طلب رئيس اللجنة التوجيهية للوفد الفلسطيني إلى مفاوضات السلام العربية ـ الإسرائيلية السيد فيصل الحسيني أمس من رئيس الحكومة الإسرائيلية يتسحاق رابين "تطبيق سياسة حكومته والتخلي عن ممارسات حكومة الرئيس السابق يتسحاق شمير في التعامل مع الفلسطينيين في الأرض المحتلة وفي مفاوضات السلام"، ودعاه إلى التعهد بعدم تهجير فلسطينيين من بلادهم بعد الآن لتأمين استمرار مفاوضات السلام.
وقال الحسيني في مؤتمر صحافي عقده صباح أمس في مقر بعثة فلسطين في لندن بمشاركة ممثل منظمة التحرير الفلسطينية السيد عفيف صافية "إني أرحب بالخطوة التي قامت بها بريطانيا وأعادت فيها العلاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية إلى المستوى الوزاري لأن لها مغزى سياسياً كبيراً إزاء الدور القيادي الذي تلعبه منظمة التحرير بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني. ونتمنى حدوث خطوات أُخرى في هذا الاتجاه بينها الاعتراف بنا كدولة، كما نأمل بأن تتخذ الولايات المتحدة مثل هذا الموقف الواضح بالنسبة إلى علاقتها ومفاوضاتها معنا".
واعتبر الحسيني أن "مبدأ التعاون الإقليمي سيعم العالم في القرن المقبل وستصبح دول العالم أجزاء من مجموعات إقليمية كما يحدث في المجموعة الأوروبية حالياً". وشدد على أن "التعاون الإقليمي في الشرق الأوسط ضروري جداً لأنه يؤمن دخولنا القرن الواحد والعشرين بكرامة ويحافظ على مصلحتنا ومصالح جميع شعوب العالم".
[.......]
وعقّب السيد صافية على موضوع العلاقة البريطانية ـ الفلسطينية بقوله: "إن عودة التعامل البريطاني الرسمي مع المنظمة إلى المستوى الوزاري يعني أنها تعترف بنا شعباً واحداً وفي ظل قيادة موحدة ونأمل بأن تتخذ الولايات المتحدة موقفاً مماثلاً، وأود أن أذكّر نائب وزير الخارجية الإسرائيلية يوسي بيلين الذي سيجتمع غداً (اليوم الخميس) مع الوزير البريطاني دوغلاس هوغ بما قاله السياسي الإسرائيلي المخضرم آبا إيبن لشمير في إحدى المناسبات من أن سياسة النعامة التي تغرس رأسها في الرمل ليست مريحة ولا هي أنيقة".
وركز صافية على أن الانفتاح البريطاني الجديد بالنسبة إلى العلاقة مع منظمة التحرير لا يسري على الحكومة فقط بل على الأحزاب البريطانية المعارضة (العمال والأحرار الديمقراطيون) التي رحبت بقرار الحكومة وسيجتمع كبار مسؤوليها مع السيدين الحسيني وهايل الفاهوم ومعه اليوم وغداً.
المصدر: "الحياة" (لندن)، 11/3/1993.
* رئيس اللجنة التوجيهية للوفد الفلسطيني إلى مفاوضات السلام: فيصل الحسيني.
** ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لندن: عفيف صافية.