مؤتمر صحافي للناطق باسم المبعدين يعلّق فيه على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، مرج الزهور (لبنان)، 12/2/1993
Full text: 

اعتبر الناطق باسم المقتلعين الفلسطينيين في مخيم القدس الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيرس حول عودة المقتلعين وظروف اقتلاعهم هو تراجع إسرائيلي يأتي متزامناً مع تعهد سري من إسرائيل بعدم ممارسة الإبعاد مرة ثانية.

ورأى الرنتيسي في مؤتمر صحافي عقده أمس، أن طلب شمعون بيرس بأن يوقف مجلس الأمن الدولي تحركه ولا يتخذ قراراً جديداً بفرض عقوبات على إسرائيل، لم يأت إلا بعد تراجع بيرس الواضح عن قرار الإبعاد، وبعد تعهد سري بعدم ممارسة الإبعاد مرة ثانية، جاء علناً على لسان بيرس بقوله إن عملية الإبعاد كانت طارئة وليست سياسة ثابتة لإسرائيل، لأن بيرس بدأ يتنكر لأقوال رابين.

أضاف: أعتقد أن إقرار بيرس بالقرار 799 هو إقرار بإدانة قرار الإبعاد الإسرائيلي، ومن هنا وعلى ضوء هذه التراجعات، بدأ يطالب مجلس الأمن بعدم الانعقاد وعدم اتخاذ عقوبات بحق إسرائيل.

وقارن الرنتيسي بين تصريحات شمعون بيرس هذه وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي يتسحاق رابين التي قال فيها أنه سيبعد الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، فاعتبرها تصريحات تراجعية، لكنه قال إنها لا تكفي.

وطالب الرنتيسي إسرائيل بأن تعلن إدانتها للاقتلاع على الملأ، وأن تقول ذلك بصراحة لمجلس الأمن، وأن تتعهد أمام المجتمع الدولي بأن لا تعود لممارسة عملية الاقتلاع مرة ثانية، و"عند ذلك سيكون لنا موقف إيجابي من ذلك".

وأكد الرنتيسي أن مفاوضات السلام بين الدول العربية وإسرائيل لن تستأنف قبل عودة المقتلعين مستشهداً بتصريح الأمين العام للأمم المتحدة الدكتور بطرس غالي، وقال: واضح جداً من تصريح بطرس غالي أن المفاوضات لن تُستأنف إلاّ بعد عودة المقتلعين وحل القضية، وهذا واضح من تصريح رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ومن تصريحات وزيري الخارجية المصري والسوري اللذين أكدا على عودة المقتلعين قبل بدء المفاوضات.

وأعرب الرنتيسي عن اطمئنانه إلى أن الأمة العربية لن ترضى بحال من الأحوال بأن تداس كرامتها من قبل الصهاينة وبالتالي ستقف لتدافع عن القرار 799 ولن تقبل بالشروع بالمفاوضات مجدداً قبل تطبيق هذا القرار.

[.......]

وتطرق الرنتيسي إلى تصريح الأمين العام للأمم المتحدة بطرس غالي فقال: "إن بطرس غالي أكد لنا أن القرار الآن ليس في يده بل في يد مجلس الأمن. وعلى مجلس الأمن أن يتخذ الإجراءات الكفيلة لإجبار وإخضاع إسرائيل للشرعية الدولية وتطبيق القرار 799".

ووصف الرنتيسي الموقف الأوروبي "بالمشرف" وقال: "إنه يتناقض مع الموقف الأميركي" وطالب أميركا بأن تحذو حذو أوروبا لتحافظ على مصداقيتها.

ورأى الرنتيسي أن تصريحات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات تأتي منسجمة مع طرح المقتلعين، "لكنني أعجب كل العجب لتصريحات نبيل شعث وبسام أبو شريف التي لا أستطيع أن أفصلها عن موقف ياسر عرفات".

 

المصدر: "السفير" (بيروت)، 13/2/1993.

* الناطق باسم المبعدين: عبد العزيز الرنتيسي.