كيف تفاعل بعض الدول العربية مع العدوان على قطاع غزة
Date:
13 octobre 2023
Thématique: 

إعداد أيهم السهلي

توالت ردات الفعل على عملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها حركة "حماس" فجر السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر من العام الجاري، وكانت هذه الردود على عدة مستويات، منها السياسي والشعبي، وفيما يلي أبرزها:

مصر:

أجرى وتلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي العديد من الاتصالات مع القادة في العالم العربي والعالم، ففي اتصال تلقاه من المستشار الألماني أولاف شولتز، للبحث في الجهود الرامية إلى وقف التصعيد الراهن، تم التوافق على "أهمية العمل المكثف نحو وقف التصعيد العسكري، للحيلولة دون انجراف الوضع إلى دوائر مفرغة من العنف والمعاناة الإنسانية، آخذاً في الاعتبار التداعيات الجسيمة المحتملة على الأمن والاستقرار الإقليميين." كما بحث السيسي الأوضاع في غزة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فتوافقا على "حث كافة الأطراف على الوقف الفوري للمواجهات والعنف." وأكدا أن "إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل نهائي يتأتى عن طريق إتاحة الأمل والأفق السياسي." وفي اتصال بوليّ عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان، أوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أنه تم التوافق على "التشاور والتنسيق بين مصر والسعودية خلال الفترة المقبلة، لتأكيد الرؤية العربية بشأن القضية الفلسطينية، والتي تتمحور حول تحقيق التسوية الشاملة والعادلة على أساس حل الدولتين، وفق مرجعيات الشرعية الدولية، وهو الأمر الذي يتطلب التهدئة الفورية ووقف المواجهات العسكرية في جميع الاتجاهات".

أما على صعيد الخارجية المصرية، فقد حذّرت في بيان صدر عنها، صباح السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر، من "مخاطر وخيمة للتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في أعقاب سلسلة من الاعتداءات ضد المدن الفلسطينية." ودعا البيان إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنُّب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر." كما حذّر البيان من "تداعيات خطيرة نتيجة تصاعُد حدة العنف، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلباً على مستقبل جهود التهدئة."

وعلى صعيد آخر، قامت الدبلوماسية المصرية بإجراء العديد من الاتصالات مع المسؤولين في العالم العربي والعالم، فأجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالاً بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، وغيرهما. وفي اتصال أجراه شكري بوزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، أكد خلاله "ضرورة أن يظل الهدف الأسمى للمجتمع الدولى هو  تحقيق التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الأمر الذى يتطلب وقف الاقتحامات للمدن الفلسطينية، والنأي عن الأعمال الاستفزازية المتكررة التي تؤجج المشاعر، وتشجيع الطرفين على التهدئة والعودة إلى مسار المفاوضات."

الأردن:

أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش خلال افتتاح الدورة العادية لمجلس النواب الأردني في 11 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أن "ما تشهده الأراضي الفلسطينية حالياً من تصعيد خطير وأعمال عنف وعدوان ما هي إلا دليل يؤكد مجدداً أن منطقتنا لن تنعم بالأمن والاستقرار من دون تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ليحصل الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتنتهي دوّامات القتل التي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء".

بدورها، أكدت وزارة الخارجية الأردنية في بيان صدر عنها، ضرورة "وقف التصعيد الخطير في غزة ومحيطها،" وحذّر البيان من "الانعكاسات الخطيرة لهذا التصعيد الذي يهدد بتفجّر الأوضاع بشكل أكبر." كما حذّر من "تبعات هذا التصعيد على كل جهود تحقيق التهدئة الشاملة." ودعا الأردن إلى "ضرورة ضبط النفس وحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني".

أما وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي فقد أجرى العديد من الاتصالات بنظرائه في المنطقة والعالم، وناقش معهم، بحسب بيان للخارجية الأردنية، "وقف التصعيد الخطير في غزة ومحيطها، وتأكيد ضرورة إطلاق تحرّك دولي يضمن وقف التدهور وحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني." كما أكد أن "استمرار التصعيد سيؤجج الصراع، وسيُنتج انعكاسات كارثية على المنطقة برمتها."

لبنان:

قالت الخارجية اللبنانية في بيان صادر عنها إن "التطورات في فلسطين هي نتيجة لاستمرار احتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية ولإمعانها اليومي في الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية".

أما حزب الله، فقد هنّأ حركة "حماس" على "العملية البطولية الواسعة النطاق." وقال رئيس مجلسه التنفيذي السيد هاشم صفي الدين، معقّباً على العملية، إن "على نتنياهو أن يعلم بأن هذه المعركة ليست معركة غزة فحسب... نحن لسنا على الحياد."

قطر:

حمّلت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها صدر يوم السبت في أول أيام المعركة "إسرائيل وحدها مسؤولية التصعيد الجاري الآن، بسبب انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني، وآخرها الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية".

كما أعربت الخارجية القطرية عن "قلقها البالغ إزاء تطورات الأوضاع في قطاع غزة،" داعيةً "جميع الأطراف إلى وقف التصعيد والتهدئة، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس".

وتلعب قطر دوراً دبلوماسياً على صعيد وقف التصعيد، عبر اتصالات تُجريها مع دول ومنظمات دولية في العالم من جهة، ومن جهة أُخرى، مع حركة "حماس" بشأن الأسرى.

السعودية:

بحث وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في اتصال أجراه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، التصعيد العسكري في غزة وأمن واستقرار المنطقة، مشدداً على وقوف السعودية مع الفلسطينيين، لتحقيق طموحاتهم والتوصل إلى السلام العادل والشامل.

وفي اتصال آخر أجراه بن سلمان بالملك الأردني عبدالله الثاني، أكد "وقوف السعودية إلى جانب الشعب الفلسطيني، لنيل حقوقه المشروعة وتحقيق آماله وطموحاته وتحقيق السلام العادل والدائم."

بدورها، قالت الخارجية السعودية في بيان "تتابع المملكة من كثب تطورات الأوضاع غير المسبوقة بين عدد من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مما نتج عنها ارتفاع مستوى العنف الدائر في عدد من الجبهات هناك".

ودعت السعودية إلى "الوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين، وحماية المدنيين وضبط النفس،" مجددةً "دعوة المجتمع الدولي لتفعيل عملية سلمية ذات مصداقية تفضي إلى حل الدولتين".

الإمارات:

عبّرت الخارجية الإماراتية في بيان لها عن "قلق بلادها الشديد إزاء تصاعُد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين،" وأشارت إلى أنها، بصفتها عضو غير دائم في مجلس الأمن، تدعو إلى ضرورة إعادة التفعيل الفوري للجنة الرباعية الدولية لإحياء مسار السلام العربي الإسرائيلي.

كما شددت الوزارة على "ضرورة وقف التصعيد، والحفاظ على أرواح المدنيين،" مقدمةً "خالص التعازي لجميع الضحايا الذين سقطوا جرّاء أعمال القتال الأخيرة".

ودعت إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والوقف الفوري لإطلاق النار لتجنّب التداعيات الخطيرة،" وحثّت المجتمع الدولي على "دفع جميع الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل، ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار".

المغرب:

أبدت المملكة المغربية "قلقها العميق جرّاء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة، وأنها تدين استهداف المدنيين من أي جهة كانت".

وأوضحت في بيان لها أنها "لطالما حذّرت من تداعيات الانسداد السياسي على السلام في المنطقة، ومن مخاطر تزايد الاحتقان والتوتر نتيجة لذلك،" ودعت إلى "الوقف الفوري لجميع أعمال العنف، والعودة إلى التهدئة، وتفادي كل أشكال التصعيد التي من شأنها تقويض فرص السلام بالمنطقة".

وأضاف البيان المغربي أن "نهج الحوار والمفاوضات يظل السبيل الوحيد للوصول إلى حل شامل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين المتوافق عليه دولياً".

العراق:

أكد بيان صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي أن "العمليات التي يقوم بها الشعب الفلسطيني اليوم هي نتيجة طبيعية للقمع الممنهج الذي يتعرض له منذ عهود مضت على يد سلطة الاحتلال الصهيوني التي لم تلتزم يوماً بالقرارات الدولية والأممية".

وأضاف البيان "ندعو المجتمع الدولي إلى أن يتحرك لوضع حد للانتهاكات الخطيرة، وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الذي ما زال يعاني الاحتلال وسياسات التمييز العنصري والحصار والتجاوز على المقدسات وانتهاك القيم والمبادئ الإنسانية".

الكويت:

اعتبرت وزارة الخارجية الكويتية أن التصعيد الجاري "جاء نتيجة استمرار الانتهاكات والاعتداءات السافرة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الشقيق." كما أعربت عن "قلقها البالغ."

ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى "الاضطلاع بمسؤولياته وإيقاف العنف، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق، وإنهاء ممارسات سلطات الاحتلال الاستفزازية".

