من هم المتضامنون مع الشعب الفلسطيني في محنته الغزية؟
Date:
17 novembre 2023
Auteur: 
Thématique: 

بينما تدعم الإدارة الأميركية ومعظم حكومات دول الاتحاد الأوروبي الحرب الإجرامية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وتحول دون استصدار قرار من مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، تتصاعد في الولايات المتحدة الأميركية وفي دول الاتحاد حركات التضامن مع الشعب الفلسطيني المطالبة بوقف هذه الحرب وردع حكومة الحرب في إسرائيل عن الاستمرار في ارتكاب جرائمها.

التضامن مع فلسطين في الولايات المتحدة الأميركية

 إن التضامن مع فلسطين في الولايات المتحدة الأميركية لا تعبّر عنه حركة منظمّة لها هياكلها السياسية الثابتة بقدر ما هي، وفقاً للباحثة لبنى قطامي، شبكة فضفاضة لا مركزية، تتشكّل من منظمات وجمعيات ذات فلسفات اجتماعية وسياسية متنوعة، ساهم الشبان والشابات الفلسطينيون والعرب، الذين ولدوا ونشأوا في الولايات المتحدة، وحركات النضال من أجل حقوق السود، ودعاة السلام والمناهضون للحروب، وأنصار اليسار والعدالة الاجتماعية، في إطلاقها. ثم شاركت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) في بلورة برامجها خلال العقد الأول من الألفية الثالثة.

ففي عدد متزايد من الجامعات، صار الطلاب ينظمون حملات للضغط على إدارات جامعاتهم للمطالبة بإنهاء تواطؤها مع الممارسات الإسرائيلية التي تنتهك الحقوق الفلسطينية، ووقف تجريم الأساتذة الذين ينتقدون سياسات حكام إسرائيل. وفي كانون الأول/ديسمبر 2013، كانت "جمعية الدراسات الأميركية" سباقة في التصويت على قرار تاريخي بمقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، ونجحت بعد عدة أعوام في كسب الدعوى التي أقيمت ضدها جراء اتخاذها ذلك القرار. وفي سنة 2014، بات اتحاد الطلاب العاملين في جامعة كاليفورنيا، الذي يضم نحو 14000 عضو يعملون في البحث والتدريس، أول نقابة تدعم حملة المقاطعة، التي راحت تستقطب تأييد المزيد من الجمعيات الأكاديمية الوطنية الكبرى، كما تعهد مئات الفنانين والكُتّاب والعاملين في مجال الثقافة، فضلاً عن عدد من الرياضيين، بعدم المشاركة في تطبيع الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وانطلقت حملة، شارك فيها نحو أربعين جمعية طلابية وأكاديمية، للمطالبة بسحب الاستثمارات الجامعية من الشركات التي تتربح من الاحتلال الإسرائيلي.

وسرعان ما أقامت هذه الحركة الطلابية جسوراً مع حركة "حياة السود مهمة"، التي انطلقت بعد مقتل مايكل براون، في سنة 2014، على يد الشرطة، ومع "الحركة من أجل حقوق المهاجرين". وفي صيف سنة 2014، وبعد زيارة قام بها وفد من الصحافيين والفنانين السود إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، تأسست مجموعة جديدة باسم "سود من أجل فلسطين" نشرت، في سنة 2015، إعلان تضامن مع فلسطين وقّعه أكثر من 1000 شخصية قيادية و39 منظمة بارزة. ومع الوقت، صار الشكل السائد لنشاط التضامن مع فلسطين لا يتحدى الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة فحسب، بل يتحدى كذلك الصهيونية بصفتها أيديولوجية عنصرية واستعمارية[1].

