تدمير التراث الثقافي في غزة
Auteur: 
Année de publication: 
Langue: 
Arabe
Anglais
Nombre de pages: 
22

مقدمة

يُعرف التراث الثقافي بأنه كل ما ورثه الإنسان من الماضي، ويضم التراث المادي وغير المادي، وهو مكون أساسي للهوية الثقافية ومورد رئيسي للتنمية، ومنذ بدء الحرب الأخيرة على غزة، يتعرض التراث الثقافي الفلسطيني لأعمال تدمير واسعة، تتخذ شكل إبادة ثقافية ممنهجة شملت المواقع الأثرية، والمباني التاريخية والدينية، والمشهد الثقافي، والمتاحف، والمؤسسات الثقافية والأكاديمية، والمباني العامة، والبنى التحتية. وتقدم هذه الورقة نبذة مختصرة عن سياسات التراث الثقافي في فلسطين، وإطار حماية التراث الثقافي في القانون الدولي الإنساني، ودور اليونسكو والمنظمات الدولية ذات الصلة، ورصد أولي بالأضرار التي أصابت مواقع التراث الثقافي، وآليات المتابعة القانونية، وآفاق العمل المستقبلي لتقييم الأضرار ووضع الخطط والبرامج للتعافي والإعمار.

قطاع غزة

قطاع غزة، تسمية جغرافية سياسية حديثة ظهرت بعد نكبة عام 1948، تشير، بصورة عامة، إلى شريط ساحلي ضيق على الطرف الجنوبي لفلسطين (شكل رقم 1: خريطة جوية)، لا تزيد مساحته عن 365 كيلومتراً مربعاً، يقطن فيه نحو 2.3 مليون فلسطيني، يعيشون، في معظمهم، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة، وحصار خانق منذ 17 عاماً، ونحو 56 عاماً من الاحتلال المتواصل منذ سنة 1967. وسكان قطاع غزة (70%) هم في معظمهم من اللاجئين الفلسطينيين الذي طُردوا من أرضهم خلال عمليات التطهير العرقي التي ارتكبتها إسرائيل عام 1948. وتزخر غزة بغنى مواقعها الأثرية ومراكزها التاريخية، وتشير المسوحات الأثرية التي جرت في قطاع غزة على مدار القرن الماضي إلى وجود نحو 130 موقعاً أثرياً (شكل 2: توزيع المواقع الأثرية في قطاع غزة)، إلى جانب أنوية المدن والبلدات القديمة في القطاع، والتي تضم مدن غزة وخان يونس ودير البلح ورفح وبيت حانون وعشرات البلدات والمخيمات (قاعدة بيانات وزارة السياحة والآثار).

 

شكل رقم 1

 

شكل رقم 2

 

تاريخ غزة

تُعرف غزة بالاسم الكنعاني القديم غزاتو، وظهر الاسم في النصوص المصرية منذ القرن الخامس عشر ق.م. ووُصفت بمدينة كنعان، وإحدى مدن التحالف الخمس في التوراة، وكانت مسكونة بالأساطير الدينية عن شمشون وجوليات ودليلة، وذُكرت في المصادر الأشورية والنقوش المعينية في اليمن، وارتبطت بالجزيرة العربية بواسطة طريق اللبان لتصبح ميناء الجزيرة على المتوسط منذ القرن السابع ق.م.، وارتبطت بعلاقات تجارية وثقافية ومصاهرة باليمن. كما ذُكرت غزة في المصادر الكلاسيكية في سياق حملة الإسكندر المقدوني على الشرق، والذي كاد أن يفقد حياته عند أسوارها عام 323 ق.م. على يد ثائر عربي، ورفض حاكمها باتيس الاستسلام. وازدهرت تجارة غزة مع قريش قبل الإسلام، وتوفي ودُفن فيها هاشم بن عبد مناف جد النبي محمد، ومنه عُرفت بغزة هاشم، وحافظت المدينة على مكانتها كبوابة البحر ومحطة على طريق مصر والشام على مدار الفترة العربية الإسلامية (شكل رقم 3: رسم لغزة، ديفيد روبرتس، 1883). وتأسست قلعة خان يونس في الفترة المملوكية لتتطور كثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان بعد غزة. ووُلد في غزة الإمام الشافعي، مؤسس المذهب الشافعي، الذي قال فيها:

وإني لمشتاق إلى أرض غزة                                            وإن خانني بعد التفرقِ كتماني

 

شكل رقم 3

 

