الأسماء الحقيقية للقرى المسروقة والمستوطنات غير الشرعية في محيط غزة
Date:
25 octobre 2023
Auteur: 
Thématique: 

إذا كنت تقرأ التقارير الإخبارية الغربية القادمة من إسرائيل، فمن الممكن أن تصدق أن كفار عزة وبئيري وإيريز ونحال عوز والمستوطنات الأُخرى المحيطة بغزة هي "مواقع شاعرية"، و"قطع صغيرة من الجنة، قطع صغيرة من الفردوس"، و"مجتمعات زراعية صغيرة".

إن المفقود في هذه الصورة، والمفقود من أغلبية التقارير الإخبارية الغربية العظمى بشأن الإبادة الجماعية التي تتكشف في غزة، هو أن "قطع الجنة" هذه مبنية على أرض سرقها الصهيونيون من الشعب الفلسطيني بالعنف، وأن السكان الفلسطينيين متجمعون في زاوية واحدة صغيرة من أراضيهم الأصلية ومحبوسون فيها لأكثر من 75 عاماً. وهذه الزاوية هي ما يسمى حالياً بقطاع غزة. إن 80% تقريباً من سكان القطاع من اللاجئين الذين هُجروا مما يسمى اليوم "غلاف غزة". ومع تصاعد المقاومة الفلسطينية على مر السنين، ومحاولة الفلسطينيين، جيلاً بعد جيل، كسر السجن والعودة إلى ديارهم، أصبح هذا السجن أكثر إحكاماً.

هذه هي الطريقة التي تمكن عبرها السكان الإسرائيليون -نحو 50,000 شخص يعيشون على 1038 كيلومتراً مربعاً من الأراضي المنهوبة (المجالس الإقليمية: شعار هنيغف، إشكول، وسدوت نيغف)- من العيش لسنوات في ازدهار، وتربية الأولاد، وتناول العشاء، والسباحة، والرقص، والغناء، والاحتفال بـ"الوحدة والمحبة" في حفلات موسيقية كبيرة، تقام على بعد بضعة كيلومترات فقط من المكان الذي يعيش فيه أكثر من 2.1 مليون شخص على مساحة 365 كيلومتراً مربعاً، مغتصبة أراضيهم، ويخضعون للإذلال اليومي؛ إذ تم إفقارهم عمداً، وحُبسوا في قفص، غير قادرين على الحركة أو العيش أو حتى صيد السمك في البحر، وطبعاً غير قادرين على الاحتفال بـ"الوحدة والمحبة". 

إن نظرة بسيطة إلى "خرائط غوغل" تضع هذه الحقيقة على مرأى الجميع. كيف يمكن أن يوجد واقع حضري كهذا؟ إذ تبلغ الكثافة السكانية 5753 نسمة لكل كيلومتر مربع في القطاع، في مقابل كثافة سكانية تبلغ 48 نسمة لكل كيلومتر مربع! هل يساور الشك أحداً بأنه من أجل المحافظة على واقع كهذا لعقود من الزمن، يجب تطبيق قدر كبير من العنف اليومي لمنع أي امتداد له؟

 

 (لقطة على الشاشة لخرائط غوغل لقطاع غزة والمنطقة المحيطة به، تُظهر التفاوت الكبير في الكثافة الحضرية بين المناطق الفلسطينية والمناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، تم التقاطها في 16 تشرين الأول/أكتوبر 2023. ومع ذلك، فإن الصورة المستخدمة كرأس لهذه المقالة هي خريطة تاريخية لسنة 1948 من خرائط فلسطين المفتوحة.) 

 

ويعيش الفلسطينيون هذا الواقع يومياً، بينما يظن الإسرائيليون، الذين يعيشون في "أماكن شاعرية"، أنهم قادرون على نسيانه. لقد ظنوا أن في إمكانهم أن ينسوا كيف عاشوا على تلك الأرض بالذات.

ولنذكر أنفسنا هنا بهذا الواقع.

