ناقشوا رسائلهم الجامعية فوق الركام وتحت الصواريخ
Date:
24 septembre 2024
Thématique: 

خلال الأشهر الماضية، ومع توقف التعليم تماماً في قطاع غزة، حاول بعض الطلبة استئناف تعليمهم، ولا سيما أصحاب الدراسات العليا، وتحديداً الذين صاروا في مرحلة مناقشة رسالة الماجستير، أو أطروحة الدكتوراه. فتمت تلك المناقشات، إمّا في الخيام، وإمّا بين ركام بيت. تلك المشاهد الغريبة عن العالم باتت طبيعية في قطاع غزة، الذي دمرته الحرب المستمرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من 11 شهراً.

وقد جربت، لإعداد هذه المادة، الوصول إلى معظم من ناقشوا رسائلهم في الحرب تحت الصواريخ، وفي الأوقات الفارقة بين نزوحين، فلم أتمكن من التواصل إلاّ مع ثلاثة فقط، وبصعوبة، نظراً إلى عدم توفر الإنترنت في معظم الوقت، وهذا الأمر كان واحداً من التحديات الرئيسية لمعظمهم في أثناء إتمامهم رسائلهم، أو حتى مناقشتها، فتمكنت من الحصول على إجابات من اثنين، هما ريم الجزار، ورامي العروقي، أمّا الثالث، وهو أنس القانوع، فلم يرسل إجاباته نظراً إلى الأوضاع المعروفة، لذا، فسأضع ما توفر من معلومات عن قصته.

هديتي لأمي

وُلدت ريم خميس الجزار في مدينة غزة، وهي أخت لأربعة إخوة، وثلاث أخوات، وكانت تسكن مع عائلتها في حي الرمال الشمالي. لكنها كغيرها نزحت تاركة منزلها الذي لم تعد إليه حتى اليوم، وتقول: "نزحت من غزة إلى مركز إيواء تابع للأونروا، وكان مدرسة في السابق في منطقة البريج جنوبي غزة. ثم نزحت مرة ثانية من البريج إلى مركز إيواء تابع للأونروا أيضاً، وكان مدرسة قبل الحرب أيضاً في مدينة رفح. ولاحقاً، نزحت إلى مواصي رفح، وعشت في خيمة، ثم إلى مواصي خان يونس، وهو النزوح الحالي." وفي هذا الصدد، تضيف في وصف نزوحها: "عشت في خيمة. نعم، فقط النزوح الأول كان في صف في مركز الإيواء، حيث الصف الذي كنت فيه كان يوجد فيه نحو 60 فرداً، بين صغير وكبير. أمّا في النزوح الثاني والثالث، فعشنا في خيمة يدوية الصنع، كانت تتكون من بطانيات (أغطية النوم الشتوية) ومن قطع النايلون (شادر). أمّا في النزوح الحالي، فأنا في خيمة إماراتية." 

أنهت ريم دراسة البكالوريوس في جامعة القدس المفتوحة - فرع غزة، والماجستير في الجامعة ذاتها، واختصاص التربية الخاصة في فرع رام الله، فتقول: "دراسة الجامعة إلكترونية، لذا فإن رسالتي والمراجع في اللابتوب، ولما نزحنا، كان كمبيوتري أول شيء أدخلته في حقيبة الطوارئ خاصتي."

وقد حملت رسالتها عنوان "فعالية الخدمات المقدمة إلى الأشخاص ذوي الإعاقة بوزارة التنمية الاجتماعية في فلسطين، وبناء تصور مقترح لتطويرها"، وهي بإشراف الدكتورة إباء عبد الرحمن عبد الحق من جنين، والمناقش الداخلي الدكتور فخري مصطفى دويكات من نابلس، والمناقش الخارجي الأستاذ الدكتور جميل الصمادي من الأردن. وقد تمت مناقشة الرسالة في 10/7/2024، عبر الإنترنت.