الإطار القانوني الدولي

تعتبر الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها قطاع غزة، أرضاً محتلة بموجب القانون الدولي، ويترتب على إسرائيل كقوة محتلة الالتزام ببنود هذا القانون التي تنص على واجبها في حماية التراث الثقافي والطبيعي، وعلى وجه الخصوص، اتفاقية منع الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها لعام 1948، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وملاحقها، واتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في أثناء النزاع المسلح لعام 1954، وتوصيات اليونسكو حول المبادئ الدولية المنطبقة على التنقيبات الأثرية في نيودلهي لعام 1956. وقد نصت المادة رقم 27 من الفقرة الرابعة، الملحق الرابع، من أنظمة لاهاي لعام 1907 على واجب القوات في حالات الحصار اتخاذ الوسائل كافة لعدم المساس بالمباني المعدة للعبادة والفنون والعلوم والأعمال الخيرية والآثار التاريخية، كما حرمت المادة 56 من أنظمة لاهاي لعام 1954 أي حجر أو تخريب للمنشآت المخصصة للعبادة والبر والمباني التاريخية، وألزمت المادة الخامسة من اتفاقية لاهاي كل طرف يحتل إقليماً أو جزءاً منه تقديم العون لحكومة الطرف الذي احتُلت أرضه من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الممتلكات الثقافية. وتضمنت البروتوكولات الإضافية لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1977 في المادة رقم 53 من البروتوكول الأول، والمادة رقم 16 من البروتوكول الثاني، حظراً لارتكاب أي أعمال عدائية موجهة ضد الآثار التاريخية، أو الأعمال الفنية وأماكن العبادة التي تشكل التراث الروحي للشعب. وهناك جملة من الاتفاقيات الدولية الإضافية التي تنطبق على الأراضي المحتلة، منها المعاهدة الدولية لعام 1970 المعنية بوسائل حظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة، والاتفاقية الدولية لحماية التراث العالمي لعام 1972، والاتفاقية الدولية لحماية التراث المغمور لعام 2001، والاتفاقية الدولية بشأن التدمير المتعمد لعام 2003، والاتفاقية الدولية لصون التراث غير المادي، وعشرات القرارات الصادرة عن منظمة اليونسكو (طه 2016).

تمثل الحرب العدوانية على غزة انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي الإنساني، ولا سيما للاتفاقية الدولية لمنع الإبادة الجماعية ومحاسبة مرتكبيها لعام 1948، وكانت منظمة اليونسكو قد قامت بدور فاعل في متابعة تدمير التراث الثقافي في حربي العراق وسورية، ورفعت قضية لدى المحكمة الجنائية الدولية في إثر اعتداء عصابات مسلحة على أضرحة في مالي، كي لا تبقى هذه الاعتداءات من دون عقاب، كما كلفت بعثة أممية متعددة الأبعاد في مالي حماية المواقع الثقافية والتاريخية في البلد من كل الهجمات، بالتعاون مع اليونسكو. واعتبرت إيرينا بوكوفا، مديرة اليونسكو السابقة، أن الإجماع بشأن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2347، في 24 آذار/مارس 2017، هو بمثابة إنجاز للبشرية لوضع حد لتدمير التراث الثقافي زمن الحرب (باكونغا 2017). وسيسجل التاريخ أن هذه المنظمة التي قادت هذا الجهد العظيم قد تقاعست إدارتها الحالية عن القيام بمسؤولياتها في الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني في غزة، إذ كان الإجراء الوحيد الذي قامت به هو تسجيل موقع تل أم عامر، بتاريخ 14/12/2023، على لائحة اليونسكو للحماية المعززة، في الاجتماع الخاص باتفاقية حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح.

لقد خبت هذه الإرادة الدولية في الحرب على غزة، واتسمت ردات الفعل الدولية على الفظائع المرتكبة بحق التراث الثقافي في قطاع غزة بالصمت، وكان لافتاً غياب أي دور فاعل لليونسكو في هذه الحرب فيما يتعلق بجرائم تدمير التراث الثقافي في القطاع. كذلك وقفت مؤسسات التراث الأوروبية موقف المتفرج، وهذا يصح على البيانات الباهتة التي صدرت عن مجلس الآثار العالمي ومنظمة الأيكوموس، والتي وصلت إلى حد التضامن مع العدوان، كما ينطبق على البيان المفتوح لعدد من الأكاديميين الألمان الذي تم تداوله على منصة أكاديميا، من دون التطرق إلى السياقات التاريخية وأعمال الإبادة الثقافية الجارية في غزة.

تدمير منهجي للتراث الثقافي الفلسطيني

تأتي أعمال التدمير في هذه الحرب استكمالاً لأعمال التدمير التي ارتكبتها إسرائيل على مدى 75 عاماً، والتي تمثلت في تدمير ما يزيد على 600 مدينة وقرية فلسطينية، وتنفيذ التطهير العرقي بحق مليون فلسطيني جرى طردهم من بيوتهم وتجريدهم من ممتلكاتهم (Benvenisti 2002؛ Kletter 2006؛ Pappe 2006؛ Masalha 2013؛ Abu Sitta 2010؛ مناع 2016) وعلى الرغم من هول هذه الجرائم، فإن الفلسطينيين لم يتمكنوا من تكريسها في الذاكرة الجمعية للبشرية.

