استشهد 49 فلسطينياً في عملية " الفجر الصادق"، وهذه هي قصصهم
Date:
14 octobre 2022
Auteur: 

استشهد 49 فلسطينياً، منهم 17 طفلاً في عدوان شنته إسرائيل على غزة، واستمر ثلاثة أيام (5- 7 آب/أغسطس 2022). ننشر هنا نبذة قصيرة عن كل شهيد أُزهقت روحه.

أيلول/ سبتمبر 2022

استشهد 49 فلسطينياً، منهم 17 طفلاً، في العدوان الأخير على قطاع غزة، والذي أطلقت عليه إسرائيل اسم "عملية الفجر الصادق" واستمر ثلاثة أيام، من 5 إلى 7 آب/أغسطس 2022. ومنذ انتهاء العدوان، قام فريق موندوايس بتحديد كل غارة شنتها القوات الجوية الإسرائيلية، وأخذ على عاتقه مهمة تخليد ذكرى الفلسطينيين الذين استشهدوا خلال تلك الغارات الإسرائيلية، بما في ذلك إجراء مقابلات مع عدد من أفراد عائلاتهم.

بينما كانت الضربات الجوية مستمرة في غزة، أصبح التنقل من مكان إلى آخر مهمة مميتة، وكذلك الخروج من المنزل، كان من الممكن أن يعرّضك للاستهداف المتعمّد والعشوائي للقصف الإسرائيلي. إذ اعتبر الجيش الإسرائيلي كل ما يتحرك على الأرض هدفاً مشروعاً. ووفقاً لتوثيق موندوايس، فإن العديد من ضحايا هذا العدوان كانوا أشخاصاً يجلسون أمام منازلهم، ومعظمهم ليس من المقاومين.

خلال العدوان الأخير، توصل الناس في غزة إلى قناعة واحدة بأنه "لا يوجد أمن ولا طمأنينة، في ظل حياة تحت الاحتلال الإسرائيلي في غزة"، وفقاً لصالح طهراوي الذي استشهدت ابنته (30 عاماً خلال العدوان، مضيفاً "سواء كنت تحتمي في بيتك، آملاً بأن تنجو من الحرب، أو إذا كنت مقاوماً في الخطوط الأمامية، فأنت في الحالتين ميت. البيوت في غزة أخطر من ساحة الحرب." فقدَ طهراوي ابنته في أثناء احتمائها في داخل بيتها. 

فيما يلي قصة كل شهيد خلال العدوان، وقد تم ترتيب الأسماء وفقاً لتاريخ وتوقيت استشهادهم، والمكان الذي استهدفته الغارة.

الجمعة، 5 آب/أغسطس

اليوم الأول

عدد الشهداء: 10

مواقع القصف الأشد فتكاً: بيت لاهيا، غزة، خانيونس

بدأت القوات الجوية الإسرائيلية يوم الجمعة عصراً، بعدوانها على قطاع غزة من خلال شن غارات جوية في وقت متوازٍ على امتداد القطاع. ادّعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الغارات استهدفت قياديين وأهدافاً عسكرية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي. معظم الذين استشهدوا في الغارة الأولى يوم الجمعة من قياديين ومقاومين ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي، لم يكونوا في مواقع قتالية، وإنما كانوا في بيوتهم آمنين غير متوقعين أنهم مستهدَفون في بيوتهم، أو في الأماكن السكنية التي تواجدوا فيها. وبالتالي، شهداء يوم الجمعة، في معظمهم، لم يكونوا من المقاومين، وبينهم العديد من الأطفال.

موقع الغارة: حي الشجاعية، شرق غزة

بالقرب من مسجد شهداء الشجاعية

التوقيت (تقريباً): 4:30- 5:00 مساء

عدد الشهداء: 3 أشخاص، بينهم طفلة في الخامسة من عمرها.

  1. آلاء قدوم (5 أعوام)

 احتفلت آلاء قبل مدة بتخرّجها من الروضة، وكانت متحمسة جداً لبدء الدراسة في الصف الأول في نهاية شهر آب/أغسطس، بحسب والديها. حضّرت حقيبتها، وأقلامها، ودفاترها. آلاء هي الطفلة الكبرى بين أخوتها الأربعة. يبعد مسجد الشجاعية قرابة 50 متراً فقط عن بيتهم. في مساء يوم الجمعة كانت آلاء برفقة والدها في الطريق إلى بيت جدها، حين استهدفهم القصف. فتعرّض والدها عبد الله القدوم لإصابة حرجة في هذه الغارة التي استهدفته هو وطفلته آلاء وأحد أقرباء الوالد واسمه يوسف.

آلاء قدوم

 

  1. عماد شلح (50 عاماً)

عماد هو مؤذن مسجد حي الشجاعية، والمعيل لعائلة تتكون من ستة أفراد. ووفقاً لعائلته، أمضى معظم وقته في المسجد، يرتب وينظف المكان للمصلين. يبعد المسجد بضعة أمتار عن بيت عائلته. قبل استشهاده، كان عماد ينتظر مساعدة مالية من وزارة الشؤون الاجتماعية في غزة لعلاج ابنه محمد (19 عاماً) الذي يعاني جرّاء مشاكل في شبكية العين. كان عماد يجلس أمام باب الجامع عندما استهدفت الطائرات الإسرائيلية شخصين خارج الجامع- أحدهما استشهد على الفور (يوسف قدوم، 24 عاماً)، والآخر (عبد الله قدوم، 31 عاماً) أصيب بجروح بالغة. قُتل عماد نتيجة إصابته بشظايا القنبلة.

عماد شلح

 

  1. يوسف قدوم (24 عاماً)

في سنة 2002، قتلت إسرائيل والده سلمان عندما كان في العمر نفسه (24 عاماً). كان يوسف مصمماً غرافيكياً وعمل لإعالة والدته مع أخيه الوحيد حسام الذي يعمل سائقاً. صمم يوسف عدة ملصقات ويافطات لحركة الجهاد الإسلامي في مدينة غزة.

 تمتع يوسف بصيت حسن في محيطه، حسبما علم فريق موندوايس من جيرانه وعائلته، فكان نشيطاً ومنخرطاً في مجتمعه، وفي كل مناسبة في حيّه، كان من السبّاقين في تقديم المساعدة. وعلى الرغم من انتمائه إلى حركة الجهاد الإسلامي، فإن يوسف لم يكن مسلحاً، أو منخرطاً في القتال عندما استُهدف.

