نورد أدناه النص الكامل للبيان المشترك الصادر عن الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف والرئيس الأميركي جورج بوش والذي وزع في هلسنكي يوم أمس قبيل بدء المؤتمر الصحفي المشترك حول نتائج لقاء قمة العمل السوفياتي ـ الأميركي:
"بمناسبة اجتياح العراق للكويت واستمرار احتلالها عسكرياً أدلى الرئيس ميخائيل غورباتشوف والرئيس جورج بوش بالبيان المشترك التالي:
تساورنا قناعة واحدة بأنه لا يجوز التسليم بعدوان العراق. ويستحيل قيام أي نظام دولي سلمي إذا ما كانت الدول الأكبر حجماً قادرة على ابتلاع جاراتها الأصغر منها.
ونحن نؤكد البيان المشترك لوزيري خارجية بلدينا الصادر بتاريخ 3 آب [أغسطس] في السنة الحالية وكذلك دعمنا لقرارات مجلس الأمن الدولي 660 و 661 و 662 و 663 و 664. واليوم نوجه مرة أخرى النداء إلى حكومة العراق للانسحاب من الكويت بلا قيد أو شرط وتهيئة الفرصة لعودة الحكومة الكويتية الشرعية والإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين الآن في العراق والكويت. والشيء المقبول الوحيد هو تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي بصورة تامة.
والأمر الوحيد الذي يمكن أن يضع حداً لعزلة العراق هو العودة إلى وضع الكويت قبل يوم 2 آب [أغسطس] الماضي.
إننا ندعو الأسرة العالمية جمعاء إلى الالتزام بالعقوبات التي فرضتها هيئة الأمم المتحدة ونعلن بأننا سنبتغي على انفراد ومعاً العمل على التمسك بالعقوبات كاملة.
وفي الوقت نفسه يعترف الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة بأن القرار 661 الصادر عن مجلس الأمن الدولي يسمح بتصدير المواد الغذائية إلى العراق والكويت لاعتبارات إنسانية. وستقدم لجنة العقوبات التوصيات إلى مجلس الأمن بصدد ما يعني به بالاعتبارات الإنسانية. كما واتفق الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة على وجوب ممارسة أي تصدير تحت رقابة المؤسسات الدولية المعنية بغية وصول المواد الغذائية إلى الجهة المقصودة بشكل صارم. علماً بأن أولوية خاصة ستعطى إلى تلبية حاجات الأطفال.
ونحن نفضل التسوية السلمية للأزمة وسنتخذ موقفاً موحداً من عدوان العراق. وفي الوقت نفسه نحن عاقدون العزم على ابتغاء إيقاف العدوان وإذا لم تؤد الخطوات المتخذة الآن إلى ذلك فنحن على استعداد لبحث إمكانية اتخاذ خطوات إضافية وفقاً لميثاق هيئة الأمم المتحدة. ويجب علينا أن نظهر بكل جلاء أن العدوان لا يمكن أن يجلب المنفعة ولن يجلبها.
وحالما سيتم بلوغ الأهداف المطروحة في القرارات الآنفة الذكر الصادرة عن مجلس الأمن الدولي سيعطي الرئيسان الأمر إلى الوزراء للتعاون مع بلدان المنطقة وخارجها في مضمار استحداث بنى إقليمية للأمن وإعداد التدابير في مجال دعم السلام والاستقرار. ويجب العمل بنشاط من أجل تسوية جميع النزاعات المتبقية في الشرق الأوسط والخليج العربي. وسيواصل الجانبان التشاور مع أحدهما الآخر وسيطرحان التدابير الرامية إلى بلوغ هذه الأهداف الأوسع نطاقاً في الوقت المناسب".
المصدر: نشرة إعلامية تصدر عن المكتب الصحافي في السفارة السوفياتية في بيروت، وفقاً لوكالة أنباء نوفوستي، العدد 195، 10/9/1990.