منذ بدء العدوان على غزة، ألحق القصف دماراً كارثياً في شتى مناحي الحياة (شكل رقم 4: مشهد عام للدمار)، وتسبب حتى اللحظة بقتل ما يزيد على 24.762وجرح ما يزيد على 65.000 من المدنيين الفلسطينيين حتى اليوم، جلهم من النساء والشيوخ والأطفال، وبتدمير البنى التحتية والمرافق الحيوية، وإخراج المستشفيات عن الخدمة، وإبادة أحياء وعائلات بأكملها، وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها، كما دفع بالسكان إلى النزوح إلى جنوبي القطاع، وإلى أماكن تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، الأمر الذي تسبب بكارثة إنسانية كبرى.

 

شكل رقم 4

 

التقديرات الأولية للأضرار

قامت بعض المؤسسات المحلية بجهود أولية في سبيل تقييم الأضرار، وذلك بالاعتماد على شهادات وتقارير ميدانية، وأيضاً من خلال الأقمار الصناعية، ومنها تقرير داخلي لوزارة السياحة والآثار رصد تدمير مجموعة كبيرة من المواقع الأثرية والمباني التاريخية. وقامت مؤسسة مبادرة التراث من أجل السلام، وأيكوموس فلسطين، برصد الأضرار التي أصابت نحو 23 موقعاً من بين 100 موقع (مبادرة التراث من أجل السلام 2023)، وهنا لا بد من التنويه أن هذا التقييم يستند إلى المعلومات التي يتم الوصول إليها بصعوبة في ظل القصف المتواصل، الأمر الذي لا يجعل متاحاً إجراء تقييم شامل بالأضرار التي أصابت مواقع التراث الثقافي. وفي ضوء المعلومات المتوفرة، شملت الأضرار المواقع الأثرية، والمدن التاريخية، والمساجد والكنائس والمقامات الدينية، والمتاحف والمكتبات، ومراكز المخطوطات، والمراكز الثقافية والفنية، والجامعات والمؤسسات الأكاديمية. وتدل الصور الواردة للمواقع الأثرية والمباني التاريخية في غزة على دمار منهجي لمعالم التراث الثقافي الذي تشكل على مدار خمسة آلاف سنة، وتحول إلى أكوام من الأنقاض (The Guardian 2024).

المواقع الأثرية

منذ بدء العدوان الأخير على غزة تم استهداف مجموعة كبيرة من المواقع الأثرية، أبرزها تل السكن جنوبي مدينة غزة، والذي دلت التنقيبات الأثرية فيه على آثار تعود إلى العصر البرونزي المبكر، كما أشارت المعلومات الأولية الى استهداف موقع تل العجول الذي يمثل تاريخ غزة في العصر البرونزي الوسيط والمتأخر، وتعرضت آثار تل المنطار ومقامات الشيخ علي المنطار والشيخ رضوان فيه لأعمال تدمير واسعة.

وجرى استهداف موقع البلاخية (شكل رقم 5: قبل الدمار وبعده) الذي يمثل ميناء غزة القديم "أنثيدون" في الفترتين اليونانية والرومانية. وألحق القصف أضراراً بالغة بكنيسة جباليا البيزنطية (شكل رقم 6: فسيفساء كنيسة جباليا)، والتي طالت أرضيات الفسيفساء الجميلة بكتابتها اليونانية، وزخارفها الغنية بأشكال آدمية وحيوانية ونباتية ومشاهد أسطورية غاية في الروعة. كما تعرضت مقبرة جباليا الأثرية للتدمير، وهي مقبرة كبيرة تم الكشف فيها عن مئات القبور من الفترتين الرومانية والبيزنطية، وكانت فسيفساء عبسان من الفترة الرومانية البيزنطية قد دُمرت في عدوان 2014.

 

شكل رقم 5

 

شكل رقم 6

 

وتعرض محيط دير القديس هيلاريون الأثري في موقع تل أم عامر (شكل رقم 7: دير القديس هيلاريون)، بالقرب من النصيرات، للقصف، وتشير التقديرات إلى تعرض مقبرة دير البلح الأثرية على شاطئ دير البلح لأعمال تدمير واسعة، وهي المقبرة التي تم الكشف فيها، في الفترة 1972-1982، على دلائل ذات أهمية استثنائية، هي عبارة عن توابيت فخارية على شكل الإنسان من القرن الثاني عشر. ق.م.

