Jarbawi, Abu-Amr, Abu-Lughod and Shikaki, The Palestinian Resistance: Where To?
Reviewed Book
Full text: 

المعارضة الفلسطينية... إلى أين؟

علي الجرباوي، زياد أبو عمرو، إبراهيم أبو لغد، خليل الشقاقي

نابلس: مركز البحوث والدراسات الفلسطينية، 1994. 57 صفحة.

 

تكوّن المجتمع السياسي الفلسطيني في سياق التجزئة التي وقعت على البلاد العربية التي كانت تابعة للدولة العثمانية، وتزامن نهوض الحركة الوطنية الفلسطينية، في أوائل العشرينات، مع فرض الانتداب البريطاني على فلسطين. وعلى الرغم من غياب اتفاق وطني على المستقبل السياسي لفلسطين، فإن الشعارات العامة للحركة الوطنية كانت تجمِّع حولها معظم فئات المجتمع، وملخصها التالي: ضرورة إنهاء الانتداب، ووقف الهجرة، وإقامة نظام تمثيلي فلسطيني. وفي هذا السياق وضعت الحركة الوطنية الفلسطينية نصب عينيها التصدي للحركة الصهيونية الصاعدة ولخططها في فلسطين، وفي الوقت ذاته تحييد سلطة الانتداب البريطاني. غير أن سنة 1935 شهدت تحول الحركة الوطنية إلى العمل المسلح عندما تبين أن الانتداب البريطاني لم يكن محايداً فعلاً، بل طرفاً فاعلاً في تسهيل الهجرة اليهودية إلى فلسطين في السر وفي العلن. وبعد فشل ثورة 1936 - 1939 في الوصول إلى أهدافها، تراجع العمل الوطني الفلسطيني، وراحت الحركة الوطنية تتفكك حتى وقعت النكبة سنة 1948. وفي معمعان هذا الصراع كانت المعارضة السياسية مقصورة على بعض النخب المتعلمة وبعض العائلات التقليدية مثل آل النشاشيبي والتيار العروبي من أنصار حزب الاستقلال (عوني عبد الهادي، وأكرم زعيتر، وعزة دروزة).

لم تنشأ المعارضة الفلسطينية، إذن، في إطار دولة وحكم تمثيلي، وإنما نشأت على أرضية النضال من أجل الاستقلال الوطني. لذلك كانت لها خصوصية ميزتها من غيرها من تيارات المعارضة العربية المعروفة. وهذا الكتاب يبحث في نشوء المعارضة الفلسطينية ومسيرتها الطويلة منذ بدايات الحركة الوطنية، مروراً بالحقبتين الأردنية والمصرية في الضفة الغربية وقطاع غزة على التوالي، وصولاً إلى المعارضة الحديثة التي تكونت داخل منظمة التحرير الفلسطينية. ويحاول الكتاب أن يتلمس الاتجاهات العامة للمعارضة والتحولات التي طرأت عليها، أكانت ضمن الفصيل الفلسطيني الواحد، أم داخل منظمة التحرير باعتبارها الإطار العام الذي جرى الاتفاق عليه منذ سنة 1964 فصاعداً. ثم ينتقل المؤلفون إلى معالجة ظاهرة التيار الإسلامي الذي بدأ يطل برأسه في ساحة العمل الفلسطيني في أواخر السبعينات، إلى أن فرض نفسه، بقوة، على أرض الواقع منذ سنة 1988، أي بعد شهور معدودة على اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في 9/12/1987. ثم يعرض الكتاب للمواقف التي تمحورت المعارضة الفلسطينية حولها مثل: الحل السلمي، ومؤتمر مدريد، وإعلان أوسلو، كي يخلص إلى مناقشة خيارات المعارضة وآفاقها في المدى المنظور. ويعتقد مؤلفو الكتاب أن أمام المعارضة الفلسطينية في المستقبل خيارين فقط هما:

1 - الاستمرار في رفض اتفاق أوسلو (غزة - أريحا أولاً)، واستطراداً رفض التعاون مع سلطة الحكم الذاتي، ورفض جميع ما ينتج من اتفاق أوسلو من توابع، كالانتخابات والهيئات المركزية وأجهزة الحكم الذاتي.

2 - التعامل مع توابع اتفاق غزة - أريحا أولاً والاستمرار، في الوقت نفسه، في رفضه سياسياً؛ أي إيجاد صيغة توفيقية مرنة تجمع الرفض السياسي لاتفاق أوسلو إلى القبول بالاشتراك في جوانب معينة من هيئات السلطة الفلسطينية وأجهزتها.