الاعتقال الإداري: تخطي مأزق العمل الفلسطيني
Date:
17 septembre 2020
Thématique:
تحية وبعد،
ضمن القيم الإضافية للكتاب يكشف لنا عبد الرازق فراج مأزق العمل الفلسطيني في هذا الصدد (الاعتقال الإداري) ويحدد بوضوح ملامح هذا المأزق. وإذ يتحفنا الكاتب بتحليلاته، فإنه يسلط الضوء على مَواطن الضَعف في الفعل الفلسطيني المشتَّت، ويشير إلى الإشكالات في تبني موقف واستراتيجية فاعلة وذات أثر.
لقد وضع الكاتب مرآةً واضحة أمام الجهات المعنية بالتحرك، وهذا يقودنا عند مناقشة الكتاب إلى أمرين مركزيين:
- الأهمية الكبيرة لتعميم إدراك جوهر الاعتقال الإداري وسياقِه التاريخي ضمن المنظومة الاستعمارية ووظائفه، وقد وفّر المؤلف المناضل الأسير صورة شاملة فيها الكثير من المفاهيم والتفاصيل.
- إن مناقشة الكتاب في الأطر الحقوقية الحصرية والسياسية العامة، تتطلب أيضاً التفكير في خطوات عملية شعبية أو مؤسساتية للخروج من حالة اللا-مخرج في سياق الموضوع، وبالذات في مرحلة فلسطينية تشمل تراجعاً في النضال الوطني وفي رؤية المشروع الوطني التحرري وتشتّتاً في المرجعيات الضابطة.
وعليه أقترح ما يلي:
- أن تقوم المؤسسة بترجمة الكتاب إلى الإنكليزية، ضمن السعي إلى تعميق الفهم بين حركات التضامن والمنظمات الحقوقية لسياق الاعتقال الإداري وجوهره، وجانب المعاناة الإنسانية الناتجة عنه.
- التشاور مع المنظمات الحقوقية ذات الصلة بلجان الأمم المتحدة وبالمقررين الخاصين حول فلسطين وانتهاكات الاحتلال، في كيفية دفع تبني لجان الأمم المتحدة لمفهوم التعذيب كما ورد في الكتاب. أي توسيع مفهوم التعذيب في معاينتها للانتهاكات ليشمل التعذيب النفسي الفردي والجماعي.
التشاور الفلسطيني السياسي والمؤسساتي والشعبي لبلورة أدوات مواجهة اقترحها الكاتب ومنها مقاطعة المحاكم، والتزام المحامين بذلك، والتواصل المبكر مع كل معتقل أو معتقلة إدارياً وعائلاتهم، للحيلولة دون اعتماد مسار فردي منفصل لكل ملف، وبموازاة ذلك توفير ضمانات فلسطينية رسمية بمتابعة الملفات وفق استراتيجية مواجهة موحدة.