كيف ترون أثر الانتفاضة في فلسطينيي الداخل؟
حنا ابراهيم*: لو صح ما زعمناه أو زُعم باسمنا من أننا جزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني، وأننا نلتحم بالانتفاضة ولا نكتفي بأن نتضامن معها، إذ لا معنى لأن يتضامن الإنسان مع نفسه، لكنا جسماً أكثر قابلية لتوصيل الحرارة، ولكنا أشد تأثراً بالانتفاضة، ولما أضعنا فرصة التأثير في تركيب الحكومة الإسرائيلية حين ألمّت أزمة وزارية بها في الربيع الماضي.
تأثرنا كثيراً بالانتفاضة، لكن الشعوب الاسكندنافية تأثرت أيضاً؛ فأي فخر لنا؟ لا أتحدث عن شعبنا الطيب، بل عمن يعتبرون قادة لهذا الشعب. احتجنا إلى عامين كاملين من الانتفاضة حتى تجاوزنا خلافاتنا الداخلية ظاهرياً، لكن ثلاثة أعوام لم تكف لأن تجمع أدباءنا في إطار واحد. واليوم يعمل نوابنا العرب في الكنيست بنوع من التنسيق والتفاهم والتعاون، ويظهرون موحدين إلى حد كبير على مختلف المنصاب، وأتمنى أن نستطيع المراهنة على أنهم سيبقون كذلك عند أول امتحان انتخابيز
لقد سبق أن غالينا في مديح الذات قبل نشوب الانتفاضة، وليست الانتفاضة بحاجة إلى أن ننشغل بامتداحها والتغني بها. ولنتذكر قول شاعرنا محمود درويش:
لا تقتلوني بالنشيد وخلدوني بالصمود
وهذا، لو كنا في وضع من يُسأل ماذا عملتم للانتفاضة لا ما قولكم في الانتفاضة. ومعلوم أن الانتفاضة لا تطلب منا أكثر من أن نكون موحدين فقط ضد السياسة التي تقمع شعبنا اينما وجد.
لا أنفي أننا تأثرنا بالانتفاضة وبالمعنة الإيجابي، لكن إذا عجز حدث بالغ الروعة كالانتفاضة عن أن يؤثر فينا التأثير المطلوب فليس لنا إلا أن نلوم أنفسنا قبل فوات الأوان.
قلت مرة إنني أعتبر الكلام عن الانتفاضة اشبه بالصلاة لدى المسلم لا تجوز إلا للمطهرين، أو بالصلاة لدى المسيحي لا تقبل ممن هو على خلاف مع أخيه أو جاره. وعليه، آمل عند طرح هذا السؤال علينا مرى أخرى أن نكون مطهرين وعلى وفاق كي تقبل صلاتنا.
الشيخ خالد مهنا*: .. الانتفاضة الفلسطينية، كما أنها رسمت سهماً جديداً للعلاقات الفلسطينية – العربية، بحيث قد انتهى عهد الوصاية أو السيطرة؛ وكما أن الانتفاضة أحدثت تغيرات جذرية في العديد من جوانب الحياة اليومية للمواطن والإنسان الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، كمقاطعة المنتوجات الإسرائيلية والامتناع من دفع الضرائب والجمارك؛ وكما أن الانتفاضة كان لها تأثيرات عالمية كبيرة، فإنها كذلك أحدثت تأثيراً كبيراً في العرب الفلسطينيين داخل منطقة الخط الأخضر:
أولاً: عمقت الانتفاضة روح التلاحم بين أبناء الشعب الفلسطيني أكثر من أي وقت مضى، وأصبح ما يؤلم ابن غزة أو نابلس أو القدس يؤلم ابن ام الفحم ويافا وطمرة بصورة أكبر.
ثانياً: عملت الانتفاضة على تفتيت بعض مظاهر الخلاف بين مختلف التيارات السياسية داخل الخط الأخضر، وأوجدت خطوطاً عريضة تلتقي هذه التيارات عليها. ونحن بانتظار تتويج الوحدة الفلسطينية الشاملة، فكراً وممارسة، على أرض الواقع. وإنْ تُوّجت هذه الوحدة، فالذي عمل تتويجها هم أطفال الحجارة.
ثالثاً: إن الانتفاضة الفلسطينية التي أوجدت الكثير من القيم والأخلاق الرفيعة، وقضت على الكثير من مظاهر الفساد في الضفة والقطاع، نقلت عدواها الطيبة والأصيلة إلى الفلسطينيين داخل الخط الأخضر.
رابعاً: استعادت الجماهير الفلسطينية داخل الخط الأخضر ثقتها بنفسها، وتأكد للجميع أن وحدة الهدف هي الطريق الوحيد الذي تتحكم عنده المؤامرات.