يوسف قدوم

 

موقع الغارة: حي الرمال، مدينة غزة

التوقيت (تقريباً): 4:30- 5:00 مساء

عدد الشهداء: 1

  1. تيسير محمود الجعبري (50 عاماً)

 تيسير الجعبري هو أحد قيادات حركة الجهاد الإسلامي في شمال غزة. والقياديون في مراكز كهذه يبقون معلوماتهم الشخصية سرية حتى عن أقرب المقربين. لا يوجد لديهم عنوان سكن واضح، ولا يتكلم الناس عنهم، أو عن عائلاتهم، تجنباً لانتشار المعلومات. لا تظهر عائلاتهم إلى العلن في أغلب الأحيان. استُهدف في أثناء تواجده في منطقة سكنية بالقرب من بيته في حي الرمال في مدينة غزة.
تيسير محمود الجعبري

 

موقع الغارة: عدة غارات استهدفت مواقع للجهاد الإسلامي في أحياء الزيتون والشجاعية شرق غزة، بالإضافة إلى خانيونس في جنوب غزة.

التوقيت (تقريباً): 5:00- 6:00 مساءً

عدد الشهداء: 2

  1. أحمد مازن عزام (25 عاماً)

احتفل أحمد بخطوبته قبل ثلاثة أيام فقط من استشهاده، وكان من المقرر أن يحتفل بزفافه في شهر أيلول/سبتمبر 2022. "كان سعيداً وراضياً جداً بالحياة الجديدة المقبل عليها"، هكذا قال والده مازن لفريق موندوايس، مضيفاً أن أحمد عمل لساعات طويلة مع عمال البناء في تجهيزات شقته التي سيبدأ فيها حياته الجديدة مع زوجته. أحمد هو واحد من 11 فرداً في عائلته، عمل في البناء في ورشات مختلفة في معظم أيام الأسبوع. قالت عائلته إن أكبر أحلامه كان بتأسيس عائلة، وبناء مستقبل مشرق لها. "حلم بأن يكون أباً، أحب الأطفال كثيراً، وكان ينظر بشوق إلى اللعب مع طفله في يوم من الأيام"، وفقاً لمازن.

 استشهد أحمد بقذيفة إسرائيلية جوية يوم الجمعة، في شرق مدينة غزة، على الحدود ما بين إسرائيل ومنطقة الزيتون، في موقع عسكري تابع لحركة الجهاد الإسلامي.

أحمد مازن عزام

 

  1. سلامة محارب عابد (38 عاماً)

أب لأربعة أطفال، وُصف بأنه "متواضع، طيب، ومحبوب". درس المحاسبة، لكنه قرر أن يصبح مقاوماً في حركة الجهاد الإسلامي. يُعتبر سلامة أحد القياديين المعروفين في غزة، ويكنّ له الناس تقديراً كبيراً لتسخيره حياته للنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي.

 استُهدف في أثناء تواجده في شرقي الشجاعية في مهمة عمل مع سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

سلامة محارب عابد

 

موقع الغارة: غارات عدة وُثّقت خلال هذا الوقت في خانيونس في الجنوب، وبيت لاهيا في الشمال

التوقيت (تقريباً): 7:00- 8:00 مساءً

عدد الشهداء: 4، بينهم طفل في الحادية عشرة من عمره

  1. محمد حسن البيوك (36 عاماً)

أب لثلاث بنات وولد، أحبته عائلته المكونة من عشرة أفراد كثيراً. قالت والدته ياسمين لفريق موندوايس "طوال حياته لم يتفوه بكلمة واحدة قد تجرح أحداً." وُصف بأنه كريم جداً مع أصدقائه وجيرانه وعائلته، شخص قادر على رسم الابتسامة على وجوه أفراد عائلته.

"في المرة الأخيرة التي ترك فيها المنزل، شعرت بشيء مختلف تجاهه. حضننا عندما ودعنا، وشعرت بقلبي يهوي من مكانه، لأنني أدركت أنه لن يعود إلى البيت أبداً"، أكملت ياسمين.

استشهد محمد في غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً تابعاً لحركة الجهاد الإسلامي في خانيونس.

محمد حسن البيوك

 

  1. محمد أحمد المدهون (26 عاماً)

عاش محمد في عائلة مكونة من 8 أفراد. عمل في مجال البناء ليساعد عائلته التي اعتمدت غالباً على مساعدات مالية من وزارة الشؤون الاجتماعية في غزة. والدته أخبرت فريق موندوايس أنه كان يمضي وقت الفراغ بصحبتها، وكان يوقظها كل صباح لأداء صلاة الفجر وتناوُل الفطور سوياً.

استشهد محمد في غارة إسرائيلية على موقع عسكري تابع لحركة الجهاد الإسلامي في بيت لاهيا.

محمد أحمد المدهون

 

  1. دنيانا عدنان العمور (22 عاماً)

عاشت دنيانا في عائلة مكونة من 11 فرداً. كانت فنانة واعدة منذ الصغر، استخدمت دنيانا الرسم كوسيلة لتحويل انتباهها عن القنابل والقصف الذي تعرّض له قطاع غزة على مدار الحروب السابقة كما أخبرتنا عائلتها. اختارت دنيانا ارتداء النقاب لأسباب دينية، واحتراماً لرغبتها، رفض والدها تزويدنا بصورة شخصية لها لأنها، كما يقول، رفضت إظهار وجهها في حياتها، فكيف سيفعل هو ذلك في مماتها. كانت دنيانا تقطع الشارع برفقة أخوتها بالقرب من المنطقة الحدودية لضواحي خانيونس عندما استهدفت غارة موقعاً قريباً لحركة الجهاد الإسلامي، فاستشهدت وأصيب أخوتها الستة في القصف، لكنهم نجوا.

  1. ليان مصلح الشاعر (11 عاماً)

 ليان طفلة ذكية وجميلة، عاشت مع عائلة مكونة من 8 أفراد. وصفها والدها محسن بأنها طموحة ومرحة، وقال "كانت عيونها تكشف عن مستقبل لامع." استعدت عائلتها وعائلة عمها لركوب السيارة في رحلة عائلية إلى الشاطىء عندما استهدف صاروخ موقعاً قريباً لحركة الجهاد الإسلامي في خانيونس. أصيبت ليان بجروح بالغة في رأسها، نتج منها تلف شديد في الدماغ. أصيب 4 من أولاد عمها كذلك.

تناقل الناس قصتها على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، مع صورة لها وهي على المسرح تؤدي أحد نشاطاتها المفضلة، رقص الدبكة. نُقلت ليان للعلاج في مستشفى في القدس، وتوفيت بعد أسبوع واحد من إصابتها.

