بيان لوزراء خارجية دول الطوق العربية بشأن عملية السلام، دمشق، 29/3/1993
Full text: 

بناء على دعوة من وزير خارجية الجمهورية العربية السورية.. عقد السادة وزراء خارجية الدول العربية المشاركة في محادثات السلام الثنائية.. المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية اللبنانية وفلسطين والجمهورية العربية السورية.. وبمشاركة السيد وزير خارجية جمهورية مصر العربية اجتماعاً في دمشق يومي 28 و29 آذار/مارس 1993 وذلك في إطار اجتماعات التنسيق التي تعقدها الأطراف العربية المذكورة منذ بدء عملية السلام.. وشارك في هذا الاجتماع رؤساء الوفود العربية إلى محادثات السلام الثنائية وعدد من أعضائها.

استعرض الوزراء تطور مسيرة السلام والنتائج التي أسفرت عنها زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الأخيرة إلى المنطقة كما بحثوا الأوضاع الخطيرة التي تزداد تردياً في الأراضي العربية المحتلة جراء تصعيد سياسة القمع والاضطهاد الإسرائيلية وخرق إسرائيل لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وعدم انصياعها حتى الآن لقرار مجلس الأمن رقم /799/ الذي يلزمها بإعادة جميع المبعدين الفلسطينيين على الفور.

ولاحظ الوزراء بقلق أن الدور الأميركي لم يؤد إلى تحقيق تقدم في عملية السلام حتى الآن ولا إلى حمل إسرائيل على تنفيذ قرار مجلس الأمن /799/ وشجبوا في هذا الصدد محاولات الالتفاف على تنفيذ القرار المذكور.

كما لاحظ الوزراء أن ما أعلن خلال وبعد زيارة رئيس وزراء إسرائيل الأخيرة لواشنطن قد أثار الشكوك وزاد من قلق العرب على مستقبل عملية السلام وبخاصة ما يتعلق بـ /الشراكة الاستراتيجية / بين الولايات المتحدة وإسرائيل.. الأمر الذي يتنافى مع دور الراعي الأميركي كوسيط نزيه.

كما تباحث الوزراء في الدعوة التي وجهها راعيا عملية السلام إلى الأطراف المعنية لاستئناف محادثات السلام الثنائية والمشاركة في الجولة التاسعة في واشنطن خلال الفترة من 20/4 إلى 6/5/1993.

وبعد مداولات مستفيضة اتفق الوزراء على ما يلي:

أولاً ـ تؤكد الأطراف العربية المشاركة في عملية السلام التزامها بهدف إقامة السلام الشامل والعادل في المنطقة على أساس التنفيذ الكامل لقراري مجلس الأمن رقم /242 و338/ القاضيين بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس وقرار مجلس الأمن رقم /425/ القاضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية دون قيد أو شرط.

ثانياً ـ تؤكد الأطراف العربية المشاركة تمسكها بمبدأ شمولية الحل وتنفيذ الأسس والمبادئ والقرارات التي قامت عليها عملية السلام على جميع الجبهات وبالنسبة لجميع الأطراف.

ثالثاً ـ وفي الوقت الذي ترحب فيه الأطراف المشاركة بما أعرب عنه راعي المؤتمر الأميركي من استعداده للعب دور الشريك الكامل في المحادثات الثنائية ودفعها إلى الأمام وتنشيطها وتقديم الأفكار والمقترحات لتذليل وتجاوز العقبات التي تعرقل نجاح المحادثات فإن هذه الأطراف تؤكد على أن دور الشريك الكامل يجب أن يكرس لدعم الشرعية الدولية والعمل على التنفيذ الأمين نصاً وروحاً للأسس والمبادئ والقرارات التي تستند إليها مسيرة السلام.

رابعاً ـ تدين الوفود المشاركة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية كما تدين استمرار سياسة الاستيطان والقمع والممارسات الإسرائيلية اللاإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مثل نسف البيوت بالصواريخ وتسليح المستوطنين والتغاضي عن قتل المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني وتؤكد أن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي حق مشروع للدفاع عن النفس وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ويطالب وزراء الخارجية مجلس الأمن وراعيي المؤتمر والأسرة الدولية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال.

خامساً ـ تجدد الوفود المشاركة إدانتها الشديدة لرفض إسرائيل تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم /799/ وتلفت انتباه مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى انقضاء أكثر من ثلاثة أشهر على استمرار محنة الفلسطينيين المبعدين عن ديارهم وأهلهم تحت ظروف ظالمة قاسية وتطالب مجلس الأمن إلزام إسرائيل بتنفيذ هذا القرار وإعادة جميع المبعدين على الفور والتعهد بعدم اللجوء إلى سياسة الإبعاد مستقبلاً.

سادساً ـ في ضوء ما تقدم قرر الوزراء إبقاء اجتماعهم التنسيقي مفتوحاً بانتظار نتيجة المشاورات والاتصالات الجارية بين الأطراف العربية المعنية وراعيي المؤتمر والهادفة إلى إزاحة العقبات التي تضعها إسرائيل في طريق السلام واستئناف هذا الاجتماع التنسيقي في دمشق في وقت لاحق لاتخاذ القرارات المناسبة.

 

المصدر: "البعث" (دمشق)، 30/3/1993.