يتضمن الملحق التالي سبعة وثائق هي مجموعة من الرسائل المتبادلة بين الأمير شكيب أرسلان (1869-1946) وبين المجلس الإسلامي الأعلى بالقدس، وبالأخص رئيسه الحاج أمين الحسيني (1895-1974)، حول مسائل عربية وفلسطينية، ونداء كتبه أرسلان حول دعم مشروع جامعة المسجد الأقصى المبارك، وقد طبعه ونشره المجلس الإسلامي. لقد كان أرسلان من القريبين من، والمؤثِّرين بالحاج أمين، ولا نعرف على وجه التحديد متى نشأت العلاقة بينهما، ولكنّ مصادر تاريخية عديدة تدلّ على أنّ الاثنان شكّلا بالإضافة للشيخ محمد رشيد رضا (1865-1935) ثالوثاً فكرياً وسياسياً، ارتبط أعضاؤه بعلاقة وطيدة، وتبادلوا الرسائل والآراء حول قضايا العالم الإسلامي المختلفة، بما فيها القضية الفلسطينية، وحيث أنّ الحاج أمين كان أصغرهم سناً، وكان أيضاً تلميذاً للشيخ رضا، حين انتسب لمدرسته "دار الدعوة والإرشاد" أثناء وجوده بالقاهرة للدراسة بالأزهر قبل الحرب العالمية الأولى بسنة، فقد كان الحاج يستمد من الشيخ والأمير الرأي والمشورة في القضايا السياسية، وقد اشترك الأخيران في المؤتمر الإسلامي العام الذي عقد بالقدس سنة 1931 بتنظيم وإشراف المجلس الإسلامي الأعلى وبرئاسة الحاج أمين، وكما سنرى فإن أربعةً من الوثائق في هذا الملحق لها علاقة بهذا المؤتمر.