خامساً: كشفت الانتفاضة وحدة الشعب الفلسطيني، على الرغم من محاولات التفرقة عبر شعارات "عرب الضفة" و"عرب القطاع" و"عرب 1948"، وأثبتت أن الشعب الفلسطيني كل لا يتجزأ؛ وهي، بالتالي، ساهمت في طرح قضية فلسطين على أساس جديد.
عزيز شحاده*: لا أدري ما المقصود بهذا السؤال، إذ إنه إذا كان الهدف منه معرفة إمكان انتقال الانتفاضة إلى الفلسطينيين داخل إسرائيل، أو قيام هذه الأقلية الفلسطينية بانتفاضة مماثلة للانتفاضة الجبارة التي يشاهدونها يومياً في أراضي دولة فلسطين المحتلة، فالجواب في رأيي سلبي؛ إذ إنني لا أرى أن هنالك أية بوادر تشير إلى مثل هذا التحول.
وهكذا، يبقى تأثير الانتفاضة في فلسطينيي الداخل المجال المعنوي والنفسي. فالانتفاضة بلا شك، وضعت "فلسطينية" الفلسطيني في المكان الأول والاعتبار السباق من خلال الاعتزاز بهذه الفلسطينية هوية وانتماء. والانتفاضة أعادت إلى الفلسطيني ثقته بقدرته النضالية والاستعداد للعطاء والتضحية في سبيل الوطن والقضية والمصير، بأغلى ما يملك الإنسان.
والانتفاضة ساعدت في عزل العملاء والأعوان الذين دأبت الصهيونية على رعايتهم وتنصيبهم أوصياء على جماهير العرب داخل إسرائيل منذ نكبة 1948.
كما أدت الانتفاضة، وممارسات الاحتلال الفاشية الشرسة للقضاء عليها، إلى ازدياد الكراهية للاحتلال وللمؤسسة الصهيونية الحاكمة وحتى لليهود كشعب، وخصوصاً بين صفوف الأجيال الشابة. إذ إن مشاهدة المحتل أو المستوطن يطلق الرصاص على الأطفال والصبيان والفتيات، ويودي بحياة المئات، ويعتقل الآلاف، ويجرح الآلاف أيضاً، تترك أثراً بالغاً في نفوس الناس عندنا، ويكون لهذا الأثر بصمات عميقة في صدور الشباب وقلوبهم، ويتركهم كالبركان الذي ينتظر ساعة الانفجار.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن أوضاع العالم العربي، أنظمة وشعوباً، والسبات العميق المهيمن عليه، وعلى الأقل من ناحية العمل الوطني والنضال القومي ضد أميركا وبريطانيا وعكاكيزها في منطقتنا، تشكل السند القوي لإسرائيل ولاحتلالها مالياً وسياسياً وعسكرياً. وهذه الأوضاع تترك أثراً سلبياً محبطاً في نفوس فلسطينيي الداخل وأذهانهم، يكاد يوازي تأثير الانتفاضة فيها ويعادله.
وهكذا يعيش عرب 48 في أوضاع سياسية لا يحسدون عليها، تتقاذفهم المشاعر والأحداث والمواقف المتضاربة المشجعة والمحبطة في آن واحد، وتجعلهم يصلون إلى نتيجة مؤلمة، إلا أنها واعية ووليدة تجربة منذ انهزام جيوش العرب سنة 1967 وتقاعبس زعماء العرب سنة 1973 في شأن مصير فلسطين وشعبها ومقدساتها، وعقد الصلح الإسرائيلي – المصري مع الإسرائيليين بقيادة مناحم بيغن.
عوض عبد الفتاح*: إن تشخيص تأثير الانتفاضة وانعكاساتها العملية والمعنوية على جماهير منطقة 48، تتناوله عدة طروحات متباينة في التقويم، لكنها جميعاً تلتقي حول نقطة واحدة، هي أن الانتفاضة عمّقت الالتحام الوجداني والوطني بين هذه الجماهير والأهل في المنطقة المحتلة منذ سنة 1967، وهو ما يعني تسديد ضربة جديدة إلى مجمل الاستراتيجية الصهيونية الهادفة إلى فصل الإنسان الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب عن محيطه الفلسطيني والعربي.
