إذا أصبحت المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة غير صالحة للعيش، فإن سكانها سيجبرون على هجرها..هذا ما تخطط له حكومة الحرب الإسرائيلية، وهذا هو أحد الأهداف الرئيسية للعملية الواسعة التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليلة 27-28 آب/أغسطس الفائت، واستهدفت مدن جنين، وطولكرم وطوباس ومخيماتها، موقعة عشرات الشهداء والجرحى. وبينما انسحبت قوات الاحتلال، في 30 من آب/أغسطس، من طولكرم وطوباس، فهي ما زالت تواصل عدوانها في مدينة جنين ومخيمها.
طبيعة العملية الإسرائيلية الحالية
يرى المراقبون أن عملية جيش الاحتلال الحالية هي أكبر عملية ينفذها في الضفة الغربية خلال الأعوام العشرين الماضية، وهي جرت في مناطق من المفترض أنها تحت سيطرة السلطة الفلسطينية. من الصحيح أن توغلات جنود الاحتلال صارت تحدث بصورة شبه يومية في مدن الضفة الغربية ومخيماتها، لكن من النادر أن تتم في عدة مدن في وقت واحد كما يحدث الآن، وأن تستخدم خلالها المسيرات والصواريخ والجرافات على نطاق واسع. وفضلاً عن ذلك، تتميّز هذه العملية بلجوء قوات الاحتلال، أكثر من مرات سابقة، إلى حصار المستشفيات والمنشآت الطبية ومداهمة بعضها والتعدي على سيارات الإسعاف، إذ هي أغلقت الطرقات المؤدية إلى مستشفى ابن سينا وحاصرت مستشفى خليل سليمان في جنين، ومنعت الوصول إلى مستشفيين في طولكرم، واقتحمت النقطة الطبية التابعة لجمعية الهلال الأحمر داخل مخيم الفارعة، وأطلقت الرصاص داخلها، واحتجزت المسعفين، واعتدت بالضرب على مدير الإسعاف والطوارئ في محافظة طوباس خلال تواجده داخل النقطة الطبية، الأمر الذي دفع وزارة الصحة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى دعوة المجتمع الدولي والصليب الأحمر الدولي إلى المساعدة في حماية المنشآت الطبية في جنين وطولكرم وطوباس[1].
الضفة الغربية المحتلة: حرب إسرائيل الأخرى
قبل انطلاق العملية العسكرية الإسرائيلية الحالية، كانت قناعة العديد من المحللين أن الضفة الغربية المحتلة تشهد حرباً أخرى تشنها إسرائيل على الفلسطينيين. ففي 23 آذار/مارس 2024، نقلت أسبوعية "كورييه أنترناسيونال" الفرنسية عن صحيفة "كريستشن ساينس مونيتور" الأميركية تحقيقاً حمل عنواناً معبّراً، وهو "مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية: برميل بارود على وشك الانفجار"، جاء فيه أنه "في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى غزة، فإن الحرب تدور رحاها أيضاً على نطاق أضيق في الأراضي الفلسطينية الرئيسية، أي في الضفة الغربية؛ ففي مخيمات اللاجئين، كثفت إسرائيل عمليات المداهمة والتفتيش منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، ما أدى إلى تصاعد المقاومة المسلحة من قبل الشباب الذين تم تجنيدهم من دون أمل أو عمل". ووصف معد التحقيق ما شاهده في مخيم نور شمس في طولكرم، بعد غارة إسرائيلية جرت في منتصف شهر كانون الثاني/يناير 2024، فكتب: "طرقات مدمرة، ومياه مقطوعة، ومنازل تم تفجيرها، وأزقة مغطاة بالدماء ومليئة بثقوب الرصاص؛ قد تظن أنك في غزة التي هي في حالة حرب، لكننا في الواقع في مخيم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية". ونقل عن أحمد، أحد سكان المخيم، قوله: "إن الإسرائيليين يفعلون بنا هنا في المخيم ما يفعلونه بالضبط في غزة، ولكن على نطاق أضيق"، وهو يشير إلى منزله الذي تضرر بصاروخ أصيب به. ويخلص معد التقرير إلى أن إسرائيل "بحملتها العسكرية على هذه المجتمعات المهمشة تزرع بذور التطرف، وفقاً للخبراء والسكان"[2].
