في 13 آذار/ مارس 1973 وبينما كان الشاب الفلسطيني محمد الركوعي (23 عاماً) نائماً، داهمت قوات الاحتلال منزل عائلته في مدينة غزة، وأخرجوه مكبلاً ومعصوب العينين وسط صدمة أسرته، التي لم تكن تعلم عن انخراط ابنها في العمل الفدائي حتى لحظة الاعتقال. حاولت والدته ثني الجنود عن اعتقال ابنها، فأدخلوها عنوة إلى إحدى الغرف، لتكون تلك المرة الأخيرة التي يرى فيها الركوعي والدته من دون شبك.
اليوم، وبعد أكثر من 50 عاماً على الحادثة، يجلس الركوعي داخل مرسمه في مدينة كفر بطنا في ريف العاصمة السورية دمشق، بين لوحاته التي جسّد فيها، واقعياً ورمزياً، قضيته الفلسطينية.
الركوعي الذي ولد في قطاع غزة عام 1950، بعد أن تهجرت عائلته من مدينة عسقلان خلال النكبة، يجلس خلف طاولة الرسم خاصته، يرتدي نظارته التي فرضتها أيام طويلة أمضاها في التدقيق بتفاصيل لوحاته، يضع القهوة إلى جانبه، وبينما يفرش الألوان على قماش لوحته بضربات فنية خبيرة، يروي قصة أسره في سجون الاحتلال في سبعينيات القرن الماضي، فيقول: "انخرطتُ في العمل الفدائي عام 1970 ضد جيش الاحتلال في قطاع غزة. في الصباح أعلّم الفنون في المدارس، وفي الليل أتفرغ لممارسة العمل الفدائي السري وتخطيط وتنفيذ العمليات ضد الاحتلال برفقة زملائي في أحد التنظيمات اليسارية."
هشمتهم تهشيم
أولى العمليات الفدائية التي نفذها الركوعي برفقة أحد الرفاق الملاحقين من قبل الاحتلال كانت في مخيم الشاطئ بعد توغل القوات الإسرائيلية وسيطرتها على الجزء الغربي من المخيم، وكانت عبارة عن إلقاء قنابل على دوريات الاحتلال، وأدت إلى وقوع إصابات في صفوف جنوده، ويصف فعله بالقول: "هشمتهم تهشيم".
في اليوم التالي للعملية، كُلف بتنفيذ عملية أُخرى غربي مخيم الشاطئ، لكن هذه المرة سيكون وحده، يقول: "طلبوا مني تنفيذ العملية في تمام السادسة مساء، فأخبرتهم بأنه ليس لدي ساعة لمعرفة الوقت بشكل دقيق، فتكفلوا بتأمين ساعة لي، ما زلت أذكر نوعها citizen، وللمفارقة كانت المرة الأولى التي أرتدي فيها ساعة بيدي." وفعلاً، في تمام الساعة السادسة إلاّ ربعاً، تحرك الركوعي في اتجاه غربي مخيم الشاطئ، معه قنبلة لتنفيذ العملية، وفي الوقت المحدد ألقى قنبلته في اتجاه دورية للاحتلال كانت متمركزة خلف الجامع الأبيض، فخلّف إصابات بين عناصر الدورية. يقول الركوعي: "عندما ألقيت القنبلة سمعت، بالإضافة إلى صوت انفجار قنبلتي، أصوات 7 قنابل أُخرى تنفجر من دون أن يكون لدي علم بمن ألقاها."
تمرّس الركوعي في العمل الفدائي، وتنفيذ العمليات المباغتة ضد الاحتلال، وأصبح مسؤول مجموعة فدائية، ثم مسؤول المخيم ليقود عمليات عسكرية في غرب غزة، فكبّد الاحتلال خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. مكّنته خبرته في تنفيذ العمليات من ابتكار طرق تساعده في تحقيق أكبر عدد ممكن من الإصابات في صفوف الاحتلال؛ ومن التكتيكات التي اتبعها التأخر في إلقاء القنبلة بعد سحب مسمار الأمان، في محاولة منه لتقليص المدة الزمنية بين لحظة وصولها إلى الجنود ولحظة الانفجار كي لا تتجاوز الثانيتين، وذلك كي لا تسنح الفرصة لجنود الاحتلال بالانبطاح والاحتماء من شظايا القنبلة، الأمر الذي تسبب بارتفاع أعداد المصابين والقتلى من الجنود الإسرائيليين.