عندما بدأت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، برزت حركة تضامن واسعة مع فلسطين في الجامعات الأميركية، في هارفارد، وكولومبيا، ونيويورك، وستانفورد، وكاليفورنيا، وجورج تاون، وبنسلفانيا وييل وغيرها، وراحت تدور حرب مواقف وبيانات بين الطلبة المؤيدين لنضال الشعب الفلسطيني وبين الطلبة المؤيدين لإسرائيل. وكانت جامعة هارفارد من أوائل الجامعات التي عبّرت عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني من خلال بيان تضامني موقّع من 31 منظمة طلابية ونادياً، جرى توزيعه في 8 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، وانطوى على إدانة لـ "نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، المسؤول عن أعمال العنف، التي تحيط بجميع جوانب الحياة الفلسطينية طوال خمسة وسبعين عاماً"، ثم انطلقت في حرم الجامعة، في 14 من الشهر نفسه، مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين، الأمر الذي دفع مدير سابق للجامعة وثلاثة نواب عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي، إلى مطالبة إدارتها برد حازم على موقعي البيان والمشاركين في المظاهرة، وأصدر عدد من الأساتذة ومئات الطلاب بياناً يصف البيان المؤيد للفلسطينيين بأنه "خاطئ تماماً ومهين للغاية"، ثم تجوّلت شاحنة صغيرة مدفوعة الأجر في الحرم الجامعي تعرض على شاشة أسماء الموقعين على البيان المؤيد للفلسطينيين وتصفهم بأنهم "معادون للسامية". وفي الوقت نفسه، اتهم عدد من المانحين والخريجين السابقين إدارة جامعة هارفارد بالفشل في "اتخاذ موقف واضح لا لبس فيه ضد جرائم القتل الهمجية التي استهدفت الأبرياء من المدنيين الإسرائيليين"، وأنهت مؤسسة الملياردير ليزلي ويكسنر، التي تشجع تدريب النخب في الجالية اليهودية الأميركية، شراكتها مع كلية كينيدي بجامعة هارفارد، علماً بأن إدارة الجامعة كانت تحاول أن تجد حلاً وسطاً بين حماية حرية التعبير وبين الضغط الممارس عليها. وللأسباب نفسها، مارس المانحون ضغوطات كبيرة على إدارات جامعات أخرى، وخصوصاً على إدارة جامعة بنسلفانيا التي احتضنت مهرجاناً للأدب الفلسطيني. كما وجهت انتقادات لإدارتَي جامعتي ستانفورد وكولومبيا، لأنهما لم يتخذا مواقف حازمة ضد الطلبة المؤيدين للفلسطينيين، الذين يتهمون إسرائيل، في منشوراتهم ومسيراتهم، بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة[2].

ومع المسيرات الحاشدة التي شهدتها واشنطن وبوسطن ونيويورك وشيكاغو ولوس أنجلوس وديترويت وبورتلاند، وخصوصاً سان فرانسيسكو، تضامناً مع الفلسطينيين، والتي شاركت فيها بزخم حركات حقوق الأميركيين السود ولا سيما حركة "حياة السود مهمة"، وجرت خلف شعارات "كلنا من أجل غزة"، و"إنها ليست حرب، إنها إبادة جماعية"؛ تلك المسيرات التي ترافقت مع تحركات شجاعة لليهود المناهضين للصهيونية تحت شعارات "ليس باسمنا" و "وقف إطلاق النار"، و"أوقفوا الاحتلال، دعوا غزة تعيش"، تقف الجامعات الأميركية على الخط الأمامي للاحتجاج على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وعلى تواطؤ الإدارة الأميركية معها؛ ففي يوم الأربعاء في 27 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، تظاهر طلاب وطالبات خمس جامعات وكليات في مدينة نيويورك، ونظّموا إضرابات صفية احتجاجاً على الحرب على غزة؛ "نريد أن نوضّح أن أرواحاً بريئة تُزهق؛ نحن ضد العنف ولكننا نطالب بالاعتراف بقيمة حياة المدنيين"، كما أكد أحد الطلاب. وفي فلوريدا، تمّ حظر المظاهرة التي دعت إليها منظمة "الطلاب الوطنيون من أجل العدالة في فلسطين"، والتي نظمت أيضاً في يوم التحرك في نيويورك.

