بحثٌ عن فلسطين هو حلقة نقاش عن دراسات فلسطينية تعقد بشكل دوري في مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت. يركز السيمينار على أبحاث شبابية خصوصا ولكنه يناقش أبحاثا جديدة بشكل عام. يناقش الباحثون والباحثات قصة إجراء البحث جنبا إلى جنب موضوع البحث. استمرت عملية تشكيل عمان كعاصمة "للدولة الحديثة" منذ بداية الخمسينيات وحتى ثمانينيات القرن الماضي، فترة تخللتها ما يفوق خمسين محاولة تخطيطية على مستوى الدولة والعاصمة. لكن، لم يسبق لدلالات الدولة الحديثة الظهور بوضوح على الفراغ الحضري قبل الثمنينيات: المخطط الشمولي، الساحة، والصرح. لا يمكن قراءة دلالات الحداثة المتأخرة بمعزل عما اختبرته عمان من انفصالات عدة عن فلسطين في نفس الفترة، هذه "الإنفصالات" تفاوتت في حدتها ومعانيها لكنها أحدثت خلخلة بنيوية في الفضاء الحضري. في الخطاب الرسمي في الثمانينيات، أعلنت حداثة عمان، في وقت مابعد حداثي، من خلال لغة صرحية جديدة رسخت هذه الخلخلة البنيوية للمدينة.
ركزت صبا عناب في البحث الذي قدمته على تأسيس عمَان كعاصمة للدولة الحديثة من خلال استعراض أهمية اللحظات المحورية في تاريخ عمَان الحديث، وأنه لا يمكن فهم التطور الحضري لعمّان من غير الأخذ بعين الاعتبار تاريخ الأردن مع الفليسطينيين. ناقشت عناب هذا الرأي من خلال التركيز على أربعة معالم رئيسية، بالإضافة إلى أحداث هامة. تحدثت في البداية عن انشاء الساحة الهاشمية في عام 1986 كأول ساحة سياسية في محاولة لإستعادة وسط عمّان من قبل القوى السياسية. ثانياً، ناقشت تطوير المخطط الشمولي لعمّان في أعقاب حرب 1967. وثالثاً، ناقشت بناء صرح الشهيد في عام 1977، واخيراً قامت بنقاش نقل مجمعي حافلات الرغدان والعبدلي في محاولة لدفع مستخدميها اليوميين إلى أطراف المدينة وفتح وسط المدينة للسياح. تعمل عناب على هذا البحث منذ 15 عاماً الملهم من تنقلها الشخصي عبر وسط المدينة.
صبا عناب: مهندسة معمارية وباحثة في الشؤون المدينية، وفنانة تزاول عملها انطلاقاً من عمّان وبيروت. حائزة على إجازة في الهندسة المعمارية من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية. حائزة على منحة باحثة زائرة التي أطلقها "استوديو-x عمان" (الدراسات العليا في العمارة والتخطيط في جامعة كولومبيا) سنة 2014. تستكشف أعمالها، من خلال الرسم، صناعة الخرائط، النحت، صناعة المجسمات والتصميم، الحالات المعلَّقة بين المؤقت والدائم، وتنظر في المفاهيم المتنوّعة للسكن والبناء، ومضامينها السياسية، والفراغية والشعرية في العمارة.