وتوقفت عن كتابة رسالتها الجامعية في أول شهرين من الحرب، إلاّ إنها في النزوح الثاني، داخل خيمة في مدرسة تابعة للأونروا، وجدت ضالتها: "لن أنسى تلك اللحظة حين تحدثت إلى مدير مركز الإيواء، وكان الحوار بيننا كالتالي؛ قلت له: ’أنا ريم، نازحة من غزة، وأدرس الماجستير من رام الله، وقد أتممت جميع المواد، وتبقت لي الرسالة، وأرغب في استكمال كتابتها‘، وما إن انتهيت من الحديث حتى أجابني بكل ترحيب: ’يمكنك الحصول على user إنترنت من الوكالة خاص بجهازك، ويمكنك الحصول على شحن كهرباء أكثر لمدة أطول من المعتاد‘." وأضافت: "استكملت كتابة رسالتي الجامعية، فلم أكن أحلم بهذا داخل مركز النزوح! فهذا أمر نادر الحدوث."

 

ريم الجزار أثناء مناقشة الرسالة

 

وعلى الرغم من التسهيلات التي أمّنها مدير مركز النزوح لريم، فقد كانت هناك تحديات أُخرى فرضت نفسها؛ فالشتاء وبرده القارس داخل الخيمة ليس له حل، وتقول في هذا الصدد: "كان الجو بارداً داخل الخيمة وخارجها، وليس لدينا أي مصدر للتدفئة، فكانت أصابعي ترتجف في أثناء كتابة أحرف الرسالة، ومع كل رجفة في أصابعي، كنت أخطئ في الحرف الذي أريده، فأضغط على الحرف الذي بجانبه، أو الذي يعلوه." ولم يتوقف الأمر عندها على البرد، بل أيضاً كذلك الضوء: "كنت أعتمد كلياً على إضاءة كيبورد اللابتوب وشاشته في أثناء كتابة الرسالة في الليل، وذلك لعدم توافر أي مصدر للإضاءة ليلاً، وفي فترات قطع الإنترنت على قطاع غزة كله، كنت أتواصل مع زميلاتي وزملائي في الضفة الغربية كي يقوموا بإجراء بحث عن بعض النقاط المستعجلة لرسالتي، ويزودوني بها." وهذا الأمر كان يتطلب هاتفاً خليوياً، إلاّ إن جهازها الخاص تعطل في أول الحرب، لذا، فقد كانت تستعين بأجهزة أسرتها، وتوضح: "حاولت إصلاح هاتفي، لكن عبثاً لا توجد قطع غيار له، ولا توجد أجهزة جديدة، وحتى الأجهزة المستخدَمة باهظة الثمن."

هذه الأوضاع عالجتها ريم بالمراجعة الذهنية لرسالتها، وتقول في هذا الصدد: "عندما كنت لا أستطيع الحصول على شحن لكمبيوتري، وأنقطع تماماً عن الإنترنت، كنت أستبدل ذلك بمراجعة رسالتي ذهنياً، وأخطط للجديد في الكتابة أيضاً. هذا الفعل ساندني كثيراً، كونه تكرر كثيراً، ولفترات طويلة. ولا سيما أنني كنت قد أنجزت في غزة 10% فقط من إعداد الرسالة، واستكملتها في النزوح."