ومع أن حركة التضامن مع فلسطين هذه، التي يشارك فيها عدد من نواب الحزب الديمقراطي، لم تبلغ بعد حجم الحركة التي عارضت حرب فيتنام، إلا أنها راحت تتخذ، مع الوقت، أبعاداً جديدة، ممهدة الطريق أمام ظهور حركة جديدة مناهضة للحرب، تقوم بالتصدي للدعاية القوية المؤيدة للحرب الإسرائيلية التي تنشرها الكثير من وسائل الإعلام الأميركية؛ وفي هذا السياق، وبينما كان الطلاب في نيويورك وفي جميع أنحاء البلاد يبقون الشرطة المحلية في حالة من الترقب، قام عدد من النشطاء والصحفيين باقتحام المقر الرئيسي لصحيفة نيويورك تايمز، احتجاجاً على تغطيتها لأخبار الحرب على غزة، وأطلقوا عليها اسم "جرائم نيويورك"، مطالبين بوقف إطلاق النار وإدانة الإبادة الجماعية المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين[3].

التضامن مع فلسطين في دول الاتحاد الأوروبي 

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، انتشرت حركة تضامن واسعة النطاق في العديد من دول الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً تلك المتحالفة مع إسرائيل. ففي إسبانيا، تشكلت لجان فلسطين في جامعات مدريد وبرشلونة وسرقسطة، التي جمعت بضع مئات من الطلاب للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني والتفكير في وسائل التعبير عنه، مثل المظاهرة التي جرت داخل جامعة كومبلوتنسي في مدريد والإضراب الطلابي ليوم واحد في جميع أنحاء البلاد في 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، للتنديد بتواطؤ الاتحاد الأوروبي مع المجزرة التي ترتكبها إسرائيل، وبنفاق الحكومة الإسبانية التي تزود الدولة الصهيونية بالسلاح. وفي فرنسا، وبعد أن منعت وزارة الداخلية التحركات المتضامنة مع الفلسطينيين، ونُظمت حملة ضد حزب "فرنسا الأبية" وزعيمه جان لوك ميلانشون بتهمة "معاداة السامية"، اضطرت الحكومة الفرنسية إلى السماح بالتظاهر، بحيث صارت تجري يوم السبت تظاهرات حاشدة في باريس ومدن فرنسية أخرى تدعو إلى وقف إطلاق النار وتدين سياسة الإبادة الجماعية التي تنتهجها حكومة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة. وفي 8 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، صدر نداء موحد عن "التجمع الوطني من أجل سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، الذي يضم عشرات المنظمات الاجتماعية والنقابات العمالية والطلابية والأحزاب السياسية اليسارية وحركات أنصار السلام ومناهضة العنصرية، يدعو إلى المشاركة في تظاهرات يوم السبت في 11 من الشهر نفسه، ويطالب الحكومة الفرنسية بالضغط من أجل "وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإنهاء القصف والهجمات البرية والتهجير القسري للسكان، والرفع الفوري للحصار"، و "يشيد بجميع السكان المدنيين، الفلسطينيين والإسرائيليين، ضحايا جرائم الحرب، إذ إن حياة كل إنسان مهمة"، معتبراً أن السلام العادل والدائم "لن يكون ممكناً إلا في إطار الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني ووقف الاستيطان وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والالتزام بجميع قرارات الأمم المتحدة". ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، صارت العاصمة البريطانية لندن تشهد في كل يوم سبت تظاهرات حاشدة تضامناً مع الفلسطينيين، إذ شهدت يوم السبت في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، واحدة من أكبر التظاهرات في تاريخها، جابت شوارعها من حديقة الهايد بارك وسط لندن باتجاه السفارة الأميركية، وأثارت جدلاً واسعاً، واستدعت لقاءات متعددة بين منظميها وجهاز الشرطة، وأسفرت عن الإطاحة بوزيرة الداخلية سويلا برافرمان التي اتُهمت بتأجيج الكراهية بعد معارضتها الشديدة للمظاهرة في مقال نشرته في جريدة "التايمز". كما جرت تظاهرات مماثلة في العديد من الدول الأوروبية الأخرى، بما فيها ألمانيا، التي شهدت تحركات تضامنية متفرقة مع الفلسطينيين، على الرغم من الحظر الذي فرضته الحكومة الألمانية على هذه التحركات، ومن مواقف أحزاب مثل حزب الخُضر، الذي تخلى منذ فترة طويلة عن ماضيه السلمي، وصار يتبنى خطاباً حربياً فاقعاً منذ الحرب الأوكرانية، وقام بتغليف مقره الرئيسي في برلين بالعلم الإسرائيلي. كما جرت مبادرات تضامنية من نوع آخر، مثل مبادرة نقابات النقل البلجيكية، التي أعلنت فرض حظر على تحميل السفن بأسلحة مرسلة إلى إسرائيل، أو دعوة النقابات اليونانية للترويج ليوم إضراب عام في أوروبا دعماً لفلسطين[4].

التضامن مع فلسطين في أميركا اللاتينية

خلافاً للولايات المتحدة الأميركية ومعظم دول الاتحاد الأوروبي المتواطئة مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يعبّر "الجنوب العالمي"، بمعظم دوله، عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني في محنته الغزية. ففي العديد من دول أميركا اللاتينية، خرج أنصار الأحزاب السياسية اليسارية والنقابات العمالية والحركات الاجتماعية إلى الشوارع للمطالبة بوقف إطلاق النار واحترام القانون الإنساني الدولي، متهمين الحكومة الإسرائيلية بارتكاب "إبادة جماعية".ففي بوينس آيرس، نظم ممثلو النقابات ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الشعبية في الأرجنتين، فضلاً عن الجالية العربية والفلسطينية، في الأسبوع الأول من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، مسيرة كبرى في ساحة الكونغرس، شاركت فيها نورا كورتينياس، المؤسسة المشاركة لـ Madres de Plaza de Mayo (أمهات ساحة مايو)، وكذلك الحائز على جائزة نوبل للسلام أدولفو بيريز إسكيفيل. وفي بيان مشترك تمت قراءته ، وصفت 55 منظمة عدد الأطفال والرضع "الذين يقتلون كل يوم بسبب القصف الإسرائيلي العشوائي لقطاع غزة" بأنه "لم يُسمع به من قبل"، معتبرة أنه "من غير المفهوم أن يُسمح لإسرائيل بقصف السكان المدنيين في غزة بصورة عشوائية تحت أنظار أوروبا والولايات المتحدة والقوى الغربية المتحضرة". وانتقدت المنظمات الأرجنتينية أيضاً حق النقض الذي تتمتع به الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يمنح إسرائيل "شيكاً على بياض" لمزيد "من ارتكاب الفظائع". وأشاد المتظاهرون بموقف أعضاء الجاليات اليهودية في العالم الذين تظاهروا أيضاً وهتفوا بشعار "ليس باسمنا"، "لأنهم يفهمون أن الصهيونية هي أيضا عدوهم"، وأن دولة إسرائيل "لا تمثلهم بأي شكل من الأشكال".كما تظاهر أعضاء من 100 منظمة منضوية في إطار الحركة الاجتماعية في المكسيك في نهاية الأسبوع نفسه، ودعوا الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل كما فعلت بوليفيا، وطالبوا بوقف إطلاق النار من قبل "قوات الاحتلال الإسرائيلي"، وهتفوا بشعارات مثل "نتنياهو الفاشي أنت إرهابي"، "أين هي، أين هي العقوبات على إسرائيل؟"، "إنها ليست حرب، إنها إبادة جماعية"، وأشاروا إلى أن رئيسي تشيلي وكولومبيا استدعيا سفيريهما في إسرائيل للتشاور.وفي تشيلي، تظاهر آلاف الأشخاص في العاصمة، بما في ذلك أفراد من الجالية الفلسطينية. وفي كولومبيا، تجمع المواطنون أمام مطعم ماكدونالدز في أحد الأحياء الغنية لإظهار التضامن مع الفلسطينيين، وقال أحد المشاركين: "نحن هنا للتنديد بالاحتلال"، "إنها إبادة جماعية وإبادة عرقية استمرت لأكثر من 75 عاماً"، واستنكر "حقيقة أن الحكومة الأميركية وافقت بالأمس فقط على مبلغ 14.5 مليار دولار لتصعيد الحرب ضد السكان الفلسطينيين في الشرق الأوسط". كما انتقد المتظاهرون شركة ماكدونالدز التي تقدم طعاماً مجانياً لجنود الجيش الإسرائيلي.وفي بورتوريكو، رسمت مجموعة "التجمع النسوي في البناء" لوحة جدارية كبيرة تحمل رموز الدولة الكاريبية وفلسطين. وخلال إحدى الاحتجاجات، تسلق الناشط البارز تيتو كاياك سارية العلم الأميركي أمام مبنى الكابيتول في العاصمة سان خوسيه واستبدله بالعلم الفلسطيني. بينما أعربت "حركة المحرومين من الأرض" البرازيلية (MST) عن تضامنها مع الضحايا في غزة، وأرسلت، بالتعاون مع سلاح الجو البرازيلي، مليونَي طناً من المواد الغذائية إلى غزة، شملت الأرز ومنتجات الذرة والحليب والسكر "التي تنتجها عائلات في "حركة المحرومين من الأرض""، كما أوضحت كاسيا بشارة، الناشطة في الحركة، والتي أكدت أن "سكان غزة الذين لا يموتون اليوم جراء القصف مهددون بالموت جوعاً جراء نقص مياه الشرب والغذاء"[5]

