وثائق دولية مؤتمر صحافي لوزير الخارجية البريطاني دوغلاس هيرد، عمان، 5/9/1990
Full text: 

.......

هناك نتيجة محزنة لهذه الحوادث وهي أن الاهتمام العالمي لم يعد منصباً على المشكلة الفلسطينية، وهذه أحد إنجازات الرئيس صدام حسين. فقد نسي العالم القضية الفلسطينية، أما زمن الوصول إلى حل عادل لها فقد أرجىء وتأخر وأصبح أبعد منالاً.

لكن علينا نحن في بريطانيا وأوروبا والعالم الغربي ألاّ ننسى هذه القضية، وألاّ ننسى أنها ما زالت من دون حل وأن ثمة احتلالاً للضفة وغزة والقدس الشرقية. فهناك الانتفاضة وهناك حاجة الشعب الفلسطيني الشرعية إلى تقرير المصير وحاجة شعب إسرائيل الشرعية إلى الأمن. وعلينا أن نعود إلى هذا الموضوع على الرغم من أن صدام حسين قد جعل الأمر أكثر صعوبة بسبب عمله العدواني ضد دولة عربية صغيرة.

.......

سؤال: قالت حكومتك أنها تهتم اهتماماً شديداً بتنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بتقرير المصير للشعوب وأمن بعض الدول القائمة. لماذا رُفض اقتراح صدام حسين بشأن الانسحاب المتزامن العراقي من الكويت والإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة رفضاً باتاً؟

جواب: لأنه وببساطة كان بمثابة حاجز من الدخان ليحجب به عدوانه.

.......

لقد جوبهت الحكومة البريطانية بانتقادات عدة لأنها أجرت اتصالات بمنظمة التحرير الفلسطينية، ولأنها أعلنت بوضوح مساندتها لتقرير المصير للشعب الفلسطيني. وقد أثار الأمران الكثير من اللغط. وهذا موقفنا. ولأجل ذلك، وقبل أن تبدئي بأسئلتك بشأن هذا الموضوع تبرعتُ بالإجابة ـ ليس لأن ثمة رابطاً بين المسألتين، فهما مختلفتان تماماً والمعتدي وحده هو الذي يسعى للربط بينهما ـ وقلت أيضاً ان هذا موضوع آخر يتعلق بالعدالة ويحتاج إلى حل. وهذا حق.

.......

سؤال: منذ ثلاثة وعشرين عاماً تجاهلت الحكومتان البريطانية والأميركية وجميع حكومات الدول الغربية المشكلة الفلسطينية. فماذا يضمن أن تسعى الحكومة البريطانية لحل هذه المشكلة، وذلك بعد تسوية الأزمة الراهنة؟ أليس من الأفضل اتباع سياسة السيد غورباتشوف والداعية إلى مؤتمر تُحل فيه مشكلة الشرق الأوسط برمتها، وهو الأمر الذي يوافق عليه معظم الناس هنا؟

جواب: ما الفائدة في رأيك من مؤتمر كهذا؟ لقد عُقد الكثير من المؤتمرات بشأن هذا الموضوع، وهو موضوع يصعب حله إلى درجة كبيرة لأنك تواجه الحاجة إلى إيجاد التوافق بين أمرين: أولهما حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وثانيهما حق إسرائيل في الأمن. وقد يُعقد مؤتمر كهذا في يوم من الأيام، لكن ليس ثمة من سحر كامن في عقد مؤتمر لا حظّ له في النجاح.

سبق وتبرعت بالإجابة عن هذا السؤال قبل أن تسأل فقلت انه ينبغي لنا ألا ننسى هذه المشكلة على الرغم من أن صدام حسين يحملنا على ذلك. وبالمنطق نفسه، فإن أصدقاء الفلسطينيين لا يمكنهم الاعتراض على الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وأن يساندوا في الوقت ذاته الاحتلال العراقي للكويت أو يجدوا له ما يبرره. نحن نعارض الاحتلال العراقي للكويت كما نعارض الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. نحن مع تطبيق قرار مجلس الأمن المتعلق بالكويت، ونحن أيضاً مع تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 242 المتعلق بالقضية العربية ـ الإسرائيلية.

.......

المصدر: وزارة الخارجية البريطانية.