تلك التحديات التقنية باتت بسيطة أمام المصيبة التي حلّت بريم وعائلتها: "تلقيت خبر قصف منزلنا في غزة، ونحن نعرف أن باقي أفراد أسرتي يقطنون فيه ممن لم يتمكنوا من النزوح معنا، ومع مرور بضعة أيام، وفي أثناء محاولة استخراج العالقين تحت ركام البيت، تبين أن إخوتي استشهدوا، فقد اختار الله أن يرتقي أخي الصغير عبد الرحمن وأخي الكفيف يوسف وزوجة أخي محمد وأبناؤه ميرا وعلي شهداء. كما استشهدت عائلة عمي الممتدة جميعها، بينما خرج أخي محمد مصاباً." وتتذكر ريم تلك اللحظات بالقول: "انتابني شعورهم وهم تحت ركام المنزل، وحتى هذه اللحظة لم أتمكن من تجاوز الصدمة النفسية لفقدانهم، ولتلك الأحداث، وواجهت بعدها ضعفاً شديداً في العصف الذهني، وفي التعبير الكتابي، وفي التركيز على ربط الأفكار وصوغها، وهو ما أحتاج إليه في كتابة الرسالة، كما أن تردُد أخبار استشهاد أفراد أعرفهم كان يضعف معنوياتي أحياناً، ويشجعني للاستمرار أحياناً أُخرى. لقد فقدت العديد من أفراد عائلتي، وفقدت العديد من صديقاتي وأساتذتي."

وكل ما سبق كان يواجَه بعائلة داعمة، لم تستسلم للأوضاع الصعبة والقاسية للغاية. وضمن ما تذكره ريم تشجيع عائلتها لها، وهو أمر اعتادته منها كما تشير: "أسرتي تدعم المتعلم حتى يبلغ منتهى المرحلة التعليمية، أياً تكن، وبتفوق، والتعليم من أولوياتنا في البيت، فقد كانت لدي في المنزل في غزة غرفة يطلَق عليها غرفة الدراسة، وكانت مجهزة جيداً بمتطلبات الدراسة، فعلى سبيل المثال؛ لكون الكهرباء غير مستقرة في غزة، وبسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي لا مفر منه، فقد كان لهذه الغرفة خط كهرباء عادي، وآخر من مولد، وآخر من بطارية كي لا أتعطل عن الدراسة."

وفي الحرب، وبينما تنزح العائلة من مكان إلى آخر، قررت والدة ريم عدم تكليف ابنتها بأعمال الخيمة: "فكرة استكمال رسالتي شجعتني عليها والدتي كثيراً وباستمرار، وكانت تقول لي: ’عندما تناقشين رسالتك، تكون هذه أكبر مساعدة وفرحة تقدمينها إليّ.‘ كان هذا على الرغم من الأعمال الكثيرة للخيمة، فهي غير معتادة ومجهدة، فقد كنا في حينها نطهو على النار لعدم توفر غاز الطهي، وكنا وما زلنا نغسل ملابسنا على أيدينا." كما توضح أكثر عن المجهود التي وضعتها والدتها على عاتقها لتتفرغ ريم لدراستها قائلة: "إن أبسط الأفعال في الخيمة متعبة بتفاصيلها كافة، وتجميع أدواتها، وبالقيام بها حتى إتمامها، وكل هذا يحول الحياة إلى شاقة جداً، وفوق الوصف، وخارج خيال الإنسان الذي تعوّد على أن يعيش في منزل."

ولم يقتصر التشجيع على عائلتها، بل أيضاً امتد إلى مشرفتها، الدكتورة إباء، التي قالت لها عندما أخبرتها ريم بأنها ستكمل كتابة الرسالة: "أرفع القبعة لوالدتك وأشجعك كثيراً على ذلك."

ستكمل ريم تعليمها، هكذا قالت، وتطمح في الحصول على منحة لدراسة الدكتوراه، وتختم قولها: "لا أخفي أن ما أنجزته وتخطيته من صعوبات هو ضرب من الجنون، الحمد لله رب العالمين."

