هنا القدس: ولادة الإذاعة الفلسطينية
original article: 
Abstract: 

في آخر يوم من شهر آذار 1930، وبينما كانت القدس تنتقل من الشتاء إلى الربيع، بدأت خدمة البث الإذاعي الخاص بفلسطين بثها الإذاعي من جهاز البث الجديد في رام الله، مع وجود مكاتب البث قرب مركز مدينة القدس. حضر البث الافتتاحي مجموعة من ذوي المكانة الرفيعة ورموز حكومة الانتداب، والمندوب السامي آرثر واكهوب -وهو الحاكم العام لفلسطين الانتدابية والممثل الأعلى للسلطات البريطانية هناك- الذي قدم بنفسه أحد الخطابات الافتتاحية. وقال في الخطاب الذي أعيد نشره لاحقاً بشكل كامل في باليستاين بوست كجزء من مقال متعدد الأجزاء بعنوان "بدأ بثّ فلسطين"، "لسنوات عدة تأثرت جداً بالفوائد التي يمكن لإذاعة مدارة بشكل جيد أن تجلبها لعقل وروح أي شعب يتمتع بمزاياها". وأضاف أنه في فلسطين فإن "الإذاعة ستدار لما فيه خير كل طبقات المجتمعات المختلفة." تلائم تعليقات واكهوب حول هذه المزايا بشكل دقيق الفهم الأوروبي منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين بخصوص البث الإذاعي، وتعكس بشكل محدد المفاهيم البيروقراطية للإذاعة كمصدر للمنفعة العامة التي يقصد بها إفادة المستمعين. لكن وكما يشير تعليقه بخصوص "كل المجتمعات"، فإن خطابه لم يكن موجهاً لمجموعة من الإذاعيين الأوروبيين أو البيروقراطيين، لكن جاءت التغطية في سياق سياسي مشحون جداً في فلسطين الانتدابية- وهو سياق تأخذ فيه متابعة الإذاعة حيزاً كبيراً من اهتمام الناس، كما تشير تغطية باليستاين بوست.