ليان مصلح الشاعر

 

8-9 مساءً: حركة الجهاد الإسلامي تبداً بإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.

السبت، 6 آب/أغسطس

اليوم الثاني

عدد الشهداء: 21

مواقع القصف الأشد فتكاً: بيت حانون، جباليا، خانيونس، رفح.

استمرت إسرائيل في اليوم الثاني في عدوانها على مدار اليوم، واصلةً الليل بالنهار. وتسبب نقص الوقود في غزة إلى قطع الكهرباء عن سكان القطاع، وأصبح الغزّيون يحصلون على كهرباء من ساعتين – إلى أربع ساعات يومياً فقط. خوفاً من الضربات الجوية، أُجبر أهالي غزة على حجز أنفسهم داخل بيوتهم في ليالي الصيف الحارة، بينما قامت عائلات أُخرى تسكن بالقرب من المناطق الحدودية بالهرب من بيوتها، خوفاً من تصاعُد القصف والتصعيد الذي قد يؤدي إلى اجتياح بري.

موقع الغارة: بيت حانون

التوقيت (تقريباً): 12:00 فجراً 

عدد الشهداء: 2

  1. نعامة حمد أبو قايدة (62 عاماً)

نعامة أم لسبعة أطفال افتخرت بتربيتهم والاعتناء بهم. كان من المقرر أن يكون السبت موعد زفاف ابنها، وكانت في طريقها لإحضار العروس من بيتها- كتقليد شعبي ضمن العادات الفلسطينية في الأعراس. وفي أثناء تواجدها في السيارة بصحبة زوجها وأطفالها وعدد من الأقارب، استهدفهم صاروخ إسرائيلي، أصاب ستة أشخاص، بينهم 4 أطفال. استشهدت في هذه الغارة أيضاً حنين، حفيدة نعامة، والتي تبلغ من العمر 10 أعوام.

"ذكرى أليمة غُرست في قلبي. تحول يوم فرحي إلى مأتم أمي"، يقول ابنها أكرم.

نعامة حمد أبو قايدة

 

  1. حنين وليد أبو قايدة (10 أعوام)

 حنين الأخت الأكبر في عائلتها المكونة من خمسة أفراد. طالبة متفوقة، أحبت المدرسة. في اليوم الذي استشهدت فيه بضربة صاروخية إسرائيلية كانت حنين تلبس أجمل ثيابها، وسمحت لها أمها بوضع القليل من مساحيق التجميل، احتفالاً بمناسبة مميزة، عرس عمها أكرم. بقيت حنين في المستشفى أربعة أيام نتيجة إصابتها بجروح خطرة في رجلها وظهرها، ثم استسلمت لجراحها يوم الثلاثاء 9 آب/أغسطس 2022.

"رحل كل ما هو جميل في حياتي"، قال والدها وليد، ثم أضاف "عندما أخبروني باستشهاد ابنتي، متّ أنا أيضاً."

حنين وليد أبو قايدة

 

موقع الغارة: خانيونس

التوقيت (تقريباً): 3:00- 4:00 مساءً 

عدد الشهداء: 2

  1. تميم غسان حجازي (23 عاماً)

 تميم خريج صحافة عاطل من العمل، عانى كثيراً في أثناء البحث عن وظيفة في سوق العمل الغزّي. عاش مع عائلة مكونة من 8 أفراد، عمل معظم الوقت في أشغال مختلفة كوسيلة لمساندة عائلته. تطوع في بلدية خانيونس على أمل الحصول على وظيفة ثابتة كموظف حكومي. تحقق حلمه أخيراً عندما استدعته البلدية إلى اختبار ومقابلة عمل لتوفُّر شاغر في قسم الإعلام لدى البلدية. وكان من المفترض أن يبدأ العمل يوم الأحد، لكنه قُتل في اليوم الذي سبقه. 

 كان تميم يستقل دراجته النارية برفقة صديقه أسامة الصوري عندما استشهدا معاً في غارة جوية إسرائيلية استهدفت الدراجة التي كان يقودها في خانيونس. أخبرتنا عائلته أنه كان عضواً في حركة الجهاد الإسلامي، لكنه لم يكن مسلحاً حين قُتل.

تميم غسان حجازي

 

  1. أسامة عبد الرحمن الصوري (28 عاماً)

متزوج، لكن لم يكن لديه أطفال، عائلته مؤلفة من 8 أفراد. وصفته عائلته بأنه "مدافع مقدام عن الحرية"، اختار النضال ضد الاحتلال، ووضع كل شيء على المحك للوصول إلى الحرية.

 كان أسامة يتجول في شوارع خانيونس على دراجته النارية. يقول شقيقه معاذ (23 عاماً) أنه خرج من البيت مستعداً لمقاومة العدوان الإسرائيلي، "اختار تلك الطريق، ولم يتزحزح عنها"، يكمل معاذ.

 كان يقود دراجته مع صديقه تميم عندما استهدفتهما غارة إسرائيلية أودت بحياتهما. يقول أهالي المنطقة إن أسامة كان مغادراً للتو موقعاً في الجوار تابعاً لحركة الجهاد الإسلامي.

أسامة عبد الرحمن الصوري

 

موقع الغارة: خانيونس

التوقيت (تقريباً): 5:00- 6:00 مساءً 

عدد الشهداء: 2

  1. فضل مصطفى زعرب (29 عاماً)

 فضل هو أب لثلاثة أطفال، عمل مع شقيقه في بيع الخضروات لإعالة عائلته.

"لو طلب منه أحد شيئاً يمتلكه، حتى ولو كان ثميناً، سيمنحه إياه من دون تردد"، يقول والده مصطفى بإعجاب.

 عائلته أخبرت موندوايس أنه عندما كان الناس يأتون إلى السوق لشراء الخضروات، ولم يكن معهم ما يكفي للدفع، كان فضل يعطيهم ما يحتاجون إليه من دون مقابل.

"نشعر بالفخر بأن ابننا فضل مات بطلاً شهيداً، وجميعنا على دربه سائرون"، يكمل مصطفى.

استشهد فضل في غارة جوية إسرائيلية استهدفت سوق الخضار في خانيونس. وكان يجلس على كرسي في السوق عندما قتله الصاروخ واستشهد شخصاً آخر غير مسلح كان يعبر الطريق.

فضل مصطفى زعرب

 

  1. أنس خالد أنشاصي (22 عاماً)

ينتمي أنس إلى عائلة مكونة من 9 أفراد. عمل كسائق تاكسي في خانيونس لإعالة عائلته. وكان يأمل في يوم من الأيام بتوفير ما يكفي من المال ليتزوج ويؤسس عائلة. كان أنس رياضياً نشيطاً مهتماً برياضة رفع الأثقال في مجتمعه. كان معروفاً ومحبوباً بين أصدقائه في النادي الرياضي، كما تقول عائلته. 