ننهض من تحت الركام

يقول رامي العروقي، موضحاً ما حفزه أكثر لإتمام رسالته على الرغم من الأوضاع الصعبة، إنها رسالة بموضوع جديد، لم يسبق أن نوقش في فلسطين. لقد بدأ رامي دراسة الماجستير في العلاقات العامة والإعلام في جامعة غزة سنة 2021، وأنهى الدبلوم العالي في نهاية 2022، وتقدم بطلب لبدء كتابة الرسالة التي حملت عنوان "اتجاهات القائمين بالاتصال في الوسائل الإعلامية الفلسطينية نحو توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي.. دراسة ميدانية" برئاسة وإشراف الدكتور غسان إبراهيم حرب، والمناقش الخارجي الأستاذ الدكتور أمين منصور وافي، والمناقش الداخلي الدكتور توفيق عبد العزيز أبو جراد. ويقول: "بعد أن أمضيت 10 أشهر في كتابة رسالتي، أصبحَتْ جاهزة للمناقشة، وكذلك بعد إجراء التجهيزات الإدارية اللازمة."

 

رامي العروقي أثناء مناقشة رسالة الماجستير (من صفحة رامي العروقي)

 

قصة رامي مختلفة عن غيره من الطلبة، فرسالته كانت جاهزة للمناقشة، وموعدها محدد في 12/10/2023، لكن الاحتلال شن عدوانه على قطاع غزة، فحال ذلك دون حدوث المناقشة التي تأجلت بطبيعة الحال. عدا أن ما حدث لرامي في ثاني أيام الحرب كان أصعب وأقسى من تأجيل المناقشة، ويقول في هذا الصدد: "دُمر بيتي في شارع النصر في غزة، صباح 8 تشرين الأول/أكتوبر، ودُمر كل ما في داخله، وضمنه ما يخص دراستي التي كنت أحلم بها." ومن حسن حظه أنه كان قد وضع نسخة من رسالته عند صديق له، وهو دكتور جامعي، كما يقول. لذا، لم يستسلم رامي لهذا الوضع الكارثي، وقرر إكمال دراسته في أثناء النزوح في رفح: "حاولت جاهداً مع الجامعة استئناف دراستي على الرغم من الأوضاع، وكان رد الجامعة إيجابياً، لكن بشرط مراعاة سلامة الجميع."

وبعد تدمير بيته، يقول رامي إنه نزح إلى بيت شقيقه في منطقة الميناء: "حوصرنا هناك لأربعة أيام بسبب شدة القصف من الزوارق والطيران الحربي. وأخلينا البيت الذي كنا فيه، وتوجهنا إلى بيت شقيقتي في منطقة النصر، وفي 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023 نزحت إلى رفح، وسكنت في بيت أقارب لنا."

وفي رفح، جرب جمع شمل لجنة المناقشة، سواء شخصياً أم عبر الإنترنت، لكنه لم يتمكن. وجاء النزوح من جديد كما يقول، وهذه المرة، من رفح إلى المنطقة الوسطى. ويضيف: "انحصرنا في بقعة صغيرة، وهذا ما جعل إمكان الوصول إلى اللجنة أسهل من المحاولة السابقة، وبعد توفر مكان في إحدى المؤسسات، وفيها سبل تفي بالغرض لإجراء المناقشة، تمت المناقشة فعلاً في 25/7/2024، والحمد لله."

انقطع رامي عن التعليم 18 عاماً، بعد أن أنهى دراسته الثانوية سنة 2014، والتحق بجامعة الأزهر في دبلوم الصحافة والعلاقات العامة، ومن ثم أكمل دراسة البكالوريوس في جامعة غزة، فأنهى دراسته سنة 2020. وهذه التجربة حملت رامي على توجيه رسائل عدة أوردها في إنجازه، فيقول: "رسالتي إلى جميع الطلبة في غزة؛ لا تستسلموا لليأس والإحباط، وسنحيا، فنحن عصيون على الانكسار."

داخل غرفة مدمرة

في 10/7/2024، عند الرابعة فجراً، داخل بيته المدمر في جباليا، بدأ أنس القانوع مناقشة رسالة الدكتوراه بعنوان "تصنيع أسلاك الفضة النانوية واستخدامها في تصنيع مجسات الأشعة فوق البنفسجية، وكذلك المسخنات الكهربائية التي تعمل على الجهد المستمر المنخفض" ضمن برنامج "جامعة العلوم الماليزية في فيزياء النانو تكنولوجي".