وكان راديو فرانس-فرانس كولتور قد نشر، في 9 آذار/مارس 2024، تحقيقاً بعنوان: "الضفة الغربية: حرب إسرائيل الأخرى"، أشار فيه إلى أن الوضع أصبح "متوتراً بالفعل في الضفة الغربية في السنوات الأخيرة، ولكن مع السابع من تشرين الأول/أكتوبر أصبح الوضع متفجراً، إذ أصبحت أعمال العنف ضد الفلسطينيين حدثاً يومياً منذ كانون الثاني/يناير 2024، وهي أعمال تُنسب إلى قوات الأمن الإسرائيلية أو إلى المستوطنين اليهود". إذ يقوم الجيش الإسرائيلي "بعمليات مداهمة في جميع أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك في قلب المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية في المنطقة (أ)، وهي عمليات عسكرية لمرة واحدة ولكنها متكررة تنفذها القوات المسلحة بدعم من المدرعات، بالإضافة إلى غارات بطائرات من دون طيار"، وهي تستهدف، بصورة خاصة، "مدن جنين ونابلس وطولكرم، كما تستهدف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي أقيمت في الضفة الغربية منذ إنشاء دولة إسرائيل سنة 1948، وتقترن هذه العمليات القاسية أيضاً بالقيود المفروضة على حركة الفلسطينيين والاعتقالات التعسفية عند نقاط التفتيش". ويتابع معد التحقيق أن هناك أيضاً أعمال عنف "يرتكبها المستوطنون أو ميليشيات الدفاع الذاتي الإسرائيلية، وغالباً ما تكون على أطراف المستوطنات أو البؤر الاستيطانية الإسرائيلية غير القانونية"، التي "نمت بصورة كبيرة في ظل حكومة بنيامين نتنياهو التي شرّعت جزءاً كبيراً منها"، والتي يقطنها "المستوطنون المتطرفون الذين يهدفون إلى احتلال الضفة الغربية بأكملها"، و"يقومون بمضايقة الفلسطينيين لإجبارهم على الرحيل"[3].
وفي تحقيق ثالث، نشره موقع فرانس أنفو، في 4 تموز/يوليو 2024، بعنوان: "في الضفة الغربية: الحرب الأخرى التي تشنها إسرائيل بضجيج أخفت ضد الفلسطينيين"، أشارت الصحافية زوي أوكين إلى إنه "بينما تتجه كل الأنظار نحو قطاع غزة، تكثف الدولة اليهودية قمعها في الضفة الغربية، وتسيطر على المزيد من الأرض لتوسيع مستوطناتها"، إذ "أنشأ المستوطنون اليهود، في سنة 2023، 26 بؤرة استيطانية، تمّ إنشاء أكثر من ثلثها (عشر بؤر استيطانية) منذ هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر"، وذلك بعد أن رأى هؤلاء المستوطنون "في الحرب بين إسرائيل وحماس فرصة لإقامة مواقع استيطانية جديدة"، تقع معظمها "في المنطقة (ج) في الضفة الغربية، التي تمثل 60% من مساحة الأراضي وتتولى إسرائيل مسؤولية توفير الأمن والإدارة فيها". فأعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون "تزايدت من حيث العدد والشدة، إذ زادت هجمات المستوطنين من ثلاث هجمات يومياً في المتوسط، قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، إلى ثماني هجمات يومياً، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)". وبحسب المراقبين، فإن المستوطنين الإسرائيليين "أصبحوا مسلحين أكثر بكثير من ذي قبل؛ ففي 10 تشرين الأول/أكتوبر، قام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بتوزيع بنادق هجومية عليهم، وأعلن عن شراء 10 آلاف قطعة سلاح من أجل تشكيل فرق حماية مدنية، وبدأ البعض بارتداء الزي العسكري، مقلدين أفراد الجيش"، الأمر الذي أدّى إلى "طمس الخط الفاصل بين عنف المستوطنين وعنف الدولة، بما في ذلك العنف الذي يمارس بنية معلنة تتمثل في نقل الفلسطينيين قسراً من أراضيهم". وتلحظ الصحافية نفسها أن "السلطة الفلسطينية تقف عاجزة في المنطقة (ج)"، ولا يمكن للفلسطيينيين "الاعتماد على قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لأن اتفاقيات أوسلو لسنة 1993 تمنعهم من العمل في المنطقة (ج)، ولا يوفر لهم المجتمع الدولي الحماية"، ناهيك عن "جمود الكيان الحكومي في بقية أنحاء الضفة الغربية، وعجزه عن مواجهة تصاعد العنف في الأراضي المحتلة"[4].
تدمير البنى التحتية وجعل المخيمات أمكنة غير صالحة للعيش
"أسمع صوت الجرافات وزئيرها، وضجيج الطائرات من دون طيار وسيارات جيش الاحتلال، وأصوات الرصاص والانفجارات بين الحين والآخر"، هذا ما قاله الصحافي عصري محمد أحمد فياض، المتحصن في منزله في مخيم جنين، لصحيفة "لو دوفوار" الفرنسية مساء الخميس في 28 آب/أغسطس الفائت، وتابع: "أخشى مغادرة المنزل خوفاً من الإصابة برصاص القناصة". ويصف تسلل وحدات جيش الاحتلال إلى المخيم، فيقول: "توغلت الجرافات في شوارع البلدة والمخيم، يرافقها انتشار للقناصة في عدد من المباني الشاهقة المطلة على الشوارع الرئيسية؛ ومنذ اللحظات الأولى للتوغل، دمرت الجرافات الطرق والمنازل، وانقطعت إمدادات الكهرباء ومياه الشرب جزئياً، إذ قامت جرافات الاحتلال باقتلاع شبكات الكهرباء وأنابيب المياه". بينما قال سعيد أبو معلا، الصحافي والأستاذ في الجامعة العربية الأميركية في جنين، للصحيفة نفسها: "بعد حوالي خمسين ساعة من المداهمة، لم يعد لدى الجيش أي شيء ليفعله؛ ففصائل المقاومة في الضفة الغربية قليلة العدد، على عكس ما يدعيه الاحتلال الإسرائيلي"، وهي "عناصر متفرقة وغير منظمة، ولا تملك سوى الأسلحة الخفيفة"، معتبراً أن الإسرائيليين "يبالغون كثيراً في قوتها لتبرير عمليات القتل والغارات والتدمير"[5]. وعن هدف العملية، يقول أحد سكان المخيم: "في الواقع، يريد الإسرائيليون دفعنا إلى المغادرة؛ عندما لا يكون لديك مزيد من الماء، ولا مزيد من الكهرباء، ولا مزيد من الإنترنت، ولا مزيد من الخبز في المخابز، وعندما لم يعد في إمكانك العثور على ما يكفي لإطعام أطفالك، فإن الخيار الوحيد الذي يبقى لك هو المغادرة؛ إن هدفهم طويل المدى، إنهم يجعلون حياتك مستحيلة، وفي الوقت نفسه، يواصلون الاستيطان"[6].
وفي مخيم نور شمس في طولكرم، الذي يسكنه بصورة رئيسية أحفاد لاجئي سنة 1948 من حيفا، كان الدمار هائلاً، إذ اعتدى جنود الاحتلال على البنية التحتية في المخيم، ودمروا شبكات المياه والصرف الصحي، بذريعة إبطال مفعول القنابل المزروعة على جانب الطرقات، وهو ما حرم السكان من المياه بصورة كاملة، وشن جنود الاحتلال مداهمات للمنازل، واتخذ القناصة مواقعهم على أسطح المنازل وحلقت الطائرات على ارتفاع منخفض، واستشهد خمسة أشخاص في مسجد، وتم إغلاق مستشفى ثابت الحكومي ومستشفى الإسراء التخصصي، كما مُنع الهلال الأحمر الفلسطيني من دخول المخيم لإخماد الحرائق ومساعدة المصابين. وكان هذا المخيم قد تعرض في شهر تموز/يوليو 2024 لهجوم واسع حوّل أجزاء واسعة من المخيم إلى أنقاض، بحيث "رسمت أكوام الحجارة، وبقايا المنازل التي هدمتها جرافات الجيش الإسرائيلي، مشهداً من الخراب". وبحسب اللجنة الشعبية للخدمات في المخيم، فقد قام جيش الاحتلال بمداهمة المخيم 29 مرة، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهو "لا يستهدف المقاتلين فقط، بل يخوض حرباَ ضد المدنيين كذلك". وتقول فاطمة (56 عاماً) إنه "مع كل توغل للجيش، يتحصن السكان في منازلهم، ذلك إن كل عملية توغل هي لحظة رعب؛ هنا مثل غزة، إذا خرجت خلال إحدى الغارات، يمكن أن أقتل على يد الإسرائيليين، ونحن نقوم بتخزين الغذاء والماء والدواء، وندعو الله أن يغادروا في أسرع وقت ممكن"، وخصوصاً ان السكان لا يعرفون مدة المداهمة. وفي أواخر نيسان/أبريل الفائت، وخلال عملية توغل، اعتقل جنود الاحتلال رجائي السبع (39 عاماً) في منزله لجذب مجموعة من المقاومين المختبئين في منزل مجاور، وتقول زوجته ضحى "لقد استخدموه كطعم"، و"ألقوا به من الطابق الثاني، وعندما جاء المقاومون لمساعدته، ألقى جنود الاحتلال قنبلة على الجميع، وكان قد أصيب بجروح لدى سقوطه، لكن القنبلة قتلته". ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، سجل مستشفى ثابت في طولكرم مقتل أكثر من 160 فلسطينياً وإصابة 500 آخرين، معظمهم من المدنيين، بحسب منسق المستشفى مثنى الغول. ويقول عدي شعبان (48 عاماً)، عضو اللجنة الشعبية في المخيم: "يشبه نور شمس اليوم خط جبهة غير صالح للسكن تقريباً، إذ تمّ تدمير نحو 70 مبنى معظمها بواسطة الجرافة (D9) التي تثير الخوف بين الفلسطينيين"، لأنه "عندما تكون الشوارع ضيقة جداً، فإنها تسوي كل شيء في طريقها بالأرض". وبينما يقوم الجيش الإسرائيلي عموماً "بتدمير منازل المقاتلين وعائلاتهم كنوع من العقاب، فإنه يستهدف أيضاً المرافق العامة مثل مبنى الأونروا، الذي لم يبق منه سوى أنقاض، كما تم هدم بعض المنازل لفتح طريق والوصول إلى شوارع أخرى". ويتابع عدي شعبان أن الأهالي "يعانون الآن من انقطاع المياه، بسبب تضرر الشبكات جراء الغارات المتتالية؛ وفي كل مرة نقوم بإعادة البناء، يعودون بالجرافات، ذلك إن إسرائيل تريد تدمير الحياة في المخيم، ومن بين 13 ألف ساكن قبل الحرب، لم يبق منهم سوى 1000 شخص فقط، وهم يعيشون في ظروف رهيبة"، كما هو حال عدي نفسه الذي تضرر منزله، ويقول: "مع الحرب، لم يعد لدي عمل، وليس لدي المال لاستئجار شقة في مكان آخر، وإلا لكنت قد فعلت مثل معظم الناس، أي غادرت"[7].
وفي مخيم الفارعة في طوباس، فرضت قوات الاحتلال حصارها على المخيم ومنعت حركة الدخول أو الخروج منه، وداهمت منازل المواطنين، وقتلت أربعة فلسطينيين، وأصابت ثمانية آخرين بجراح في قصف من طائراتها المسيّرة، وعمل جنود الاحتلال على عرقلة عمل طواقم الإسعاف وتأخير وصولهم إلى الشهداء والمصابين داخل المخيم. وبحسب وكالة "وفا" للأنباء، فقد "كشف انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من المخيم، بعد عدوان امتد لثلاثين ساعة، عن دمار واسع في طرقات وأزقة المخيم وبنيته التحتية ومنازل وممتلكات المواطنين". ويروي مواطنون في المخيم "أنهم لم يتجاوزوا بعد آثار العدوان الذي شنه الاحتلال على المخيم في العاشر من حزيران/ يونيو الماضي على مدار 15 ساعة متواصلة، ليلحق هذا العدوان دماراً مضاعفاً في منازلهم وممتلكاتهم". وتنقل الوكالة عن رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم الفارعة، عاصم منصور قوله: "إن "الدمار طال كل شيء (..)، طال مركبات ومنازل وطرقات وشبكات مياه، وممتلكات عامة وخاصة"، مضيفاً "أن عملية حصر الأضرار المادية في المخيم تحتاج أياماً، وخصوصاً أن الاحتلال داهم 90% من منازل المواطنين وعاث فيها دماراً وخراباً"، كما طال الدمار مسجد أبي بكر الصديق في المخيم، بعد أن فجّرت قوات الاحتلال مرفقاً أسفله، ما أدى إلى حدوث أضرار واشتعال النيران فيه. ويقول المواطن حازم جعايصة من المخيم: "إننا نعيش حياة من دون مقومات"[8].