يتحدث الركوعي عن إحدى العمليات التي نفذها من "مسافة صفر"، وهو المصطلح الذي انتشر كثيراً في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، خلال العمليات التي تنفذها المقاومة الفلسطينية، فيقول: "عام 1971 اعترضت طريقي دورية إسرائيلية بشكل مفاجئ، ووجهاً لوجه، ومن مسافة قريبة جداً أو مسافة صفر كما باتت تسمى اليوم، كان أمامي ثلاثة خيارات، إمّا الاعتقال وإمّا الاستشهاد وإمّا محاولة قتل أفراد الدورية والهروب، فكان خياري إلقاء القنبلة وتفجيرها بالجنود، وهو ما حدث، فاستطعت الانسحاب من المكان."
بعد سلسلة طويلة من العمليات الفدائية التي قادها الركوعي، استطاعت قوات الاحتلال الإسرائيلي الوصول إلى مكان قيادة التنظيم الذي كان يعمل في صفوفه، وعثروا على وثائق ورسائل تدل على أنه هو المسؤول الأول عن عمليات كانت تُنفذ في قطاع غزة، ليصبح المطلوب الأول لكيان الاحتلال، ليتم أسره من منزله في آذار/ مارس 1973.
صيد ثمين وخداع المحققين
اجتمعت كوادر أجهزة المخابرات الإسرائيلية في السجن لاستقبال هذا الصيد الثمين الذي نال من جنودهم على مدى سنوات، والمسؤول الأول عن مختلف العمليات الفدائية في غزة، فكان الركوعي صيداً ثميناً للاحتلال.
منذ الليلة الأولى له في الأسر، وبحضور قائد جهاز الـ "شين بيت" (جهاز الأمن العام الإسرائيلي – شاباك)، أعلى سلطة أمنية في كيان الاحتلال، وفي سابقة من نوعها، خضع الركوعي لسلسلة من التحقيقات والتعذيب والتنكيل للاعتراف بالعمليات الفدائية التي نفذها، وعلى الرغم من شدة التعذيب، فإنه ظل مصراً على عدم الاعتراف بشيء حتى تُقرأ له الوثائق والرسائل التي كانت في حيازتهم، وتؤكد ضلوعه في قيادة العمليات، وبعد عجزهم عن الحصول على معلومة واحدة من الركوعي، لجأ المحققون بموافقة قائد جهاز الـ "شين بيت" إلى تنفيذ مطالبه لدفعه إلى الاعتراف، بعدما وعدهم لا بالاعتراف فحسب، بل بجعل رفاقه الـ 14 يعترفون.
وبالفعل تمت قراءة الوثائق على مسامع الركوعي، واستطاع تقدير مدى المعلومات التي تكشّفت للاحتلال، ليأتي بعدها قراره بالاعتراف بالعمليات التي كُشفت، وتحمل مسؤوليتها جميعاً وإخفاء باقي المعلومات، كما طلب الركوعي من المحققين لقاء رفاقه ليدفعهم إلى الاعتراف، فبدأ بطريقة ذكية يواجههم بالتهم التي تكشفت للاحتلال، في رسالة مبطنة كي لا يعترفوا بأكثر من ذلك.
نجحت خطة الركوعي في خداع محققيه، واستطاع رسم حدود الاعترافات بموجب الأوراق التي استحوذ عليها الاحتلال، فأنقذ رفاقه الذين وُجهت إليهم تهم بسيطة بالانتماء إلى التنظيم، وتوزيع المنشورات، والحصول على مخصصات من دون المشاركة في عمليات ضد الاحتلال، إذ غادروا بعد فترة وجيزة من الأسر ليتحمّل وحده مسؤولية جميع العمليات العسكرية.
حكم بالسجن لأكثر من ثلاثة قرون
بعد سلسلة طويلة من المحاكمات والجلسات، وجهت إلى الركوعي 17 تهمة، تنوّعت بين قيادة المجموعات الفدائية، وتنفيذ العمليات، وإعدام عملاء، فكان الحكم عليه مدى الحياة عدة مرات، وصلت في مجموعها إلى أكثر من 372 سنة.
يتذكر الركوعي الجلسة الأولى للمحاكمات بوجود والده بين جمهور الحاضرين، فيقول: "أدرك والدي من اللحظات الأولى للمحاكمة، أن التهم التي وجهت إلى ابنه كفيلة بإبعاده عنه إلى ما لا نهاية، الأمر الذي أوقع حزناً كبيراً في قلبه، لكنه استطاع أن يخفيه عني كي لا أراه في موقف ضعف يؤثر في عزيمتي، لكن وفي اليوم نفسه، ولشدة الألم الذي شعر به والضغط النفسي عليه توفي والدي، وهو ما يعتصر قلبي ألماً إلى يومنا هذا؛ فقد توفي حسرة على ولده الذي لم يكن يعرف ما سيكون مصيره."