 

شكل رقم 7

 

المباني التاريخية والدينية

جرى استهداف منهجي للمباني التاريخية والأماكن الدينية، سواء بالقصف الجوي أو المدفعي، الأمر الذي تسبب بدمار هائل للتراث الثقافي في غزة وبيت حانون ودير البلح وخان يوس ورفح، شمل المباني التاريخية والمساجد والمدارس والقصور والمقامات والأسبلة، ومن أبرز المباني التاريخية والدينية المستهدفة في مدينة غزة، الجامع العمري (شكل رقم 8: المسجد العمري قبل الهدم وبعده) في حي الدرج الذي تعرض للتدمير التام، وهو أحد أكبر المساجد في المدينة، شُيِّد في الفترة الأيوبية، وتبلغ مساحته نحو 4100 متر مربع، وأقدم جزء فيه شُيِّد على الطراز البازلكي لكاتدرائية القديس يوحنا المعمدان من القرن الثاني عشر الميلادي. ويُعتقد أن الجامع أقيم على البقعة التي كان فيها معبد الإله مارنا في العهد الروماني وكنيسة أودوكسيا البيزنطية، كما يتميز بنقوشه الكتابية التي تعود إلى العصرين المملوكي والعثماني.

 

شكل رقم 8

 

كذلك تعرضت كنيسة القديس بيرفيريوس (شكل رقم 9: كنيسة القديس بيرفيريوس) في حي الزيتون في غزة للدمار الشديد، وهي تُنسب إلى القديس بيرفيريوس، مطران غزة في القرن الخامس قبل الميلاد، وأُعيد تجديدها في القرن الثاني عشر ميلادي، وتضم الكنيسة ضريح القديس بيرفيريوس. وقد تم قصف الكنيسة بتاريخ 19/10/2023، ما أدى إلى تدمير ساحتها، وانهيار مبنى وكلاء الكنيسة بالكامل، واستشهاد عدد كبير من الناس الذي لجأوا إليها، وإبادة عائلات بأكملها.

 

شكل رقم 9

 

وتعرضت المساجد التاريخية في غزة للدمار الكلي أو الجزئي، وأبرزها جامع كاتب ولاية في حي الزيتون بمدينة غزة القديمة، الذي يعود أقدم جزء فيه إلى العصر المملوكي عام 1334 ميلادي، والإضافات الغربية ترجع إلى العصر العثماني، وقد بناها أحمد بك كاتب الولاية سنة 1586 ميلادية، وتجاور مئذنته جرس كنيسة القديس بيرفيريوس، وجامع السيد هاشم (شكل رقم 10: مسجد سيد هاشم)، أحد أجمل المساجد القديمة في حي الدرج في مدينة غزة، شُيِّد على الطراز العثماني، وتبلغ مساحته نحو 2400 متر مربع، وهو عبارة عن صحن مكشوف تحيط به أروقة، وتحت الرواق الغربي ضريح يُعتقد أنه قبر السيد هاشم بن عبد مناف جد الرسول، ثم مسجد قشقار التاريخي الذي تعرض للدمار، وطال التدمير أيضاً الجامع العمري في جباليا الذي يعود تاريخ بنائه إلى الفترة المملوكية.

 

شكل رقم 10

 

كما تم تدمير مسجد الظفردمري المملوكي في حي الشجاعية، والذي أنشأه شهاب الدين أحمد أزفير بن الظفردمري عام 1360 ميلادي، وتبلغ مساحته نحو 600 متر مربع. وكان مسجد المحكمة المملوكي في الشجاعية قد دُمر عام 2014، وطال التدمير مجموعة كبيرة من المقامات الدينية في تل المنطار والشيخ عجلين، ومقام الخضر في مدينة رفح، والذي يضم ضريح القديس هيلاريون. والمقامات المشار إليها هي على سبيل المثال لا الحصر، وكان مقام النبي يوسف العثماني شرق جباليا قد دُمِّر في عدوان عام 2014 على غزة.

أمّا المباني التاريخية فتشمل المباني العامة، كالمدارس والقصور وبيوت السكن والحمامات، وتميزت هذه الحرب عن مثيلاتها السابقة باستهداف منهجي للمركز التاريخي لمدينة غزة وبيت حانون وخان يونس. ومن أبرز الأمثلة لذلك قصر الباشا (شكل رقم 11: قصر الباشا) في حي الدرج، وهو قصر كبير مكون من طبقتين، يعود تاريخ بنائه إلى العصر المملوكي، وتحمل زخارفه تصميم الرنك، وهو شعار الظاهر بيبرس، وكان مقراً لنائب غزة في العصرين المملوكي والعثماني، ونُسب القصر إلى آل رضوان الذين امتلكوه في بداية الفترة العثمانية، وأقام فيه نابليون ثلاث ليالٍ خلال حملته على مصر والشام سنة 1799، وقد قامت وزارة السياحة والآثار بترميم القصر وتأهيله كمتحف أثري.

 

شكل رقم 11

 

كما تم تدمير المدرسة الكاميلية، بصورة كلية، في حي الزيتون، وتُنسب إلى الملك الأيوبي الكامل الذي شيدها سنة 1237 ميلادي، وتتكون من طبقتين على مساحة 537 متراً مربعاً، يتوسطها فناء مركزي. واستُخدمت المدرسة للتعليم وإيواء الطلاب الفقراء والمسافرين، وظلت تُستخدم لقرون طويلة حتى عام 1930، وكانت آخر المدارس القائمة في المدينة.

