني من القرن العشرين.
يقظة الوعي المائي - السياسي الفلسطيني و الصراع على المياه في أرطاس سنة 1925
Digital Section:
Abstract: