أطلقت مؤسسة الدراسات الفلسطينية مشروع توثيق استهداف وتدمير القطاع الصحي في قطاع غزة تحت إشراف الدكتور غسان أبو ستة. يقدم المشروع معلومات مفصلة عن استهداف المرافق الصحية، كالمستشفيات والمراكز الصحية، وعن الكوادر الطبية التي تعرضت للقتل والاختطاف والإخفاء. كما يتضمن المشروع تحليلات لباحثين وكتّاب يتناولون فيها مختلف جوانب استهداف القطاع الصحي وسياقه التاريخي والسياسي، بالإضافة إلى التصريحات الصادرة عن المؤسسات والجهات المعنية خلال حرب الإبادة.
يهدف المشروع إلى توثيق مخطط الاحتلال الرامي إلى تهجير سكان قطاع غزة عبر خلق محيط حيوي للحرب يجعل من القطاع منطقة غير صالحة للعيش. وكان أحد أعمدة هذه السياسات هو تحويل قوات الاحتلال الإسرائيلي المستشفى الغزي إلى مسرح تستعرض فيه قوتها في تنفيذ سياسات الإماتة والخنق.
كذلك يهدف المشروع إلى تقديم تأطير تاريخي للمرافق الصحية والمنظومة الصحية في غزة، ليس فقط كمسرح تعرض فيه إسرائيل سيادتها المطلقة على الجسد الفلسطيني والقانون الدولي وقدرتها على القتل والتدمير، بل كجزء من هياكل تقاوم الموت الذي تفرضه إسرائيل، وبالتالي كجزء من هياكل الصمود والمقاومة الغزية، وذلك بعرض تاريخ وخلفية هذه المرافق بالإضافة إلى يوميات استهدافها.
وتكمن أهمية المشروع في توفير معلومات شاملة عن جرائم الاحتلال بحق قطاع الصحة، وذلك بهدف الاستخدام العام، أو لاستخدامها في الأبحاث العلمية والقانونية. وتشكل المواد التي يقدمها المشروع مساهمة مهمة في الأرشيف الفلسطيني، إذ تشكل حرب الإبادة نقطة تحول في تاريخ القضية الفلسطينية.
في المرحلة الراهنة، تُطلق مؤسسة الدراسات الفلسطينية منصة المشروع باللغة العربية، والعمل جارٍ على إعداد كل الملفات المتوفرة حالياً باللغة الإنكليزية، على أن يتم إطلاق الموقع باللغة الإنكليزية في أقرب وقت.