مؤتمر صحافي مشترك للملك حسين ووزير الخارجية الأميركي في شأن مفاوضات السلام بعد تأليف الحكومة الإسرائيلية الجديدة، عمان
Full text: 

قال جلالة الملك حسين: "أعتقد أننا على مشارف جهود حقيقية جديدة لنرى تقدماً نحو السلام. ونأمل أن يتسارع ما تم تحقيقه في السابق. إننا نسير باتجاه تحقيق سلام عربي إسرائيلي شامل".

وأعرب جلالته عن أمله في أن يكون هناك "نهاية للكابوس الذي رافقنا منذ فترة طويلة ولمعاناة شعوب المنطقة".

وقال جلالته: "من وجهة نظري الخاصة بالتطورات الأخيرة التي طرأت على منطقتنا بشكل خاص، فأود أن أقول على سبيل المثال إننا رأينا الناخب الإسرائيلي يختار التغيير كدليل على اهتمامه في الاستفادة من اللحظة التاريخية والصعبة بهدف التوصل في النهاية إلى خاتمة لمعاناة طويلة مر بها جميع المعنيين في الصراع، الفلسطينيين، الإسرائيليين، الأردنيين والعرب، آملين أن يتحقق الهدف المنشود، تحقيق سلام عادل ودائم، تقبله الأجيال القادمة من بعدنا، وتتعايش معه وتحافظ عليه.. وسلام يجمع أبناء ابراهيم معاً مرة أُخرى في هذه المنطقة، موطن الأديان السماوية الثلاثة".

السيد بيكر قال، في بداية المؤتمر الصحفي، أعتقد أن الوقت الآن بالغ الأهمية لنا كي نكون في المنطقة للحديث معكم بالذات في كيفية دعم ودفع عملية السلام إلى الأمام وفي الاتجاه الإيجابي.

وأضاف يقول: وتطرقت جلالتكم إلى حقيقة أن هناك تغيّراً في القيادة الإسرائيلية.. ونحن نعتقد أن هناك تغيّراً فعلياً، ويجب أن يؤدي إلى فرصة ما لإحداث تحرك إيجابي تحتاجه المنطقة بشكل ضروري وتستحقه.

وأكد السيد بيكر على وجود فرصة مواتية للسلام يجب الاستفادة منها، مشيراً إلى أن ذلك لمسه من خلال المباحثات التي أجراها مع كل من جلالة الملك والفلسطينيين والإسرائيليين.

وأعرب عن أمله في أن تواصل المفاوضات الثنائية اجتماعاتها قريباً، مؤيداً اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي رابين بضرورة استمرارها لمدة طويلة دون حدوث أي تعطيل.

ورداً على سؤال حول ضمانات القروض لإسرائيل وإمكانية الحصول على ضمانات من إسرائيل تضمن إعطاء الفلسطينيين الحكم الذاتي قال السيد بيكر أنه من المتوقع أن يزور رابين السيد بوش خلال الشهر القادم، وآمل أن يصلوا إلى اتفاق في هذا الأمر الذي بحثته أثناء زيارتي الأخيرة علماً أنه يبدو أن للحكومة الإسرائيلية الجديدة طروحات ومفاهيم مختلفة بشأن المستوطنات في الأراضي المحتلة.

وأكد السيد بيكر على ثبات سياسة بلاده الخاصة باعتبار المستوطنات عقبة في طريق السلام، بصرف النظر عن التسمية التي تطلقها إسرائيل سواء مستوطنات عسكرية أو أمنية، فهي مستوطنات آخذين بعين الاعتبار دعمنا المبدئي لعملية استيعاب اليهود والمهاجرين إليها.

وتراجع عن إصراره بالقول: ولكن لا بد لنا أن نفرق بين معنى المنشآت الأمنية والمستوطنات.

ورفض الإجابة على ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية قد وعدت بتجميد العمليات الاستيطانية بأكملها أم لا، وقال لن أجيب على هذا السؤال اليوم يمكنك الانتظار.

ونفى الوزير بيكر أن يكون قد اقترح على الفلسطينيين عقد جولة مفاوضات ثنائية للمسار الإسرائيلي الفلسطيني في واشنطن وقال نحن مستعدون للمشاركة في رعاية هذه العملية السلمية مع روسيا في أي مكان تتفق عليه الأطراف وبأسرع وقت ممكن للاستفادة من الفرصة المحتملة التي أعطت زخماً للعملية المتأتية من التغيّر الحكومي الإسرائيلي فنحن سعداء وموافقون على الموقعين واشنطن وروما.

وأكد بيكر على ثبات الركائز الأساسية للعملية السلمية والتي عقد مؤتمر مدريد على أساسها والمبنية على قراري 242 و338 وقال لم يحصل أي تغيير في السياسة الأميركية حيال ذلك إطلاقاً.

وفيما يتعلق بموضوع رفع المقاطعة على البضائع الإسرائيلية وما إذا كان قد طرحه بيكر على العرب مقابل قرار تجميد الاستيطان أوضح أن هذا الاقتراح قدم في السابق ودعمه الرئيس حسني مبارك والملك فهد ولكن إسرائيل آنذاك لم تكن مهتمة به ولكنه لا يزال اقتراحاً يستحق بحثه.

أما جلالة الحسين فقال رداً على سؤال صحفي حول ما إذا كان الوقت قد حال لبناء جسور الثقة بين العرب وإسرائيل إننا نتكلم عن عملية سلام ونأمل أن نتوصل بقوة وجهد حقيقي إليه وأعتقد أن نواحي عديدة من المشكلة سيتم التعامل معها.

وأضاف يقول يجب أن ننتظر حتى تبدأ العملية السلمية مرة أخرى وعندها نستطيع أن نرى أين نحن وأين نتجه.

وقال جلالته وفيما يتعلق بالمستوطنات فإن وجهة نظرنا معروفة تجاه بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة فما زلنا نحاول أن نعرف كيف نسير من هنا ولكن هناك إشارات واعدة ولهذا فنحن متشجعون.

وحول ما إذا كان يميل لرفع المقاطعة العربية وتشجيع الأطراف العربية الأُخرى قال جلالته إن هذه المسألة تخص الجامعة العربية وقد جرى التعامل معها على هذا الأساس ويحتمل أن يتم التعامل معها بنفس الطريقة مستقبلاً وفي الوقت المناسب.. إننا الآن أمام لحظات تاريخية أعتقد أننا نسير باتجاه تحقيق سلام عربي إسرائيلي شامل.. وهذا الأمر جزء من المشكلة وسيعالج في الوقت المناسب.

واقترح السيد بيكر أن تجتمع الأطراف المشاركة في عملية السلام الثنائية بأسرع وقت ممكن ويؤتى باقتراحات جادة إلى طاولة المفاوضات على أن تعطي الدول مفاوضيها صلاحيات تفاوضية مشيراً إلى أن جلالة الحسين أعطى في السابق هذه الصلاحيات لوفد بلاده حتى أنهم كانوا دائماً جاهزين للتفاوض.

 

المصدر: "الرأي" (عمان)، 22/7/1992.

* وزير الخارجية الأميركي: جيمس بيكر.