تونس:

عبّرت تونس، من جهتها، عن "وقوفها الكامل وغير المشروط إلى جانب الشعب الفلسطيني، كما تذكّر بأن ما تصفه بعض وسائل الإعلام بغلاف غزة هو أرض فلسطينية ترزح تحت الاحتلال الصهيوني منذ عقود، ومن حق الشعب الفلسطيني أن يستعيدها وأن يستعيد كل أرض فلسطين، ومن حقه أيضاً أن يقيم دولته المستقلة عليها وعاصمتها القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين".

وأضاف بيان للرئاسة التونسية "تدعو تونس كل الضمائر الحية في العالم إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن تتذكر المذابح التي قام بها العدو الصهيوني في حق شعبنا العربي في فلسطين بل وفي حق الأمة كلها. وعلى العالم كله ألا يتناسى مذابح العدو في الدوايمة وبلدة الشيخ ودير ياسين وكفر قاسم وخان يونس والمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وغيرها".

وطالبت العالم "بألّا يتناسى أيضاً مئات الآلاف من الذين هُجّروا من ديارهم وسُلبت منهم أراضيهم، عليهم أن يتذكروا هذه التواريخ وعليهم أن يعترفوا بحق المقاومة المشروعة للاحتلال ولا يعتبرون هذه المقاومة اعتداء وتصعيداً".

الجزائر:

قالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان إن "الجزائر تتابع بقلق شديد تطور الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، والتي أودت بحياة العشرات من أبناء وبنات الشعب الفلسطيني الأبرياء الذين سقطوا شهداء في ظل تمادي الاحتلال الصهيوني وسياسة التجبر والاضطهاد التي يفرضها على الشعب الفلسطيني الباسل".

وأضاف البيان "تدين الجزائر بشدة هذه السياسات والممارسات المخلة بأبسط القواعد الإنسانية ومراجع الشرعية الدولية".

وجددت الجزائر في بيانها "الطلب بالتدخل الفوري للمجموعة الدولية من خلال الهيئات الدولية المعنية لحماية الشعب الفلسطيني من الغطرسة والإجرام الذي جعل منهما الاحتلال الصهيوني سمة من سمات احتلاله للأراضي الفلسطينية".

سورية:

أعلنت سورية "وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني وقواه المناضلة ضد الإرهاب الصهيوني،" واعتبرت أن "هذا الإنجاز المشرّف يثبت أن الطريق الوحيد لنيل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني هو المقاومة بكل أشكالها".

سلطنة عُمان:

قالت سلطنة عُمان في بيان للخارجية إنها "تتابع باهتمام وقلق التصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".

وأوضحت أن هذا التصعيد هو "نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، وينذر بتداعيات خطيرة،" داعيةً الطرفين إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وضرورة حماية المدنيين".

الجامعة العربية:

دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى "وقف العمليات العسكرية في غزة بشكل فوري،" مذكّراً بأن "استمرار إسرائيل في تطبيق سياسات عنيفة ومتطرفة يُعد قنبلة موقوتة تحرم المنطقة من أي فرص جادة للاستقرار على المدى المنظور." وفق ما جاء في بيان أصدره المتحدث باسمه.

وأضاف المتحدث أن "الأمين العام لديه اقتناع كامل بمسؤولية المجتمع الدولي عن الوضع الحالي، في ظل غياب أي رد فعل حقيقي على سياسات اليمين الإسرائيلي المستفزة ضد المقدسات الإسلامية والمضادة لحل الدولتين".

مجلس التعاون الخليجي:

دعا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي إلى وقف التصعيد الفوري، حمايةً للمدنيين الأبرياء.

وحمّل البديوي قوات الاحتلال مسؤولية هذه الأوضاع التي نتجت بسبب "استمرار الاعتداءات الإسرائيلية الصارخة والمستمرة ضد الشعب الفلسطيني والأماكن المقدسة".

وقال إن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة تمثل انتهاكاً صارخاً للمواثيق والقوانين الدولية، وتعرقل جهود عملية السلام لحل القضية الفلسطينية، مجدِّداً دعوته مؤسسات المجتمع الدولي إلى التدخل بقوة وسرعة لإعادة إحياء جهود تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة في إقامة دولته على أراضي عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتحقيق السلام والاستقرار المنشود في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومنذ صباح السبت، أطلقت المقاومة الفلسطينية رشقات صاروخية مكثفة من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل، بالإضافة إلى توغّل بري وبحري وجوي، ودوّت صافرات الإنذار في مناطق عدة، بينها تل أبيب والقدس وأسدود وعسقلان.

À propos de l’auteur: 

أيهم السهلي: صحافي فلسطيني من مدينة حيفا، ولد في مخيم اليرموك ويقيم ببيروت.

Yasser Manna
Ayham al-Sahli
Maher Charif
Uday al-Barghouthi
Kareem Qurt
Yumna Hamidi