ويؤكد ذلك جميعُ أشكال الدعم المادي الذي لم يتوقف منذ انفجار الانتفاضة. والأهم من ذلك، الدعم المعنوي والسياسي المعبَّر عنه بالتظاهرة والمنشور والمحاضرة والمهرجانات الفنية، والأعمال الفردية الصادرة عن جماعات الشباب الذين انبهروا بالانتفاضة ووجدوا فيها متنفساً للواقع القمعي المر، فبادروا إلى تقليد الأساليب المتبعة في مدن الضفة والقطاع وقراهما ومخيماتهما، كرمي الحجارة والمولوتوف وكتابة الشعارات الثورية على الجدران. ومع أن هذه المظاهر الفردية لم تتحول إلى ظاهرة شعبية، ولن تتحول إلى ذلك في الوقت القريب، فإنها بمثابة مؤشر مهم على ما يلوح في أفق جماهير منطقة 48 من إمكانات ومبادرات للتحدي والمقاومة بأشكال أكثر إزعاجاً لدوائر المؤسسة الصهيونية الحاكمة. وطبعاً، ليس من السهل أن تتحول هذه الظواهر إلى حالة شعبية في الأوضاع الراهنة، فواقع الانتفاضة الحالي وواقع الجماهير الفلسطينية الموضوعي والذاتي داخل الخط الأخضر غير قادرين على استيعاب إمكان تحول هذه الظواهر إلى حالة شعبية، وليس هذا هو المطروح؛ فحتى الآن، جميع النشاطات الداعمة للانتفاضة التي قامت جماهيرنا بها داخل إسرائيل، لم تكن ضمن برنامج محدد، إنما جاءت أغلبيتها في الأساس مبادرات منفردة للأحزاب الفاعلة على الساحة والتي تختلف فيما بينها بشأن رؤية الانتفاضة وموقعها في مجمل استراتيجية التحرير الفلسطينية من جهة، وموقع الجماهير الفلسطينية داخل إسرائيل ودورها تجاه الانتفاضة من جهة أخرى. فالبعض حصر دور هذه الجماهير ضمن رؤيته للانتفاضة ولموقع جماهير 48 في النضال الفلسطيني، فاعتبر هذا الدور تضامناً، لا دعماً أو إسناداً، كما ترى حركة أبناء البلد.
وفي اعتقادي أنه كان في إمكان جماهير 48 أن تقوم بدور كفاحي أرقى مما هو جار حتى الآن، ولا أقصد بذلك إطلاق انتفاضة مشابهة. ففي أيام الإضراب التي أُعلنت منذ انفجار الانتفاضة حتى الآن، مثل 21/12/87 و 22/5/90 و 8 – 9/10/90، رداً على مجازر الاحتلال، ارتسمت صور حقيقية للانتفاضة الشعبية في الناصرة والطيبة وأم الفحم والطيرة وشفاعمرو وغيرها من قرى الجليل والمثلث ومدنهما. وقد تصدى الشباب والملثمون منهم لقوات القمع الإسرائيلية ساعات طويلة، واستخدموا المقاليع والحجارة والسواتر الحجرية. وردت السلطات الصهيونية على ذلك بشن حملات الاعتقال الجماعية والإدارية، المعتمدة في مواجهة الانتفاضة في الضفة والقطاع. وللأسف، فقد شجب وتنصل من هذه النشاطات الجماهيرية العفوية العديد من رموز القيادات القائمة داخل الخط الأخضر، وهو أمر يعرقل تصعيد مستوى نضال هذه الجماهير.
وإذا كانت أشكال الدعم والإسناد لم تصل إلى مستوى الحدث التاريخي، عبر وضع برنامج متكامل للدعم والتعبئة والإضرابات المنتظمة، فإن ذلك لا يعود فقط إلى أوضاع القمع الذي تمارسه المؤسسة الصهيونية ضد أبسط تجليات التماثل مع انتفاضة الأهل في الضفة والقطاع، وإنما يعود أيضاً – وإلى حد كبير – إلى كون أغلبية هذه الجماهير تشعر بأنها أُخرجت من استراتيجية منظمة التحرير الفلسطينية، وأنها ليست جزءاً من أية تسوية، ولا حتى ورقة للمساومة بشأن إقامة دولة في الضفة والقطاع. وتحاول الهيئات العربية التمثيلية وقيادات معظم الأحزاب القائمة، باستثناء حركة أبناء البلد التي تدعو إلى مزيد من الالتحام مع الانتفاضة، تقديم التفسيرات الذاتية لبرنامج منظمة التحرير، مستفيدة من الثغرات التي تعتري البرنامج عندما يُطرح في الأروقة الدبلوماسية، فتكرس بذلك – ومن دون أن تدري – واقع التجزئة والطروحات القائلة بدمج جماهير 48 في الدولة العبرية، والنضال من داخلها من أجل المساواة؛ وهو شعار باهت لا تؤمن أغلبية جماهيرنا به، ولا يلائم طموحاتها الحقيقية.
وبناء عليه، يستدعي هذا الوضع إدراج الجماهير الفلسطينية في إسرائيل ضمن برنامج واضح ومتكامل، شرط أن يحظى بدعم فعلي لتمكين هذا الجزء من شعبنا من الحفاظ على وجوده وضمان تطوره، وذلك كي يتسنى له القيام بدوره تجاه المعركة المركزية التي يخوضها، وهي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على طريق إقامة المجتمع الديمقراطي العلماني في فلسطين، بحيث يستوعب اللاجئين ويضمن المساواة الحقيقية للجميع.