وطالت عملية التدمير، بشكل كلي تقريباً، دار السقا في حي الشجاعية (شكل رقم 12: دار السقا)، والذي شيده عام 1661 أحمد السقا، أحد كبار التجار في غزة، ويتكون البيت من طبقتين، وتصل مساحته إلى نحو 700 متر مربع، وقد جرى ترميمه من جانب العائلة في الآونة الأخيرة، وتأهيله كمنتدى ثقافي. وطال القصف دار الطرزي، وهو بناء مميز معمارياً من الفترة العثمانية، وألحق دماراً واسعاً بدار العلمي والسباط المجاور في حي الدرج، الذي يشكل أحد مداخل البلدة القديمة ويقع بالقرب من المسجد العمري وقصر الباشا، كما تم تدمير حمام السمرة العثماني في المدينة (شكل رقم 13: حمام السمرة)، والذي سبق أن تم ترميمه وتأهيله في السنوات الماضية، وسبيل الرفاعية العثماني الذي أنشأه بهرام بن مصطفى باشا عام 1568.

 

شكل رقم 12

 

شكل رقم 13

 

وتعرض المستشفى المعمداني في حي الزيتون، والذي شُيّد عام 1882، لدمار كبير، ويضم مجمعاً من 13 مبنى، وقد تعرض للقصف مساء يوم الثلاثاء 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أدى إلى مجزرة كبيرة راح ضحيتها نحو 471 مواطناً من المقيمين في المستشفى وأهاليهم.

مواقع التراث العالمي

هناك ثلاثة مواقع أثرية مسجلة على اللائحة التمهيدية للمواقع الثقافية في فلسطين في قطاع غزة (طه 2009)، وهي موقع البلاخية "أنثيدون"، وتل أم عامر "دير القديس هيلاريون"، كمواقع تراث ثقافي، ووادي غزة كموقع تراث طبيعي.

البلاخية (أنثيدون)

تقع على شاطىء البحر شمال غربي مدينة غزة، وتمثل ميناء غزة القديم في العصرين اليوناني والروماني، والمذكور في الأدبيات الإسلامية تحت اسم "تيدا"، وعلى بعد كيلومتر واحد يقع ميناء ميوماس القديم. وأظهرت التنقيبات الفلسطينية الفرنسية المشتركة دلائل من الحضارات الأشورية الحديثة، والبابلية، والفارسية، واليونانية، والرومانية، والبيزنطية، والفترة الإسلامية المبكرة، وتم الكشف في الموقع عن أسوار المدينة، بالإضافة إلى أحياء للحرفيين وبيوت السكن، بعضها مزين بالفريسكو، وتم العثور في المنطقة على أرضيات فسيفسائية ومخازن ومبانٍ محصّنة. ووُضع الموقع على اللائحة التمهيدية الفلسطينية للتراث العالمي على أساس المعيارين 2 و4 تمهيداً لإدراجه على لائحة التراث العالمي، وقد تعرض للقصف الشديد.

تل أم عامر (دير القديس هيلاريون)

تم الكشف عن دير القديس هيلاريون في موقع تل أم عامر، بالقرب من النصيرات، ويُعرف بموقع تاباثا التاريخي الذي ظهر على خريطة مادبا، وجرى التنقيب في الموقع من قبل دائرة الآثار الفلسطينية بالتعاون مع المدرسة الإنجيلية الفرنسية، وأظهرت التنقيبات بقايا دير كبير من الفترتين البيزنطية والإسلامية المبكرة. ويتكون الدير من كنيستين وقاعة عمادة واستقبال، إلى جانب مرافق الدير المكونة من آبار وحمام ونزل للحجاج، وعُثر في أرضيات الفسيفساء على كتابة يونانية تذكر اسم القديس هيلاريون، الذي في ولد في غزة عام 291 وتوفي في قبرص عام 371، وهو مؤسس الرهبنة في فلسطين، وكتب سيرته الأب جيروم، وذاع صيته في منطقة شرق المتوسط، ويُحتفل بعيده في قبرص في 21 تشرين الأول/ أكتوبر من كل سنة. وُضع الموقع على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي سنة 2005 كموقع ثقافي، على أساس المعايير 2 و3 و6، تمهيداً لإدراجه رسمياً على لائحة التراث العالمي. وتفيد المعلومات عن تعرض محيط الموقع القريب للقصف.

