Abstract:
في نيسان/أبريل 2003 انقلبت أوضاع الفلسطينيين في العراق رأساً على عقب جراء الاحتلال الأميركي لهذا البلد العربي، وباتوا جميعهم في عراء الصحارى بلا حماية؛ فلا سلطة تحميهم، ولا مرجعية يعودون إليها في شؤونهم، ولا هيئة دولية كالأونروا تمد إليهم يد المساعدة. أمّا منظمة التحرير الفلسطينية فقدرتها، في هذا الميدان، محدودة جداً، وتكاد تقتصر على السعي هنا وهناك لإنقاذ بعض الذين عثرت بهم الأيام فوقعوا بين أيدي المجموعات الدموية والطائفية، وهي كثيرة. وأحوال الفلسطينيين في العراق اليوم مأساة متمادية بجميع صورها وجوانبها. وهؤلاء الذين ذاقوا ويلات اللجوء في سنة 1948، ها هم، بعد ستين عاماً، عادوا ليفتشوا عن أماكن جديدة يلجأون إليها بعدما ضاق بهم المنفى القديم، وسُدَّت السبل في وجوههم.