.......
عقدنا العزم نحن وشركاؤنا وحلفاؤنا أن نعمل على حمل العراق على الانسحاب من الكويت وإعادة الحكومة الشرعية إليها، وعزمنا لا يتزعزع. فليس ثمة من مجال للحلول الوسط التي تحدد أو تنقص من هذا الهدف. والمحاولات الرامية إلى إيجاد مثل تلك الحلول لا تؤدي سوى إلى تأجيل اللحظة التي سيرى العراق فيها أن لا خيار أمامه سوى الانسحاب.
.......
وثمة دروس وعبر ذات مدلول أعمق تُستخلص من هذه الأحداث. أولاً، أعتقد أن المجلس بأسره سوف يرحب بالطريق السريعة والفاعلة التي استجابت الأمم المتحدة بها لهذه الأزمة. وها أننا نرى أخيراً أن الأمم المتحدة قد تصرفت بالعزم والحزم كما أراد لها مؤسسوها. ولا أتذكر أية مناسبة أخرى كان فيها العالم بأسره متحداً بمثل هذه القوة ضد عمل ما كما هو متحدٌ الآن.
ثانياً، أود الإشارة بنوع خاص إلى الدور الذي قام به الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن. فقد عملوا معاً وإلى درجة لا مثيل لها لضمان فاعلية أعمال الأمم المتحدة. ورأيي أننا نشهد هنا أولى ثمار دبلوماسية عصر ما بعد الحرب الباردة. فالمجابهة قد استُبدل بها جو جديد من المشاركة. ولم يكن من الممكن لنا أن ننجح في الحصول على ردة الفعل هذه قبل ثلاثة أو أربعة أعوام. ونرجو أن يعزز اللقاء المقبل بين الرئيسين بوش وغورباتشوف هذا التفاهم الجديد.
ثالثاً، يواجه بعض الدول المجاورة للعراق صعوبات شديدة من جراء سيل اللاجئين من المصريين والهنود والباكستانيين والبنغلاديشيين الذين وصلت أعدادهم حتى الآن إلى مئات الألوف، وهم جميعاً هاربون من صدام حسين. وهذه الدول، كما اللاجئون أنفسهم، بحاجة إلى العون ريثما يتم نقلهم إلى بلادهم...
رابعاً، يجب ألاّ ننسى بعض المسائل الرئيسية الأخرى في المنطقة، وفي مقدمه الحاجة إلى إيجاد حل عادل للمشكلة الفلسطينية. وللأسف، فإن دعم الفلسطينيين للعراق في استيلائه على أراضي دولة أخرى قد أصاب قضيتهم بالضرر الفادح. ومع ذلك، يجب ألاّ تثنينا هذه الأحداث عن محاولة إيجاد حل لهذه المشكلة الطويلة الأمد، فالسلام والأمن لن يحلا في هذه المنطقة قبل حل هذه المشكلة.
.......
المصدر: المحضر الرسمي.