وادي غزة

ينبع وادي غزة من تلال النقب والمرتفعات الجنوبية للخليل، ويبلغ طوله نحو 105 كيلومترات من منبعه، ويمتد من خط الهدنة شرقي غزة إلى الساحل حيث يصبّ في البحر، كما يبلغ طول مساره عبر قطاع غزة سبعة كيلومترات. يعتبر وادي غزة واحداً من أهم الأراضي الساحلية الماطرة الموجودة في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، والغنية بتنوع نظامها الجغرافي الحيوي، كما أن الوادي هو محطة على طريق هجرة الطيور. ونظراً إلى أهميته الطبيعية، جرى تسجيله على اللائحة الوطنية للتراث الثقافي والطبيعي ذي القيمة العالمية الاستثنائية. ووُضع الموقع على اللائحة التمهيدية كموقع تراث طبيعي، والتي تضم أنواعاً مهددة ونادرة، على أساس المعيار رقم 10. وشكل وادي غزة مسرحاً للعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بداية العدوان على غزة لما يتمتع به من مزايا بيئية، كمحطة مهمة في هجرة الطيور والتنوع الحيوي.

المتاحف ومخازن المواد الأثرية

طالت عمليات التدمير عدداً كبيراً من المتاحف والمجموعات الأثرية التي تُقدر بنحو 12 متحفاً، أبرزها متحف قصر الباشا، وهو مبنى تاريخي من الفترة المملوكية جرى ترميمه وتأهيله كمتحف أثري، وقد عُرضت فيه معظم المكتشفات الأثرية المهمة في قطاع غزة على مدار العقدين الماضيين، وضم عشرات آلاف المواد الأثرية التي طُمرت تحت أنقاض المبنى. كما تم تدمير متحف دير البلح، الذي ضم مجموعة من المواد الأثرية والتراثية، ومتحف القرارة (شكل رقم 14: متحف القرارة)، الذي يضم مجموعة متنوعة من المواد الأثرية من فترات تاريخية متعددة، وتعرضت المجموعات الخاصة للدمار، ومنها مجموعة السيد جودت الخضري في غزة، ومجموعة العقاد. ويمكن القول إن العديد من المجموعات المتحفية الخاصة لقيت المصير نفسه، في ظل ما تعرضت له غزة من قصف شامل غير تمييزي.

 

شكل رقم 14

 

كما تم اقتحام مخازن الآثار التابعة لدائرة الآثار في غزة، وتضم عشرات آلاف القطع الأثرية، بما في ذلك المخازن الخاصة بالتنقيبات الأثرية الفلسطينية الدولية، والتي تخضع للدراسة، وتقدر بعشرات آلاف القطع من التماثيل والأواني الفخارية والزجاجية والمعدنية والعملات (شكل رقم 15: نهب مخازن الآثار في غزة). وينطوي اقتحام المتاحف والمخازن على مخالفة واضحة لاتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في أثناء النزاع المسلح لعام 1954.

 

شكل رقم 15

 

تدمير المساجد والمقابر

وإلى جانب المساجد التاريخية التي سبق أن أشرنا إلى بعضها، نُفذت حملات تدمير منظمة وواسعة للمساجد في قطاع غزة لا مثيل لها في التاريخ المعاصر. ويشير تقرير وزارة الأوقاف الفلسطينية، الصادر بتاريخ 22/1/2024، إلى تدمير كلي أو جزئي لنحو 1000 مسجد من بين 1200 مسجد. ولم تسلم المقابر أيضاً من القصف، فجرى استهداف المقبرة المسيحية المعمدانية في مدينة غزة، وألحق القصف دماراً بمقبرة الكومنولث الخاصة بجنود الحرب العالمية الثانية في حي التفاح، وتم تدمير مقبرة بيت حانون (شكل رقم 16: مقبرة بيت حانون)، وتجريف أجزاء واسعة منها، ومقابر أُخرى لا يتسع المجال لذكرها.

 

شكل رقم 16

 

استهداف معالم المدينة

وأشار تقرير صادر عن بلدية غزة إلى أن الاحتلال استهدف معالم المدينة الرئيسية التي تشكل الهوية الجمعية للمدينة، وتشمل المباني التاريخية، والمساجد، والكنائس، وحديقة ونصب الجندي المجهول، ومركز رشاد الشوا (شكل رقم 17: مركز رشاد الشوا)، وحديقة الكتيبة، ومبنى المكتبة العامة (شكل رقم 18: مكتبة بلدية غزة)، ومبنى إسعاد الطفولة، ومنتزه البلدية، ومبنى الأرشيف المركزي، ومركز ترميم المخطوطات (شكل رقم 19: مركز المخطوطات)، والجامعات (شكل رقم 20: كلية القانون قبل التدمير وبعده)، بالإضافة إلى الفنادق والمنشآت السياحية والمرافق الخدماتية والتجارية والبنى التحتية، كالشوارع ومحطات الصرف الصحي وآبار المياه.