حياة الأسر
"ينقلك الأسر من حياتك في مجتمعك وبين عائلتك وأصدقائك، إلى حياة باردة مزرقة بلون الموت والأبواب الحديدية الموصدة، فتصبح الزنزانة والسجان جزءاً من حياتك، ورفاقك الأسرى هم مجتمعك الجديد، فتحاول معهم خلق حياة داخل هذه المساحة الضيقة المليئة بأسباب الموت والخنوع"، بهذه الكلمات يصف الركوعي تجربة الأسر التي شكلت نقلة جذرية في حياته، من أستاذ للفنون إلى أسير قابع في عتمة سجون الاحتلال ينتظر الأكل المكرر و"الفورة" (الوقت المخصص للتجول في ساحة السجن تحت أشعة الشمس)، وخصوصاً بعدما فقد الأمل بإمكان خروجه من الأسر.
عاد الركوعي إلى الفن، وهو ملاذه الأخير للاستمرار والبقاء، يقول: "كأسرى نحاول دائماً التأقلم مع الواقع الجديد، فتجد بعضهم يرددون الأغاني في ليلهم الطويل، ويفتحون جلسات نقاش طويلة حول قضايا مختلفة، ويتجه آخرون إلى قراءة الكتب ومناقشة وتفنيد محتواها بشكل جماعي، والبعض الآخر إلى إنتاج مشروعه الأدبي من قصة ورواية وشعر، وبات لدينا ما يعرف بأدب السجون. أمّا أنا فاتجهت إلى الفن لأقضي معه معظم أوقاتي بما تيسر لي من ألوان أخلقها من الأقلام الناشفة المستخدمة للكتابة." بعد سنوات من الأسر استطاع محمد الركوعي الحصول على الألوان، فأخذ يبدع مزيداً من اللوحات المعبرة عن روح القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
تهريب الفن خارج أسوار السجن
رسم الركوعي داخل الأسر العديد من اللوحات الفنية التي أخذت أصداء كبيرة في العالم العربي وحصلت على إعجاب أساتذة ونقاد كبار، بينهم الفنان السوري فاتح المدرس الذي أشاد بلوحات الركوعي بعد أن شاهدها في معرض بدمشق، وقد وصلت بعد أن تمكن من تهريبها إلى خارج السجن مع والدته التي كانت تتردد لزيارته. ويسرد تفاصيل عملية تهريب اللوحات بالقول: "بداية كنتُ أرسم بعض الرسوم على الرسائل التي أرسلها إلى أهلي، ثم رسمت صورة لأختي الصغيرة التي اعتقلها الاحتلال هي أيضاً بعمر 14 عاماً، ولتبقى 3 سنوات، وكانت لوحة متخيلة لما غدت عليه صورة وجهها. في أول زيارة لوالدتي غافلت عناصر الاحتلال ودسست اللوحة لها عبر الشبك العازل، فأخذتها وأخفتها في ملابسها، وهكذا هرّبت أول لوحة."
أخذ الركوعي وعلى مدى أشهر يدرس آلية تهريب اللوحات في غرفة الزيارة، فاكتشف وجود ما يقارب 5 ثوان في بداية وقت الزيارات المخصصة للسجناء بلا مراقبة، حين ينشغل السجانون بتنظيم دخول السجناء وزوارهم إلى الغرفة بعد تفتيشهم، ولاحظ أن في استطاعته خلال هذه الفترة القصيرة جداً تهريب اللوحات إلى والدته، والتي سيرسمها على الأغلفة القماشية للوسائد، الأمر الذي يساعده على إخفائها تحت ملابسه من دون أن يكتشفها السجانون خلال تفتيشه.
نسق الركوعي العملية مع والدته خلال زيارات سابقة، وكان قد أكد عليها الدخول في مقدمة الزائرين كي تتاح لهما فرصة تبادل اللوحات خلال الثواني الخمس، ويضيف: "بمجرد جلوسي أمام والدتي في الجهة المقابلة للشبك، على الفور أسحب أطراف اللوحات الأربع من تحت أكمام ثيابي، وأمررها عبر الشبك، لتقوم أمي بسحبها دفعة واحدة وتخفيها في ثيابها. هكذا تمت العملية على مدى سنوات، من دون أن أُكشف إلاّ في مرة واحدة، وتمت مصادرتها، وأُدخلت الزنزانة الانفرادية مدة أربعة أيام."
وصل قبل أن يصل
لم يكن الركوعي يرى أملاً قريباً بمغادرة الأسر، وخصوصاً أن عدداً من رفاق السجن طالهم، بعد سنوات طويلة في السجن، تخفيف في الأحكام، إلاّ هو كان يُستبعد عن أي تخفيف، كما لم تشمله أيضاً عملية "النورس" عام 1979 لتبادل الأسرى بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة وكيان الاحتلال. هذه الظروف عززت الشعور لديه بأنه سيقضي بقية حياته داخل الزنازين، وهو ما كان يقوله لأمه في كل زيارة: "لن تروني بينكم نهائياً، ويجب أن تعتادوا الأمر."