أصيب أنس في الغارة نفسها التي قتلت فضل زعرب. كان يعبر طريق السوق عندما أصابته القذيفة. أُدخل في العناية المكثفة مدة أسبوع، واستسلم لجراحه يوم الجمعة 12 آب/أغسطس 2022.

أنس خالد أنشاصي

 

موقع الغارة: جباليا

التوقيت (تقريباً): 5:00 مساءً 

عدد الشهداء: 1

  1. حسن محمد منصور (26 عاماً)

كان حسن مقاتلاً ينتمي إلى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وقُتل عندما تم استهدافه مع صديقه شرقي جباليا شمال غزة. ويقال أنه كان يحاول إطلاق قذيفة هاون من منطقة مفتوحة عندما استهدفه الصاروخ. نجا صديقه، واتصل بوالدة حسن لمساعدته، وعندما وصلت وجدت ابنها يلفظ أنفاسه الأخيرة، واستشهد بين ذراعيها. خلّف حسن وراءه زوجته أمل وطفليه الصغيرين، قيس (عام واحد)، ومسك (3 أعوام). حالياً، يعيش الطفلان مع الأم في بيت جدتهما.

تستذكر العائلة وأهالي الحي حسن بإعجاب شديد، فقد اعتبره العديد من الجيران بمثابة أخ لهم، يتذكرون طيبته ومساعدته للآخرين. زوجته أمل أخبرت موندوايس أنها كانت فخورة بزوجها لأنه قاوم الاحتلال الإسرائيلي. وقالت أنها ستربي أبناءها وتخبرهم كيف قاتل والدهم من أجل الحرية ومات فداءً للوطن. 

حسن محمد منصور

 

موقع الغارة: مخيم جباليا للاجئين

التوقيت (تقريباً): 9:00- 10:00 مساءً 

عدد الشهداء: 7

  • يدّعي بعض التقارير أن الغارة التي استهدفت مخيم جباليا للاجئين سببها إطلاق حركة الجهاد الإسلامي النار بالخطأ. لم تستطع موندوايس التأكد من هذه التقارير.
  1. أحمد وليد الفرام (17 عاماً)

أحمد هو الابن الأكبر لعائلة مكونة من سبعة أشخاص. قُتل في مخيم جباليا مع ستة أشخاص آخرين في أثناء تواجدهم في الشارع. والده قال لموندوايس "قلبي ينزف حزناً وألماً، لكن يجب أن أبقى قوياً قدر المستطاع لكي تستمد العائلة القوة مني." والده عامل مياومة في إسرائيل، وعلق في إسرائيل بسبب إغلاق الحواجز، ولم يتمكن من العودة إلى غزة عندما قُتل ابنه. دُفن أحمد في غزة قبل أن يتمكن والده من وداعه.

"مؤلم جداً أنني لم أستطع إلقاء نظرة الوداع الأخيرة، ولو لمرة أخيرة، على ابني قبل أن يُدفَن"، يكمل والده.

أحمد وليد الفرام

 

  1. محمد إبراهيم زقوت (19 عاماً)

محمد واحد من عائلة مكونة من سبعة أفراد، أصيب برصاص حيّ في رجله عندما كان في الخامسة عشرة من العمر، خلال تظاهرات غزة الكبرى للعودة، وعاش برِجل ثبت بداخلها البلاتين منذ ذلك الوقت. بعد الإصابة التي تعرّض لها، طمح محمد إلى دراسة التمريض، لكي يساعد الناس الذين يتعرضون لإصابات في غزة. كان يجلس في الشارع مع صديقه خليل عندما فاجأتهم الغارة، وقُتلا في الانفجار نفسه. هرع شقيقه علاء إلى الشارع بعد أن سمع الانفجار، فوجد محمد ملقياً على أرض الشارع ينطق الشهادة. يقول علاء إن محمد حاول أن يناديه باسمه، لكنه لم يستطع الكلام، وفارق الحياة.

محمد إبراهيم زقوت

 

  1. خليل أبو حمادة (19 عاماً)

خليل هو وحيد والديه، أنجباه بعد انتظار ومعاناة داما 13 عاماً، فكانت ولادته كحلم أصبح حقيقة.

 والدته المنكوبة نجوى (41 عاماً) أخبرت فريق موندوايس "إنه الوحيد الذي يناديني ماما، والآن رحل، لن أسمع هذه الكلمة مرة أُخرى في حياتي."

تقول نجوى أنها كانت تحلم باليوم الذي سيتزوج فيه خليل وينجب أطفالاً، وتكبر العائلة وتصبح جدة.

وأضافت:" ولكن، كل تلك الأحلام دُمرت."

خليل أبو حمادة

  1. نافذ محمد الخطيب (50 عاماً)

 نافذ أب لسبعة أولاد، أكبرهم يبلغ من العمر 24 عاماً، وأصغرهم 4 أعوام. عمل نافذ سائق تاكسي، وعانى جرّاء ظروف اقتصادية صعبة في غزة، وبالكاد استطاع توفير قوت عائلته.

"عمل نافذ فقط من أجل توفير الطعام للعائلة، ولم يقصّر في ذلك يوماً"، قال والده محمد (77 عاماً).

بعد استشهاده، تواجه زوجة نافذ وأولاده تحديات في الاستمرار، فأحد أولاده يدرس الطب في الجزائر، واعتاد نافذ أن يرسل له بعض المال لإعانته في دراسته على أمل أن يصبح طبيباً يوماً من الأيام، ويستطيع تحسين ظروف أهله المعيشية لاحقاً.

أما أخوة نافذ فيخبروننا أنهم بالكاد يستطيعون الاعتناء بعائلاتهم في ظل الظروف المعيشية المتدهورة في غزة، وبرحيل نافذ، سيواجهون أعباء إضافية للاعتناء بأرملته وأطفاله.

