كلمة الرئيس الياس الهراوي أمام مؤتمر القمة السادس لدول منظمة المؤتمر الإسلامي، دكار، 10/12/1991
Full text: 

[.......]

السيد الرئيس،

ليست قضية الجنوب مشكلة لبنانية داخلية، بل لبنان يعاني بسببها أعباء المساس بحقه في السيادة والاستقلال، وأهوال التعسف اليومي من قتل للأبرياء والمدنيين، وتدمير للممتلكات ونسف للمنازل، حتى بات أهلنا هناك عرضة للاعتداءات المباشرة التي تهدد حياتهم والحقوق الإنسانية الأساسية.

نركز معكم على الجنوب لأنه يشكل قضية لبنان المركزية، وقضية نموذجاً لحق دولة عضو في منظمتكم في ممارسة سيادتها على كل أراضيها.

يطالب لبنان بتطبيق القرار 425 الذي أصدره مجلس الأمن منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً والذي جاء يصون حق لبنان في وجه اجتياح إسرائيل لأجزاء من الجنوب والبقاع الغربي، والذي بفعله أُرسلت القوة الدولية الموقتة لتأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية فوراً إلى ما وراء حدودنا المعترف بها دولياً وتأمين عودة سلطة الدولة اللبنانية في تلك المنطقة.

لقد شقت الحكومة طريقها بعزم على تنفيذ هذا القرار بكل بنوده، ناهجة نهج التنسيق والتعاضد مع الأشقاء، والتشاور مع الأصدقاء وحضهم على مؤازرتنا.

في هذا الإطار شارك لبنان في مؤتمر السلام على أسس ثلاثة:

أولاً ـ الفصل بين قضية جنوب لبنان وقضية الشرق الأوسط.

ثانياً ـ التزام ما يجمع عليه الأشقاء.

ثالثاً ـ تيسير أي مسعى دولي لإقرار السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة. لقد أصر لبنان على سلوك الطرق الدبلوماسية والاتصالات مع الأشقاء والأصدقاء لوضع حد لانتهاك حدودنا وارتكاب المآسي.

إننا نتطلع إلى مؤتمركم ليساندنا في استعادة حقنا المقدس. ونحن على يقين أن ما يهدد كياننا وأبناءنا يحرك هممكم واهتمامكم لتوفير الدعم المرجو والضغط المنشود لصون دولة عضو في منظمتكم ى نشك في حرصكم على سلامتها وعلى دورها. وما كان لبنان إلا متضامناً مع أسرتكم على كل الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والروحية وفقاً للأهداف والمبادىء التي قامت على أساسها منظمة المؤتمر الإسلامي.

[.......]

 

المصدر: "النهار" (بيروت)، 10/12/1991. وقد عُقد المؤتمر خلال الفترة 9 ـ 11/12/1991.