في أيار/ مايو 1985 استيقظ الركوعي على قرار نقله إلى معتقل آخر، ومنه إلى آخر، إلى لحظة التقائه بفريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهم أخبروه بأن اسمه وارد في صفقة تبادل الأسرى ضمن عملية "الجليل" عام 1985 لتبادل الأسرى بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أيضاً والاحتلال، والتي أُطلق فيها سراح 1155 أسيراً في مقابل إطلاق سراح ثلاثة جنود إسرائيليين كانوا أسرى لدى "القيادة العامة".
لحظة فاصلة في حياة الركوعي، إلاّ إنها كانت محيّرة بالنسبة إليه فيما يتعلق بالخروج والعودة إلى غزة أو اختيار الخروج إلى خارج الأراضي الفلسطينية، ولا سيما بعد ما أوردت له قيادة التنظيم الذي كان ينتمي إليه أخباراً عن أن مخابرات الاحتلال تحاول جمع المعلومات عنه، وقد يكون يُخطَّط لاغتياله بعد الإفراج عنه.
فكّر الركوعي في الأمر لأيام قبل أن يحسم قراره، ثم اختار التحرر إلى خارج فلسطين المحتلة، لأنه أدرك أن الاحتلال لن يتركه وشأنه، وخصوصاً أن في نيته الاستمرار في عمله النضالي الذي بدأه داخل السجن عبر ريشته التي أبدعت لوحات كان لها وقع وتأثير كبيران. بلّغ الركوعي تنظيمه بالقرار، واختار سورية لتكون محطته القادمة، وبالفعل في 20 أيار/ مايو 1985 وصل الركوعي إلى الأراضي السورية لأول مرة في حياته.
ووصلت لوحاته إلى دمشق قبل أن يصل هو إليها، فقد سبقته بأعوام، وتركت أثراً طيباً في نفوس اللاجئين الفلسطينيين والمواطنين السوريين. ومع وصوله بدأ العمل على بناء حياة جديدة كفنان ومناضل فلسطيني ملتزم، فواجهته صعوبات عديدة أقساها في عامه الأول بعد نيله الحرية، إذ كان مليئاً بالوحدة بعيداً عن أمه التي لم تغب يوماً عن زيارة ابنها في سجون الاحتلال، وبعيداً عن رفاقه الذين عاش معهم سنوات طويلة في زنازين الاحتلال.
سكن الركوعي بداية في منزل على أطراف دمشق، وبدأ يبدد وحدته بالعودة إلى الرسم، فبدأ يعود إلى استخدام الألوان الزيتية التي افتقر إليها في السجن. وفي تعرفه على المدينة الجديدة، وجد ضالته في منطقة وسط دمشق، تسمى "الحلبوني"، قريبة من المتحف الوطني، تباع فيها معدات الرسم والألوان، فيقول: "كنت أصرف معظم راتبي على الألوان التي كنت أقتنيها من مكاتب الحلبوني."
لم يغب عن المشهد طويلاً، فسرعان ما استعاد ألقه، وبدأت لوحاته تُتابع من جديد، فحقق حضوراً قوياً على الساحة الفنية الفلسطينية والعربية بمعارض وصل عددها اليوم إلى المئات، عدا عن تلك التي دارت في عواصم العالم. وكما كل عام، فهو لا يغيب عن معرض يوم الأرض في دمشق.
كما أنه عمل على نقل الفنون إلى حيزها الاجتماعي، فأسس مركز الجليل للتراث الفلسطيني في مخيم اليرموك قرب جامع فلسطين، حيث كان يجلس هناك يرسم ويحدّث من يزوره عن فلسطين، عن قصة لا تنتهي في وجدانه. أكلت الحرب السورية مرسمه في اليرموك، لكنه عاد وأسس مرسماً آخر في منطقة الزاهرة القريبة من المخيم.
غزة بعد 32 عاماً
بعد انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة عام 2005، زار الركوعي القطاع بعد 32 عاماً من الغياب، فكان من أوائل الذين دخلوا إلى القطاع بعد فتح معبر رفح، فيقول: "سافرتُ إلى مصر وانتظرت فتح المعبر، لدرجة أنني قررت أنه إذا لم يُفتح اليوم، فسوف أسبح في البحر وأتجاوز الشبك الفاصل بين مصر والقطاع لأصل إلى غزة."
عاد الركوعي إلى غزة أكثر من مرة بعد عودته الأولى، وها هو اليوم يراقب ما يحدث في المكان الذي وُلد ونشأ فيه؛ فبعد أن كان فيه فدائياً أسر منه، يراقبه اليوم بعين الفنان الذي خبر الحياة والنضال جيداً، وهو الساعي اليوم للعودة إلى وطنه فلسطين.