في مشروع التاريخ الشفوي، وفي مقابلات مع المقاتلين الصهيونيين، يتم قول الحقيقة بوضوح وبساطة. يشرح مايكل كوهين، من لواء النقب التابع لقوات الاحتلال الإسرائيلي (المكون من البلماح؛ قوة النخبة المقاتلة في الهاغاناه)، في شريط فيديو مسجل كيف قام اللواء بطرد الفلسطينيين في تشرين الأول/أكتوبر 1948 مما "نسميه اليوم غلاف غزة، وهو القطاع الغربي بأكمله المتاخم لقطاع غزة اليوم." ويشرح كيف أن "الطرد كان سهلاً"، وأن أغلبية الفلسطينيين "ليس لديهم أي خطط لإيذائنا" لكن "لم نتمكن من السماح لأنفسنا، نحن كجيش، والمستوطنات [اليهودية] من حولنا، بترك المستوطنات العربية في بطوننا. فطردناهم."

ويشرح كيف غادر الفلسطينيون ضمن عدة أماكن من دون قتال: "في مناسبة أو مناسبتين، كان هناك نوع من المقاومة، حتى باستخدام الأسلحة النارية. لكن ذلك كان نادراً… لقد تم تطهير النقب من جميع القرى!" لكن مع مرور الوقت، أدرك الجنود أن الأشخاص الذين طردوهم عادوا، وأنه "كان من الصعب إنهاء المهمة معهم." ويوضح أنهم اضطروا إلى منعهم، و"المنع يعني إطلاق النار بهدف القتل!"، وبكلماته الخاصة يقول: "لذلك في هذه الحالة رأيت ذلك بأم عيني، وليس ذلك فحسب، بل فعلته أيضاً. كان الطرد أحد الأشياء التي يجب القيام بها، وقد تم."

وفعلاً، تم الطرد العنيف، لكن العنف يولد العنف. وعن طريق شهادة كوهين، يمكننا أن نرى كيف كانت المقاومة الفلسطينية تتغير وتتكيف رداً على العنف الإسرائيلي؛ فتحول القرويون والبدو من التعايش الودي، إلى الإذعان، ثم إلى المقاومة اللاعنفية عبر العودة بهدوء إلى أراضيهم، لكن بمجرد مواجهتهم بالقوة المميتة، لجأوا إلى المقاومة المسلحة، وبدأوا بمهاجمة الطرق وزرع الألغام. وكان الرد الإسرائيلي هو المزيد من العنف، إذ هدموا منازل الفلسطينيين، وأحرقوا الحقول، الأمر الذي أجبر السكان على الفرار مرة أُخرى. ويشرح كوهين كيف زرعوا المتفجرات و"هدموا المنازل بضربة واحدة كاملة"، ويوضح كذلك: "لم يكن هدم [المنازل] و/أو حرق الحقول أمراً يحدث لمرة واحدة في أثناء الترحيل، إنما كان عملية."

يشرح أفري يعاري من "الهاغاناه" في شريط فيديو آخر مسجل، كيف طردوا سكان قرية هوج، وهي قرية فلسطينية تقع على بعد 2.5 كيلومتر من مستوطنة سديروت الإسرائيلية الحالية و6.5 كيلومترات من قطاع غزة، حيث بنى أريئيل شارون مزرعة. وبشهادة يعاري، نشعر بهذا الفارق وعدم التوازي في القوة بين القوات المسلحة الإسرائيلية والفلسطينيين، ونرى مرة أُخرى كيف كان السكان الفلسطينيون مسالمين.

يعاري: كان هناك سكان هوج.. لكن العلاقات معهم كانت جيدة جداً..

المُحاور: متى غادر السكان العرب المنطقة؟

ياري: عندما قيل لهم ذلك. [ضحك]

المذيع: ماذا تقصد؟

ياري: قيل لهم أن يذهبوا في نزهة.

المذيع: ومن أخبرهم؟

يعاري: الجيش، قوات الدفاع الإسرائيلية. في مراحل معينة.. كيف أقولها؟ لقد قاموا بتطهير المنطقة من العرب. أخبرهم سكان هوج، الذين كانوا ودودين للغاية ثم عانوا بشدة في مخيمات اللاجئين، أنهم سيعودون خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.