سالم جبران*: - كيف لا نتفاعل مع الانتفاضة والدم الذي يُسفك هو دمنا؟
إن انتفاضة الشعب الفلسطيني التي دخلت عامها الرابع، هي أهم الأحداث السياسية في الشرق الأوسط وأكثرها فاعلية في قترير تطور الأحداث المقبلة في منطقتنا. وقد أثبتت الانتفاضة أمرين أساسيين جداً هما:
أولاً: الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، قيادة وجماهير، مصمم على مقاومة الاحتلال حتى إسقاطه، وبالتالي تحقيق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة.
ثانياً: الشعب المقاتل الموحد، وهو أعزل من السلاح، قادر دائماً على اجتراح البطولات وإيلام العدو، وإقناعه بأن استمرار الاحتلال غير ممكن، فبكل بساطة ولكن بثمن باهظ غير ممكن فعلاً.
ولقد أثرت الانتفاضة في إسرائيل داخلياً، وسياسياً، واقتصادياً، وفكرياً، واجتماعياً، ونفسياً، أكثر من جميع "جيوش العرب" ودولها، وأكثر من المقاطعة الاقتصادية العربية منذ سنة 1948 إلى الآن.
إن الانتفاضة تقول للعالم، للصديق وللعدو، أن لدى شعب فلسطين الآن دولة في ظل الاحتلال، وما أن يزاح كابوس الاحتلال حتى يرى العالم دولة فتية، قوية، رائعة. إن حلم الشعب الفلسطيني الذي تغذى خلال خمسين عاماً من دم خيرة أبناء الشعب وبناته، يوشك أن يتحقق، أن يسطع، أن ينبلج.
- هل هنالك ما هو طبيعي أكثر من تفاعل الجماعير العربية الفلسطينية، من مواطني دولة إسرائيل، مع الانتفاضة؟
قلنا ونقول: إننا لسنا "متضامنين" مع الانتفاضة، الشعب يتضامن مع شعوب أخرى، نحن نتضامن مع كوبا أو نيكاراغوا أو مع النضال ضد العنصرية في جنوب أفريقيا. هنا القضية قضيتنا.. الدم الذي يُسفك هو دمنا، دم أهلنا قومياً وأهلنا بالمعنى المباشرة للكلمة. أحباؤنا الشهداء الذين يسقطون على طريق الشرق والكرامة والحرية هم لحمنا ودمنا، والنضال للاستقلال الوطني الفلسطيني هو قضية في صميم ضميرنا ووعينا وكرامتنا وشرفنا القومي والإنساني.
ومع الاختلاف الجوهري في الأوضاع، فإن المواطنين العرب الفلسطينيين داخل إسرائيل عبّروا عن مواقفهم ونشطوا تفاعلاً مع الانتفاضة بعدة صور:
- النضال السياسي – الجماهيري ضد الاحتلال وفظائعه. وقد انعكس هذا بالإضرابات الوطنية العامة وبالمؤتمرات والندوات والتعبئة السياسية عامة.
- تأثيرنا المتزايد والمتصاعد في الرأي العام اليهودي: في الأحزاب والشخصيات السياسية والفكرية والثقافية والفنية، وفي الرأي العام البسيط. إن اختراق الوعي اليهودي وتأليبه على الاحتلال، تأييداً للسلام الإسرائيلي – الفلسطيني، كان ويبقى مهمة أساسية واستراتيجية.
- قامت بين أهلنا داخل إسرائيل حركة مباركة هي حملات الإغاثة. ومع أن لهذه الحملات طابعاً إنسانياً عاماً، وشارك فيها بعض اليهود أيضاً، إلا أن لحملة الإغاثة بعداً وطنياً فلسطينياً واضحاً أيضاً.
- وأولاً وأخيراً، فإن جماهيرنا في الداخل قد تفاعلت، وتتفاعل بصورة قوية جداً مع الانتفاضة، سياسياً واجتماعياً وثقافياً وصحافياً وأدبياً. ونموذج الصمود والمقاومة والبطولة والوحدة الوطنية المباركة على أرض الانتفاضة في قطاع غزة الملتهب، والضفة الغربية الثائرة، والقدس الشريف المحافظ على عروبته، هو نموذج كبير ومشرق أمامنا في نضالنا ضد التفرقة الطائفية والعائلية والسياسية وغيرها.
- ويمكنني أن أقول، بكل ثقة، إنه كما غيّرت الانتفاضة شعب المناطق المحتلة منذ حزيران/يونيو 1967 تغييراً نوعياً، فقد غيّرتنا نحن أيضاً.