كلمة الشيخ جابر الأحمد الصباح في اجتماع هيئة مكتب مؤتمر القمة الإسلامي، القاهرة، 21/2/1991
Full text: 

        [. . . . . . .]

          ان الحرب المشروعة والدائرة في منطقتنا والتي تأتي تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 678 لإِجبار النظام العراقي على الامتثال للشرعية الدولية إنما تمثل بحق جهدا دوليا مشروعا في مواجهة التعنت والرفض العراقي المتواصل لكل النداءات الدولية. كما وأنها تأتي بعد ان استنفد العالم بكل مؤسساته ومسؤولية كل السبل السلمية الكفيلة بحمل النظام العراقي على الانصياع للإِرادة الدولية. ومن هنا فان بلادي التي آلمها جرح الغدر ومرارة الاحتلال ترفض تلك المبادرات الهادفة إلى وقف لإِطلاق النار دون التزام ومباشرة من النظام العراقي بالانسحاب من الكويت والالتزام بكافة قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.

          الأخ الرئيس

          أيها الأخوة...

          ان مما يدعو إلى الألم والأسى ان يتشدق النظام العراقي بأحكام ديننا الاسلامي الحنيف وأن يدعي ما قام به من غزو واحتلال لدولة مسلمة آمنة وتشريد وقتل لشعبها وتدمير لكل مقوماتها إنما يأتي لرفعة شأن الاسلام والمسلمين. كما ومما يدعو إلى الألم أيضا ان يدعي ذلك النظام انه إنما يقوم باحتلال الكويت والاصرار على ذلك الاحتلال بواجب الجهاد وذلك من خلال شعارات مضللة وهو ابعد ما يكون عن نيل شرف الجهاد بتلك الشعارات الجوفاء، كما وأنه ابعد ما يكون عن الاسلام وروح تعاليمه، حين نتذكر الدمار والقتل الذي تعرض له الشعب العراقي المسلم في حرب ضروس أقحمه بها النظام العراقي مع الشعب الايراني المسلم لمدة ثماني سنوات، إرضاء للأحلام المريضة للقيادة العراقية.

          الأخ الرئيس

          أيها الأخوة...

          ان القضية الفلسطينية وخاصة ما يتصل بالقدس الشريف تشكل محور انطلاق منظمتنا الاسلامية وأساس قيامها، وعليه فاننا مدعوون لإِيلاء هذه القضية اهتماما مضاعفا وأن نعمل جميعا على ان تعود هذه القضية إلى الصدارة من اهتمامات العالم بعد ما تسبب الغزو والاحتلال العراقي للكويت بأضرار بالغة لهذه القضية وانعكس سلبا على كل الجهود الهادفة إلى تحقيق الحل العادل والمشرف لها، كما وأن الربط المزعوم الذي ادعاه النظام العراقي لاحتلال الكويت بالاحتلال الواقع للأراضي العربية الأخرى أضر بالقضية الفلسطينية ودفع بها الى التراجع كما وأضر بشكل مطلق بانتفاضة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة وبات العالم ينظر بكل الشك والريبة لمعطيات القضية بعد ان كان قد تحقق للقضية ما لم يتحقق لها من قبل عبر التعبير الرافض الذي يمارسه الشعب الفلسطيني في انتفاضته داخل الأراضي المحتلة.

          [. . . . . . .]

 

 

 

المصدر:

"صوت الكويت" (لندن)، 22/2/1991. وقد ألقى الكلمة بالنيابة وزير خارجية الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح.