بيان للهيئة القيادية الموحدة للجبهتين الشعبية والديمقراطية، يدعو إلى الامتناع من المشاركة في الجولة السابعة من المفاوضات الثنائية مع إسرائيل وإلى استفتاء شامل للشعب الفلسطيني بشأن مستقبله ومصيره، 6/10/1992
Full text: 

عقدت الهيئة القيادية الموحدة للجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين اجتماعاً دورياً لها بحثت فيه التطورات السياسية المستجدة وبرنامج العمل المشترك للجبهتين من أجل توسيع نطاق التحشيد الوطني والارتقاء بمستوى التعبئة الجماهيرية في مجابهة الحلول التصفوية المطروحة في مفاوضات مدريد ـ واشنطن.

ووجهت الهيئة القيادية الموحدة التحية الحارة إلى جماهير شعبنا الباسل في الوطن ومخيمات الشتات التي استجابت بإجماع نادر للدعوة إلى الإِضراب الوطني الشامل في 23/9/1992م تعبيراً عن رفضها لمشروع الحكم الإِداري الذاتي وتصميمها على إسقاطه.

إن النجاح الباهر الذي حققه الإِضراب الشامل، رغم محاولات التخريب ورغم الحملات القمعية والإِعلامية المسمومة التي شنتها سلطات الاحتلال، هو استفتاء شعبي حقيقي وشامل يؤكد رفض شعبنا للمشاريع التصفوية المطروحة في المفاوضات الجارية في واشنطن وتصميمه على متابعة النضال من أجل حقه في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة [....]

وحيّت الهيئة القيادية الموحدة الإِضراب المفتوح عن الطعام الذي أعلنه أبطالنا الأسرى في سجون العدو الصهيوني، والاندفاعة الجماهيرية العارمة من أبناء شعبنا في مختلف أنحاء الوطن المحتل لمساندة تحركهم ودعم مطالبهم العادلة [....]

وعبرت الهيئة القيادية الموحدة عن إدانتها للحوادث المؤسفة التي وقعت مؤخراً في منطقة خان يونس وشددت على رفض شعبنا لأي شكل من أشكال الاقتتال ودعت إلى وأد الفتنة والاحتكام إلى قواعد الحوار الديمقراطي وتضافر جهود جميع الوطنيين في المواجهة المشتركة ضد الاحتلال وصب كل الطاقات في العمل من أجل دفع مسيرة الانتفاضة واستنهاضها.

ولاحظت الهيئة القيادية الموحدة أنه في الوقت الذي تستعيد فيه الانتفاضة نهوضها مؤكدة تصميم شعبنا على دحر الاحتلال وانتزاع حقه في العودة والاستقلال، يواصل فريق مدريد ـ واشنطن، بتغطية وتوجيه من القيادة المتنفذة في م. ت. ف.، الإِمعان في سلوك طريق التنازلات إعداداً للجولة السابعة من المفاوضات في واشنطن بهدف التوقيع خلال هذه الجولة على ما يسمى "باتفاقية إطار" لتنفيذ الحكم الإِداري الذاتي خلافاً للإِرادة الشاملة التي عبرت عنها جماهير شعبنا بأسره في رفض هذا المشروع التصفوي الهزيل وتصميمها على إحباطه.

ويأتي هذا في الوقت الذي تكثف فيه حكومة رابين، بدعم من الولايات المتحدة الأميركية، محاولاتها على مختلف الجبهات لتمزيق الصف العربي وزرع الفرقة بين أطرافه بهدف إضعافها جميعاً وفرض الحلول الجزئية والمنفردة التصفوية عليها.

[. . . . . . .]

وجدّدت الهيئة القيادية الموحدة دعوتها إلى استفتاء شامل لجماهير شعبنا داخل الوطن وخارجه حول كل ما يمس مستقبله ومصيره الوطني، ولاحظت أن الترحيب الذي استقبلت به الدعوة إلى الاستفتاء من مختلف أوساط شعبنا يؤكد تصميمه على أخذ قضيته الوطنية بأيديه وتقرير مصيره بنفسه ورفضه لكل محاولات التلاعب بمصيره ومستقبله الوطني بمعزل عن إرادته الحرة.

[. . . . . . .]

 

المصدر: "الهدف" (دمشق)، 1120، 11/10/1992، ص 11.