 

أنس القانوع أثناء مناقشة رسالة الدكتوراه في منزله المدمر (من صفحة الدكتور ناصر العراقي)

 

التحق أنس ببرنامج الدكتوراه سنة 2021، بعد أن سافر إلى ماليزيا، وفي مختبرات جامعته، أنهى الجزء العملي من الرسالة، ولما انتهى من ذلك، عاد إلى غزة ليكتب الرسالة، فاندلعت الحرب، وكان قد أنجز ربعها تقريباً، فانقطع عن رسالته حتى كانون الثاني/يناير من هذه السنة. وكغيره، نزح من بيته، لكنه عاد إليه لاحقاً، وقرر استئناف العمل على رسالته، فأمّن بعض حاجاته، كبطارية ومولد كهربائي، لكن مشكلة الانترنت لم تُحل، وهذا ما يحول دون إتمام كتابة الرسالة، إلى أن زار أحد أقاربه، وشرح له أوضاعه، فدعاه قريبه إلى العمل في بيته كي ينهي الرسالة، وهذا ما حدث.

ولما جاء اليوم الموعود، تعطلت شريحة الإنترنت التي باتت لديه قبل المناقشة بساعة، لكنه تمكن من حل الموضوع، وقام بالمناقشة، وأهدى نجاحه إلى روح الشهيد البروفيسور رئيس الجامعة الإسلامية سفيان تايه، واصفاً إياه بأنه كان من أكثر الداعمين له، كما أهداه إلى روحَي الشهيدين حاتم الغمري وإبراهيم قدورة.

وعقب مناقشة الرسالة، كتب مشرفه في الجامعة الماليزية للعلوم، البروفيسور ناصر محمود (العراقي): "أبناء غزة يقاتلون، كلاًّ من موقعه واختصاصه. هذا أحد طلبتي في الدكتوراه، وقد قاتل في أوضاع صعبة من أجل الحصول على الدكتوراه، وأبدع في بحثه في تصنيع أسلاك الفضة النانوية، ونشر 3 أبحاث، جميعها Q1 & Q2. وحصل على الجائزة الذهبية في معرض عالمي لإنتاجه أسلاك الفضة النانوية، وسافر ليرى غزة، وليرى أهله وأطفاله، ووقعت الحرب، ولم يستطع الرجوع إلى ماليزيا بلد الدراسة، وتم قصف بيته وتهجر، وعلى الرغم من ذلك، فقد ظل متابعاً معي من أجل إكمال أطروحته، وأنجزها وهو في وضع يُرثى له. لكن الله أكرمه وأكمل المناقشة الأولية وهو في أرض المعركة، وأكمل المناقشة النهائية وهو في أرض المعركة.

ألف مبارك لطالبي المجتهد أنس أبو مالك.. ونسأل الله لكم الصبر والنصر بإذن الواحد الأحد."

"أطفال غزيين داخل مركز لإيواء النازحين في احدى مدارس قطاع غزة، 11 أبريل/ نيسان 2024، قطاع غزة/ فلسطين" تصوير " apaimages ،Omar Ashtawy"
Razan al-Haj
فلسطينيون يسيرون أمام أنقاض المباني السكنية التي دمرتها الغارات الإسرائيلية خلال حرب الإبادة، قطاع غزة/ فلسطين، 24 أبريل/نيسان 2024. (تصوير خالد داوود، apaimages)
Sama Hassan
Yasser Manna
نجوم منتخب كرة الطائرة إبراهيم قصيعة (يمين) وحسن زعيتر (مواقع التواصل) استشهدا بقصف إسزائيلي على مخيم جباليا.
Ayham al-Sahli
Maher Charif
Uday al-Barghouthi