معرض فلسطين الدولي للكتاب تضمّن نحو 62 ألف عنوان بمشاركة 350 دار نشر
Date:
22 septembre 2023

اختُتمت في رام الله، مؤخراً، فعاليات معرض فلسطين الدولي للكتاب في نسخته الـ 13، الذي نُظّم على أرض المكتبة الوطنية في بلدة سردا، بمبادرة من وزارة الثقافة الفلسطينية، وبمشاركة 350 دار نشر، عدا أُخرى شاركت من خلال توكيلات، قدمت جميعها ما يقارب الـ 62 ألف عنوان.

المعرض الذي استقطب مشاركة محلية وعربية ودولية واسعة، نُظِّم في الفترة 7-17 أيلول/سبتمبر الحالي، وتضمّن عدداً من الفعاليات الثقافية والفنية، وأُخرى للأطفال. وتبعاً لأكثم البرغوثي، مدير المعرض، ممثلاً وزارة الثقافة الفلسطينية، فإن دور النشر المحلية قدِمت من شتى أنحاء فلسطين التاريخية، وبلغ عددها 34 دار نشر، من ضمنها 3 دور نشر من قطاع غزة، أما دور النشر العربية، فمثلت دول الأردن، ومصر، وسورية، ولبنان، والجزائر، وتونس، وعمان، والعراق، وقطر، والكويت، والمغرب، بينما شاركت دور نشر من دول أجنبية، مثل إيطاليا وتركيا وبريطانيا.

وتم تخصيص مساحة 4000 متر مربع لأجنحة دور النشر المحلية والعربية والأجنبية. ويلفت إلى أنه على الرغم من الظروف العامة، فإن المعرض شهد إقبالاً لا بأس به من الجمهور الفلسطيني، مبيناً أنه كان لافتاً توافُد عدد كبير من طلاب المدارس والجامعات إلى موقع المعرض.

ويشير البرغوثي إلى أن المشاركة العربية الأكبر كانت من الأردن، من خلال تواجد نحو 80 دار نشر، منوهاً بأن المشاركة المصرية جاءت مميزة أيضاً، من خلال مشاركة 20 دار نشر. وأعاقت سلطات الاحتلال، بل منعت وصول وفود بعض الدول المشارِكة في المعرض، مثل سورية، ولبنان، والعراق، والجزائر، بيْد أن ذلك لم يحُل دون وصول الكتب القادمة من هذه الدول، من خلال توكيل عدد من دور النشر الأُخرى للقيام بعملية الترويج والتسويق. ويضيف البرغوثي أن سلطات الاحتلال رفضت منح تصاريح للمشاركين من هذه الدول، إلّا إن الكتب شُحنت، وأوكلت مهمة عرضها وبيعها إلى آخرين من دور النشر المشارِكة.

لم يقتصر المعرض على عرض كتب، بل شمل أيضاً ندوات وأمسيات فنية وثقافية وتوقيع إصدارات جديدة، وغيرها. كما نُظّم في قاعة الندوات التي حملت اسم الأديبة الراحلة سلمى الجيوسي عدد من الندوات التي حفلت بمشاركة كتّاب وأدباء فلسطينيين وعرباً، بحثت في الشأن الثقافي والصحافة الفلسطينية والأسرى، بينما تم تخصيص زاوية لتوقيع أصدارات وإشهارها، حملت اسم الكاتب الراحل زكريا محمد. كما نُظّمت عروض مسرحية وأمسيات فنية قدمتها فرقة جامعة الاستقلال، وفرق شعبية، ومطربون محليون.

ويوضح أن المشاركة في المعرض شملت، عدا دور النشر، عدداً من المؤسسات، مثل الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، ومؤسسة محمود درويش، ووزارة شؤون الأسرى والمحرَّرين.

ويقول البرغوثي إن المعرض مدرَج ضمن أجندة المعارض العربية المعتمدة من اتحاد الناشرين العرب، وأن رئيسه محمد رشاد حضر إلى فلسطين لحضور افتتاح المعرض. ويضيف أن فكرة المعرض كانت أساساً أن يُنظَّم مرة كل عامين، لكن ما شجعنا على تنظيمه للعام الثاني على التوالي، هو النجاح الكبير الذي حظيت به الدورة السابقة.

ويلفت رئيس جمعية الناشرين الفلسطينيين سامح دنديس، "أن المعرض كان رائعاً، ولا سيما أنه الأكبر من ضمن دورات المعرض منذ انطلاقته، قبل نحو 20 عاماً." ويتابع: نحن سعداء بحجم المشاركة، وخصوصاً من الدول العربية، لكن كنا - ولا نزال- نأمل بأن يكون هناك دعم أكبر للناشرين الفلسطينيين، سواء أكان من وزارة الثقافة، أو من الحكومة الفلسطينية.

