يلعب الخطاب الإعلامي المقروء في فلسطين دوراً في تشكيل الرأي العام ويساهم في صياغة الهوية الفكرية والسياسية والاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين الفلسطينيين وتعبيراتهم الفصائلية والحزبية المختلفة. وكان لصحيفة القدس الفلسطينية دوراً في تثبيت وجود الصحافة المقروءة في فلسطين بعد النكبة، ومارست لسنوات طويلة تأثيراً على قطاعات كبيرة من القرَّاء الفلسطينيين. تسعى هذه المقالة لتقديم قراءة نقدية للخطاب الإعلامي لصحيفة القدس الفلسطينية، وترصد وتحلل مقاربة الصحيفة للحرب الأخيرة على قطاع غزة، معتمدةً بالأساس على ما جاء في افتتاحية الصحيفة «حديث القدس » في الفترة ما بين 27 / كانون أول/ 2008 – 19 /كانون ثاني/ 2009 . وتفترض أنَّ استجابة الصحيفة لمجموعة من الضغوط والتأثيرات على رأسها حالة الانقسام الفلسطيني الراهنة قد ساهم بشكل كبير في تبنيها لخطاب إعلامي تراوح بين إدانة الحرب وتجريم الاحتلال من جهة وعدم اعتبارها حرب الكل الفلسطيني من جهة أخرى، إضافة إلى استخدامها للغة أقرب للحيادية الإعلامية تجاه ما جرى في غزة، بل ووقوعها فريسة لبعض مقولات الإعلام الغربي الذي ناصر الاحتلال في عدوانه.