والواقع أن الفلسطينيين يحاولون العودة منذ ذلك الحين، وبكل الوسائل المتاحة لهم. لذلك، إذا كنت ترغب في المساعدة في إنهاء العنف، وإحلال السلام والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين، فعليك أن تتعرف على الأراضي التي بنيت عليها المستوطنات الإسرائيلية وتسميها بأسمائها الحقيقية. وفيما يلي قائمة ببعض المستوطنات التي تحيط بغزة وما يقابلها من الأراضي الفلسطينية التي أقيمت عليها، سواء أكانت مدينة أم قرية أم أراضي قبيلة.

 

المستوطنة الإسرائيلية اسم المدينة الفلسطينية المهجورة التي أقيمت عليها المستوطنة الإسرائيلية اسم القرية الفلسطينية المهجورة التي أقيمت عليها المستوطنة الإسرائيلية اسم الأراضي العشائرية المهجورة التي أقيمت عليها المستوطنة الإسرائيلية ملاحظات إضافية من المؤلف
عسقلان   المجدل   بنيت على أراضي القرية والبساتين
الجورة
الخصاص
نعليا
زيكيم    هربيا   بنيت على بساتين الحمضيات في القرية
كرمية   هربيا   بنيت على بساتين القرية
مفكيم   بربرة   بنيت على أراضي القرية وبساتينها
إيريز   دمرة    
سديروت   نجد    
مفلسيم وادي الزيت مدينة غزة      
كفار عزّة الحي التركماني بمدينة غزة      
نحال عوز وقف الشيخ ظريف بمدينة غزة      
ساعد حي الجديدة بمدينة غزة      
عالوميم الحي التركماني بمدينة غزة      
بئيري     أراضي عشيرة وحيدات الترابين  
رعيم     أراضي عشيرة غوالي الزريعي التابعة لقبيلة الترابين  بنيت بالقرب من آثار تل جمة القديمة في وادي غزة
كيسوفيم     أراضي عشيرة أبو خماش   
عين هشلوشاه   قرية معين أبو ستة وأم تينة جزء من عشيرة عرب الغوالي التابعة لقبيلة الترابين تم وصف أم تينة في مشروع تاريخ شفهي من جانب أحد سكانها السابقين بأنها "أرض خصبة ممتدة مرمى البصر وفسيحة ورحبة، وفيها كروم لوز وحقول قمح وشعير وعدس، وبطيخ وشمام...بلاد خير"
نيريم   قرية معين أبو ستة جزء من عشيرة عرب الغوالي التابعة لقبيلة الترابين بنيت على أنقاض المدرسة السابقة في القرية
نير عوز   قرية معين أبو ستة جزء من عشيرة عرب الغوالي التابعة لقبيلة الترابين بنيت على بساتين القرية
ماغين   قرية معين أبو ستة وأبو تيلخ وأبو نقي جزء من عشيرة عرب الغوالي التابعة لقبيلة الترابين بنيت على بساتين القرية، وتحيط مقام الشيخ نوران وبئر أبو قريدة
أوهاد   أم عجوة و تل رابية جزء من عشيرة النجمات التابعة لقبيلة الترابين  
تسوحر
مفتاحيم
عميعوز
ييشاع
سديه نيتسان   كرم عقل جزء من عشيرة النجمات التابعة لقبيلة الترابين  
تلمي إلياهو
حوليت   كرم البهداري جزء من عشيرة نجمات القصار التابعة لقبيلة الترابين بنيت على بساتين القرية
سدي أبرهام   كرم الأحمر وكرم الخلاوي جزء من عشيرة نجمات القصار التابعة لقبيلة الترابين بنيت على بساتين القرية
بري غان
يتيد
ديكل
أفشالوم
تلمي يوسف
ييفول
À propos de l’auteur: 

برلا عيسى: باحثة في مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

Yasser Manna
نجوم منتخب كرة الطائرة إبراهيم قصيعة (يمين) وحسن زعيتر (مواقع التواصل) استشهدا بقصف إسزائيلي على مخيم جباليا.
Ayham al-Sahli
Maher Charif
Uday al-Barghouthi
Kareem Qurt
Yumna Hamidi