إذا أرادت الولايات المتحدة أن تمنع نشوب أزمة في المستقبل تكون أخطر من أزمة الخليج، عليها أن تطلب من الدول العربية المشتركة في الائتلاف ضد العراق، أن تعلن إنهاء حالة الحرب مع إسرائيل بصورة واضحة لا لبس فيها.
وعلى الأميركيين أن يتذكروا أن إسرائيل لن توافق على فرض اتفاق سلام عليها لن يؤدي إلا إلى إضعافها. إن إسرائيل قوية، وهي على استعداد للجلوس إلى طاولة المفاوضات وحتى لتحمل الأخطار. إن إنهاء حالة الحرب مع الدول العربية هو الشرط الأول لإجراء مفاوضات.
ويجب أن تجري المفاوضات بين إسرائيل والدول العربية في الوقت نفسه الذي تجري المناقشات لحل المشكلة الفلسطينية ـ الإسرائيلية. إذ لا يمكن أن يحل الشرق والغرب مشكلاتهما عن طريق الحوار وتُحرم إسرائيل هذا الحق لمجرد أن الدول العربية معنية بالقضاء علينا.
إن الخطر الحقيقي على إسرائيل ينبع من الجيوش العربية كلها. فهل الجيش السوري يشكل خطراً علينا أقل؟ إن للسوريين تلك الأيديولوجية وتلك القوة نفسيهما اللتين لدى العراقيين.
إن على إسرائيل أن ترد بقسوة وبروية. فالعالم لا يسارع إلى الدفاع عن الضعفاء باسم العدالة، كما قد تصوره لنا أزمة الخليج. إذ ان حافز الذي يحرك العالم هو حافز الدفاع عن مصالحه، وعلينا ألا نتوهم أنه سيبادر إلى مساعدتنا إذا برز خطر حقيقي يهدد وجودنا وسيادتنا.
ومن المحظور على إسرائيل أن تتيح لأعدائها الاعتقاد أنها لن ترد على اعتداء عليها. فإسرائيل لم تكن دمية أو تابعة لأي كان، ولن تكون.
المصدر:
"دافار"، 30/12/1990.