تناقش المحاضرة، بشكل نقدي، مفهومَين ومعيارَين سائدَين في سياق التدخلات والسياسات التنموية عالمياً، وهما "الهشاشة" و"الجلد"، من خلال تحليل تجربة المزارعين والمزارعات الفلسطينيين المعاشة لممارسات الهشاشة والجَلَد في قرية زراعية هي فروش بيت دجن شرقي نابلس. وذلك عبر فحص التفاعل بين عمليات الهشاشة والجلد في سياق استعمار استيطاني تغير فيه الحيز، بشكل قسري، عبر فترة طويلة من الزمن، وبين تمثلات هذا التفاعل المعقد على حياة الفلسطينيين اليومية، ولا سيما سبل عيشهم الزراعية. ونجادل في أن العلاقة بين الهشاشة والجلد تتمثل في عمليات متفاعلة ومتناقضة ومستمرة من ممارسات الهشاشة والجلد تتم عبر الزمان والمكان، حيث الهشاشة والجلد ليستا عبارة عن حالة ثابتة خاضعة لقوانين ومعايير محددة تؤدي إلى زيادتها أو نقصانها، كما هي الحال في النظريات بشأن الهشاشة والجلد التي يتبناها الخطاب المؤسساتي وتدخلاته التنموية، وخصوصاً تجاه المناطق المصنفة "ج"، وإنما هما نتاج تفاعل وتناقض طويل الأمد يتم من الأسفل إلى الأعلى والعكس، ويشمل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والجيوسياسية والبيئية في حياة الأسر الزراعية، والتي تتم بين مطرقتي الاستعمار والرأسمالية.
تبث الندوة على موقع مؤسسة الدراسات الفلسطينية ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها.
عن سلسلة الندوات:
في ظل الظروف التي يعيشها المجتمع الفلسطيني، وآخرها حرب إبادة الفلسطينيين في قطاع غزة، وطردهم من أراضيهم ومراعيهم في الضفة الغربية، تزداد أهمية موضعة القطاع الزراعي كأولوية فلسطينية، لمركزية هذا القطاع في توفير السيادة الغذائية التي تضمن صمود الفلسطينيين وتعزز مقومات وجودهم ومقاومتهم، وهذا يحتاج إلى دراسات نقدية ومنهجية تتوحد وتتكامل فيها جهود الباحثين في المجال.
وهنا تأتي سلسلة ندوات "القطاع الزراعي الفلسطيني بين الاستعمار والعولمة والتحرير" لسد الفجوة البحثية من خلال تشكيل فضاء يجمع مجموعة من الباحثين والعاملين في القطاع الزراعي الفلسطيني، يقدمون فيه أعمالهم وأبحاثهم الحالية، ويعرضونها للنقاش والحوار، ما يساهم في توسيع المنهج للتفكير في القضايا البحثية في الزراعة الفلسطينية.
تهدف هذه السلسلة من الندوات إلى التفكير بشكل جماعي في التحولات الماضية والحالية في القطاع الزراعي الفلسطيني في سياق الاستعمار الاستيطاني المستمر وحرب الإبادة الجماعية، وإلى تعزيز النقاش حول النماذج النيوليبرالية للتنمية الزراعية وتأثيرها في الأماكن الريفية وحياة الفلسطينيين. وأخيراً، تهدف إلى سبر الأنماط الزراعية التي تناسب المجتمع الفلسطيني في مساره التحرري.
ستعقد هذه السلسلة من الندوات خلال الفترة من آذار/ مارس إلى حزيران/ يونيو 2024 بتنظيم من أحمد حنيطي، وفادية بنوسيتي، ونتالي سلامة، وطاهر اللبدي، بالشراكة مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية، والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى، ومركز مارغريت أنستي للدراسات العالمية، كلية نيونهام، جامعة كامبريدج.