نافذ محمد الخطيب

 

  1. أحمد محمد النيرب (12 عاماً)
  2. مؤمن محمد النيرب (6 أعوام)

 محمد النيرب هو والد الطفلين أحمد ومؤمن، ولديه أيضاً طفلتان. فقد طفليه عندما انفجرت قنبلة في مخيم جباليا للاجئين. وقال "خلال لحظة، فقدت نصف عائلتي. وأضاف "لم أبخل عليهم بشيء في يوم من الأيام، كانوا يحصلون على كل ما يطلبانه"، وأنه كان يحب أن يدللهم ويقدم لهم أفضل ما يستطيع. كان مؤمن يستعد للذهاب إلى المدرسة لأول مرة مع أخيه أحمد الذي كان متحمساً ليرافق أخيه لأول مرة إلى المدرسة. "مات أحمد قبل يوم واحد من عيد ميلاده، كان ينتظر أن أهديه دراجة، وكنت أنوي ذلك بالفعل، توفي كلاهما أمام عيني." قال محمد: كنت خارجاً مع ولديّ لشراء الفلافل لنتعشى سوياً، وكنا على وشك الوصول إلى البيت، كان مؤمن بجانبي، وأحمد يسبقنا ببضع خطوات عندما سقطت القنبلة.

"حولت القنبلة كل شيء حولنا إلى سواد، ولأكثر من 10 دقائق، لم يستطع أحد التحرك. وبعد أن بدأ الدخان بالتلاشي، وجدت مؤمن ملقى على وجهه، وقُتل مباشرة، إذ أصابت شظايا القذيفة رقبته"، يكمل محمد أنه وجد أحمد ملقى على الأرض على بُعد أمتار قليلة منهما. "صرخت بشكل هستيري وأنا أحمل ولديَّ المضرجيْن بالدماء بين ذراعيّ، محاولاً إيصالهم إلى أقرب مستشفى، ركضت نحو كيلومتر واحد قبل أن أجد سيارة تحمل العديد من الجرحى إلى المستشفى." وضع محمد ولديه في السيارة، وقفز باتجاه مركبة أُخرى ليلحق بهما.

عندما وصل، وجد أحمد ومؤمن، ولكنهما كانا مغطيان بقماش أبيض إلى جانب غيرهما من الشهداء.

مؤمن محمد النيرب

 

  1. حازم محمد سليم (9 أعوام)

 حازم ولد نشيط في حيّه، محبوب من جميع أفراد أسرته وأصدقائه وجيرانه. جميعهم كانوا يستقبلونه في بيوتهم بحب، واعتُبر ابن جميع العائلات في المخيم.

 كان جالساً في الشارع برفقة بعض أصدقائه عندما فاجأتهم القنبلة وسقطت على الشارع. أصيب جميع أصدقائه، لكنهم نجوا. ترك خلفه ستة من أفراد عائلته.

حازم محمد سليم

 

موقع الغارة: استهدفت القوات الجوية الإسرائيلية مبنى سكنياً في حي الشعوث في رفح. فاستشهد 3 قياديين من حركة الجهاد الإسلامي، و 4 مدنيين.

التوقيت (تقريباً): 10:00- 11:00 مساءً 

عدد الشهداء: 7

  1. خالد منصور (47 عاماً)

منصور زوج وأب لـ 13 طفلاً. خلال مقابلة في قناة الجزيرة وصفته ابنته بأنه كان أباً حنوناً جداً، وأنه كان يلعب دائماً مع أبنائه، ويُعد لهم الطعام. كان خالد قائد المنطقة الجنوبية في حركة الجهاد الإسلامي. وقتلته قذيفة إسرائيلية جوية استهدفت عمارة في تجمُّع سكني في رفح، حيث كان منصور وقياديون آخرون من حركة الجهاد الإسلامي يجتمعون فيها في ذلك الوقت، بحسب التقارير.

خالد منصور

 

  1. زياد أحمد المدلل (35 عاماً)

يُعدّ زياد الذراع اليمنى للقيادي الراحل خالد منصور، وهو أيضاً قائد في حركة الجهاد الإسلامي في رفح. ترك زياد وراءه زوجة وطفلين، تالا (10 أعوام)، وأحمد (3 أعوام).

زياد أحمد المدلل

 

  1. رأفت صالح الزاميلي (45 عاماً)

رأفت صالح هو قيادي في حركة الجهاد الإسلامي في رفح، قُتل مع زميليه المدلل ومنصور.

رأفت صالح الزاميلي

 

  1. آلاء صالح الطهراوي (30 عاماً)

 آلاء زوجة وأم لطفل واحد عمره 3 أعوام، استأجرت عائلتها بيتاً في حي الشعوث في رفح. قُتلت في القصف الذي استهدف المبنى السكني الذي مكثت فيه، والذي دمّر شقتها بالكامل. سُحق جسد آلاء تحت أنقاض المبنى. ووفقاً لعائلتها، تمزق جسدها جرّاء القصف، واستمروا في الحفر مدة خمسة أيام تحت الأنقاض، من أجل العثور على أشلاء من جسدها.

"ما الخطيئة التي ارتكبتها ابنتي لكي يجري لها ما جرى؟"، يتساءل والدها.

طلبت عائلتها عدم نشر صورتها.

  1. محمد إياد حسونة (14 عاماً)

كان محمد طفلاً في المدرسة، محبوباً بين أقرانه وجيرانه. التجأ مع عائلته إلى بيتهم الذي كان في مبنى الشقق السكنية المجاور لبيت خالد منصور الذي تم استهدافه في القصف. 

أصيب جميع أفراد عائلته الستة، ولا زال والده إياد يمكث في المستشفى، حيث أجريت له حتى الآن 14 عملية لإزالة الشظايا من جسده، كما بُتر إصبعان من قدمه.

محمد إياد حسونة

 

  1. إسماعيل عبد الحميد دويك (30 عاماً)

احتفل إسماعيل منذ مدة وجيزة بخطوبته، وبدأت عائلته المكونة من 8 أفراد بالترتيب لاحتفالات العرس. عمل بشكل متواصل لكي يجهز بيته ويبدأ فصلاً جديداً من حياته مع زوجته، ويؤسس عائلة صغيرة.

تقول عائلته إنه لم يكن يرغب في الارتباط أو الزواج، على الرغم من ضغوط الأهل والمجتمع، إلى أن التقى خطيبته عبير حرب ووقع في حبها، وطلب من والدته ترتيب زيارة إلى بيت أهلها لطلب يدها بشكل رسمي. قُتل إسماعيل ووالدته هناء في الضربة الجوية نفسها التي استهدفت منزل خالد منصور ورفاقه، حيث كانوا يجتمعون. وُجد إسماعيل بين الأنقاض، محتضناً والدته، محاولاً حمايتها.