خاتمة

عندما قامت القوات الروسية بغزو أراضي أوكرانيا، سارعت دول الغرب "المتحضّر" إلى "التنديد" بهذا الغزو وراحت تفرض حزماً من العقوبات المتلاحقة على روسيا وقيادتها، وتزوّد أوكرانيا بأحدث الوسائل القتالية، بينما عندما تعلق الأمر بفلسطين، تواطأت هذه الدول مع الحرب التي يشنها النظام الاستعماري الإسرائيلي على قطاع غزة ووفرت لها الغطاء الدبلوماسي الذي ضمن ويضمن استمرارها، وذلك على الرغم مما تنطوي عليه من قتل وعنف ودمار. وأمام هذه الفضيحة، كان من الطبيعي أن تبرز، في هذه الدول، حركة تضامنية واسعة مع الشعب الفلسطيني، لعلها تستمر في التطور، وتنجح في الضغط على حكومات دولها كي تسارع، بدورها، إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية كي تلتزم بوقف فوري لإطلاق النار، وتتوقف عن ارتكاب جرائم الحرب في قطاع غزة وكذلك في الضفة الغربية المحتلة.

 

[1] https://alencontre.org/ameriques/americnord/usa/palestine-quel-mouvement-de-solidarite-aux-etats-unis.html;

 قطامي، لبنى. "التضامن الأمريكي مع فلسطين: إحياء الأنماط الأصلية من العمل السياسي"، "الشبكة"، 5 كانون الثاني/يناير 2018.                                                

[2] https://fr.timesofisrael.com/des-troubles-sur-les-campus-des-universites-americaines-face-au-conflit-a-gaza;

https://www.arabnews.fr/node/437066/international

[3] https://www.revolutionpermanente.fr/Etats-Unis-La-jeunesse-se-souleve-pour-la-Palestine;

https://www.i24news.tv/fr/actu/international/ameriques/1699439403-aux-etats-unis-black-lives-matter-rejoint-la-cause-palestinienne;

https://lanticapitaliste.org/actualite/international/etats-unis-le-conflit-israelo-palestinien-donne-naissance-un-nouveau

[4] https://www.revolutionpermanente.fr/New-York-Harvard-Madrid-la-solidarite-avec-la-Palestine-s-organise-depuis-les-universites;

https://france.attac.org/actus-et-medias/le-flux/article/cnpjdpi-halte-au-massacre-a-gaza-la-france-doit-exiger-un-cessez-le-feu;

https://chomeurs-precaires-cgt.fr/divers/halte-a-la-repression-du-mouvement-de-solidarite-avec-le-peuple-palestinien

[5] https://www.democratienouvelle.ca/solidarite-des-mouvements-sociaux-damerique-latine-avec-les-victimes-de-gaza/1884/