أوضح السيد فاروق الشرع وزير الخارجية أن إسرائيل أوقفت محادثات السلام الثنائية في واشنطن بصورة متعمدة دون أن تسمح لها بتحقيق نتائج جوهرية وملموسة وذلك تهرباً من تنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي رقم /242 و338/ اللذين انعقد مؤتمر السلام على أساسهما..
وقال السيد وزير الخارجية إن كل مواطن عربي حر لا بد وأن يكتشف بسهولة أن إسرائيل في الوقت الذي رفضت فيه تنفيذ هذين القرارين لأنهما يلزمانها بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة فإنها أبدت اهتماماً وحماساً كبيرين للمفاوضات المتعددة الأطراف وأعدت الملفات والمخططات الخاصة بها لتحقيق مكاسب جديدة من الدول العربية..
وأكد السيد الشرع أن الموقف الذي اتخذته سوريا بعدم المشاركة في المفاوضات المتعددة الأطراف إنما انطلق من هذه المعطيات الواقعية ومن القناعة المبدئية أيضاً بأن بحث مسائل التعاون الإقليمي بين الدول العربية وبين إسرائيل قبل تحقيق الانسحاب الإسرائيلي لا يمكن اعتباره إلا محاولة لاسترضاء المعتدي ومكافأة له على عدوانه واحتلاله..
وأضاف السيد وزير الخارجية أن هذا الموقف السوري هو في حقيقته ترجمة لحرص سوريا على حماية حقوق العرب ومصالحهم وقد عبّر عنه بوضوح تام السيد الرئيس حافظ الأسد خلال لقاءاته مع السيد جيمس بيكر وزير الخارجية الأميركي وعلى هذا الأساس لم تكن الدعوات الموجهة إلى الأطراف العربية للمشاركة في المفاوضات المتعددة الأطراف إلزامية وإنما تركت لمن يرغب فيها.
وأكد السيد وزير الخارجية أن مؤتمر مدريد للسلام والذي لم ينه أعماله بعد هو المؤتمر الذي بمقدوره إقامة السلام الحقيقي في المنطقة بعد أن تعاد الأراضي العربية المحتلة لأصحابها الشرعيين وتؤمن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني لا سيما وأن جدول أعماله واضح في كتب الدعوة والتأكيدات الأميركية للأطراف العربية أما الزعم بأن الاجتماع المتعدد الأطراف هو المؤتمر الدولي الذي كان يطالب به العرب فإن النظر في جدول أعماله المليء بالمكاسب الإسرائيلية يؤكد بطلان هذا الزعم..
وأوضح السيد وزير الخارجية أن اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد الأسبوع الماضي في مدينة مراكش قد أظهر أن دولة عربية واحدة فقط كانت متحمسة للذهاب إلى المفاوضات المتعددة الأطراف في موسكو.
واختتم السيد الشرع عرضه السياسي قائلاً في كل الأحوال إن عدم مشاركة سوريا ولبنان والفلسطينيين وهي الأطراف المعنية مباشرة باستعادة أراضيها المحتلة كفيل بتخفيف حجم الخسائر في الجانب العربي وبإعادة تركيز الجهود الدولية على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي عقد على أساسها مؤتمر السلام في مدريد..
المصدر: "البعث" (دمشق)، 29/1/1992.