أُعلن صباح اليوم الخميس، في 22 آب/أغسطس 2024، في العاصمة الأردنية عمان عن وفاة القائد الفلسطيني التاريخي فاروق القدومي، أحد مؤسسي حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والعضو الأسبق للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ولد فاروق القدومي (أبو اللطف) سنة 1931 في قرية جينصافوط التي كانت تتبع محافظة نابلس، وانتقل مع أفراد عائلته، بعد وفاة والده، إلى مدينة يافا حيث كان يعمل شقيقه؛ وأكمل في مدارسها المرحلتين الأساسية والثانوية من دراسته، وذلك قبل أن تضطر العائلة، بعد وقوع النكبة، إلى الانتقال إلى مدينة نابلس.
التحق فاروق القدومي في سنة 1954 بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة. وانجذب، في سنوات شبابه المبكر، إلى الفكر القومي العربي، وبدأ حياته السياسية في حزب البعث العربي الاشتراكي، قبل أن يشارك، في أواخر سنوات الخمسينيات، في تأسيس حركة "فتح"، ويُنتخب في سنة 1965 عضواً في لجنتها المركزية، وممثلها في العاصمة المصرية.
انضم فاروق القدومي إلى المجلس الوطني الفلسطيني، واختير، في سنة 1969، عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم أصبح، في سنة 1973، رئيساً لدائرتها السياسية، وهو المنصب الذي شغله لسنوات طويلة. وبعد إعلان المجلس الوطني الفلسطيني، في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 1988، عن قيام دولة فلسطين، اختير فاروق القدومي ليكون وزيراً لخارجيتها.
عارض فاروق القدومي "اتفاقيات أوسلو"، ورفض، بعد تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية، الالتحاق بأخوانه الذين عادوا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتمسك بموقفه المعارض لـ " نهج أوسلو"، وبقي يقيم في مدينة تونس قبل أن ينتقل إلى عمان.
توفي فاروق القدومي بعد أقل من شهرين من وفاة قرينته المناضلة الفلسطينية "نبيلة النمر". وقد نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى أبناء الشعب الفلسطيني وأحرار العالم "القائد الوطني والتاريخي الكبير"، فاروق القدومي، وقال: "وأنا أنعى أخاً وصديقاً ورفيق درب طويل وشاق من النضال والعمل الدؤوب، فإن فلسطين فقدت واحداً من رجالاتها المخلصين المناضلين الأوفياء الذين قدموا الكثير لخدمة فلسطين وقضيتها وشعبها".