إسماعيل عبد الحميد دويك

 

  1. هناء إسماعيل أبو دويك (51 عاماً)

 هناء أم لستة أولاد، في يوم استشهادها، سألها زوجها عبد الحميد ما إذا كانت تودّ زيارة بيت أحد أولادها القريبين منهم. لكنها أجابته أنها تريد البقاء في المنزل ونيل قسط من الراحة. كان عبد الحميد وأولاده الآخرون خارج البيت عندما أصابت القذيفة بيتهم، باستثناء زوجته هناء وابنه إسماعيل اللذين تواجدا في البيت في تلك اللحظة. اعتقد عبد الحميد أن إسماعيل كان مع أصدقائه خارج المنزل، كما أخبر موندوايس، وعندما علم بسقوط القذيفة، ركض مسرعاً على أمل أن يجد زوجته على قيد الحياة. لكنه صُدم أيضاً عندما وجد ابنه إسماعيل ميتاً بجانب والدته.

هناء إسماعيل أبو دويك

 

الأحد 7 آب/أغسطس 2022

اليوم الثالث

عدد الشهداء: 18

مواقع القصف الأشد فتكاً: بيت حانون، جباليا، غزة، مخيم البريج.

استمرت إسرائيل لليوم الثالث في القصف الجوي على قطاع غزة، على الرغم من انتشار الأخبار عن وساطة مصرية لإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي. ووفقاً لتوثيق موندوايس، لم يستشهد مقاومون من حركة الجهاد الإسلامي أو أتباعهم في يوم الأحد. جميع الضحايا الذين استشهدوا يوم الأحد كانوا من المدنيين. وقُتل معظمهم في الشوارع، خارج البيوت.

موقع الغارة: شارع جميل الشوا، حي الأمل، بيت حانون

التوقيت (تقريباً): 01:00- 02:00 ظهراً

عدد الشهداء: 2

  1. نور حسين الزويدي (19 عاماً)

نور شاب روحه مرحه، يحب الضحك والمزاح، يضفي جواً من الضحك أينما تواجد. لم ينجح نور قبل مدة في امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي)، وقرر العمل لإعانة عائلته المكونة من 6 أفراد.

كان يجلس مع جاره في منطقة مفتوحة في الشارع الذي يقع فيه بيته، على بُعد خمسة أمتار فقط من بيت العائلة، عندما استهدفت قذيفة جوية الشارع، وقُتلا على الفور.

 والده حسين أخبر موندوايس أن نور أراد الهرب من الحر داخل المنزل، بعد قطع الكهرباء، ليستنشق الهواء في الخارج. وبالفعل، جلس خارج المنزل مع جاره إبراهيم. كان حسين يتكلم معهما من شباك منزله عندما وقع القصف.

نور حسين الزويدي

 

  1. إبراهيم أبو صالح (44 عاماً)

إبراهيم زوج وأب لخمسة أطفال. كان يجلس إلى جانب جاره الشاب نور لاستنشاق الهواء في الخارج عندما قُتل.

 بفقدانه تُركت عائلته وحيدة تعاني الفقر والحزن. فقد كان مصدر دخل العائلة الرئيسي، والشخص الذي يوفر لها قوت يومها. لم يعد هناك مَن يهتم بالعائلة.

"كان سندنا، كنت أشجعه دائماً على الخروج وتأمين طعام العائلة، وكان يستمع إليّ دوماً. كان يعود أحياناً محملاً بحاجيات، وفي أحيان أُخرى خالي اليدين. لم ينجح دوماً في توفير قوت يومنا، لكنه كان دائماً بجانبي يشاركني تحمُّل مسؤوليات عائلتنا. والآن وبرحيله، لا أعرف مَن سيساعدني في توفير الطعام لعائلتي"، تقول زوجته نجوى شحادة لموندوايس.

إبراهيم أبو صالح

 

موقع الغارة: مخيم جباليا للاجئين، منطقة بركة أبو راشد

التوقيت (تقريباً): 02:00- 03:00 ظهراً 

عدد الشهداء: 2

ملاحظة: حصل موقع موندوايس على تصوير فيديو يبيّن أن الشهيد ضياء البرعي كان ينظف الشارع أمام مدخل بيته عندما ضربت القذيفة المكان.

  1. ضياء زهير البرعي (30 عاماً)

عانى ضياء جرّاء إعاقة جسدية بعد إصابته سنة 2018 خلال مسيرات العودة الكبرى. وأجرى أكثر من 30 عملية جراحية في رجله وقدمه التي قصُرت 7 سنتيمترات نتيجة تلف شديد في العظام.

أمضى الثلاثة أعوام الأخيرة في رحلات علاجية بين تركيا ومصر، وكان مخطَّطاً أن تُجرى له عملية أُخرى خلال شهر أيلول/سبتمبر. وعلى الرغم من إعاقته، فإن عائلته قالت أنه عمل بجد، وكان يبيع الخضروات والفواكه بالقرب من منزله ليجني بعض المال.

 لدى ضياء كلب كان يعتبره صديقه المفضل. قُتل كلبه أيضاً في القصف الجوي. خلّف ضياء وراءه والديه وأربعة أشقاء.

ضياء زهير البرعي

 

  1. أحمد محمد عفانة (35 عاماً)

 أحمد شاب متزوج ولديه عائلة مكونة من ثلاثة أطفال، أعمارهم 7، و5، و3 أعوام. عندما تعرّض منزل جاره ضياء للقصف، هرع محمد إلى مكان الحادثة ودخل إلى البيت، محاولاً انتشال ضياء، لكن البيت انهال فوقه، وهو ما أدى إلى استشهاده.

 وصفه والده بأنه "إنسان مخلص، وصبور، وطيب، وخجول، ذو أخلاق عالية"، ومشيراً إلى أنه يشعر بالفخر بأن ابنه ضحى بحياته في سبيل مساعدة الآخرين.

أحمد محمد عفانة

 

موقع الغارة: جباليا ، مقبرة الفلوجة

التوقيت (تقريباً): 02:00- 03:00 ظهراً 

عدد الشهداء: 5 أطفال

  • إدّعى جيش الاحتلال الإسرائيلي في البداية أن القصف على مقبرة الفلوجة كان بسبب إطلاق حركة الجهاد الإسلامي صواريخ على المكان بالخطأ. اعترف الجيش لاحقاً بأن القذائف التي أُطلقت وقتلت خمسة أطفال هي قذائف إسرائيلية.
  1. جميل إيهاب نجم (13 عاماً)

جميل نجم هو الطفل الأكبر بين أربعة أخوة، ووُصف بأنه اجتماعي، وكان يحب مرافقة والده إلى مكان عمله. وكان يحلم بأن يصبح طبيباً في يوم من الأيام.

 "يكفي أن تراه مرة واحدة فقط لتحبه"، يقول إيهاب والد جميل لموندوايس.