 

شكل رقم 17

 

شكل رقم 18

 

شكل رقم 19

 

شكل رقم 20

 

الاتفاقية الدولية بشأن الإبادة

تعرّف اتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948 الإبادة الجماعية بأنها أي فعل من الأفعال الخمسة المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية، وهي قتل أعضاء من المجموعة، أو إلحاق الأذى الجسدي أو المعنوي الخطر بأعضاء المجموعة، أو إخضاع المجموعة عمداً لظروف معيشية قاهرة بقصد التدمير المادي كلياً، أو فرض تدابير تستهدف الحيلولة دون إنجاب الأطفال داخل المجموعة، أو نقل أطفال من المجموعة عنوة إلى جماعة أُخرى. وتحدد المادة الثالثة أيضاً الأفعال التالية: الإبادة، أو التآمر على ارتكاب الإبادة، والتحريض المباشر والعلني ومحاولة ارتكاب الإبادة، أو الاشتراك في الإبادة.

أُبرمت هذه الاتفاقية بعد أهوال الحرب العالمية الثانية، وقد أشار المفكر البولندي رافائيل ليمكين (Lemkin 1944)، الذي صاغ مصطلح الإبادة الثقافية، إلى أن الإبادة الثقافية لا تقل خطورة عن التدمير المادي لمجموعة بشرية. وعلى الرغم من تبني هذا التعريف من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1946، فإن الدول ذات الماضي الاستعماري في إبادة السكان الأصليين، مثل أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا، عمدت إلى تخفيف النص في الاتفاقية عام 1948 ليقتصرعلى كل عمل متعمد يرتكب بنية تدمير اللغة والدين والثقافة لأي مجموعة بشرية. وشدد عالم الاجتماع الكندي أندرو ولفورد، من جامعة مانيتوبا، على الجانب المتعلق بتدمير الهوية الجمعية للسكان الأصليين واستلاب أرضهم لتمكين المستوطنين من السيطرة عليها (Culture Genocide 2019).

وقد وصف راز سيغال، خبير الهولوكوست اليهودي الأميركي في جامعة ستوكتون الأميركية، الحرب الجارية في غزة، في اليوم السادس للحرب، بأنها تمثل حالة نموذجية لحروب الإبادة الموجهة لتدمير مجموعة بشرية من خلال عقد النية، التي عبر عنها العديد من القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، واقترانها بالعمليات العسكرية، كالقصف، وتدمير البنية التحتية، والحصار المحكم، والتهجير القسري، والتجويع، ثم "تبرير العنف بالاستخدام المشين لذكرى الهولوكوست" (Segal 2023)، لإخراج الصراع من سياقاته السياسية كصراع ضد الاحتلال، ومقارنة الضحايا الفلسطينيين بالنازيين وتنظيم داعش الإرهابي، واستحضار الخطاب الاستعماري في الصراع بين الحضارة والتوحش، وهو ما درج عليه المستعمرون، على حد وصف فرانز فانون (Fanon 1963)، الأمر الذي شكل دائماً مقدمة لارتكاب جرائم حرب واسعة. ويأتي استهداف المراكز التاريخية والمواقع الأثرية والمراكز الثقافية والمتاحف كمؤشر آخر على نية مبيتة لتدمير الهوية الجمعية لمجموعة بشرية، بحسب الاتفاقية. وقد وصف جون هوكينغ، عضو محكمة الجرائم الدولية ليوغسلافيا السابقة تدمير التراث الثقافي كصنو الإبادة الثقافية، بالقول: أينما يوجد تدمير ثقافي هناك شبهة إبادة جماعية. 

الدعوى المقامة أمام محكمة العدل الدولية

بعد فشل الجهود الدولية لوقف الحرب، على الرغم من قرار الجمعية العامة بالأغلبية، واستخدام الولايات المتحدة حق النقض لمنع استصدار قرار من مجلس الأمن لوقف الحرب، قامت دولة جنوب أفريقيا بتقديم دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية ضد الكيان الإسرائيلي بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة، وتعتبر المحكمة أعلى هيئة قضائية في نظام الأمم المتحدة. وتستند الدعوى المكونة من 84 صفحة، والمدعومة من عدد كبير من الدول، إلى معاهدة منع الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها لعام 1948، وهي أكثر الجرائم بشاعة في القانون الدولي، وقدمت جلساتها الأولى على مدار يومين، في 11 و12 كانون الثاني/يناير 2023، وتهدف الدعوى على المستوى الإجرائي إلى المطالبة، بصورة عاجلة، باستصدار قرار بوقف أعمال الإبادة، وهي تستند إلى دلائل موضوعية، سواء بالنسبة إلى النية، أو الأفعال الخمسة المصنفة كجرائم إبادة. ويعتقد العديد من الخبراء القانونيين الدوليين أن جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين، هي نتيجة طبيعية للحصانة التي منحها إياها النظام الغربي على مدى 75 عاماً من الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