وأقترح أن تكون هناك موازنات لدعم الناشرين وتمكينهم من المشاركة في معارض خارجية، مبيناً أن الجمعية سبق لها أن تقدمت بجملة مطالب من الوزارة، بما يعزز الشراكة بين الجانبين، وينهض بصناعة النشر، منها إزالة الجمارك والضريبة عن الكتب، بغية التخفيف عن كاهل المواطن. منوهاً بتوجُّه كثيرين من المبدعين والمؤلفين الفلسطينيين إلى النشر من خلال دور نشر عربية، معتبراً أن ذلك يضرّ بدور النشر الفلسطينية. كما اقترح أن تكون هناك حصة قراءة ضمن المنهاج الفلسطيني، لتشجيع النشء على الإقبال على الكتب، والاستفادة من المكتبات المدرسية التي يشير إلى تعرُّضها لإهمال جليّ في كثير من المدارس.

ويرى رئيس قسم التوزيع في مؤسسة الدراسات الفلسطينية فؤاد العكليك أن المعرض كان جيداً بصورة عامة، وإن كانت نسبة الإقبال هذا العام أقل من السنة الماضية. ويضيف: قد يكون تنظيم المعرض العام الماضي، بعد غياب دام 4 أعوام، أحد العوامل التي أدت إلى الإقبال الجماهيري الكبير عليه خلال السنة الماضية، لكن إجمالاً، سجّل المعرض في دورته الأخيرة إقبالاً لا بأس به، وكانت نسبة المبيعات جيدة أيضاً. وعرضت "الدراسات الفلسطينية" في المعرض نحو 300 عنوان، وحرصت على تقديم عروض وحسومات تراوحت ما بين 20% و70%، تشجيعاً للجمهور على اقتناء الكتب، وفقاً للعكليك، مشيراً إلى أن جناح مؤسسة الدراسات شهد إقبالاً كبيراً على عناوين مختلفة، أما أبرز الكتب مبيعاً خلال المعرض فكان كتاب "تجربة الاختفاء الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي: 1967-2022"  لحسن الفطافطة، والصادر مؤخراً عن المؤسسة.

ويرى صاحب دار نشر "كل شيء" الحيفاوية صالح عباسي أن المعرض يضاهي أكبر الأحداث المماثلة على مستوى العالم العربي، مضيفاً "كان المعرض عالي التنظيم، وإقبال الجمهور كان كبيراً، وهو بلا شك أفضل من النسخة السابقة." وتحرص الدار الحيفاوية على المشاركة في نسخ المعرض منذ بداياته، كما يؤكد عباسي، الذي يشير إلى أن الدار استضافت في جناحها في المعرض، عدداً من الأدباء والكتّاب الفلسطينيين الذين وقّعوا إصداراتهم التي طبعتها الدار.

ويلفت عباسي إلى أن دار "كل شيء" تعنى، منذ نشأتها، بنشر إصدارات وإبداعات كبار الأدباء الفلسطينيين، سواء ممن هم داخل الوطن، أو في الشتات، إيماناً منها بأهمية إيصال صوت الأديب والكاتب الفلسطيني إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور الفلسطيني والعربي، من هنا، هي تشارك في دورات المعرض المتلاحقة منذ أمد طويل. ويضيف: عرضنا في هذا الحدث نحو 800 عنوان لعدد من أبرز أدبائنا وكتّابنا.

 ويذكر مدير عام "دار الشروق" في رام الله خضر البس أن المبيعات كانت جيدة، والتنظيم أيضاً أفضل من العام السابق، فمثلاً، تصميم الأجنحة وآلية ترتيب المعرض كانا مميزيْن، كما أن الفعاليات والأنشطة المرافقة للمعرض كانت متنوعة، وأعطته زخماً إضافياً، مقارنةً بالدورة السابقة.

ويستدرك: على ما يبدو، في الدورة السابقة كان هناك نوع من الاستعجال، لكن في الدورة الأخيرة للمعرض، لمسنا تحسّناً ملحوظاً في مستوى التنظيم. ويقول: على الرغم من أن المدارس التي يؤم طلابها أجنحة المعرض لا يشترون كتباً بصورة عامة، لكن تواجُدهم مهم، وكذلك اطّلاعهم على الكتب المعروضة.

ويقول خضر البس من "دار الشروق" إن الدار شاركت في المعرض بنحو 5000 عنوان، بين جديد وقديم، وعرضت كتباً لأدباء وكتّاب من لبنان وسورية وغيرهما. ويقول: معرض فلسطين للكتاب يُعتبر، بلا شك، من بين أفضل ثلاثة معارض كتب على مستوى المنطقة العربية. ويتابع البس: المعرض مميز بلا شك، وخصوصاً أنه تم إعفاء كافة دور النشر المشارِكة من رسوم المشاركة، وهو ما يمثل دعماً قوياً للمعرض.