حديث صحافي لرئيس الحكومة الإسرائيلية في شأن مفاوضات السلام، والحكم الذاتي
Full text: 

س ـ سيدي رئيس الحكومة، نُقل عنك هذا الأسبوع قولك إن إسرائيل لا تفكر بتاتاً في تنازلات إقليمية في إطار مسار السلام. سؤالي إليك: كيف نتوصل إلى السلام من دون أي تنازل عن أراضٍ؟

ج ـ لا مجال لتنازلات عن أراض. إذا تنازلنا، كيف نعيش؟ العالم كله يريد منا أراضي. يُعتقَد أننا قارة هائلة في إمكانها توزيع هدايا. نحن دولة صغيرة يصعب رؤيتها على الخريطة.

س ـ  ولا حتى جزء من الأراضي؟

ج ـ [....] لقد أعطانا وعد بلفور الأرض على ضفتي نهر الأردن. وبعد ذلك أخذوا منا شرق الأردن، ثم تألفت لجان من مختلف الأنواع أخذت منا ما يكفي. إن إقامة دولتين، على أرض تستوعب هجرة، معناها الحكم على كلا المجموعتين السكانيتين بالصراع إلى الأبد.

س ـ ألا تزال متمسكاً بالتصريح في شأن عدم التنازل عن ميلّمتر من أرض ـ إسرائيل؟

ج ـ لا أذكر أنني استعملت مفهوم الميلمتر أو البوصة. لكن أجل، هذه هي المقاربة. إنني لا أعرف دولة، حتى لو كانت كبيرة، تتاجر بأراضيها.

س ـ كيف يمكن التحدث عن السلام مع سوريا، إذا كانت يدا الحكومة مكبلتين مرة بالقانون، وأخرى بقرار الكنيست هذا الأسبوع فيما يتعلق بهضبة الجولان؟

ج ـ يمكن التوصل إلى سلام مع سوريا حتى من دون إعادة هضبة الجولان.

س ـ كيف؟

ج ـ ببساطة، من خلال توقيع معاهدة سلام.

س ـ حتى من دون ترتيبات خاصة؟

ج ـ يمكن إيجاد أوضاع ملائمة على الحدود. مثلاً، خفض التأهب العسكري بين الدولتين، مثلاً بإعلان مسبق لإجراء تدريبات.

[.......]

س ـ هل هذا [عدم المبالغة في أهمية مؤتمر مدريد] ما قصدته عندما حذّرت سكان المناطق من الإفراط في الابتهاج؟

ج ـ أجل. ثمة خوف من أن ترتفع التطلعات في المناطق إلى مستويات غير واقعية. فهي قد تولد خيبات أمل، ومن الأفضل لسكان المناطق الامتناع من تطلعات مبالَغ فيها.

[.......]

س ـ هل كنت تفضل أن يخفضوا [الأميركان] مستوى تدخلهم؟

ج ـ من دون أميركا نهائياً؟ لا أقول ذلك. فمن دونها، لم يكن المسار ليولد. إننا لا نعيش في جزيرة منعزلة. سننظر في مقترحاتهم، لكن القرار النهائي سيكون في أيدينا.

س ـ هل قلت أنك لن تعارض استمرار الانتفاضة في ظل المفاوضات؟

ج ـ يجب أن تتوقف الانتفاضة من دون أن يكون لذلك علاقة بأي شيء. ما قلته هو أنني لا أطلب منّة، وأنني لا أضع شرطاً مسبقاً بعدم الذهاب إلى المحادثات إذا لم تتوقف الانتفاضة.

س ـ هل يعني ذلك أنك، أيضاً، لن تستجيب لطلب وقف بناء المستوطنات؟

ج ـ أجل. سنذهب إلى المحادثات من  دون شروط مسبقة.

س ـ إذا كانت المستوطنات جزءاً من المفاوضات، فكيف يكون ردك إذا طلبوا منا تجميدها، لدى الشروع في المفاوضات؟

ج ـ هذا غير وارد. ستكون المستوطنات جزءاً من المفاوضات في شأن مستقبل الضفة، لا في شأن الحكم الذاتي.

[.......]

 

المصدر: "هآرتس"، 15/11/1991. وقد أجرى المقابلة يوئيل ماركوس.