وفي الختام لا بد من تكثيف الجهود لوقف الحرب، وتعزيز الإغاثة الإنسانية، وأياً يكن قرار محكمة العدل الدولية فلن يعيد الحياة إلى الضحايا، كما لن يعيد التراث إلى سابق عهده، لكن تحقيق العدالة ومعاقبة الجناة سيحولان دون الاستمرار في ارتكاب هذه الجرائم ضد الإنسانية، والحيلولة دون تكرارها مستقبلاً. وهي دعوة إلى كافة المؤسسات العاملة في حقل التراث الثقافي، المحلية والدولية، إلى العمل بصورة حثيثة على برامج تقييم الأضرار والإعمار، فالتراث الفلسطيني ليس إرثاً فلسطينياً فحسب، بل هو أيضاً جزء لا يتجزأ من التراث الإنساني، وتدميره خسارة للإنسانية جمعاء.

 

المصادر:

مصادر الخارطة والصور: أرشيف وزارة السياحة والآثار الفلسطينية.

بالعربية:

آخر تحديث، حزيران/يونيو 2023.

  • طه، حمدان (تحرير). "قائمة مواقع التراث الثقافي والطبيعي ذات القيمة العالمية المتميزة في فلسطين" (فلسطين: وزارة السياحة والآثار، دار الناشر، الطبعة الثانية، 2009).

  • طه، حمدان (تحرير). "إدارة الآثار تحت الاحتلال في فلسطين"، مجلة "تحولات مشرقية"، العدد رقم 9، كانون الثاني/يناير 2016، ص 15-47.

  • العارف، عارف. "تاريخ غزة" (القدس: مكتبة بيت المقدس، 1943).

  • قاعدة بيانات التراث الثقافي، وزارة السياحة والآثار.

  • "مساجد وكنائس ومقابر.. الحرب تدمير مواقع غزة الأثرية"، "الحرة – واشنطن"، 5 كانون الأول/ ديسمبر 2023:

  • مناع، عادل. "نكبة وبقاء: حكاية فلسطينيين ظلوا في حيفا والجليل (1948-1956)" (بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2016).

  • وزارة السياحة والآثار. "الأضرار الناجمة عن القصف الإسرائیلي الذي أصاب المواقع الأثریة في قطاع غزة". تقرير (2014).

  • وزارة السياحة والآثار. "تقرير حول الأضرار التي لحقت بمواقع التراث الثقافي في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي" (2023).

بالأجنبية:

  • Abu Sitta, Salman. Atlas of Palestine (1917-1966). Palestine Land Society, 2010.

  • Benvenisti, M. Sacred Landscape: The Buried History of the Holy Land since 1948. Berkeley and L.A.: University of California Press, 2002.

  • Cultural Genocide”, Facing History & Ourselves Canada, 16/10/2019.

  • Destruction of the Palestinian cultural heritage of Gaza – in pictures”. The Guardian, 11 January 2024. 

  • Fanon, Frantz. The Wretched of the Earth. New York: Grove Press, 1963.

  • Georgia M. Andreou, M. Fradley, L. Blue & C. Breen. “Establishing a baseline for the study of maritime cultural heritage in the Gaza strip”. Palestine Exploration Quarterly (2022). 

  • Kletter, Raz. Just past? The Making of Israeli Archaeology. London: Equinox, 2006.

  • Lemkin, Rafael. Axis Rule in Occupied Europe: Laws of Occupation, Analysis of Government, Proposals for Redress. Washington D.C.: Carnegie Endowment for International Peace, Division of International Law, 1944.

  • Masalha, Nur. The Zionist Bible: Biblical Precedent, Colonialism and the Erasure of Memory. London: Routledge, 2013.

  • “First phase of the Rapid damage assessment of cultural heritage sites in Gaza”. 15 August 2014. (Unpublished Report)

  • Pappe, Ilan. The Ethnic Cleansing of Palestine. Oxford: Oneworld, 2006.

  • Sadeq, M. “The Historical Monuments of Gaza Strip”. Mediterraneum, 2 (2002), edited by Fabio Maniscalco, Massa editore, pp. 243-259.

  • Segal, Raz. “‘A Textbook Case of Genocide’: Israeli Holocaust Scholar Raz Segal Decries Israel’s Assault on Gaza”. Democracy Now, October 16, 2023.

  • South Africa=South Africa v.s Israel case 192

  • Taha, Hamdan. “Gaza at the Crossroads of Civilizations”. This Week in Palestine, Issue no. 232 (2017), pp. 76-81.

1
À PROPOS DE L’AUTEUR:: 

د. حمدان طه: باحث مستقل، عمل سابقاً مديراً عاماً لدائرة الآثار الفلسطينية الحديثة (1995 -2004)، ووكيلاً مساعداً لقطاع الآثار والتراث الثقافي (2004-2012)، ووكيلاً لوزارة السياحة والآثار حتى نهاية سنة 2014. يشرف حالياً على مشروع تاريخ فلسطين وتراثها.