توجه إيهاب يومها إلى السوبرماركت وترك أطفاله وأولاد عمهم في البيت، وحذّرهم من الخروج، طالباً منهم البقاء في البيت لتجنُّب أية مخاطر في الخارج، وخصوصاً أن الصواريخ الإسرائيلية كانت لا تزال تنهمر على غزة.

شعر جميل وأولاد عمه بالملل داخل البيت في فصل الصيف، في ظل انقطاع الكهرباء والحرارة التي لا تطاق، فقرروا الذهاب إلى المقبرة القريبة، حيث يرقد جدهم الراحل. لم تكن المقبرة بعيدة عن المنزل، وكانت المكان الوحيد المفتوح والآمن، في نظرهم، لكي يلعبوا ويمضوا بعض الوقت في الخارج.

"عندما سقطت القذيفة، بدأت زوجتي بالصراخ، من دون أن تعرف بعد ما الذي حدث، أو حتى أين وقعت"، يسترجع إيهاب. ركض إيهاب مسرعاً باتجاه المقبرة، حيث اجتمع هناك عدد من الجيران.

"هرولت بسرعة إلى المكان الذي تجمّعت فيه عائلتي والجيران، باحثاً عن ابني. تعرفت على طرف من قميصه، وعرفت فوراً أنه كان هناك"، يقول إيهاب. "بدأت أجمع أشلائه".

"استُهدف أولادنا أمام أعيننا، ولملمنا أشلاءهم بأيدينا"، يقول إيهاب.

جميل إيهاب نجم

 

  1. جميل نجم الدين نجم (6 أعوام)

عاش جميل مع عائلته المكونة من أربعة أفراد. كان من المفترض أن يبدأ الصف الأول هذا العام. عندما قُتل كان برفقة أولاد عمه في أثناء ذهابهم إلى المقبرة لزيارة قبر جدهم. 

جميل نجم الدين نجم

 

  1. حامد حيدر نجم (17 عاماً)

 توجه حامد مع أولاد عمه إلى المقبرة، كما يفعلون دوماً، محاولين الحصول على بعض الهواء المنعش، ولم يكن يخطر في بالهم أبداً أنها ستكون لحظاتهم الأخيرة، فالمقبرة يُفترض أن تكون ملاذاً آمناً للأحياء.

 حامد هو واحد من عائلته المكونة من ستة أفراد، وكان على وشك البدء بالتوجيهي، عامه الأخير في المدرسة.

حامد حيدر نجم

 

  1. محمد صالح نجم (17 عاماً)

كان محمد متحمساً للبدء بالسنة الأخيرة في الثانوية العامة مع بداية الفصل الدراسي الجديد هذا العام برفقة ابن عمه حامد. وصفته عائلته المكونة من 7 أفراد، بأنه شاب ممتاز ذو أخلاق عالية، أحبّه جميع سكان حيّه.

ذهب إلى المقبرة مع أولاد عمه هرباً من الحر، بعد أن قُطعت الكهرباء، وهناك تعرضوا للقصف وقُتل على الفور.
محمد صالح نجم

 

  1. نظمي فايز أبو كرش (17 عاماً)

يُعدّ نظمي صديقاً وجاراً لأولاد نجم، وكان يرافقهم إلى المقبرة. عاش مع عائلة مكونة من 11 فرداً، وكان مشروع لاعب كرة قدم واعد.

رافق إسماعيل ذو الـ 23 عاماً، والأخ الأكبر لنظمي، الأولاد إلى المقبرة، وقرر العودة إلى المنزل قبل 10 دقائق فقط من القصف.

 قال إسماعيل لموندوايس إن حواراتهم الأخيرة كان عبارة عن نبوءة لما سيحدث لهم، فقد كانوا يتخيلون ما الذي سيحدث لهم إذا قُتلوا. واحد من هؤلاء الأولاد، محمد صالح نجم، قال إن لديه شعوراً بأنه سيموت شهيداً. أما حامد صديق نظمي وواحد من هؤلاء الصبية، فقال: " إذا متّ أنت، فسأموت أنا أيضاً، يجب أن نكون معاً." فردّ نظمي: "ستتركاني وحدي؟ إذا متّوا، سألحق بكم." 

 القصف الإسرائيلي قتلهم جميعاً.

نظمي فايز أبو كرش

 

موقع الغارة: مدينة غزة، شارع عمر المختار

التوقيت (تقريباً): 03:30- 04:00 مساءً

عدد الشهداء: 4

  1. محمود أحمد داود (21 عاماً)

عمل محمود شرطي سير، وكان يؤدي واجبه في تنظيم حركة المرور عندما سقطت القذيفة في الشارع الذي يعمل فيه، وأدت إلى استشهاده هو وثلاثة أشخاص آخرين.

عائلته كانت تجهز له شقة جديدة في بيت العائلة على أمل أن يتزوج ويكوّن عائلته.

"علّمت ابني الأخلاق النبيلة التي حث عليها ديننا، فكان محبوباً من الجميع"، يقول والده.

"في كل مرة أكون فيها خارج المنزل، يوقفني الناس ليخبرونني عن محمود وحُسن تربيته وخلقه، وكم كانوا يحبونه، أناس لا أعرفهم حتى.

 محمود هو فرد من عائلة تتكون من 10 أفراد، وكان يبيع الحلويات في الشارع قبل أن يُعيَّن كموظف حكومي قبل عامين. تقول عائلته إن محمود كان يشجع زملاءه في العمل على أن يكونوا متفهمين لظروف الآخرين، وأن يتجنبوا قدر الإمكان تغريم الناس بمخالفات مرورية باهظة. حتى أنه كان أحياناً يدفع مخالفات الناس نيابةً عنهم عندما لا يتمكنون من دفعها.

بعد استشهاده، توافد الناس إلى بيت العائلة ليقولوا لنا أنهم شاهدوا محمود قبل القذيفة بدقائق يحث السائقين والمارة على العودة إلى منازلهم لأن المكان خطِر وغير آمن. 

محمود أحمد داود

 

  1. عبد الرحمن جمعة السلك (22 عاماً)

استشهد عبد الرحمن حين كان عائداً إلى منزله من العمل، ماراً عبر شارع عمر المختار، عندما سقطت القذيفة وقتلته. خلّف عبد الرحمن وراءه والديه وثلاثة أخوة.

عبد الرحمن جمعة السلك

 

  1. شادي عماد كحيل (27 عاماً)

كان شادي زوجاً وأباً لطفلين. ومنذ مدة وجيزة اشترى حصاناً وعربة اعتاد التجول بها في مدينة غزة لبيع البضائع، آملاً أن يستطيع تأمين دخل جيد لعائلته.

