يقدم هذا المعرض صوراً مختارة من مجموعة المصور الفلسطيني خليل رعد لدى مؤسسة الدراسات الفلسطينية، والتي يفوق عددها الأصلي الـ 3000 صورة، وتمثل أرشيف المصور الشخصي. تعكس المجموعة الفوتوغرافية مختلف جوانب الحياة في فلسطين، في الأرياف والمدن على حد سواء، والتغيرات السياسية خلال فترتيْ الحكم العثماني والانتداب البريطاني، فضلاً عن المناظر الطبيعية ومشاهد الحياة اليومية في المدن والقرى والمواقع الدينية والأثرية، وتضم أيضاً صوراً لشخصيات بارزة وأحداث دينية وعامة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المعرض هو ضمن فعاليات مهرجان بيروت للصورة 2022.
يعد هذا المعرض الثاني، بعد المعرض الأول الذي أقامته المؤسسة في الذكرى الخمسين لتأسيسها في سنة 2013، في دار النمر للفن والثقافة تحت عنوان: "فلسطين قبل 1948 ليست مجرد ذاكرة: خليل رعد (1854 - 1957)" بإشراف الفنانة فيرا تماري التي تولت مهمة قيّمة المعرض، والذي نُقل لاحقاً إلى مركز خليل السكاكيني في مدينة رام الله.
في المعرضين، تؤكد المؤسسة رسالتها الوطنية والأخلاقية والثقافية، المتمثلة بإنتاجها المعرفي من ناحية، والحفاظ على الذاكرة الفلسطينية خصبة لدى الأجيال الفلسطينية والعربية من ناحية ثانية.
يستمر المعرض لغاية 30 أيلول/سبتمبر، من الإثنين إلى الجمعة، من الساعة 8:00 صباحاً حتى 4:00 مساءً.
خليل رعد (1854-1957)
يُعتبر رعد عميد المصورين الفوتوغرافيين العرب، ترعرع في القدس وتتلمذ على يد المصور الأرمني غرابيد كريكوريان قبل أن يدرس فن التصوير في بازل في سويسرا. في سنة 1890 أنشأ استوديو خاصاً به في شارع يافا، قبالة استوديو أستاذه السابق، واستمر في مسيرته كمصور حتى وفاته سنة 1957، تاركاً إرثاً فوتوغرافياً مهماً وجميلاً، وأصبح الجزء الأكبر من مجموعته في عهدة أرشيف مؤسسة الدراسات الفلسطينية.
برنامج فعاليات مهرجان بيروت للصورة 2022
* الصورة: من مجموعة خليل رعد في أرشيف مؤسسة الدراسات الفلسطينية.
افتتحت مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت يوم الخميس 8/9/2022 معرض "فلسطين.. حياة بعيون المصور خليل رعد.. معرض تكريمي"، وذلك ضمن فعاليات مهرجان بيروت للصورة 2022، وبحضور حشد من الصحافيين والطلاب والمهتمين.
ألقى كلمة المؤسسة في الافتتاح الروائي اللبناني ورئيس تحرير "مجلة الدراسات الفلسطينية" الياس خوري، قائلاً: "النضال والصمود وإرادة الحياة تجمعنا كلنا، الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين وجميع شعوب المنطقة العربية"، واعتبر أن الشعب الفلسطيني ضحية، وأن "التلاقي بين صور خليل رعد وشيرين أبو عاقلة، يكمن في أن رعد يتحدث عن الماضي، فصوره عن الزمن العثماني والانتداب البريطاني، وشيرين تتكلم عن الحاضر، والعلاقة بين الحاضر والماضي هي علاقة تواصُل." وأضاف: "المشروع الصهيوني ومشروع الاستبداد العربي كانا يريدان فصل الماضي عن الحاضر، وكأن الماضي مضى والحاضر مضى."
وأكد خوري "إن لم يكن لدينا حاضر، لن يكون لدينا ماض، نشاهد صور خليل رعد اليوم، لأن أناساً مثل شيرين أبو عاقلة وإبراهيم النابلسي موجودون في فلسطين، وهكذا نرى التواصل، ونرى أن تاريخنا لم ينكسر، وهو مستمر وحيٌّ، ونحن قادرون، إذا امتلكنا رؤية صحيحة، وإذا امتلكنا الحب لهذه البلاد، على الخروج من هذه المأساة التي نحن فيها."
بدوره، قال مؤسس ومدير مهرجان بيروت للصورة رمزي حيدر إن "الصورة شاهد على التاريخ، وجزء كبير من الجيل الجديد لا يعرف فلسطين، لكن فلسطين في ذاكرته من خلال صور أجداده، وصور القرى والمدن، فالصورة شاهد على الزمن."
وحيّا حيدر مؤسسة الدراسات الفلسطينية التي "شكّلت دعماً حقيقياً للمهرجان على أكثر من صعيد"، وأضاف أن المؤسسة "منحت المصورين وغيرهم فرصة في أن يشاهدوا التاريخ ويتعلموا من الذين سبقوهم كيف تعامل المصورون في فلسطين وكيف وثّقوا التاريخ."
يشمل المعرض 64 صورة من مجموعة خليل رعد المكونة من نحو 3000 صورة، متوفرة في قسم الأرشيف والتوثيق في مكتبة قسطنطين زريق في مؤسسة الدراسات الفلسطينية.
وتمثّل الصور المعروضة جوانب من حياة الشعب الفلسطيني خلال الفترة العثمانية والانتداب البريطاني، وقد قُسّمت هذه الجوانب إلى أربعة أقسام: فلسطين.. الحياة؛ مناظر طبيعية؛ مشاهد ممسرحة؛ فلسطين.. الاحتلال.