ملاحظات الرئيس جورج بوش بشأن إعلان العراق الانسحاب من الكويت، واشنطن، 15/2/1991
Full text: 

        [. . . . . . .]

          لا بد من ان أقول انني قد سررت، عندما سمعت هذا البيان أول مرة، لأن صدام حسين بدا انه قد أدرك ان عليه الآن ان ينسحب من الكويت بلا شروط بحسب ما نصّت عليه قرارات مجلس الأمن المتعلقة بهذا الأمر.

          لكن من المؤسف ان يظهر الآن ان البيان العراقي لم يكن إلا خدعة مريرة خيَّبت آمال الناس في العراق وفي أنحاء العالم كافة.

          ويبدو انه قد عمّ بغداد جو احتفالي فور سماه هذا البيان، وفي ذلك تعبير ـ فيما أظن ـ عن رغبة الشعب العراقي في رؤية الحرب تضع أوزارها، وهي حرب لم يُردها شعب العراق قط.

          فالبيان العراقي لم يكن مملوءا بالشروط القديمة المرفوضة فحسب، بل ان صدام حسين قد أضاف شروطا جديدة عدة. وقد كنا على اتصال بأعضاء في التحالف، وقد اعترفوا بأن ما من شيء جديد في هذا الكلام، إلا باستثناء وحيد ممكن، وهو الاعتراف أول مرة بأن على العراق مغادرة الكويت.

          والآن دعوني أعلن، مرة اخرى، ان عليهم الانسحاب من دون شروط، وأنه يجب تنفيذ قرارات مجلس الأمن كلها تنفيذا كاملا، وأنه لن يكون ثمة من ترابط بين هذا وبين اية مشكلة في المنطقة، وأنه لا بد لحكام الكويت الشرعيين من العودة إلى الكويت.

          إلى ان يبدأ الانسحاب المكثف، وتغادر تلك القوات العراقية الكويت بصورة واضحة، فان قوات التحالف العاملة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 678 ستواصل جهودها لفرض الالتزام بقرارات الأمم المتحدة كافة.

          لكن ثمة طريقة اخرى لوقف إراقة الدماء، وذلك بأن يستولي الجيش والشعب العراقيان على زمام الأمور، ويفرضا على الديكتاتور صدام حسين ان يتنحى، وأن يتم التقيد بقرارات الأمم المتحدة ثم الانضمام إلى اسرة الأمم المحبة للسلام. لا خلاف بيننا وبين شعب العراق، بل خلافنا مع ديكتاتور العراق المتوحش.

          والحرب ـ دعوني أؤكد لكم جميعا ـ سائرة بحسب البرنامج المخطط لها. طبعا كلنا يريد ان يرى الحرب تنتهي قريبا وبقدر محدود من الخسائر البشرية، وهذا ممكن إذا ما تقيد صدام حسين، من دون شروط، بقرارات الأمم المتحدة تلك، وفعل الآن ما كان يجب ان يفعله منذ زمن بعيد بعيد.

          ولذلك، يؤسفني، بعد تحليل التصريحات الصادرة عن بغداد وقراءتها في جملتها، ألا اجد فيها شيئا جديدا. انها خدعة، وثمة مطالب جديدة قد أُضيفت.

          [. . . . . . .]

 

* International Herald Tribune (Paris), February 16-17, 1991.