كان يمتطي حصانه وعربته في شارع عمر المختار عندما سقطت القذيقة وقتلته.

" خرج ليجلب لنا طعاماً، فعاد إلينا في كفن"، تقول زوجته أسماء (25 عاماً) لموقع موندوايس.

شادي عماد كحيل

 

  1. خالد أيمن ياسين (27 عاماً)

عاش خالد مع عائلة مكونة من 11 فرداً، وعمل مع إخوته الخمسة كعامل نظافة، كانوا يجمعون مخلفات البلاستيك ويبيعونها لأقسام إعادة التدوير في مصانع البلاستيك في غزة مقابل مبلغ ضئيل، لكنه ساهم في توفير الطعام لعائلته.

كان خالد متواضعاً، ونتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة التي عاشتها عائلته، أجّل فكرة الزواج لكي لا يضيف أعباء مالية على عائلته. وكمفاجأة، جهز له والده قبل مدة مبلغاً لشراء أثاث غرفة نوم جديدة.

"عندما قلت له عليك أن تتزوج الآن، ورأى الغرفة، استكثر الأمر على نفسه. كان متواضعاً جداً وغير متطلب"، يقول والده أيمن. "ضل خالد يفتح باب الخزانة ويغلقها غير مصدّق المفاجأة. الآن، أنام في تلك الغرفة الجديدة، منتظراً عودته." يقول والده والدموع تتدفق على وجنتيه.

 فقد أيمن ابنه إسماعيل (22 عاماً) في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة سنة 2009.

خالد أيمن ياسين

 

موقع الغارة: مخيم البريج للاجئين، حديقة عائلة النباهين

التوقيت (تقريباً): 04:00- 05:00 مساءً

عدد الشهداء: 4 (أب وأطفاله الثلاثة)

  1. ياسر نمر النباهين، أب (49 عاماً)
  2. وأولاده: محمد ياسر النباهين (12 عاماً)
  3. أحمد ياسر النباهين (9 أعوام) 
  4. داليا ياسر النباهين (13 عاماً)

ياسر ضابط في شرطة غزة البحرية، "كان لديه مهنة بطولية سامية في مقاومة الاحتلال"، يقول بلال ابن ياسر (23 عاماً).

أمام بيت ياسر توجد حديقة مزروعة بالأشجار والنباتات اعتادت العائلة أن تجلس فيها، وتعتني بالنباتات والأزهار وتسقيها بحب.

يقع البيت شرقي مخيم البريج للاجئين، بالقرب من المنطقة الحدودية.

قرر ياسر يوم الأحد أن يجلس في الحديقة، واستقبل فيها أحد أقاربه الذي يسكن في الجوار. وبعد خروج الزائر، بدأ ياسر بسقاية نباتاته وأشجاره مع أولاده. استهدفتهم القذيفة جميعاً.

 ياسر هو زوج وأب لثمانية أطفال. نصف عدد الأطفال المتبقي هو بنتان وولدان نجوا من القصف لأنهم كانوا داخل البيت، فأصيب واحد منهم فقط.

محمد: كان لدى محمد أمنيات كبيرة، مثل أن يكون تاجراً متنقلاً، يسافر خارج غزة ويجلب بضائع جديدة مثيرة للاهتمام للإتجار بها. وتحدث دائماً عن حماسته لأن يكبر ويعمل ويحقق أحلامه. اعتاد في أيام الصيف أن يصنع طائرات ورقية ويبيعها للأولاد في الحي.

"امتلك قلباً مرهفاً وحنوناً"، يقول شقيقه بلال. 

أحمد: أحمد هو الطفل الأصغر بين أخوته، وعُرفت عنه الحكمة وبأنه سابق عمره.

"كنت أراه دائماً كرجل صغير، وبمثابة صديق"، ويكمل بلال "أحمد كان دائم الدفاع عن أخيه الأكبر محمد عندما يقع في مشكلة."

يضيف بلال: "صحيح أنه أصغرنا، لكنه كان أصلبنا وأشجع منا جميعاً." 

داليا: كانت داليا تحلم بأن تصبح طبيبة، حتى أن العائلة اعتادت أن تناديها "دكتورة العيلة" لتشجيعها ومساندتها لتلحق أحلامها. يقول أخوها بلال: كانت داليا طالبة متفوقة، أحبت الرسم. وكانت تساعد والدتها في أعمال المنزل حين تنشغل أخواتها بالدارسة.

 "أحبت عائلتها كثيراً، ولم تتذمر يوماً"، يقول بلال.

داليا ياسر النباهين

 

موقع الغارة: بيت حانون

التوقيت (تقريباً): 05:00- 06:00 مساءً

عدد الشهداء: 1(طفل)

  1. فاطمة عايد عبيد (15 عاماً)

انتمت فاطمة إلى عائلة ميسورة الحال، مكونة من 10 أفراد. "تمنت الحصول على أشياء كثيرة من ملابس وطعام وألعاب، لكننا لم نستطع توفير كل شيء لها بسبب أوضاعنا الاقتصادية"، يقول والدها عايد.

وصفها والدها بأنها طفلة ذكية أحبت المدرسة، كانت تلعب خارج المنزل مع أختها الصغرى رحمة (11 عاماً) عندما أصابتهما قذيفة جوية إسرائيلية، قُتلت فاطمة على الفور، أما رحمة فأصيبت بجروح خطِرة.

يقول عايد: "تبكي رحمة وتصرخ كل ليلة تسأل عن أختها، غير مصدقة أنها ماتت، كل يوم تنتظر عودتها إلى المنزل."

فاطمة عايد عبيد

11:30 مساءً: بدء سريان الوساطة المصرية لإعلان وقف إطلاق النار، وأُعلن انتهاء عملية "الفجر الصادق".

 

* نشر هذا المقال بالأصل باللغة الإنجليزية في موقع موندوايس، وحصلت مؤسسة الدراسات الفلسطينية على إذن بترجمة المقال إلى اللغة العربية. انظر الرابط التالي.

موندوايس: موقع إلكتروني مكرّس لإطلاع القرّاء على تطورات الأوضاع في فلسطين وإسرائيل، وكل ما يخص السياسة الخارجية الأميركية. يقدم الموقع أخباراً وتحليلات مختلفة لِما تقدمه وسائل الإعلام السائدة فيما يتعلق بالنضال من أجل نيل حقوق الإنسان الفلسطيني..

** ترجمته إلى العربية: لبنى طه.