المسؤولون الإسرائيليون لا يخفون الهدف من العملية العسكرية
في حربها الأخرى التي تخوضها في الضفة الغربية المحتلة، تتذرع حكومة الحرب الإسرائيلية بذريعة واهية، وهي أن إيران هي التي تدعم المقاومين الفلسطينيين وتحرّكهم. فتعليقاً على عملية جيش الاحتلال في مدن الضفة الغربية الشمالية الثلاث، قال وزير خارجية هذه الحكومة يسرائيل كاتس، في 28 آب/أغسطس الفائت، إن قوات الجيش الإسرائيلي "تعمل بكامل قوتها منذ الليلة الماضية في مخيمي جنين وطولكرم للاجئين من أجل تفكيك البنية التحتية الإرهابية الإيرانية الإسلامية التي أقيمت هناك"، ودعا في تغريدة على شبكة التواصل الاجتماعي ”إكس“ إلى العمل "بالتصميم نفسه [...] كما في غزة، مع عمليات إجلاء مؤقتة للفلسطينيين"[9]. ويبدو أن جيش الاحتلال دعا بالفعل سكان مخيم نور شمس إلى مغادرته خلال أربع ساعات، وهو ما نفاه الناطق باسمه أفيخاي أدرعي، الذي اعترف مع ذلك بأن قوات الجيش أعلنت بأنها "تسمح للسكان الذين يرغبون في الابتعاد عن منطقة القتال بالخروج من المكان بصورة آمنة، وفق وصفه"[10].
وفي مواجهة عنف قوات الاحتلال، وتدميرها البنى التحتية في المخيمات، ارتفع عدد حالات المغادرة القسرية بصورة كبيرة. فبعد أن لاحظت إريكا جيفارا من منظمة العفو الدولية "الزيادة المروعة في القوة المميتة من قبل القوات الإسرائيلية، وهجمات المستوطنين العنيفة التي ترعاها الدولة"، رأت أنه "من المرجح أن تؤدي هذه العمليات إلى زيادة النزوح القسري وتدمير البنية التحتية الحيوية وتدابير العقاب الجماعي، التي كانت الركائز الأساسية لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي واحتلال إسرائيل غير القانوني للأرض الفلسطينية المحتلة". بينما قدّر كينيث روث، المدير السابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش، أن "حلم وزراء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو هو “حل مشكلة” الضفة الغربية"، وذلك "ببساطة عن طريق التخلص من الفلسطينيين، وهي جريمة حرب واسعة النطاق"[11].
[1] “Pourquoi Israël a lancé sa plus grande opération militaire en Cisjordanie depuis deux décennies”, 29 aout 2024.
[2] https://www.courrierinternational.com/article/palestine-les-camps-de-refugies-de-cisjordanie-une-poudriere-sur-le-point-d-exploser
[3] https://www.radiofrance.fr/franceculture/podcasts/les-cartes-en-mouvement/cisjordanie-l-autre-guerre-d-israel-8163845
[4] https://www.francetvinfo.fr/monde/proche-orient/israel-palestine/en-cisjordanie-l-autre-guerre-menee-a-bas-bruit-par-israel-contre-les-palestiniens_6462572.html
[5] https://www.ledevoir.com/monde/moyen-orient/819037/troisieme-jour-vaste-operation-israelienne-cisjordanie-occupee
[6] https://www.rfi.fr/fr/moyen-orient/20240830-op%C3%A9ration-isra%C3%A9lienne-en-cisjordanie-apr%C3%A8s-le-passage-des-blind%C3%A9s-j%C3%A9nine-devient-un-champ-de-ruines
[7] https://www.lecho.be/economie-politique/international/moyen-orient/une-autre-guerre-se-joue-a-tulkarem-en-cisjordanie-c-est-comme-a-gaza/10554311.html
[8] https://www.wafa.ps/Pages/Details/102457
[9] https://www.lexpress.fr/monde/proche-moyen-orient/cisjordanie-loperation-antiterroriste-de-larmee-israelienne-en-trois-questions
[10] https://www.bbc.com/arabic/articles/c9qgpjrlzneo
[11] https://www.wsws.org/fr/articles/2024/08/31/oukg-a31.html