حديث وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني وليام والدغريف في مجلس العموم، 6/9/1990
Full text: 

سؤال: هل يرغب السيد والدغريف في إبداء ملاحظاته الخاصة بشأن مضامين الوضع في الخليج بالنسبة إلى الحلف الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة؟

جواب: المثير للانتباه في هذا الوضع هو أن ليس ثمة من مضامين. والأمر الذي أراه مثيراً للانتباه هو الدور الصغير الذي تقوم إسرائيل به في هذه الأحداث. وهذا الأمر قد يحمل البعض في الكونغرس الأميركي على الاستعبار. فالبعض يرى العلاقة بإسرائيل من منظور حلف استراتيجي، لكن عليهم أن يفهموا أن مثل هذا الحلف ليس مفيداً إذا لم يكن قابلاً للاستخدام في أزمة كهذه. ففي مثل هذا الوضع، تضطر الولايات المتحدة إلى استقطاب الدعوات من الدول العربية والسعي لإيجاد حلفاء لها في العالم العربي الأوسع. أما الكلب الذي لم ينبح في الظلام فهو حالة مثيرة للاهتمام. فقد بقيت إسرائيل خارج النزاع وذلك لأنها، وكما قيل سابقاً، لو تدخلت لنتج من ذلك عواقب واضطرابات تصعب السيطرة عليها.

وبمساندة من المجلس، طلب مني صديقي المحترم وزير الخارجية أن أجري الاتصالات بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية بعد صدور بيان جنيف وبيان لندن بشأن استراتيجيتها الجديدة المتعلقة بعملية السلام. لذا فقد أحزنني، كما أحزن العديدين، كيف أن منظمة التحرير أضاعت فرصة رائعة كان ينبغي لها أن تحكم عليها الحكم الصائب. فلسطين بلد صغير قوامه القانون الدولي يضطهده جار أقوى منه. ولو تمسّك الفلسطينيون بالقانون الدولي لكان في استطاعتهم أن يقولوا للمجتمع الدولي أنهم ساندوا هذا المبدأ حين كان الأمر يكلّفهم الكثير، وأنهم جديرون بالعون الآن. فقضيتهم العادلة كما هي الحال الآن كانت ستصبح غير قابلة للرد في جميع منابر العالم ومجالسه البرلمانية. وقد بدأ الكثيرون في الحركة الفلسطينية يتفهّمون الأمر ويغيّرون مواقفهم. نحن نتفهّم الضغوط التي تتعرض لها تلك الحركة ذات الفصائل المتعددة، لكن الكثيرين من أعضاء المجلس كما الحال بالنسبة إليّ وإلى الكثيرين من أصدقائي الفلسطينيين، قد أصيبوا بالخيبة من جرّاء الموقف الذي اتخذته قيادة المنظمة في بادىء الأمر. ونرجو أن تعمد القيادة إلى تغيير هذا الموقف...

.......

إن القرار رقم 660 المتعلق بالكويت والعراق يشير إلى المفاوضات بعد عودة الناس إلى بلادهم. وهذا شيء حسن. وفي وسعنا عندئذ أن نتفاوض في أية مشكلات كامنة ساهمت لربما في إشعال النزاع في البدء. وينطبق الأمر نفسه على المسائل الأعمق والأعقد كثيراً والمتصلة بالفلسطينيين وعلاقتهم بإسرائيل. وهذه الأمور يجب أن تأتي فيما بعد. أما أولئك الذين يسعون لإثارة فكرة المؤتمرات الكبرى في هذه المرحلة فهم يساهمون في ما أسميه استراتيجية صدام حسين المبنية على محاولة صرف أنظارنا عن الموضوع الأساسي في هذا العدوان، أي التزام القانون الدولي والامتثال المطلق لقرارات مجلس الأمن. ولا يمكن أبداً تجزئة هذه الأمور، وهي ليست قابلة للتفاوض الآن. والأمور الأخرى لا يمكن أن تُعالج إلا بعد الامتثال لهذه القرارات.

وأملنا، كما هي توقعاتنا، ألا يعود الشرق الأوسط أبداً إلى ما كان عليه، وأن العالم بأسره، حتى تلك الدول التي لم تكترث لمشكلاته، سوف يركز الآن على الأسباب العميقة لهذا النزاع وللمنازعات والأخطار في الشرق الأوسط. إذا استطعنا، وأنا متأكد من أننا سننجح في هذا المسعى، أن نحمل القيادة الفلسطينية على اتخاذ موقف دبلوماسي والتزام الدبلوماسية، فسوف يتم التقدم. وأرجو وأتمنى أن يتم ذلك.

........

 

المصدر: المحضر الرسمي.