بيان للجبهتين الشعبية والديمقراطية تحذران فيه من التنازلات في مفاوضات السلام، وتدعوان إلى استفتاء شعبي فلسطيني، 28/8/1992
Full text: 

عقد المكتبان السياسيان للجبهتين الديمقراطية والشعبية لتحرير فلسطين اجتماعاً مشتركا ًموسعاً بحضور الأمينين العامين الرفيق د. جورج حبش والرفيق نايف حواتمه، بحثا خلاله آخر تطورات الوضع الفلسطيني في الأراضي المحتلة وعلى صعيد العملية التفاوضية، خاصة بعد التحاق الفريق الفلسطيني المفاوض بالجولة السادسة للمفاوضات الثنائية في واشنطن، بالرغم من كل تصريحاته السابقة بشأن التأثيرات السلبية لمنح ضمانات القروض الأميركية لإِسرائيل على عملية التفاوض.

واتفق الجانبان على خطورة ما يجري في واشنطن وفي الكواليس، قبل وأثناء الجولة السادسة للمفاوضات الثنائية سواء في العاصمة الأميركية أو في القاهرة والقدس وعواصم ومناطق أُخرى على صعيد التمهيد لعقد صفقة بين الإِسرائيليين وفريق مدريد ـ واشنطن الفلسطيني بشأن الإِدارة الذاتية في الأراضي المحتلة نقيضاً لدعوات تحقيق حل شامل يستجيب لقرارات الشرعية الدولية ويحقق الانسحاب الإِسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة وحقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة.

وتوقفت قيادتا الجبهتين عند مسلسل التنازلات المتلاحقة التي يقدمها فريق مدريد ـ واشنطن المغطى بالقيادة المتنفذة والجناح البيروقراطي اليميني في منظمة التحرير الفلسطينية، هذه التنازلات التي تجعل موقف الفريق الفلسطيني المفاوض يقترب أكثر فأكثر، تحت الضغوط المكثفة الأميركية والمصرية والرجعية العربية عموماً، من مشروع رابين للإِدارة الذاتية الذي لا يختلف كثيراً عن مشروع شمير وأفكار مناحم بيغن على هذا الصعيد. وشددت القيادتان على مخاطر استمرار تعاطي الفريق الفلسطيني المفاوض والقيادة المتنفذة بلسانين مختلفين واحد للجماهير الفلسطينية والعربية، وآخر في المفاوضات والكواليس للأميركيين والإِسرائيليين بحيث يتواصل مسلسل التنازلات بعيداً عن أنظار الجماهير، التي يراد إبقاؤها في جو من البلبلة وعدم معرفة حقيقة ما يجري.

[. . . . . . .]

وكررت الجبهتان دعوتهما إلى تنظيم استفتاء شعبي فلسطيني شامل حول مستقبل الشعب الفلسطيني ومصيره الوطني عملاً بمبادئ الديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مستقبلها.

وتدعو الجبهتان عموماً شعبنا الفلسطيني، في الوطن المحتل وفي الشتات، إلى المطالبة بإبداء رأيه من خلال تنظيم هذا الاستفتاء بإشراف الأمم المتحدة أو هيئات عربية ودولية محايدة ونزيهة كما تدعوان كل القوى الشقيقة والصديقة وكل أنصار الديمقراطية في العالم إلى دعم هذا المطلب.

[. . . . . . .]

وأقرت القيادتان جملة من التحركات المشتركة في ما بينهما ومع قوى وفصائل وتيارات واتجاهات أُخرى، في شتى أماكن تجمع شعبنا الفلسطيني، بدءاً بالوطن المحتل، من أجل درء المخاطر التي تهدد قضيتنا الوطنية والحفاظ على انتفاضة شعبنا الباسلة ومسيرته الحازمة من أجل تحقيق أهدافه الوطنية في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة [. . . .]

وأكدت قيادتا الجبهتين ثقتهما بقدرة شعبنا الفلسطيني على مقاومة محاولة إجهاض نضالاته ومكتسباته، وقدرته على الدفاع عن حقوقه بكل ما أوتي من قوة، وبكل الخبرة الكفاحية التي راكمها طوال سبعين عاماً من النضال الوطني وأكثر من ربع قرن من الثورة المعاصرة وزهاء خمس سنوات من الانتفاضة المستمرة.

 

المصدر: "الهدف" (دمشق)، العدد 1115، 6/9/1992، ص 8.