أطلقت مؤسسة الدراسات الفلسطينية منصة "توثيق استهداف وتدمير القطاع الزراعي في قطاع غزة"، وهي جزء من سلسلة منصات رقمية أطلقتها المؤسسة، وتهدف إلى تسليط الضوء على مختلف أبعاد حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وتقدم المنصة معلومات دقيقة ومفصلة عن واقع تدمير واستهداف القطاع الزراعي، وسط تفاقم المجاعة وانتشار الأمراض والأوبئة الصحية نتيجة التلوث ونقص الغذاء والماء.
تتألف المنصة من 6 أقسام رئيسية؛ يستعرض القسم الأول قطاع الأراضي الزراعية والتربة ويقدم قائمة بأهم الجمعيات الزراعية، يليه قسم مخصص لقطاع الصيد والثروة الحيوانية، ثم قسم لقطاع المياه والصرف الصحي يوثق الاستهداف اليومي لشبكات المياه والصرف الصحي، وهناك قسم يرصد التلوث منذ بدء الإبادة حتى اللحظة، بالإضافة إلى قسم يُعنى بالمنتزهات والحدائق العامة، وأخيراً قسم مخصص لتحليل كل هذه القضايا من خلال أوراق سياسات متخصصة بهذا الشأن.
وتتضمن المنصة تحليلات لباحثين وأكاديميين متخصصين في الزراعة والقضايا البيئية، تُعرض ضمن "أوراق السياسات"، وتتناول تدمير الغطاء النباتي في غزة وتأثيره في البيئة، وتلوث التربة وآثاره المستقبلية في الزراعة، وكذلك أزمة المياه في ظل الحرب المدمرة. كما تعيد المنصة نشر "مدونات" وإصدارات مؤسسة الدراسات الفلسطينية المتعددة بشأن تدمير القطاع الزراعي في غزة.
وتحتوي المنصة أيضاً على سجل إعلامي يجمع أبرز تقارير المؤسسات الدولية والمحلية العاملة في مجالَي الزراعة والبيئة، بالإضافة إلى الأخبار المتعلقة بهذه القضايا، والمنشورة على وسائل الإعلام المحلية. كما تعرض المنصة شهادات عن المجاعة وتدمير القطاع الزراعي وشبكات المياه والتلوث البيئي، بعضها مأخوذ من وسائل إعلامية محلية ودولية، وبعضها الآخر من وسائل التواصل الاجتماعي بعد التحقق من صحته. كذلك تحتوي على شهادات ميدانية مصورة أجراها باحث ميداني يعمل في مناطق جنوب قطاع غزة لصالح مؤسسة الدراسات الفلسطينية.
تهدف المنصة إلى توثيق تدمير واستهداف الزراعة والبيئة في قطاع غزة منذ اللحظات الأولى لبدء حرب الإبادة، التي يسعى الاحتلال من خلالها إلى خلق بيئة طاردة للفلسطينيين داخل أرضهم. وتسعى المنصة إلى تحقيق هدفها من خلال إنشاء قاعدة بيانات شاملة توثق حجم التدمير والاستهداف لقطاعَي الزراعة والبيئة في غزة.
تشكل المرحلة الأولى من المشروع بداية توثيق تدمير واستهداف قطاع الزراعة، وستتبعها مراحل أُخرى تتضمن إجراء مقابلات مع مختصين، وإعداد أوراق سياسات إضافية تتعلق بالزراعة والبيئة. وفي المرحلة الراهنة، تُطلق المؤسسة منصة المشروع باللغة العربية، والعمل جارٍ على ترجمة جميع المواد المتوفرة حالياً إلى اللغة الإنكليزية، على أن يتم إطلاق الموقع باللغة الإنكليزية في أقرب وقت، مما يسهّل على الباحثين والمهتمين بالزراعة والبيئة الوصول إلى المعلومات في ظل السياق الاستعماري وحرب الإبادة.