تتناول هذه الدراسة جانباً من السيرة الذاتية للشيخ فتح الله السلوادي 1923-2000 ، وتتركز بالأساس حول حياته بمصر في إبّان دراسته الجامعية في جامعة الأزهر في القاهرة في الأعوام ما بين 1937-1946 ، وتسعى عن طريق رصد ما سطَّرته ذاكرته حول تلك المدة لتسليط الضوء على الواقع الثقافي والفكري، الذي نمت في ظله النخبة الفكرية الفلسطينية ذات المرجعية الإسلامية في النصف الأول من القرن العشرين، 3 ودور الأزهر في تشكيل هذه النخبة. وتعتمد الدراسة في مادتها الأساسية على ما ورد في مخطوطة سطّرها الشيخ فتح الله السلوادي قبل رحيله بسنوات قليلة، بعنوان رجال لقيتهم. والمخطوطة على درجة عالية من الأهمية؛ لرصدها أوضاع الطلبة الأزهريين من الفلسطينيين والشاميين، وطبيعة الحياة الثقافية والتعليمية التي عايشوها في مصر في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، كما أنَّها تسجِّل أحداثاً ووقائع تاريخية حدثت في مصر في المرحلة نفسها، وجرت فصولها في أحضان الفكر والأدب ومراكز الثقافة المصرية كالجامعات، لا سيما الأزهر، وتضيف جديداً في سير أعلام ومشاهير مصريين وشاميين، حفظت ذاكرة الشيخ فتح الله السلوادي بعضاً من يومياتهم مما ارتبط بتجربته الشخصية.
الشيخ فتح الله السلوادي في رواق الشام ... ذكريات طالب أزهري 1937-1946
Digital Section:
Abstract: